نترككم مع المقال شاكرين للأخ الكريم حبه الواضح للجماعة الإسلامية الأحمدية ومؤسسها عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام وشجاعته في قول الحق:

حذاري من فتنة فتح باب النبوة بعد بعثة المسيح المهدي !

أنبأ الله رسولنا الكريم مُّحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بأن المسلمين من بعده سيفترقوا إلى 73 ملة ولا تتبقى إلا الفرقة الناجية وهي الجماعة كما حصل حين تفرق اليهود إلى 73 فرقة فأتى عيسى عليه السلام بالفرقة الناجية قبل أن تنحرف النصرانية. فمؤسس تلك الجماعة هو من سينقذ بشكل أكيد المسلمين من التفرقة وتكفير بعضهم، ولذلك لم يجز المسيح الموعود الصلاة خلف مفارقي الجماعة، هذا لكي تبقى الجماعة الاسلامية الاحمدية على وحدة الفكر والمعتقدات علماً أن الحديث النبوي الشهير الذي تحقق حرفا والذي سأنقله لكم يتحدث عن النبوة التي كانت في قوم سيدنا محمد ﷺ وهو بعثته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في الأميين ثم بعد موته ﷺ قال (ستكون خلافة على منهاج النبوة) وكانت هي خلافة سيدنا أبي بكر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الى سيدنا علي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ثم أعقبتها مراحل إلى غاية الخلافة على منهاج النبوة ثم سكت، مما يؤكد أن حضرة ميرزا غلام أحمد نبي لأنه تحققت على يده خلافة، وكون النبي محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم سكت بآخر كلامه فمعناه أن تلك الخلافة ستبقى مباركة ليوم القيامة ولا حاجة لنبي جديد يحيي الدين بعد فساد الخلافة، فعن حذيفة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه قال: “تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت.” الحديث.

إن كل شخص أراد تشتيت الجماعة الإسلامية الأحمدية بدايةً باللاهوري الذي أباح صلاة الأحمدي خلف منكري مؤسس الجماعة ورأى أن حضرة ميرزا غلام أحمد ليس بنبي كان مصير ذلك الشخص فعلاً هو الخزي ومحق فرقته، وكل مدعي نبوة ممن ادعوا أنهم كانوا مؤمنين بحضرة المؤسس يوماً ويدّعون أنهم أتباعه فقد كان هدفهم جميعاً هو هدم الجماعة الاسلامية الأحمدية بما أنهم أتوا بأفكار تخالف بشكل صريح ما كتبه المسيح الموعود بيده من اعتقاد ولادة عيسى بأب بيولوجي إلى آخره، ويدخلون في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}. فكأنكم تعتبرون والعياذ بالله أن ربكم لم ينجح في توحيد المسلمين بالجماعة الإسلامية الأحمدية فتحرفت عقائد مؤسس الجماعة وهو بحاجة لتصحيح هفوته والعياذ بالله ببعثة أنبياء جدد من بعده. بل حتى خالقنا تعالى يقول في كتابه عن الإمام الرحمة أي المهدي {ويتلوه شاهد منه} وليس يتلوه شهود منه كإشارة إلى أن المسيح المهدي هو واحد لا غير كنبي يتلو القرآن.

لكن لا أخفيكم سراً أنا أيضاً كان يوسوس لي الشيطان بعد أن وجدت نصوصا لحضرة ميرزا غلام أحمد عليه السلام يتنبئ فيها ببعثة مسيح جلالي يقارع التنصير مجدداً فقلت مع نفسي أليس بعثة ذلك المسيح الجلالي سيفرق الجماعة مجدداً بين مؤمن به وكافر؟ إذن فهل تحقق المراد من توحيد المسلمين الى غاية يوم القيامة فعلاً ببعثة الإمام المهدي؟ ألن ينقسم الأحمديون إلى شيع بسببه؟ ولماذا لم يتنبئ سيدنا محمد ﷺ بالمسيح الجلالي بل قال أنه ستكون خلافة واحدة بنهاية الزمان على منهاج النبوة فسكت؟

بنيتي الحسنة هذه طرحت السؤال على الأستاذ المحترم تميم من أجل الفهم، لا من أجل التشكيك كما يفعل بعض المنافقين داخل الجماعة فكانت آجابته كالآتي:

المسيح الجلالي سيكون خليفة وهذا واضح تماماً، أما أن تكون بعثة منفصلة عن الخلافة فلا بعثة جديدة كبعثة المسيح الموعود بل الخلافة ستبقى إلى يوم القيامة وفقاً لحديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ووعد الله. أما أن يعطي الله تعالى بعض الخلفاء بعض الصفات والمهمات المنبأ عنها مسبقاً أو غيرها فهذا شيء آخر. لاحظ أن الخليفة الثاني كان هو المصلح الموعود ولكن لم يصبح خليفة بصفته المصلح الموعود بل كان يرفض أن يقال له المصلح الموعود إلى أن أخبره الله بالوحي قطعاً ويقيناً أنه هو فأعلن ذلك سنة 1944. فلم يصبح خليفة بسبب أنه المصلح الموعود بل أظهر الله هذا النبأ فيه بصفته خليفة فلا دعوة منفصلة عن الخلافة في الجماعة إلى الأبد.

ثم أضاف: هو ليس نبياً جلالياً بل مسيحاً جلالياً وهو سيظهر عندما تعود ظروف القتال ويقاتل وهو في آخر الزمان؛ فالخليفة الثاني كان تحقيقاً لنبأ المصلح الموعود لكنه لم يصبح خليفة بقوله أنا المصلح الموعود بل انتخبه الناس وتبين أنه هو المصلح الموعود، فلن يأتي أحد ويدعي أنه هو المسيح الجلالي أخيراً أو أنه المصلح الموعود أولاً وآمنوا بي بناء على ذلك، فهذه أوصاف للخلفاء.

المهم أنني فهمت من كلامه السديد فعلاً أن ذلك يتماشى مع تنبئ رسولنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أن عيسى المحمدي يولد له فيعني ذلك أن يكون العلم الغزير والخلافة على منهجه في ذريته.


بٰارَكَ اللهُ الأخ الكريم على نبله وشجاعته في قول الحق

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