يذكُرُ الله تعَالى فِي كِتَابِه الكَريمِ مُفرَدتَي الفِطرَة والصِّبغَة ويظنُّ النَّاسُ بأنَّ تلكَ الكَلِمَتَينِ مُترادِفَتينِ فالصِّبغَةُ هيَ الفِطرَة والفِطرَة هيَ الصِّبغَة، يقولُ الله تَعالَى في كِتَابِه الكَرِيم عنِ الفِطرَة:

 {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} الروم30

بينَما يقُول عَن الصِّبغَة

{صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ }البقرة138

وقد أوضَحَ حضرَة النَّبيِّ عليهِ الصَّلاة والسَّلام مفهُومَ الفِطرَة حَيثُ يقولُ في الحَديثِ المَشهورِ

عن أبي هُريرة أنَّه كانَ يقولُ قالَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلمَّ: “ما مِن مَولودٍ إلا يُولدُ على الفِطرة فأبَواه يهوِّدانه وينصِّرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمةً جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء  ثم يقول أبو هريرة واقرءوا إن شئتم فطرةَ الله التي فَطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله

والحقيقَة أنَّ هذا الحَديث يؤكِّد على أمر مُهم أنَّ الفِطرَة تُولدُ معَ الإنسَان ومزروعةٌ فيه، فهوَ يولَد موحِّداً لله تعالى وفي داخلهِ النَّزعَة نحوَ الخيرِ ونحوَ التجَمُّل بالصِّفات الصَّالحة والتعلُّقِ بالذَّات العَاليَة.

وقد قالَ الله تَعالى موضِّحاً كَيفيَّة زِراعَة الفِطرَة في الإنسَان

{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ }الأعراف172

فقد كانَت تِلكَ هيَ البَرمَجَة الإلهيَّة الأصليَّة للإنسَان  حيث خلقَ نَوازِع َ الخَير فيهِ فالطِّفلُ كمَا قالَ النبيُّ صلى الله عليهِ وسلَّمَ: يولَدُ موحِّداً الله تعالَى، يعشَق الذَّاتَ العَاليَة وهيَ أمَّه التي تُمثِّل له الرَّبَّ في حالةِ الطُّفولَة، ويخلُقُ فيهِ حبَّ الخَيرِ والبَراءَة وغَيرِها منَ الطِّباَعِ الجيِّدَةِ والخَيِّرةِ فهذِه هِي الفِطرَةُ.

ولذلِكَ فالشِّركُ لا يَغفِرهُ ربُّنا أبداً، قالَ الإمَام عَلي ليسَ فِي القُرآنِ أحبُّ على قلبِي مِن آية (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا) [سورة النساء : 48]

ﻷنَّ التَّوحِيدَ فِطرَةٌ والفِطرَةُ مثلَ جَذوَةٍ متَّقِدَةٍ دَوماً قد تَخبُو نارُهَا غيرَ أنَّها بقوَّةِ الله فِيهَا قوةٌ مِن نارِالله تعالى ولن تنطَفِئ

فالفِطرَةُ في اللُّغَة هيَ الابتِدَاء والاختِراع.

والحَقِيقَة أنَّ الفِطرَة المُودَعَةَ في الإنسانِ لا يُثابُ عَليها أبَداً ولا تَكونُ لهُ كرامةٌ ولا يَنالُ أجراً بها أبَداً لأنَّها مَزرُوعَةٌ مِن قبَلِ فاطِر السَّماوات والأرضِ، فالأجرُ لا يَكونُ إلا بوجُودِ القُدرَةِ على المَعصِيَةِ، والفِطرَةُ تكونُ في ما دُونِ سنِّ التَّكلِيف حيثُ يَكونُ الإنسانُ غيرَ قادرٍ على التَّمييزِ بينَ الخيرِ والشَّر وغيرَ قادرٍ على إتيانِ المعَاصِي مِن خِلالِ عدَمِ اكتِمَال البُنيَان الغَريزِيِّ لدَيه واكتِمال الشَّهوةِ عندَه ببُلوغِهِ الحُلُم، فقَبلهُ يكونُ الإنسَانُ عفِيفَاً غيرَ أنَّه لا يؤجَرعَليهَا أبَداً .

ويكونُ موحِّداً ولا يؤجَرُ عَليهِ أبداً، ولكِن بعدَ سنِّ التَّكليفِ تتغيَّرُ تلكَ الأمورُ ولو فقَدَ الإنسَانُ على سبيلِ المِثَالِ القُدرَةَ الجنسيَّةَ لأيِّ سَبَبٍ كانَ، لكانَ عفَافُهُ غيرَ مأجورٍ عَليهِ ولا يَكونُ خُلقاً له، لأنَّه لا يمنَعُ نفسَه مِن شَيءٍ تشتَهيهِ أبَداً، لذلكَ يقولُ الله تعَالَى عنِ النَّصَارى ورهبانِيَّتِهم {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} الحديد27

حيثُ يقولُ المسيحُ الموعُودُ في تَفسِيرِ تلكَ الآية:

أي أنَّ هُناكَ أناساً ابتدَعوا بأنفسهم طُرقاً لذلكَ، كأن كفُّوا عَمداً عنِ الزَّواج أبداً، أو عطَّلوا قُواهُم الجنسيَّةِ بطُرقٍ مصطَنَعةٍ ليكونُوا كالمُصَابين بالعنَانَةِ، أو ترهَّبوا بأيِّ طَريقٍ آخرَ، ولكنَّنا لم نَفرِض ذلكَ عَليهِم، ومِن ثمَّ فشِلوا فِي هذه البِدعَات تماماً، ولم يصِلوا إلى التَّحصيل والدَّرجَةِ الرُّوحانيَّة المطلوبَةِ منهم .

