قام حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام في سنة 1897م بتأليف كتاب “عاقبة آثم”. وقد توجّه عَلَيهِ السَلام في هذا الكتاب إلى بعض رجال الدين المتعصبين في الهند الذين أطلقوا على حضرته اسم “المدعي الكاذب”، وتحدّاهم للدخول في مباهلة معه. وقد كان من بين هؤلاء المتعصبين المولوي ثناء الله الأمرتسري المحرَّر في جريدة “أهل الحديث”، وكان معارضاً متحمساً للمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام مثل كثير من المشايخ المتعصبين المعاصرين لحضرته، فلم يكن يَدَعْ فرصة لسبِّ حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام تفلت من يده.
فما الذي حصل؟
تجاهَلَ المولوي الأمرتسري هذا التحدّي ولمدة 5 سنوات، وأخيراً في عام 1902م -تحت ضغط من بعض المشايخ- قبل المولوي موضوع المباهلة.
ما إنْ تلقَّى حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام إعلانَ المولوي الأمرتسري حتى نشره مشفوعاً بقبول ما عرضه المولوي، وصرح فيه بقوله:
“لقد اطّلعتُ على إعلان المولوي ثناء الله الأمرتسري الذي يدّعي فيه أن لديه رغبةً مخلصة في أن يدعو كلٌّ منا بأن يموت الكاذبُ منا في حياة الآخر.” (إعجاز أحمدي ص 14، الخزائن الروحانية ج19 ص121)
لقد كان المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام يعرف طبيعةَ المولوي الأمرتسري المتذبذبة، فصرَّحَ حضرته بأن الأمرتسري قد قدَّم اقتراحاً جيداً، ونأمل أن يظلّ متمسكا به. ثم أضاف حضرته:
“إذا كان المولوي ثناء الله مخلصا في تحديه بأن يهلك الكاذبُ قبل الصادق .. فلسوف يموت ثناء الله أولا“. (مجموعة الإعلانات، ج 3، ص 578)
كانت خطوة المباهلة التي بادر بها المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام كحلّ نهائي بينه وبين الخصوم بعد اختيارهم سبيل الشتم والتشويه كانت خطوة في ضوء قوله تعالى:
﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ -3:61
وشرط لعنة الكاذب يتم إذا وافق الطرف الآخر وتمنّى الموت إنْ كان كاذبا ما دام متيقّن أنه على الحق كما يقول تعالى:
﴿قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِندَ اللَّهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ -2:94
وقد وردت هذه الآية في سياق مباهلة النبي ﷺ مع أهل الكتاب أنهم إذا قبلوا العرض وتمنَّوا الموت حسب شرط المباهلة؛ موت الكاذب في حياة الصادق، فسوف يموتون هم أولاً !
إذن الأمر جدّيٌ وليس بالهزل !
أدركَ المولوي الأمرتسري خطورة المباهلة فأعلنَ تراجعه السريع عن قبولها متعلّلا بقوله:
“أنا لست نبيًّا ولا أدّعي مثلَك النبوة أو الرسالة أو البُنُوّة لله أو تلقِّي الوحي، ومن ثم لا أجرؤ على الدخول في مثل هذه المعركة. إن مؤدَّى اقتراحك هو أنّي لو مُتُّ قبلك فستعلنُه كدليل على صدقك، وإذا مُتَّ أنت قبلي -وهو تخلص جيد- فمن ذا الذي سيذهب إلى قبرك ويحاسبك؟ هذا هو السبب في عرضك هذا الاقتراح السخيف. ومع ذلك فإني أعتذر بأني لا أجرؤ على الدخول في هذه الخصومة، ونقصُ شجاعتي هذا مصدر شرف وليس تحقيرًا لي.” (كتاب “إلهامات الميرزا”، ثناء الله الأمرتسري، ص112)
وهكذا تراجَعَ الأمرتسري عن المضي في المباهلة التي أثارها بنفسه؛ وبتراجعه عن هذه المباهلة التي قبِل بها المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام في كتابه “إعجاز أحمدي” فلم تبق ثمة مباهلة وانتهى الموضوع إلى هذا الحد.
