وردت بعض الروايات في كتب الشيعة حول ظهور الإمام المهدي وهو متشح بقميص أو ثوب النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم)، وننقل فيما يلي بعضا من تلك الروايات.

يقول الإمام الصادق عَلَيهِ السَلام:

ثم يقوم المهدي سمي جدي رسول الله، وعليه قميص رسول الله..” (بحار الانوار مجلد: 49 ص 32 – ص 40)

وعن الإمام الكاظم أنه ذكر ظهور الإمام المهدي عَلَيهِم السَلام فقال :

ويكون عليه قميص رسول الله الذي كان يرتديه في أُحد..” (البيان لكنجي الشافعي ص137 وفرائد السمطين وعقد الدرر للسلمي)

في كتاب الفتن عن الإمام الباقر:

ثم يظهر المهدي بمكة عند العشاء ومعه راية الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقميصه.” (بيان الأئمة 3ص 135)

عن الإمام الباقر عَلَيهِ السَلام :

ثم يظهر المهدي (ع) بمكة عند العشاء ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقميصه وسيفه وعلامات ونور وبيان فإذا صلّى العشاء نادى بأعلى صوته يقول: (أذكّركم الله أيها الناس ومقامكم بين يدي ربّكم وقد أكّد الحجّة وبعث الأنبياء وأنزل  يأمركم أن لا تشركوا به شيئاً وأن تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله وأن تحيوا ما أحيا القرآن وتميتوا ما أماته وتكونوا أعواناً على الهدى ووزراً على التقوى فإن الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها وأذنت بالوداع وإنّي أدعوكم إلى الله ورسوله والعمل بكتابه وإماتة الباطل وإحياء السنة..).” (بيان الأئمة 3ص 135)

ويضيف :

وعيسى بن مريم (عَلَيهِ السَلام).. متّشحاً ببرد النبي صلى الله عليه وآله وسلم متقلّداً بذي الفقار، المتّشح: من اتّشح الرجل بالثوب والإزار والكساء، وهو أن يدخل الكساء تحت أبطه الأيمن، ويلقيه على منكبه الأيسر، كما يفعله المحرم في الحج بالإزار، والبرد كساء من الصوف يلتحف به، فالمعنى أنَّ القائم (ع) حين يجلس على عرش المملكة، يتشح أي يلبس عباءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالكيفية المذكورة، ويتقلّد سيف ذي الفقار.” (نفس المصدر)

تكاد لا تفرق الروايات بين عيسى والقائم (المهدي) حيث نجد أن ذكر بعثتـ ـهما بقميص أو عباءة النبي يتواتر في عدد من الروايات المختلفة مما يلمح إلى وحدة الشخصية المرتقبة مع اختلاف الفهم حولها.

قميص النبي

أمام حضراتكم صورة لرداء يعتقد بأنه للنبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) وهو معروض في قصر سرايا طوبقابي بتركيا وقد احتفظ به السلطان سليم الأول إضافة لبعض المقتنيات الفاخرة الأخرى المعروضة أيضا في المتحف المذكور مع الوثائق التاريخية. إلى جانب الرداء وضعنا صورة لرداء المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) ولا نكاد نرى فرقاً بين الثوبين من ناحية التصميم والشكل وكأنه ذات الرداء وبجانبها صورة حديثة لنفس الرداء يتشح به خليفة المسيح الخامس (أيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرِهِ العَزِيز) مما يعطي مزيدا من التوضيح حول لون و شكل هذا الرداء.

من الناحية الروحية فإن الرداء تحقق في التمسك الذي أظهره المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) بتعاليم سيده المصطفى (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) وتلخيص مهمته في إعادة الناس إلى السنة الحقيقية النقية كما نص عَلَيْهِٰا أيضا الحديث أعلاه، ومن الناحية الحرفية ثبت أيضا هذا الحديث ببعثة المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) برداء جد مشابه بل يكاد يكون مطابقا لرداء النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) مع بُعد المكان والثقافة والزمان وتطور الحياة بعد كل هذه الحقب التاريخية فكأنها علامة مادية أيضا لتمييز المبعوث الإلهي ولتنطبق عَلَيْهِ كافة المعايير الروحية والمادية بصفته مسيح الأمة عَلَيهِ السَلام.

 نبوءة الحبر الأحمر

لنقرأ الرواية التالية :

عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: ألا أريك قميص القائم الذي يقوم عليه؟ فقلت بلى، قال: فدعا بقَمْطَر (محفظة الكتب) ففتحه وأخرج منه قميص كرابيس فنشره فإذا في كمه الأيسر دم، فقال: هذا قميص رسول الله صلى الله عليه وآله الذي عليه يوم ضربت رباعيته وفيه يقوم القائم، فقبلت الدم ووضعته على وجهي، ثم طواه أبو عبد الله عليه السلام ورفعه).” (الغيبة للنعماني /243) (إثبات الهداة: 3/542) (بحار الأنوار: 52/355)

لقد رأى حضرة المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) كشفاً كأن الله تعالى يوقع بالحبر الأحمر على ورقة تخص المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) ولما انتهى الكشف كانت قطرات من الحبر الأحمر كالدم فعلاً على قميص حضرته مع أن المكان ليس فيه حبر أحمر ولا دم مطلقا، وبقيت هذه النبوءة لتشهد على تحققها بشكل مذهل. (أنظر : جشمه معرفت -ينبوع المعرفة- الخزائن الروحانية المجلد 23 ص 432 – 433)

يتضح من الصورة المرفقة أيضا مدى التشابه الكبير بين ثوب النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) وخادمه المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) ومن الرواية أعلاه أن الإمام المهدي سوف يُبعث متشحا برداء النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) وعليه بقعة دم النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) ولذلك ظهرت بقعة الحبر الأحمر كالدم على الرداء للدلالة على تحقق هذه النبوءة والله أعلم.

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد