بسم الله الرحمن الرحيم.

حدثني القاضي أمير حسين أنني حضرت صلاة المغرب في الأيام التي لم يكن فيها المولوي نور الدين المحترم في قاديان، فرأيت المسيح الموعود – عليه السلام -يصلي بالناس إمامًا.

لقد قرأ – عليه السلام -سورتين قصيرتين بكل ألم وحرقة حتى أصبح الناس يبكون بوجد وألم.  فلما أنهى الصلاة دنوتُ منه فرآني وقال لي: لقد بحثت عنك كثيرًا ولكني لم أجدك، قاسيت معاناة كثيرة في هذه الصلاة، فصلّ أنتَ بالناس صلاة العشاء. أقول: لعل هذا الأمر يتعلق ببداية عهده عليه السلام.


بسم الله الرحمن الرحيم.

أقول: ولد للمسيح الموعود – عليه السلام – ابنان من زوجته الأولى أعني مرزا سلطان أحمد ومرزا فضل أحمد. كان حضرته – عليه السلام – لايزال في مقتبل العمرإذ ولد له مرزا سلطان أحمد. ولد للمسيح الموعود – عليه السلام – من والدتنا الذرية التالية أسماؤهم: عصمت التي ولدت في 1886 بشير أحمد الأول الذي ولد في 1887 وتوفي في 1888. مرزا بشير الدين محمودأحمد الخليفة الثاني الذي ولد في 1889. شوكة التي ولدت 1891 وتوفيت 1892. وهذا العبد المتواضع مرزا بشير أحمد الذي ولد في 1897. مبارك أحمد الذي ولد في 1899. وتوفي في 1907. أمة النصير التي ولدت في 1903 وتوفيت في السنة نفسها. أمة الحفيظ بيغم التي ولدت في 1904. لقد زوّج حضرته – عليه السلام -أولاده كلهم في حياته ماعدا أمة الحفيظ بيغم التي كان عمرها عند وفاة حضرته – عليه السلام -ثلاث سنوات فحسب.


بسم الله الرحمن الرحيم.

أقول: كان المسيح الموعود – عليه السلام -متوسط القامة، حنطي اللون، ممتلئ الوجه. كان شعره سبطاً و ناعماً، كان ممتلئ الكفّين والقدمين، وزاد وزنه بعض الشيئ في آخر عمره. كانت هناك مهابة من الله تعالى بادية في لونه وتحركاته وتقاسيم وجهه. كانت قلوب الذين يلتقون به تمتلئ حبًّا به، وكانوا يشعرون أن قوة خفية تجذبهم نحوه عليه السلام. مئات الناس جاءوا إليه مضمرين معارضته إلا انهم اقتنعوا بصدقه لمجرد رؤية وجهه ولم يسألوه عن أي دليل آخر. أما المهابة التي تجلت فيه – عليه السلام- فقد واجهه كثير من الأشقياء بنيات سيئة إلا أن قواهم خارت عن فعل شيء.


بسم الله الرحمن الرحيم.

حدثنا امير المؤمنين الخليفة الثاني للمسيح الموعود -عليه السلام- وقال: جاء إلى قاديان هندوسي من سكان غجرات مع موكب أحد الأعراس، وكان هذا الشخص ماهرًا في التنويم المغناطيسي، فقال لبعض رفقائه:  ما دمنا في قاديان فتعالوا نذهب للقاء المرزا. وكان هدفه أن يركّزعلى حضرته في المجلس ويجبره على بعض الحركات المشينة. فلما لقيه في المسجد أخذ يلقي عليه تأثير عِلمِه، ولكن بعد قليل أخذته الرجفة فجأة، فاستجمع قواه وجلس وبدأ عمَله مرة أخرى بينما ظل – عليه السلام – يتحدث كالمعتاد، إلا أن هذا الشخص أصيب بالرجفة الشديدة مرة أخرى و خرج من فمه صوت مخيف ثم عاد مرة آخرى إلى صوابه، ولكنه بعد قليل صرخ وهرب مسرعاً من المسجد ونزل من الدرج دون أن يلبس حذاءه، أسرع خلفه رفقاؤه وأناس آخرون وأمسكوا به وواسوه، فلما أفاق وعاد إلى صوابه قال: إنني خبير في علم التنويم المغناطيسي، وقد أرت أن ألقي على مرزا تأثير علمي هذا وأجعله يقوم في المجلس ببعض اللغو. ولكن لما ركزت عليه رأيت أمامي على مقربةٍ مني أسدًا يتقدم نحوي. فلما قرب أصابت جسدي رجفة شديدة إلا أنني استجمعت قوتي مرة أخرى ولُمتُ نفسي أن هذا الخوف نشأ نتيجة وهمي. فقوّيت قلبي وجمعت قوتي وركزت على المرزا وحاولت إلقاء التأثير بكل قوة. فرأيت فجأة أن ذلك الأسد هاجمني ثائرًا فصرخت عفويًا وهربت.يقول الخليفة الثاني: أصبح هذا الشخص يحترم المسيح الموعود – عليه السلام -بعد هذه الواقعة وظل يراسله طول حياته.


بسم الله الرحمن الرحيم.

أقول: كان المرحوم المنشي محمد أرورا الكفورثلوي يقول عند ذكر المسيح الموعود عليه السلام: كنا توّاقين لرؤية وجهه عليه السلام، وإذا كنا مرضى فكنا نُشفى بمجرد رؤيته وجهه. أقول: كان المرحوم المنشي من المخلصين القدامى وينبغي أن يُعَدّ في الصف الأول من محبي المسيح الموعود عليه السلام.


بسم الله الرحمن الرحيم.

لقد دعا المسيح الموعود – عليه السلام- المولوي نور الدين الخليفة الأول إلى البيت يوم كان أخونا الصغير مبارك أحمد مريضًا. كان – عليه السلام- آنذاك جالسًا على السرير الموضوع في الباحة ولم يكن في الباحة شيء مفروش آخر،فأتى المولوي المحترم وجلس على الأرض عند سريره عليه السلام، فقال عليه السلام: أجلس على السرير. قال المولوي المحترم: سيدي، أنا جالس، وارتفع قليلا من الأرض ووضع يده على السرير. ولكن لما قال له – عليه السلام- مرة أخرى قام المولوي المحترم وجلس على حافة السرير من ناحية الأقدام. أقول: كانت ميزة الطاعة والأدب في المولوي المحترم قد بلغت الذروة في الكمال.


بسم الله الرحمن الرحيم.

حدثتني والدتي وقالت: إذا صلى المسيح الموعود – عليه السلام- صلاة المغرب في البيت أحياناً كان يتلوا جزاءً من سورة يوسف الذي يحتوي على الآية التالية: إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ (يوسف87). أقول: كان صوت المسيح – عليه السلام- يفيض بالألم والحرقة، وكانت قرأته الجهرية على صورة موجات متناغمة.


بسم الله الرحمن الرحيم.

حدثني الحاج عبد الحميد اللدهيانوي وقال: كان حضرته – عليه السلام- في “لدهيانة” وكان في باحة داري شجرة “نيم” وكان موسم الأمطار وكانت أوراق هذه الشجرة خضراء وجميلة جدًا فقال لي: انظر، ما أجمل أوراق هذه الشجرة. يقول الحاج: نظرت حينها إلى حضرته وقد اغرورقت عيناه.