وقولِه تَعالى أنَّنَا ما كتَبنَا على النَّاسِ أن يترهَّبُوا، يُشِيرُ إلى أنَّنَا لو كُنَّا فرَضنَاهُ عليهِم لاستَطَاعَ الجَميعُ العمَلَ به، ولأدَّى ذلكَ إلى القَضَاءِ على أهلِ الدُّنيَا مُنذُ زَمنٍ بعيدٍ بانقِطَاعِ النَّسلِ الإنسَانيِّ، ثمَّ إنَّ الاستِعفافَ بِبَترِ العُضوِ التَّناسُلِي ما هُو إلا اعتِراضٌ على الصَّانِعِ الحَكِيمِ، الذي خَلقَ ذلكَ العضوَ” – من كِتاب فلسفة تعاليم الإسلام

فالفِطرَةُ كمَا قُلنَا لا يُثَابُ الإنسَانُ عَليهَا لأنَّها البِذرَةُ الصَّحِيحَةُ المَزرُوعَةُ في الإنسَانِ والبِذرَةُ لا تنمُو إلا بانفِطَارها، وحقِيقَة أنَّ العَالَم المَادِّيَّ يُشَابِهُ العالَم الرُّوحِيَّ تماماً. فكمَا أنَّ الفِطرَةً هيَ بذرةٌ تنفَطِر للنُّموِّ، وتَدخُلُ في مَرحَلةٍ أُخرَى، فإنَّ ذلكَ يقَابِلها قولُه تَعالى : {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} الأنبياء 30

وهذهِ هيَ الفِطرَةُ في العَالمِ المَادِّيِّ فقَد كَانَت السَّماواتُ والأرضُ دُونَ سنِّ التَّكلِيفِ، فلَم تكُن السَّماءُ ذاتُ رجعٍ ولا الأرضُ ذاتُ صدع أبداً، وكانتَا رتقاً ضَامِرَتينِ ففَطَرَهُمَا الله تعَالَى وأخرجَهُمَا إلى العالَمِ المَادِّيِّ بالانفطَارِ والانفِصَال فقال: {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ} الأنعام 14

فما هِي الصِّبغَةُ وهل يُثَابُ الإنسَانُ من الله تعالى على الصِّبغة؟

يقولُ الله تَعالَى في كِتابِه الكَريم:

{صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ} البقرة 138

فهذِه الآيَةُ في الصِّبغَة انتَهَت بِـ “عابِدون” وهذا يَعنِي أنَّ الصِّبغَةَ تبدأُ معَ مَرحَلَةِ العِبَادَةِ والدُّخُولِ في سِنِّ التَّكليفِ، فمَا هيَ العِبادة وما هِي عَلاقَتُها بالصِّبغَةِ والاصطِباغ؟

يقول الله تعالى أيضاً في سورة الذاريات: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {56} مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ{57} إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ{58}

والعبَادةُ في اللغةِ ليسَت تأديةُ الشَّعائرِ الدِّينيَّةِ فقط، بَل هيَ الطَّاعَةُ والانقِيادُ لأوامِرِ الإلهِ، والمُطِيعِ للهِ تعالى يكونُ عبداً وهو الذي لا يملكُ مِن أمرهِ شيء، ولكن علينا أن نعلمَ ما هي الصلةُ بين العابدِ والمعبودِ، كمثالٍ توضيحيٍّ: نحن نملك سيارةً ونملك داراً ونملك شركةً ونملك خادماً، على أيٍّ من ذلك نطلقُ عبداً؟ نطلقُ على الرجل المملوكِ عبداً، لأنَّ العابدَ لا يكونُ إلّا من جنسِ المعبودِ، أي مُشْتَرِكٌ معهُ في الصفاتِ، وبالتالي تكون العبادةُ هي الأفعالُ التي يفعلها العبدُ ليتقربَ إلى سيِّدِهِ، أي أنّ العبادةَ هي محاولةُ الاتصافِ بالصفاتِ التي يتَّصفُ بها السيِّدُ لتحقيقِ التشابهِ بينهما لذلكَ يقولُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (تخلَّقوا بأخلاقِ اللهِ تعالى)، ويقولُ أيضاً: (إنَّما بعثت لكي أُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ)، ويقول في حديثٍ آخرَ عندما رأى ابنةَ حاتمٍ الطائيّ وحَدَّثَتْهُ عن أخلاقهِ فقال: (هذه أخلاقُ المؤمنينَ فإنَّ أبَاها يحبُّ مكارم الأخلاقِ، والله يحبُّ مكارمَ الأخلاقِ، وأضافَ عليه الصلاة والسلام: لا يدخل الجنةَ أحدٌ إلا بحسنِ الخُلُقِ)، وحُسْنُ الخلقِ هي حُسْنُ الصفاتِ، ولا توجدُ صفاتٌ أفضلُ من صفاتِ الإلهِ التي قالَ اللهُ تعَالى عَنها: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}الأعراف180، وقال أيضاً: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الحشر24، ولذلكَ من صفاتِ اللهِ الكريمُ، فلابُدَّ للإنسانِ أنْ يكون كريماً حتى يتَّصفَ بحُسْنِ الخُلُقِ، وأنْ يكونَ غفوراً كاللهِ، ورحِيماً كالله، وهكذا..

