خطبة الجمعة 15/3/2019
يتابع حضرته الحديث عن الصحابة البدريين ويفرد الخطبة اليوم للحديث عن:
السائب بن عثمان t، اسم أبيه عُثْمان بن مَظْعون :
أسلم أول الإسلام وهاجر مع أبيه وعمه قدامة وعبد الله إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، وبعد الهجرة إلى المدينة آخى النبيُّ r بين السائب بن عثمان وبين حارثة بن سراقة الأنصاري. ويُذكر في الصحابة الرماة، وشهد مع النبي r بدرا وأحدا والخندق وباقي المشاهد. استخلفه النبي r على المدينة في غزوة بواط التي وقعت في السنة الثانية للهجرة. شهد السائب بن عثمان معركة اليمامة التي وقعت في الثانية عشرة للهجرة في عهد أبي بكر t وأصيب فيها بسهم أدى إلى استشهاده، وعمره يومها بضع وثلاثون سنة.
ضمرة بن عمرو الجهني t، ، شهد ضمرة t بدرا وأحدا واستُشهد يوم أحد.
سعد بن سهيل t، كان من الأنصار، شهد بدرا وأحدا.
سعد بن عبيد t الذي كان من أصحاب بدر، شهد مع النبي r بدرا وأحدا والخندق وباقي الغزوات. وكان معروفا بلقب “القارئ” وهو من الأصحاب الأربعة الذين جمعوا القرآن من الأنصار في زمن الرسول r، وابنه عمير بن سعد كان أميرا على بعض مناطق الشام. وفي رواية أن سعد بن عبيد t كان إماما في مسجد قباء في عهد الرسول r وفي عهد أبي بكر وعمر y أيضا. واستُشهد سعد بن عبيد t في معركة القادسية في السنة السادسة عشر للهجرة وكان عمره يومها أربعة وستين عاما. قال عبد الرحمن بن عبيد أبو ليلى: حين جاء سعد بن عبيد إلى القادسية خطبهم فقال: إنّا لاقو العدوّ وإنّا مستشهدون، فلا تغسلوا عنّا دمًا، ولا نكفَن إلا في ثوب كان علينا.
سهل بن عتيك t، شهد سهل بيعة العقبة الثانية مع سبعين من الأنصار، شهد بدرا وأحدا.
سهيل بن رافع t، وهو من بني النجار، والأرض التي بُني عليها المسجد النبوي كانت ملكه وأخيه سهل t، شهد سهيل بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله r وتوفي في عهد عمر t.
كتب مرزا بشير أحمد t في سيرة خاتم النبيين r: أول أمر قام به النبي r بالمدينة كان تعمير المسجد النبوي، والمكان الذي بَرَكَتْ فيه ناقته r كان ملكا لطفلين يتيمين من المسلمين، هما سهل وسهيل اللذان كانا في كفالة أسعد بن زرارة t، وتم شراء هذه الأرض مقابل 10 دنانير، وبدأت أعمال بناء المسجد النبوي فوضع النبي r حجر الأساس بالدعاء وعمِل الصحابة بُناةً وعُمّالا. كان النبي r أيضا يشاركهم بنفسه النفيسة، كانوا أثناء العمل يرددون شعر حضرة عبد الله بن رواحة:
اللهم لا عَيْشَ إلا عَيْشُ الآخرة … فاغفر للأنصار والمُهَاجرة
وأحيانا كان النبي r أيضا يردد هذه الأبيات معهم،. في أول الأمر كانت القبلة تجاه بيت المقدس، وبُدِّل هذا الاتجاه عند تبديل القبلة. في إحدى زوايا المسجد بنيت مصطبة مسقفة سميت بالصفة، وكان يجلس عليها الصحابة الفقراء الذين لم يكن لهم بيت، وكانوا يسمَّون أصحاب الصفة، وكان شغلهم الشاغل ليل نهار العيشُ بصحبة النبي r والعبادة وتلاوة القرآن الكريم. بُني بيت للنبي r بجانب المسجد، وكان عبارة عن حجرة صغيرة بمساحة عشرة أو خمسة عشر قدما مربعا، وكان لها باب إلى المسجد ومنه كان r يأتي إلى المسجد. كان المسجد يُستخدم كإيوان الحكومة، ونفس المسجد يستخدم كمكتب أيضا، وكان سكرتارية الحكومة كلها، وفيه كان يقام مجلس النبي r وفيه يحدث التشاور، ويبتّ في القضايا المختلفة، ومنه كانت تَصدر الأوامر، وكان يُستخدم كدار الضيافة الوطنية وكانت تنجَز فيه كل مهمة قومية، وعند الضرورة كان يستخدم لحبس أسرى الحرب أيضا، وكان كثير منهم يُسلمون إثر مشاهدتهم عبادةَ المسلمين وتحابّهم وتوادّهم.
وقد وفق سهيل وأخوه رضي الله عنها لتقديم أرضهما لبناء هذا المركز العظيم للإسلام.
سعد بن خيثمة t هو أخو الصحابي أبي الضياح النعمان بن ثابت من الأم. لقد آخى النبي r بين سعد بن خيثمة أبي سلمة بن عبد الأسد رضي الله عنهما. كان حضرته من النقباء الاثنَي عشر الذين عيَّنهم النبي r في بيعة العقبة الثانية، بعد أن أفهمهم أعمالهم وواجباتهم ليكونوا محافظين ومشرفين على قومهم وليكونوا حواريين ومسؤوليين أمامه صلى الله عليه وسلم.
بعد الهجرة كان النبي r يجلس في دار سعد بن خيثمة ويعلم فيها الناس دينهم.
أول صلاة جمعة في المدينة كانت بعد بيعة العقبة الأولى في دار سعد بن خيثمة.
كانت لسعد بن خيثمة بئر في قباء تسمى “غرس” وكان النبي r يشرب منها، وقال r عن هذه البئر: “هي من عيون الجنة وماؤها أطيب المياه”. وبعد وفاة النبي r غُسل بماء هذه البئر. وعن علي قال رسول الله r: “إذَا أَنَا مُتُّ فَاغْسِلُونِي بِسَبْعِ قِرَبٍ مِنْ بِئْرِي بِئْرِ غَرْسٍ”.
كانت دار سعد بن خيثمة هي أول مقرّ للمهاجرين إلى المدينة جراء ظلم قريش، فكل من كان يصل مهاجرًا إلى المدينة يقيم في دار سعد بن خيثمة،.
شارك في غزوة بدر بعد أن أجرى قرعة بينه وبين أبيه على من يخرج بينها لغزوة بدر ومن يبقى مع الأهل فكانت القرعة له.واستشهد فيها.
ندعو الله تعالى أن يرفع درجات الصحابة كل حين وآن. آمين.