ملاحظة: نرجو من القارئ الكريم الأخذ بعين الإعتبار أن المقالة التالية كتبت أثناء عدوان إسرائيل على غزة عام 2014، وننقل لكم المقالة التالية للعبرة والفائدة.
أسلحة إسرائيل ذكية، هي ليست مجرد أسلحة، بل هي مخلوقات تفكر وتختار أهدافها بدقة ولها مشاعر إنسانية!
ففي بلدتنا سقط عمي بصاروخ ذكي أهدته إياه إسرائيل ليموت شهيدا في العشر الأواخر من رمضان.. فحزن أبناء عمومته، وحملوه على الأكتاف، وودعوه إلى مثواه الأخير، وحزنوا لفراقه كثيرا.. ولكن سرعان ما شعرت صواريخ إسرائيل الذكية بحزنهم وما يعانونه من آلام الفراق.. فبعد السحور، وبعد أن صلوا الفجر سويا، تطوع صاروخ ذكي إنساني من طائرة F16 ، واخترق أربعة أسقف من فوقهم وأطبقها عليهم، وفجَّر نفسه ليلحقهم به ويجمع شملهم!
وتطوف الصواريخ الإنسانية باستمرار في سماء غزة باحثة عن هدف إنساني.. فقبل أيام وجد أحدها أما تحتضن أطفالها وتنام في حجرة صف في مدرسة لوكالة الغوث مع عدد آخر العائلات. فيذوب قلب الصاروخ لهذا المشهد الدافئ، ويقرر أن يأخذ صورة لهم ويجمِّدها لتكون آخر صورة، ويقرر أنهم كما ينعمون سويا بالحب والحنان، فمن مقتضى الإنسانية والرأفة أن يغادروا الدنيا سويا وقد اختلطت أجسادهم وتداخلت.. بدلا من أن يغادروها واحدا واحدا بعد أن يبلغ بهم العمر عتيا ويتألمون لفراق بعضهم!
صورايخ إسرائيل وقذائفها الذكية شعرت بالمعاناة التي عاناها أهل غزة من الحصار، فقررت أن تخلِّص أكبر عدد منهم من معاناتهم بأخذهم من ضيق هذه الدنيا التي هي دار الابتلاء إلى الآخرة دار السعادة والنعيم! صواريخ إسرائيل تكاد تكون مؤمنة، وهي تقدِّر قيمة الشهادة، لهذا تريد أن ينالها أكبر عدد من الأبرياء الطيبين من الأطفال والنساء والآمنين، فتضحي بنفسها وتتفجر فيهم كي ينالوا الشهادة!
صواريخ إسرائيل الذكية تتمتع أيضا بحس هندسي وذوق.. فقد نظرت إلى البناء العشوائي في الأحياء والبلدات في غزة، وقررت أن تدمر البيوت لكي يُعاد تخطيطها على أسس عصرية.. وحفرت سلفا مواضع لبرك السباحة وأماكن الترفيه..
صواريخ إسرائيل في غاية الذكاء، ولا تخطئ أهدافها أبدا، ولو بحثتم لوجدتم أن لكل صاروخ قصة لا تخلو من إنسانية.. فهذه إسرائيل ومن خلفها الغرب المتحضر الذي يقطر إنسانية وحضارة.. وهو يريد الخير لغزة.. فيا أهل غزة.. رحبوا بصورايخ إسرائيل وأسلحتها الذكية واشكروا فضلها وفضل العالم المتحضر من خلفها.
أما صواريخ حماس، فهي كشعبنا طيبة القلب، لم تقتل طفلا أو شيخا أو امرأة، ولا تقدر على ذلك.. بل أضفت جوا مشحونا بالبهجة في سماء إسرائيل كالألعاب النارية.. ولا أعرف لماذا تغضب إسرائيل منها؟ فهي قد جعلت للصيف مذاقا مختلفا، وجمعت أفراد الأسرة وجعلتهم يقضون أوقاتا أطول مع أهليهم. أتاحت المجال لهم كي ينظروا في وجوه بعضهم، كي يعرفوا بعضهم، ثم ليلعبوا مع بعضهم لعبة الغميضة أو السباق إلى الحجرة المحصنة المكيفة كلما صاحت صافرات الإنذار… ثم ليخرجوا بعد قليل من الحجرة ليستمتعوا ببقية الليل ودفء الحياة الأسرية.
لكن يبدو أن نتنياهو والإسرائيليين لا يتمتعون بروح رياضية، ولا يحبون أن يلعبوا إلا في غزة أو لبنان أو في أية ساحة يختارونها من البلاد العربية.. لا يحبون أن يفرض أحد عليهم لعبة..
يا إسرائيل!
أيها العالم!
غزة لا تحتاج إلى أسلحة إسرائيل الذكية ولا تحتاج إلى إنسانيتها.. اتركوها تعيش بسلام.. وإن كانت إسرائيل لا ترغب أن تلعب لعبة الغميضة فعليها أن تتخلى آسفة عن إرسال أسلحتها الذكية الإنسانية إلى غزة.. ربما يصعب ذلك على قلب إسرائيل الرحيم.. ولكن للإنسانية أحكام!