فى وصْف لجمال القرآن، من عبد صالح مرسل من الرحمن، أتاه الله رحمة من عنده وعلمه من لدنه علما، وأصلحه فى يوم وليلة فآتاه من روائع الكلام العربى رغم لسانه الأعجمى- يقول الإمام المهدى والمسيح الموعود عليه السلام: (وَمَـا الْقُـــرْآنُ إِلاَّ مِـثْلَ دُرّ فَرَائِدَ زَانَهَا حُسْنُ الْبَيَانِ. ومـا مسّتْ أكفُّ الكاشحينا معـارفَه التي مـثل الحَـصانِ. بِـهِ مَا شِئْـتَ مِنْ عِلـْمٍ وَعَقْـلٍ وَأَسْرَارٍ وَأَبْكـَارِ الْمَعَانِي.. كَـلاَمٌ فـَائِقٌ مَّــا رَاقَ طَرْفـي جَمـَالٌ بـَعْدَهُ وَالنّـَـيِّرَانِ.. وَكُلُّ النُّورِ في الْقُـرآنِ لـَكِنْ يَمِيلُ الْهَالِكُونَ إِلَى الدُّخَانِ).

ولست هنا بصدد بيان سمو تعاليم القرآن وإعجازه فى شتى المجالات، هذا وأى كلام يمكن أن يُبيّن عظمة القرآن أكثر من القرآن نفسه، فكما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: (فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه)- ولكنى حين أتأمل فى جمال القرآن الكريم أتعجب من المُنصّرين والناقمين عليه، كيف لا يبصرون هذا الجمال ولا يعقلون هذا البيان؟! فيُجيب القرآن بنفسه فى قول الذى أعلم بمن خلق: أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا!

فحقا، إن كانت الأنعام لا تعقِل- فإن هؤلاء أضل سبيلا! ففوق أنهم لا يعقلون- فإنهم يقومون بمهاجمته، ويخصصون من أجل ذلك المواقع والفضائيات التى لا هدف لها سوى الإساءة إلى الإسلام ورموزه، ولو أنهم قد انشغلوا باكتشاف حقيقته بنية صافية بدلا من انشغالهم الخائب هذا- لعرفوا حجم الخيبة الموعودة لمن افترى على هذا الدين الذى ينجذب إليه العقلاء من كل بقاع الأرض رغم حملات التضليل والتنصير ورغم كل الجهود المبذولة من أعداءه للصرف عنه، ورغم إساءات الكثير من المسلمين إليه!

وحقا، وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى! فالحق إن شبهاتهم التى يثيرونها حول الإسلام- إن دلّت على شيء فإنما تدل بشكل صارخ على إفلاسهم وعلى أنهم بالفعل قوم لا يعقلون! فهى شبهات لا يملك المؤمن الذى يرى كفرهم واضحا بين أعينهم- إلا أن يردد تعجبا من جهلهم (أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونَنِي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ)؟!

شبهات قبل أن يبلغ بالمؤمن العجب مداه من غرابتها- يرد إلى خاطره سريعا منهجهم الغريب فى استنباط الدلائل على عقائدهم، حتى أخرجهم هذا المنهج عن حقيقة النصرانية، فكيف بحالهم مع دين الله الذى اتخذوه عدوا لدودا، فلابد وفقا لنظرهم أن يحولوه إلى باطل، فكذلك ينظرون، فهم الدجال الأعور!

فالإسلام الذى يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ، والذى يقول للمسلمين وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ- هو فى نظرهم يدعو إلى الإرهاب! وكلام الله الذى لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ- فى نظرهم وحى من الشيطان! ورسول الله الصادق الأمين الذى ما أرسله الله إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ – فى نظرهم إرهابى كاذب!

أما باطلهم الذى يقول اتخذ الله ولدا- ففى نظرهم هو الحق، والنار التى يدعون إليها الناس- ففى نظرهم هى الجنة، والجنة التى يصرفون الناس عنها- ففى نظرهم هى النار.. وصدق حبيبنا الذى لا ينطق عن الهوى حين تنبأ عن الدجال الأعور الذى يقلب الحق إلى باطل- فقال إن جنته نار.. وناره جنة.. وإن معه شبهات!

