تحقق نبوءات المسيح الموعود عليه السلام ح 18
كيفية تحقق نبوءة “زلزلة الساعة ” وبريقها خمس مرات
بناء على استقراء نبوءات المسيح الموعود عن الزلازل بعد زلزال 4 نيسان 1905، بإمكاننا أن نلخّص هذه النبوءات بنبوءات إجمالية جوهرية، ونبوءات أو جوانب جزئية تفصيلية.
فالنبوءات الإجمالية تتلخص بما يلي:
- نبوءاة الحوادث وعجائب القدرة كما جاء في كتاب الوصية آخر 1905 والتي ستحدث قبل وفاة حضرته عليه السلام.
- زلزلة الساعة: إن زلزلة شديدة الدمار لا بدّ أن تحدث، وهي ستكون بمظهر يوم القيامة.
- زلازل عديدة: سيصحب هذه الزلزلة زلازل عديدة، منها ما يحدث قبل وفاة حضرته ومنها ما يحدث بعدها.
- وكل هذا سيكون تصديقا للمسيح الموعود عليه السلام.
كيفية تحقق هذه النبوءات الإجمالية:
– نبوءاة الحوادث وعجائب القدرة كما جاء في كتاب الوصية آخر 1905:
“ثم بعد ذلك خاطبني الله باللغة الأردية عن وفاتي بما يلي: “قلّتْ أيامُ حياتك. يومئذ يستولي الحزن على الجميع. سوف يحدث كذا وكذا ثم تقع حادثتك. بعد وقوع جميع الحوادث وإراءة عجائب القدرة سيقع حادث وفاتك. أما الذي أُعلِمت به عن الحوادث فهو أن الموت سوف يعم العالم في كل حدب وصوب، وستقع الزلازل وبكل شدة بحيث تكون نموذجًا للقيامة، وتجعل عالي الأرض سافلها، وتضيق الحياة على الكثيرين. أما الذين يتوبون عن الذنوب ويتورعون فسيرحمهم الله تعالى. وكما أن كل نبي كان قد أخبر عن هذا الزمان، فإن كل ذلك واقع لا محالة.”
يجب التنويه هنا ألى أن هذه النبوءة سبقت نبوءة الزلازل الخمسة التي تنبأ عنها المسيح الموعود بعد ذلك، وأعلن عنها في كتاب التجليات الإلهية، مما يجعلها نبوءة منفردة قائمة بحد ذاتها، فهذه تتحدث عن زلازل عديدة ستحدث قبل وفاته وأما تلك فتتحدث عن خمسة زلازل؛ ولذا يجب عدم الخلط بينها.
وقد بيّنا كيف تحققت هذه النبوءة في حلقة خاصة عدّدنا فيها أكثر من مئة زلزال وآفة حدثت في العالم منذ إعلان حضرته هذه النبوءة في كتاب الوصية إلى يوم وفاته: حينما تحدث الله تعالى تأييدا للمسيح الموعود عليه السلام وتصديقا لنبوءاته..
– نبوءة زلزلة الساعة:
فمجمل هذه النبوءة هو أن زلزلة شديدة الدمار لا بدّ أن تحدث، وهي ستكون بمظهر يوم القيامة، وخارقة للعادة لم يُر مثلها من قبل، حيث إن انهدام المباني وهلاك آلاف الناس دفعة واحدة وظهور الأمر الخارق للعادة هو المقصود الحقيقي من النبوءة.
فلو تركنا التفاصيل الجزئية جانبا، وركزنا على المهم في هذه النبوءة وهو النبوءة الإجمالية وفق ما بيّناه في إجمال النبوءات وفي قواعد الحكم على النبوءات، حيث إن هذه الزلزلة ستكون خارقة للعادة ولم يُر مثلها من قبل مثلما قال حضرته في كتاب البراهين الخامس : يكون ذلك الحادث مما لم تره عين من قبل، فانهدام المباني بهذه الصورة وهلاك آلاف الناس دفعة واحدة وظهور الأمر الخارق للعادة هو المقصود الحقيقي من النبوءة”. لو أخذنا هذا الإجمال والجوهر الأساسي للنبوءة لسلّمنا بتحققها في الحرب العالمية الأولى، بلا أدنى شك.
