نبوة المسيح الموعود عليه السلام نبوة حقيقية وكاملة
رسالة إتمام الحجة ..25
1: قلنا في الرسالة الماضية إن المسيح الموعود عليه السلام يقر بأنه رسول ونبي، بناء على المفهوم القرآني لمعنى “النبي” وهو الإظهار على الغيب بالبشارات والإنذارات بكثافة، فمن تتحقق به هذه الأمور ويسميه الله نبيا فهو نبي؛ وهذا هو القاسم المشترك بين جميع الأنبياء.
2: أخذ المعارضون يماحكون: هل هي نبوة حقيقية أو غير حقيقية؟ وهل هي نبوة كاملة أو غير كاملة ؟، بناء على نصوص معينة أولى للمسيح الموعود عليه السلام، والتي قال فيها إن نبوته ناقصة مجازية.
3: وهنا نجيب ونقول بأن المسيح الموعود عليه السلام، قطع في هذه المسألة، بأن هذا المفهوم القرآني للنبوة المبني على الإظهار على الغيب هو النبوة الحقيقية حيث قال: إذ لم يتأملوا في المعنى الحقيقيِّ لـ “النبي”، إن معنى النبيِّ هو مَن يتلقى الأنباءَ من الله بالوحي (البراهين الخامس)
إذن، انتهى الأمر فهو عليه السلام يقر أن نبوته المبنية على الإظهار على الغيب نبوة حقيقية وكاملة.
4: فيأتي المعارضون بنصّ متأخر آخر من كتاب الاستفتاء، يقول فيه حضرته عليه السلام، بأن النزاع لفظي وأن نبوته مجازية.
نقول هذا الكلام صحيح، وهو موجه للمماحكين أمثال المعارضين، فحضرته عليه السلام يقول لهم: نحن نقول لكم إن النبوة الحقيقية هي الإظهار على الغيب بالبشارات والإنذارات ولذا فنبوتي حقيقية، ولكن إذ أصررتم على القول بأن النبوة الحقيية الكاملة تستدعي التشريع والاستقلال فنقول لكم إن النزاع لفظي لا يؤخر ولا يقدم في حقيقة كوني نبي، فإذا أصررتم على هذا المعنى فنبوتي تكون مجازية ؛ ولكنها لا تخرج عن إطار النبوة.
4: يعني باختصار، ياجماعة، القضية هي بالفعل قضية لفظية والخلاف لفظي ونسبي، وهي قضية مصطلحات نسبية؛ فنسبة للمفهوم القرآني للنبوة والذي هو الإظهار على الغيب وبناء عليه، تكون نبوة المسيح الموعود عليه السلام حقيقية كاملة. وأما نسبة للمفهوم العالق في رؤوس العامة، بأن النبي لا بدّ أن يكون تشريعي أو مستقل، أو نسبة لنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والتي هي أكمل وأسمى النبوات فنبوته مجازية وغير كاملة.
5: ولكن نحن بالأخص الأحمديين، تعريفنا للنبوة الحقيقية، لا بد أن يستند إلى ما فسّره المسيح الموعود للنبوة الحقيقية، وليس لما هو في مفهوم عامة الناس.
فالخلاصة:نبوة المسيح الموعود عليه السلام حقيقية كاملة، نسبة للمفهوم الصحيح للنبوة الذي أقره المسيح الموعود الحكم العدل عليه السلام.
ألا هل بلغت، اللهم اشهد !