 ولكن إذا كان قلب الحقائق هى مهمة الدجال- فإن الله الذى لا يرضى الكفر لعباده- شاء أن يبعث المهدى والمسيح الموعود فى زمن الدجال لكى يُظهر حقيقته للعباد ويكسر شوكته بحربة الحجة والدليل..

شاء الله أن يكون زمن الدجال فى نفس الزمن الذى توسعت فيه الآفاق، وتكشفت فيه الحقائق، فلا عذر لمن لا يفتش عنها بضمير..

فهذا الزمن فيه النُّفُوسُ زُوِّجَتْ، فتستطيع التواصل مع بعضها فى نفس اللحظة ولو كانت المسافة تبعد بينهم بعد المشرقين، فتتبيّن حقيقة الدعوى من أتباعها وليس من خصومهم، فلا عذر لمن يتبع المفترين!

وهذا الزمن فيه الصُّحُفُ نُشِرَتْ فيستطيع كل فرد أن يبحث بنفسه عن الحق بسهولة ويصل إلى مبتغاه بضغطة زر أو حتى مجرد لمسة أو إشارة، فلا عذر لمن يقول إن البحث عسير!

ولذلك، فإن العار على من يتبعون الدجال فى زمن تفتحت فيه العقول وتوسعت فيه المدارك، عار على من يقولون إن القرآن مؤلف ومحمد كاذب..

ولست وحدى بالطبع من يقول عار على هؤلاء- فكم أسف من تلك الافتراءات كثير من المنصفين العقلاء، فها هو المؤرخ والفيلسوف الانجليزى توماس كارلايل يقول فى كتيب بعنوان محمد المثل الأعلى: (لقد أصبح من أكبر العار، على أي فرد متمدن من أبناء هذا العصر أن يصغي إلى ما يظن من أن محمدا خداع مزور وآن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال.. ولو أن الكذب والغش يروجان عند خلق الله هذا الرواج ويصادفان منهم مثل ذلك التصديق والقبول، فما الناس إلا مجانين.. فواأسفاه ما أسوأ هذا الزعم وما أضعف أهله وأحقهم بالرثاء..)!

فمن أؤلئك الذين لا يسمعون القرآن الذى بلّغه عن ربه هذا الصادق الأمين، ولا يروا ما فيه من الإعجاز الذى بلا حدود- إلا من فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى! وكيف يدخل نور القرآن الذى لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ- إلى قلوب ملوثة بالحقد، وكيف يمكن أن يُبصروا جماله وأعينهم تقلب الجمال إلى قبح!

ولكن إذا كان العار على أعداء القرآن- فإن العار على من يقرأونه ولا يلوذون به فى زمن الفتن التى حين سأل الصحابة الحبيب صلى الله عليه وسلم عن المخرج منها فقال: (كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم)، فإذا ذُكّروا بالكثير من الآيات التى تخبر عن زمن الفتن- خروا عليها صما وعميانا!

فإذا ذُكّروا مثلا بفواتح وخواتيم سورة الكهف التى أخبرنا الحبيب بأنها العصمة من فتنة الدجال- فإنهم لا يعقلون بأن فى ذلك خبرا عن حقيقة الدجال، فهم هؤلاء المُنصّرون الذين نشطوا لتشويه الحق وترويج الباطل! الذبن نشطوا لتشويه الإسلام ليقولوا اتخذ الله ولدا! كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا!

فهل رأوا دجلا منكرا ومشهورا أكبر من هذا الذى تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً؟!