ومنَ المعروفِ أنَّ للهِ تسعةٌ وتسعونَ من الأسماءِ، ومن حفظها أو أحصاها دخلَ الجنةَ، ولكن صفات الله وأسمائهِ تتعدَّى الـتسعة والتسعين، لأنَّهُ غيرُ محدودٍ طبعاً، وهناكَ أسماءٌ وصفاتٌ لا تُعْرَفُ طبعاً، فقد ورد عن النبي قولهُ في الحديثِ الواردِ في مسندِ الإمامِ أحمدَ عن دعاءِ المهمومِ: ” اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمَتِكَ، ناصيتي بيدكَ، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤكَ أسالكَ بكلِّ اسمٍ هولك سمَّيتَ به نفسَك، أو أنزَلتَه في كتَابكَ، أو علَّمتهُ أحداً من خلقكَ، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندكَ، أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حُزْنِي، وذهابَ همِّي” وهنا لاحظ أنَّ النبيَّ قال بأنَّ هناك اسماً استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندكَ، وهناكَ أسماءٌ استأثرَ بها أحد أصفيائهِ من الخلقِ، وكما قلتُ فإنَّ في هذه الحياةِ المحدودةِ لا يمكننا إلَّا نتعلمَ بعضَ تلكَ الصفاتِ المحدودةِ، ومن حفظها دخلَ الجنةَ، إنَّ العابدَ للهِ يجب أنْ يصطبغَ بصفاتِ اللهِ تعالى ويتأسَّى بهِ، يقول الله تعالى في كتابهِ الكريمِ: {صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ}البقرة 138، فالعابدُ الحقيقيُّ هو من تكونُ عبادتهُ هي الاصطباغُ بصبغةِ اللهِ تعالى، ولاحِظ كيفَ انتهَت هذهِ الآيةُ: (ونحنُ لهُ عابدونَ)، أي كأنَّ الله تعالى يقولُ إنّ العبَادَة الحقيقيَّة هي الاصطِباغُ بصِبغتِي، والمؤمنُ كما قلنا يحاولُ أنْ يتَّصفَ بصفاتِ الله المحدودةِ في الدنيا، وهي التسعةُ والتسعينَ، ولكنْ هناك صفاتٌ أخرى للهِ غيرَ محدودةٍ سنعرفُهَا في الآخرةِ، وسنَصطَبِغُ بِها هُناك.

 

يقول الشيخ فتحي عبد السلام اطال الله بقائه:

تلتقي الصبغة والفطرة في مواضع، فالفطرة الإنسانية خلقت على صورة مرآتية للصبغة الربانية، فقد فطرنا الله تعالى كل على فطرة متناسبة مع صبغة ربانية من الصبغات الإلهية وهي تحتاج فقط أن توضع موضع التنفيذ، الفطرة كصورة ملتقطة  للصبغة الربانية ولم تحمض بعد، ولو حافظ المرء على فطرته ووضع حراسا عليها ثم جاءه الرسل فاتبع تعليمهم تمكن من إظهار الصورة بالتحميض. والله أعلم بهذا الموضوع الدقيق.

ولنأتي الموضوع من آخره: من ارتفع واقتبس الصبغة الربانية قال له الحال من الله: انظر فإني غني عن الناس وعن عبادتهم،  وعليك بجدوى العلاقة التي عقدنها معي، ولما كنت كنزا مخفيا فأظهرت جمالي في صفات الربوبية والرحمانية والرحيمية  والمالكية (عملي الصالح) على شكل نعم وإحسانات أفضتها على العدم والمعدم وعلى ذي الحاجة، فقد صرت الآن ياعبدي كالكنز المخفي فعليك أن تفيض من العطف والرحمة والاحترام لبني الإنسان مع جرعة تقدير زيادة للمؤمنين منهم وركز على المعدمين وذوي الحاجة  لتظهر معهم صفات جمالك المقتبس من جمالي. فصفوة النتيجة من الحسن هي بروز الإحسان المسمى اصطلاحيا بالعمل الصالح .

 

أقُول قَولِي هذا والسَّلام عَليكُم ورَحمَة ُالله وبرَكَاتُه