إذ انطبقت على الحرب العالمية الأولى المعايير الإجمالية لهذه النبوءة، بكونها خارقة للعادة ولم يحدث مثلها من قبل وأدّت إلى انهدام المباني وهلاك الناس دفعة واحدة، وهو المقصود الحقيقي الذي بيّنه حضرته من هذه الآية. وقد أثبتنا الأوصاف الأخرى التي ذكرها حضرته عليه السلام في قصيدته الأردية أنها تحققت بالفعل في الحرب العالمية الأولى وهي : الزلزلة وشيكة الحدوث، سيفقد الناس صوابهم بسببها، سيتضرر منها المسافرون والبشر والشجر والحجر، وتسيل أنهار من الدماء، سيتضرر منها قيصر روسيا ويصل إلى حالة يرثى لها. “زار روسيا” ( قيصر روسيا) من أعظم نبوءات المسيح الموعود التي تحققت بجلاء..
– الزلازل العديدة
أما بالنسبة للزلازل العديدة التي حدثت قبل وبعد وفاة حضرته عليه السلام، وفق نبوءة حضرته عليه السلام التي جاءت في كتاب الوصية : يخبرني كلام الله أن الحوادث واقعة والآفات نازلة على الأرض، فمنها ما يقع أثناء حياتي ومنها ما يقع من بعدي.
فبإمكان كل عاقل أن يلمس ازدياد مثل هذه الآفات والكوارث الطبيعية في عالمنا ووقتنا الحاضر بما لا يحتاج إلى بحث مستفيض فيه، فالزلازل المدمرة والفيضانات بما فيها التسونامي وانتشار الأوبئة وانجراف اليابسة كلها ماثلة أمام اعيننا.
تحقق الجزئيات التفصيلية للنبوءة:
– الخمسة زلازل التي ستكون بمثابة بريق لزلزلة الساعة:
أو أن زلزلة الساعة سيظهر بريقها خمس مرات،كما جاء في مارس 1906 في كتاب التجليات الإلهية: أما الآن فيقول الله تعالى: ستحدث خمسةُ زلازل أخرى، وستلاحِظ الدنيا بريقها غير العادي.”سأريكم بريق هذه الآية خمس مرات”.
ففي هذا السياق لا يمكن التغاضي عما قاله حضرته عليه السلام في إعلان متلازم مع نشر كتاب التجليات حيث جاء فيه: مارس 1906 ( مجموعة اعلانات، جلد 2، مارس 1906 اعلان 273): “سيُري بريق آيته خمس مرات، هذا قول الله وستفهمونه يوم يفهِّمكم إياه” .
فإن قول حضرته هذا لهو دليل على أن معنى هذه الآية وهذه الزلازل الخمسة ليس واضحا تمام الوضوح، بل إن معناها الحقيقي سوف يظهر في المستقبل حين يشاء الله تعالى أن يظهر هذا المعنى، فحضرته عليه السلام لا يجزم في كيفية تحقق هذه الزلازل ولا يجزم أنها ستقع كلها في حياته، بل يفوّض أمرها لعلم الله تعالى، وفي كل هذا إشارة إلى أن هذه الآية ستستمر بالتحقق في المستقبل.
وفي كتاب التجليات الإلهية، لم يقل حضرته عليه السلام أن هذه الزلازل الخمسة ستحدث في حياته، بل قال حضرته أمرا شبيها لذلك في كتاب “البراهين الخامس” ولم يكن القصد كل هذه الزلازل الخمسة، بل الزلزال المقبل ” زلزلة الساعة”. أما في كتاب “حقيقة الوحي” ربط بين النبوءتين ” زلزلة الساعة” و”الزلازل الخمسة” حيث عدد حضرته ثلاثة زلازل حدثت في الهند حتى ذلك اليوم، وقال بأن الخامس سيكون نموذج القيامة، بما قد يُفهم منه أن الخمسة زلازل ستحدث في حياته؛ إلا إن هذا ما هو إلا تفسير وتأويل حضرته عليه السلام، النابع من عدم وضوح معنى هذه النبوءة بشكل تام ودقيق. وإلّا، فلم يجزم حضرته قطّ في أن هذه الزلازل الخمسة ستقع حتما في حياته.