فعجبا لإصرارهم على تفسيرهم السطجى الهزلى لأحاديث الدجال الأعور، وعجبا لعدم رؤيتهم لعظمة النبوءة التى تنبأ بها الحبيب عن حقيقته، ولتكذيبهم للنبى الذى جاء مصدقا لما تنبأ به، وهو الإمام المهدى والمسيح الموعود حضرة ميرزا غلام أحمد- رغم تأييد الله له بالأدلة على صدقه، ورغم وجود العديد من الآيات التى تثبت بعثتة، ولكنهم أيضا إذا ذُكّروا بها خرّوا عليها صما وعميانا!

فإذا ذُكّروا بميثاق النبيين فى قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ)- فإنهم ينكرون بعثة هذا النبى المصدق لما مع خاتم النبيين رغم أن الله سبحانه وتعالى قد أكد على أخذ الميثاق من المؤمنين بالمصطفى كما أخذه من المؤمنين بكل النبيين، وذلك فى قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً)!

ولكن ها هم كما تنبأ الرسول الأعظم- يحذون حذو اليهود والنصارى الذين َنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ، ولم يوفوا بعهدهم، فبدلا من الإيمان بهذا النبى ونصرته وفاء للعهد الذى قطعه الله على أتباع النبيين- نقضوا الميثاق وآثروا تكذيبه وخذلانه!

هذا، وإذا ذُكّروا بقوله تعالى: (أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَاماً وَرَحْمَةً) – فإنهم لا يعقلون بأن فى ذلك خبرا عن أن الشاهد الذى يتبع مّن كان على بينة من ربه وهو الخاتم- هو (مِّنْهُ) أى من أمته، ولكى يكون شاهدا على صدق القرآن وهيمنته إلى قيام الساعة- فلابد أن يكون نبيا مؤيدا من الله بآيات تثبت أمانته! ومَن هو مَن مَهد الخاتم لقدومه وأوصانا بمبايعته ولو حبوا على الثلج سوى الإمام المهدى والمسيح الموعود؟!

وإذا ذُكروا بقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)- فإنهم أيضا لا يفطنوا إلى أن فى ذلك خبرا عن بعثة روحانية ثانية لخاتم النبيين فى الآخرين، فى شخص نبى تطبّع بطابعه، يبعثه الله فى الآخرين بعد ارتفاع الإيمان عند الثريا، كما بعث الخاتم فى الأولين الذين كانوا من قبل فى ضلال مبين! وأكد على بعثته خاتم النبيين حينما سأله الصحابة عن هؤلاء الآخرين- فوضع يده على سلمان الفارسى الأعجمى الوحيد الذى كان بينهم- وقال: (لو كان الإيمان عند الثريّا لناله رجال أو رجل من هؤلاء)!

 فما لهم لا يؤمنون بهذا الرجل الأعجمى الذى أعلن عن نفسه بأنه الإمام المهدى والمسيح الموعود، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء؟!

ما لهم ينقضون الميثاق بتكذيبه، ويخرون على آيات ربهم التى تؤيده صما وعميانا! ففضلا عن آيات القرآن التى تؤيد بعثته- فلقد تجلّت آية من آيات صدقه مرتين فى شهر رمضان المبارك من عامى 1311، 1312 هجريا، وهى آية الخسوف والكسوف تلك الآية التى لا تخفى على ذوى العقول والألباب وتثبت فى فصل للخطاب صدق الإسلام كله، والتى حدثت كما أخبرنا خاتم النبيين بقوله: (إِنَّ لِمَهْدِينَا آيَتَيْنِ لَمْ تَكُونَا مُنْذُ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ تَنْكَسِفُ الْقَمَرُ لأَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ وَتَنْكَسِفُ الشَّمْسُ فِى النِّصْفِ مِنْهُ وَلَمْ تَكُونَا مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ)!

فأين المفر إِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ ، وَخَسَفَ الْقَمَرُ ، وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ!

