المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود العربية ..84
الشاذ والمقيس في اللغة والنحو ..
بعد أن بكّتنا المعارضين ولجمناهم في تخريج وتوجيه ما زعموه أخطاء نحوية ولغوية في كلام المسيح الموعود عليه السلام، حيث قمنا بتوجيهها على لغات العرب المختلفة، فسُقط في أيدي المعارضين الجهلة وأخذوا يروّجون بين أتباعهم والمطبلين لهم بأن هذه اللغات التي اعتمدنا عليها ما هي إلا لغات شاذة لا يقاس عليها؛ هذا لكي يوهموا المطبلين لهم أن توجيهاتنا ليست صحيحة.
وبعد أن ذكر أحدهم هذا الأمر بالنسبة لتوجيهنا مسألة نصب الفاعل على تقارض الحكم النحوي مع المفعول، بقوله إنها لغة شاذة لا يقاس عليها؛ أجبت على اعتراضه هذا بعجالة. فأسوق ردي هذا إليكم في هذا المقال العاجل، لكي أعطي لمحة بسيطة عن هذا الموضوع الذي يثار؛ منوّها إلى أنني سوف أفرد له مقالات خاصة مستقبلا سأضمنها الشواهد والإثباتات على ما أقوله بناء على ما صادفته خلال بحثي في هذه الأمور اللغوية كلها.
الجواب موجَّها إلى أخ أحمدي عُرض عليه الاعتراض:
– صحيح أن بعض هذه الأمور شاذة، ولكن مهم أن تعرف أخي، أن القضية ليست كما هم يوهمون الناس بأن كلها لغات شاذة؛ بل بالعكس فالكثير مما بحثت فيه ليس شاذا بل معروف ورائج ولكن فيه اختلاف بين النحاة؛ غير أن المعترض الجاهل والمطبلين له الجهلة لا يعرفون هذه الأمور.
– أما قضية ان يقاس عليه أو لا يقاس فهذا لا يسري على المسيح الموعود عليه السلام لعدة اسباب:
- اولا: إن العديد من الأمور مختلف عليها فيما يمكن أن يقاس عليها أو لا. فأمر معين قد يكون مقيسا عند بعض النحاة، إلا انه عند غيرهم ليس بمقيس، وعند الآخرين قد يكون مقيسا بشروط.
- ثانيا: انطلاقنا وبوصلتنا هي قول المسيح الموعود عليه السلام أن الله علمه أربعين ألفا من اللغات العربية، وهو لم يقل إنها أربعين ألفا من اللغات العرببية التي يقاس عليها؛ فمجرد أن نثبت أن اللغة واردة عن العرب ويقر ّبها نحوي واحد، فهنا تنتهي مهمتنا ويثبت صدق المسيح الموعود عليه السلام.
- ثالثا: موضوع القياس وعدم القياس هذا آراء للنحويين لا تسري على الوحي الربانيّ المتنزل على المسيح الموعود عليه السلام، وهي آراء لبعضهم وفق ما وضعوه من قواعد في صناعة النحو المبتكرة والتي هي علم إنساني لا تسري قواعده وقيوده على الله عز وجل وعلى وحيه. فعندما يقرر الله عز وجل تعليم مسيحه لغات العرب المختلفة ويكلمه بها، فالله عز وجل ليس بحاجة إلى أخذ الإذن من النحاة فيما هو مقيس أو غير مقيس؛ والله تعالى ليس مقيّدا بقرارات النحاة فيما جعلوه مقيسا أو لا.
إضافة إلى ذلك فنحن نقول إن ورود هذا الأمر (نصب الفاعل) في لغة المسيح الموعود عليه السلام، لم يأت لكي يتبعه كل شخص ويصبح لغة يكتبها الجميع؛ فهي بالفعل شاذة، ولكنها جاءت على سبيل الطرافة والملحة والنكتة، وهي في الحقيقة فخّ أوقع فيه المعارضين الحاقدين الذين غطت أعينهم وقلوبهم غشاوة الحقد الأعمى فأعمت أبصارهم وبصيرتهم.
سأفرد بعون الله مستقبلا بعض المقالات عن مسألة الشذوذ وعدمه أو القياس وعدمه فيما يتعلق بهذه اللغات التي ذهبنا إليها في أبحاثنا المختلفة.