حيث قال: واعلموا أنه قد وقعتْ بعد هذا الوحي الإلهي في هذا البلد حتى اليوم 22/ 7/1906 ثلاثة زلازل، أي بتاريخ 28/ 2/1906 و20/ 5/1906 و21/ 7/1906، ولعلها ليست عند الله تعالى في عداد الزلازل الموعودة لأنها خفيفة جدا، ولعل الزلازل الأربعة ستكون مثل الذي وقع بتاريخ 4/ 4/1905، أما الخامس فسيكون نموذجا للقيامة، والله أعلم. (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية، مجلد 22، ص 96، الحاشية)
فنرى كيف أن حضرته عليه السلام لا يجزم بصحة تأويله هذا، بل يجعله في عداد الممكن وليس الأكيد، كما تدل عليه كلمة ” لعلّ” ، ثم بعد هذا التأويل يفوّض الأمر لله تعالى وعلمه حيث قال: ” والله أعلم” . فالخلاصة: لم يجزم حضرته عليه السلام بأن هذه الزلازل الخمسة التي تعدّ كل واحد منها بمثابة بريق لزلزلة الساعة أنها ستحدث في حياته.
لذا فبناء على كل هذا فهذه الجزئية – الزلازل الخمسة وظهور بريق هذه الآية خمس مرات- لا بدّ أن تفوَّض إلى علم الله تعالى فهو الأعلم بكيفية تحققها التام، وما يصدّق قولنا هذا هو قول المسيح الموعود عليه السلام عن هذه الزلازل الخمسة: ” هذا قول الله وستفهمونه يوم يفهِّمكم إياه”؛ وأما نحن فبإمكاننا أن نجتهد محاولين فهمها وقد يكون تحققها بعدة أوجه كما يلي:
التأويل الأول:
من الممكن اعتبار أربعة من بين الزلازل الكثيرة التي عدّدناها بين السنوات 1906 و1908 بأنها هي المقصود من الزلازل الأربع. وهذا أيضا ما ذهب إليه حضرته عليه السلام تأويلا لهذه النبوءة في كتاب حقيقة الوحي، حين تحدث عن تحقق هذه النبوءة في شهر 7 / 1906 حيث جاء:
“أُريك زلزلةَ الساعة. يُريكم الله زلزلة الساعة. لِمَن المُلكُ اليوم؟ لله الواحد القهار.”
: أُري بريق آيتي هذه خمسَ مراتٍ، ولو أردتُ لجعلتُ ذلك اليوم يومَ خاتمة الدنيا.
“إني أحافظ كلّ مَن في الدار. أُريك ما يرضيك.” فقال في الهامش :
قال المسيح الموعود عليه السلام في هذا الصدد: (2) هذا الوحي الإلهي يكشف أنه ستقع خمسة زلازل، وتكون الأربعة الأولى منها خفيفة نوعا ما، فتستخفّ بها الدنيا، ثم يقع الخامس الذي يكون نموذجا للقيامة ويترك الناس مذهولين كالمجانين حتى يتمنون الموت قبل هذا اليوم.
واعلموا أنه قد وقعتْ بعد هذا الوحي الإلهي في هذا البلد حتى اليوم 22/ 7/1906 ثلاثة زلازل، أي بتاريخ 28/ 2/1906 و20/ 5/1906 و21/ 7/1906، ولعلها ليست عند الله تعالى في عداد الزلازل الموعودة لأنها خفيفة جدا، ولعل الزلازل الأربعة ستكون مثل الذي وقع بتاريخ 4/ 4/1905، أما الخامس فسيكون نموذجا للقيامة، والله أعلم. (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية، مجلد 22، ص 96، الحاشية)
إذن فهو يعدد بعض الزلازل التي وقعت حتى ذلك اليوم على اعتبار أنها من بين الخمسة الموعود بها، إلا إنه وفْق قوله هذا، يفوّض حضرته عليه السلام أمر هذه الزلازل التي عددها لله تعالى، ولا يجزم بأن هذه الزلازل التي عدّدها هي مصداق للنبوءة، ولكن الزلازل تحدث بتتابع وفق الوعد الإلهي .
