ملخص خطبة الجمعة 28/12/2018
*****
يتابع حضرته حديثه عن الصحابة البدريين:
عبد الله بن الربيع الأنصاري، من بني الأبجر من قبيلة الخزرج. أُمّه فاطمة بنت عمرو. شهد بيعة العقبة الثانية كما شهد بدرا وأُحدا ومؤتة، واستشهد يوم مؤتة.
عطية بن نويرة، وقد شهد بدرا. هذا كل ما هو معروف عنه.
سهل بن قيس. أمّه نائلة بنت سلامة. وكان ابن عمّ الشاعر المعروف كعب بن مالك. شهد بدرا واستشهد يوم أُحد. كان النبي  يأتي قبور شهداء أُحد كل عام، فإذا أتى الوادي قال بصوت عال: “السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار”.
كَانَ رَسُولُ اللهِ  يَقُولُ لَيْتَ أَنّي غُودِرْت مَعَ أَصْحَابِ الْجَبَلِ.
مرّ رسول الله  على قبر مصعب بن عمير فوقف عليه، ودعا، وقرأ:  رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا. ثم قال: أشهد أن هؤلاء شهداء عند الله يوم القيامة، فأتوهم وزوروهم وسلِّموا عليهم، والذي نفسي بيده، لا يسلّم عليهم أحدٌ إلى يوم القيامة إلا ردُّوا عليه.
عبد الله بن حميِّر الأشجعي. كان من بني دهمان حلفاء الأنصار. شهد بدرا مع أخيه خارجة بن حميّر، وشهد أُحدا أيضا وكان من بضعة الصحابة الذين ثبتوا على الجبل يوم أُحد.
عبيد بن أوس الأنصاري ابن أوس بن مالك. شهد عبيد الله بن أوس بدرا، وهو الذي أسر عقيل بن أبي طالب، ويقال: إنه أسر العباس، ونوفلاً وعقيلاً، وأتى بهم رسول الله ، فقال له رسول الله : “لقد أعانك عليهم ملك كريمٌ “،
عبد الله بن جبير: كان قائدا لكتيبة الرماة. كان عبد الله بن جبير من سبعين رجلا من الأنصار الذين شهدوا بيعة العقبة الثانية، وشهد بدرا وأُحدا واستُشهد يوم أُحد. وأسر أبو العاص زوج السيدة زينب بنت النبي في بدر.
لقد عيّن النبي  عبد الله بن جبير في غزوة أُحد قائدا على خمسين رماة لحماية الممّر في الجبل، حيث تلقوا أمرا من النبي صلى الله عليه وسلم بعدم ترك مواقعهم مهما كانت الظروف.
.
يقول حضرة المصلح الموعود  في تفسير الآية: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
انظروا كم تضرَّر جيش المسلمين في غزوة أُحد نتيجة مخالفة بعض المسلمين لهذا الحكم الرباني!
فعدم التزامهم بأمر النبي وتركهم مواقعهم أعطى المشركين الفرصة لهجوم مفاجئ شديدًا على المسلمين الفرحين بالفتح والمنتشرين هنا وهناك في الساحة
إنما لقي الجيش الإسلامي تلك الهزيمة المؤقتة بعد انتصارهم على الكافرين لأن بعض المسلمين خالفوا حكم الرسول  واتبعوا اجتهادهم الشخصي بدلاً من العمل بأوامره . ولو اتبعوا النبي  كما يتّبع النبض حركة القلب مدركين أن الناس كلهم لو جادوا بأرواحهم في سبيل اتباع أمر الرسول  لما كانت هذه التضحية أيضا ذات بال. ولَما وجد العدو فرصة للهجوم ثانية، ولَما أصيبَ الرسولُ  ولا أصحابُه بأي ضرر. لذا فإن الله تعالى قد لفت أنظار المسلمين في هذه الآية ووضَّح لهم أن الذين لا يطيعون أحكام رسول الله  طاعة كاملة، أو يفضّلون اجتهاداتهم الشخصية على أوامره، وكأن الله تعالى يقول لنا: إذا أردتم النجاح فعليكم أن تنهضوا لرفع يد واحدة. وسيظل المسلمون أحياء ما بقيتْ فيهم هذه الروح، وفي اليوم الذي تموت فيه هذه الروح، سيبقى الإسلام حيًا دون شك، ولكن يد الله تعالى ستُهلك القوم الذين يخالفون أوامر محمد رسول الله .

في هذا الحادث درس وتنبيه للأحمديين أيضا، أن ضمان فُتوحهم بعد الإيمان بالمسيح الموعود  يكمن حصرا في الطاعة الكاملة، فكل واحد منهم يجب أن يفحص نفسه إلى أي مدى أحرز معايير الطاعة.
وتفصيل استشهاد حضرة عبد الله بن جبير أنه حين هاجم خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل أطلق عليهما عبد الله بن جبير سهاما، وحين انتهت سهامه قاوم بالرمح وحين انكسر ذلك قاتَل بسيفه، حتى سقط شهيدا، فقد قتله عكرمة. حين سقط جرَّه الأعداء ومثَّلوا بجثته أشد مثلة، حيث شقُّوا جسده كثيرا حتى خرجت أمعاؤه. وفق الله تعالى عبد الله بن جبير وأصحابه ليفهموا روح الحكم ويطيعوه بكل وفاء كذلك ندعو الله تعالى أن يوفقنا نحن أيضا لنفهم روح الأوامر ونقوم بالطاعة الكاملة وننال بذلك أفضال الله تعالى دوما.
وبعد صلاة الظهر والعصر سأصلي صلاة الجنازة غائبا على السيد نادر الحصني
رفع الله تعالى درجات المرحوم المغفور ووفق ابنه وزوجته لمبايعة المسيح الموعود  ويستجيب جميع أدعيته لأهله. (آمين)
*****