المسيح الموعود عليه السلام رسول ونبي بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم
رسالة إتمام الحجة 24..
1: يعترض المعارضون على نبوّة المسيح الموعود عليه السلام، للقول إنه ليس نبيا أو إنه نبي غير حقيقي، معتمدين على العديد من النصوص التي يقول فيها حضرته بانقطاع النبوة بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه فسر “خاتِم النبيين” بهذه الصورة ، أو نصوص أخرى نفى فيها عن نفسه النبوة.
2: الموضوع ببساطة، أن كل هذه النصوص، نسخها وفسّرها حضرته بقوله إنه في كل هذه المواضع قصد انقطاع وانتهاء النبوة التشريعية والمستقلة فقط، وهذا ما نفاه عن نفسه؛ ولم ينف عن نفسه كونه نبيا من منطلق إطلاعه على الغيب بالبشارات والإنذارات وفق المفهوم القرآني للنبي التي تقره الآيات القرآنية: { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (27) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ….} (الجن 27-28) و الآية: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ …. } (الأَنعام 49)-
فوفق القرآن الكريم، النبي هو من يُظهره الله على الغيب بالبشارات والإنذارات بكثافة ويسميه الله نبيا، وهذا هو القاسم المشترك بين جميع الأنبياء.
3: بقي لي أن أذكر النص الذي فسر فيه المسيح الموعود أقواله بانقطاع النبوة وأنه ليس نبيا تشريعيا:
“حيثما أنكرت نبوتي ورسالتي فبمعنى أنني لست حاملَ شرعٍ مستقل، كما أنني لست بنبيٍّ مستقل؛ ولكن حيث إني قد تلقيت علمَ الغيب من الله تعالى بواسطة رسولي المقتدى صلى الله عليه وسلم، مستفيضًا بفيوضه الباطنة، ونائلا اسمَه؛ فإنني رسولٌ ونبي، ولكن بدون أي شرعٍ جديد. ولم أنكر أنّي نبيّ من هذا المنطلق قط، بل إن الله تعالى قد ناداني نبيًّا ورسولًا بهذا المعنى نفسه. لذلك لا أنكر الآنَ أيضا أنّي نبيّ ورسولٌ بهذا المفهوم” (إزالة خطأ 1901)
فهي نبوة منبثقة من نبوة المصطفى صلى الله عليه وسلم، مصطبغة بها وبرحيقها ومختومة بخاتمها ولا تخرج عنها قِيد أنملة، فهي إذًا، ذات النبوة ونفسها ولا تقدح بخاتميتها وآخريتها.
4: ألم يسمه الوحي نبيا في البراهين الأحمدية ؟ ألم يُطلق المسيح الموعود عليه السلام على نفسه مئات المرات أنه نبي في كتبه المتأخرة، ألم يسمّه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف نبيًا في صحيح مسلم!؟ فلا مجال للمماحكات بعد كل هذا!
5: منهجنا:
أنظروا هذا هو منهجنا، الأخذ بكل النصوص وتفسير النصوص بنصوص أخرى؛ بينما المعارضون يأخذون بنصوص ويتركون الأخرى، فهل هذا نهج قويم؟
ألا هل بلّغت، اللهم اشهد ..