فنخلص من كل هذا، إلى أن حضرته عليه السلام لم يجزم قطعا بأن الزلازل الخمسة سوف تحدث في حياته. وهنا تسقط اعتراضات المعترضين وصراخهم، بقولهم: لماذا لم تتحقق هذه الخمسة زلازل قبل وفاته عليه السلام، وقبل مغادرة الطاعون للبلاد ووو
ووفق هذا التأويل تكون “زلزلة الساعة” أو “زلزلة القيامة” هي الزلزلة الخامسة بحد ذاتها، أو هي تعبير عام عن كل الزلازل المروعة التي ستحدث بعد الأربعة زلازل الأولى من بين تلك التي عددناها، ويكون أول تحقق لها بالحرب العالمية الأولى وثاني تحقق بالحرب العالمية الثانية واذا استمرت الحروب العالمية فتكون تحققا آخر لها، بحيث في كل تحقق جديد تتحقق معه الجزئيات الأخرى للنبوءة بجلاء أكبر،مثل: ( في بلادي، لمصلحتي، في الربيع، اختفاء الطاعون..) . كل هذا انطلاقا من قول حضرته عليه السلام في جاء في كتاب الوصية : يخبرني كلام الله أن الحوادث واقعة والآفات نازلة على الأرض، فمنها ما يقع أثناء حياتي ومنها ما يقع من بعدي. وفي إعلان 18-4 1905 : قال حضرته : وليكن معلوما أن الآيات لن تنقطع على هاتين الآيتين (( يقصد زلزال 4-4-1905 والزلزال الشديد الذي سيعقبه اي زلزلة الساعة،)) بل ستظل الآيات تظهر واحدة تلو الأخرى … .وقال في حاشية هذا الإعلان: ويتبين منها أن الزلزال الخطير ليس واحدا فقط بل لعل زلازل عديدة أخرى أيضا ستقع بعدها.
التأويل الثاني:
بأن زلزلة الساعة هي النبوءة العامة والتي ستقع بصورة خمسة زلازل يكون كل واحد منها بمثابة بريق لهذه الزلزلة أو وميض لها، وبتحقق هذه الومضات منفصلة ستتحقق معها التفاصيل الجزئية الأخرى الدقيقة للنبوءة العامة ” زلزلة الساعة”؛ وبذلك تكون الحرب العالمية الأولى بمثابة البريق الأول لهذه الزلزلة، والذي تحققت معه جزئيات أخرى مثل جزئية وقوع الزلزلة في حياة حضرته عليه السلام، كما أوضحناه في حلقة أخرى وتحقق معها الهلاك والدمار بما لم تره عين من قبل. وليتحقق بعدها كل بريق آخر بشكل منفصل، وهو ما حدث في الحرب العالمية الثانية والتي قد تكون البريق الثاني للزلزلة، والذي فيه تجلت الجزئيات الأخرى من الدمار والهلاك بصورة أوضح وأجلى، وكما قد يحدث في نشوب حرب عالمية ثالثة لتكون البريق الثالث لها، والتي بسبب الدمار المتوقع فيها ستتجلى نبوءة زلزلة الساعة بكامل صورها وبكل دقائقها وتفاصيلها، كما تُصورها النبوءات الجزئية المتعلقة بهذه النبوءة مثل: حدوثها في الربيع، في بلاد المسيح الموعود، وحدوث نصر وفتح كبير بدخول الآلاف من الناس في الجماعة جراءها؛ والطاعون الذي سوف يختفي من البلاد).
فكل هذه التفاصيل قد تتجلى بأوضح صورها في المراحل المستقبلية لزلزلة الساعة، إذ قلنا إن وفق مبادئ الحكم على النبوءات ليس من البعيد أن يتأخر تحقق هذه النبوءات وتفاصيلها المختلفة. وفي مثل هذه الحال سيبقى البريق الرابع والخامس لهذه الآية في علم الله تعالى، رغم أنه من الممكن أن ينطبق على حروب أو كوارث أخرى حدثت أو قد تحدث في العالم قبل أو بعد البريق الثالث.
وخلاصة الكلام بالنسبة لهذه الزلازل الخمسة أنها لا بدّ أن تفوض لعلم الله تعالى، لأن المسيح الموعود عليه السلام كما يظهر من العديد من النصوص، لم يجزم قطعا بوقوعها كلها في حياته، كما لم يجزم في كيفية تحققها ولم يجزم بأنها زلازل أرضية ولا متى سوف تحدث ولا أين بالضبط.