أين المفر من التسليم بأن معنى خاتم النبيين فى قوله تعالى: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ)- ليس كما فى التفسير السطحى المعتاد يعنى آخر النبيين على الإطلاق! وكأن الخاتم هو مجرّد الرقم الأخير فى تعداد الأنبياء! أو كأن نور نبوّته لا يرقى لأن يسطع فى الأتقياء! أو كأن روحانيته عقيمة لا يمكن أن تثمر عن نبوّة تابعة يحظى بها واحد من أمته، تغذى بروحانيته واتبع خطاه كظله! ورغم أنهم يزعمون بأنه الأخير على الإطلاق- فإنهم يناقضون أنفسهم بانتظارهم نبيا من بنى إسرائيل وليس من أمة خاتم النبيين التى هى خير أمة أخرجت للناس!

فهكذا بتفسيرهم لمعنى خاتم النبيين- لم يقدروا رسول الله حق قدره، وأعانوا الدجال على دجله، وجعلوا أمته شر أمة أخرجت للناس إذ لا يمكن حسب تفسيرهم أن يُنعم الله عليها بنبى من فيض نبّوته

وفوق ذلك لم يعيروا لغة القرآن اهتماما، فإن خاتم فى اللغة تعنى الأفضل والأكمل إذا أضيفت لجمع العقلاء على سبيل المدح، ولا تعنى الأخير على الإطلاق! فالمعنى الحقيقى لخاتم النبيين والذى يحفظ له مقامه بحق- هو الأفضل الذى لا قبله نبيا أتاه الله من الفضل ولا بعده، والأكمل الذى بلغ العلا بكماله فصار صاحب المقام المحمود الذى لا يسمو فوقه مقام!

فخاتم النبيين هو الذى ختمت محاسنه وفاضت على كل الأنبياء، وهو الذى يولد من تأثير روحانيته الأتقياء! فما كان محمد أبا بالدم لأحد من الرجال، ولكن رسول الله الذى غطت محاسنه على محاسن الأولين والآخرين فكان الأب الروحى لجميع المصطفين والأخيار! فأيهما هو الأبتر بحق- من كان أبا ماديا لرجال لا قيمة لهم، أم من كان أبا روحيا لمن اصطفاهم الرحمن؟!

فمالهم لا يُبصرون جمال القرآن الباهر الذى يُغرى العقل ليكشف عن جواهره؟! ومالهم هكذا سطحيون! لا يريدون الغوص فى بحره لاستخراج دُرره التى لا تفنى ولا تنقضى!

وهل قص علينا القرآن قصص الأنبياء وعاقبة المكذبين بهم لنتسلى بها قبل النوم؟! أم كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ! فما لهم لا يتذكرون؟! ولكن حقا، إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلاَ يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ!

فعجبا لزعمهم حب القرآن وتدبره والعمل به، والحق انهم قد اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا!

هذا، ولقد حذوا حذو الدجال بتشويه حقيقة الإمام المهدى والمسيح الموعود، والذى يناديهم بالإيمان بعظمة القرآن واكتشاف لآلئه، فبدلا من أن يقولوا رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا- جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا! وقاموا على مواقعهم وفضائياتهم بمحاولات للصرف عن الإيمان به من خلال أساليب لا علاقة لها بالقيم الإسلامية، فلا رد الحجة بالحجة، وإنما بالتدليس والافتراء فضلا عن التشوية والإستهزاء.. وذلك تماما كما يفعل الدجال بتشويه حقيقة خاتم النبيين وكل ما يمت له بصلة!

فيا ليتهم يطهرون قلوبهم مما علق بها من حقد وكِبر وفساد حتى يمن الله عليهم بمس معاني القرآن الكريم، هذا الذكر الحكيم الذى لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ، وصدق الإمام المهدى والمسيح الموعود إذ يقول: (ولا يَلقَى أنوارَه، إلا الذين لا يريدون عُلوًا في الأرض ولا فسادًا.. فأولئك الذين تُفتّح أعينهم، وتُزَكّى أنفسهم، فإذا هم مبصرون)!

أسأل الله أن يستجيب الجميع لله وللرسول إذا دعاهم لما يحييهم..

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين الذى جعلنا من الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ، ومن َالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا.لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