وأما السؤال الذي يجب أن يسأله المعارضون ببساطة فهو: ألم يتنبأ المسيح الموعود عن هزة عنيفة للعالم تكون مظهرا للقيامة وخارقة للعادة!؟ وبعد هذه النبوءة ألم يهتز العالم بالفعل بما لم يسبق له مثيل ولم تره عين من قبل بوقوع حربين عالميتين!؟ ألا تنذر الأحداث الواقعة في عالمنا اليوم بوقوع هزة أعنف من سابقتيها وتنطبق عليها كلمات النبوءات التي تلقاها المسيح الموعود بحذافيرها!؟؟؟؟ أليس من المعقول أن يكون كل هذا تجلٍّ للزلازل الخمسة التي هي بريق لزلزلة الساعة!؟؟؟وهذا هو بيت القصيد!!!!
ولا شك أن هذه الأنباء والنبوءات من أهم الأسباب التي تدفع الجماعة والخلفاء على تحذير العالم من نشوب حرب عالمية ثالثة. فطالما أننا ملزمون بالأخذ بهذه النبوءات بالإجمال، والنظر إلى الأمر الأساسي فيها، وهو حدوث الدمار الشامل الذي يعمّ العالم، وطالما كانت هنالك إشارات إلى إمكانية حدوث هذا الأمر بصورة أكبر مما كان عليه في الماضي خلال الحرب العالمية الأولى والثانية، فلا بدّ أن لا نستهين بهذه النبوءات، بل الحذر والوجل من تحقق الجوانب الخفية فيها دائما، وذلك وفق قوله تعالى: { وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (74)} (الفرقان 74)، هل غابت هذه الآية القرآنية عمّن سلب الله من قلبه الإيمان؟
ولهذا نحذّر دائما من إمكانية تحقق هذه النبوءة بشكل حرب ثالثة مدمرة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، بناء على نبوءات المسيح الموعود عليه السلام الآنفة الذكر.
كما لا بدّ أن ننوه إلى أن الجماعة الإسلامية الأحمدية ليست وحدها التي تتحدث عن نشوب حرب عالمية ثالثة، بل العالم كله يعلم هذه الحقيقة، والحديث عن حرب كهذه تتناقله وسائل الإعلام بين الفينة والأخرى، نظرا لتردي الأوضاع السياسية و الأمنية في العالم والتي تدل على أن العالم على شفى جرف هار، والذي ينكر هذه الوقائع فإنه ينكر نفسه أو أنه يعيش في عالم آخر. ( مرفق في التعليقات رابط لمقال لوزير خارجية امريكا السابق هنري كسنجر، يقول فيه: إن من لا يسمع طبول الحرب فهو حتما أصمّ. ناتي بهذا المقال كعينة لإثبات أن الجماعة الإسلامية الأحمدية ليست وحدها التي تحذر من إمكانية وقوع حرب كهذه)
ومما لا بدّ أن ننوه إليه أيضا في هذا السياق، أن حديث الجماعة والخلفاء عن إمكانية نشوب حرب كهذه وتحذير الأحمديين والعالم بأسره منها، ليس نابعا من توق الجماعة لنشوب حرب كهذه مثلما يصوره المعارضون كذبا ودجلا وزورا وبهتانا بحق هذه الجماعة؛ إنما تحذير الجماعة من هذه الحرب، لهو نابع من عاطفة الرحمة والشفقة على العالم بأسره كي يصلح العالم نفسه، لألا يقع في هذه الكارثة. وخير دليل على ذلك الرسائل التي أرسلها الخليفة الخامس أيده الله إلى زعماء العالم يحثهم على تفادي الوقوع في مثل هذه الحرب، وجولاته في برلمانات العالم ليحثهم على إقرار السلم والسلام في العالم؛ فلو كانت الجماعة تعشق الحروب والزلازل مثلما يدّعيه المعارضون لما وجّه حضرة الخليفة أيده الله هذه الرسائل إلى زعماء العالم ولما قام بجولاته هذه.
وكما قلنا فإن العالم بأسره يتحدث عن إمكانية نشوب حرب كهذه، ولعل اختلاف الجماعة الإسلامية الأحمدية عن الآخرين في هذا الصدد، هو أن لديها النبوءات التي جاء بها المسيح الموعود والتي تنذر بإمكانية وقوع حرب كهذه، والتي توجد لها إرهاصات بنبوءات قديمة جدا في التوراة والإنجيل والقرآن الكريم؛ ولذا دأبت الجماعة الإسلامية الأحمدية بناء على هذه النبوءات على تحذير العالم بأسره من وقوع حرب كهذه.