ولكن وَعَلَى الرغم من ذلك فقد تسبب تراجُع الأمرتسري عن تحديه بإحراج بين زملائه من المشايخ، وتعرَّضَ لنقدٍ قاسٍ منهم، مما دفعه -بعد خمس سنوات أخرى- إلى إصدار تحدٍّ جديد دعا فيه أعضاءَ الجماعة الإسلامية الأحمدية ليتقدموا ومعهم المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام، فقال:
“الذي تحدانا إلى المباهلة في كتابه “أنجام آثم” أَرْغِموه على مواجهتي، لأنه ما لم يصدر حكمٌ فاصل في أمر نبي فإن أتباعه لا يجدون شيئًا يربطهم به.” (جريدة “أهل الحديث” 29/ 3/1907م ص10)
وعندما قرأ المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام تحديه الأخير كتب محرِّرُ جريدة الجماعة الإسلامية الأحمدية “بدر” ليعلن:
“ليفرح المولوي ثناء الله بأن سيدنا الميرزا صاحب قد قَبِلَ تحديه. فعليه أن يعلن إعلانًا جادًّا بأن حضرة أحمد مزوِّرٌ في ادعائه. ثم يدعو ثناء الله أنه إذا كذب في قوله فلتنزل لعنة الله على الكاذب.” (جريدة “بدر”، يوم 4/ 4/1907م)
ولكن الأمرتسري -كما بدا منه آنفًا- اعترف بأنه لا يجرؤ على الدخول في مثل هذا الخصام. ومن ثم تحوَّلَ عن موقفه مرة أخرى وأعلن على الملأ:
“إني لم أتَحدَّك للمباهلة بل أعلنت استعدادي للحلف، ولكنك تسميه مباهلة في حين أن المباهلة تتضمن أن يحلف الفريقان ضد بعضهما. لقد أعلنت استعدادي للحلف ولم أشرع في مباهلة. إن القَسَمَ من جانب واحد شيء والمباهلة شيء آخر.” (جريدة “أهل الحديث” ليوم 19/ 4/1907م)
بهذا كان اقتراح المولوي الأمرتسري يعني أنه لم يُرد من المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام أن يدعو ليستنزل اللعنة عَلَيهِ، وإنما هو نفسه مستعد لاستنزال اللعنة من جانبه وحده على المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام ! وبهذا التراجع فإن الأمرتسري قدّم الدليلَ مرة أخرى أنه متذبذب الحال لا يثبت على موقف واحد.
وعندما لاحظ الْمَسِيحُ الموعودُ عَلَيهِ السَلام أن المولوي الأمرتسري لم يكن مستعداً لاتخاذ موقف محدد في الخلاف .. صرّح حضرته يوم 15/ 4/1907 م بهذا الدعاء:
“اللهم افْصِلْ بيني وبين المولوي ثناء الله. واجعل مثير الفتنة الفعلي الكاذب يهلك في حياة الصادق!” (الفصل النهائي في الخلاف مع المولوي ثناء الله الأمرتسري، مجموعة الإعلانات، ج3، ص 579)
أُرسل هذا الإعلان إلى المولوي الأمرتسري مع طلبٍ لنشره في جريدته “أهل الحديث”، واختتم الإعلان بتصريح من المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام يقول فيه:
“وأخيرا أرجو من المولوي ثناء الله أن ينشر تصريحي هذا في صحيفته “أهل الحديث”، ويعلق في نهايته بما يشاء، ويترك الحكم لله تعالى.” (المرجع السابق)
فأوضح الأمرتسري موقفه بقوله:
“هذه الوثيقة غير مقبولة لدي، ولا يقبل أي إنسان عاقل بالموافقة على مثل هذا التحدي. وإني أرفض هذا العرض الذي نشرتَه.” (جريدة “أهل الحديث” ليوم 26/ 4/1907م)
ولم يقتصر المولوي الأمرتسري على رفض تحدي المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام له، بل بلغ به خوفه من عواقب دعاء المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام أن اشتكى قائلا:
“لا يمكن أن أدخل طرفًا في هذا التحدي، لأنه لم تؤخذ مني موافقةٌ على هذا الدعاء، ونُشر فحواه دون علمي.” (المرجع السابق)
كان الأمرتسري ولا ريب خائفًا أنه لا بد ميت ميتة لعينة لو تجاسر على دخول المباراة مع المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام .. ومن ثَمَّ سأل:
“كيف يمكن أن يكون موتي آيةً للآخرين في حين أنك تقول بأن المولوي دستغير القصوري والمولوي إسماعيل العليكرهي والدكتور دوئي الأمريكي وغيرهم قد ماتوا بنفس الطريقة؛ فهل آمَنَ بك الآخرون؟ وهكذا لو حدث الموت فما النفع في ذلك؟” (المرجع السابق)
ثم طلب المولوي الأمرتسريُّ من المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام:
“أَرِني آيةً أشهدها بنفسي. لو أني مُتُّ فماذا أستطيع رؤيتَه؟” (المرجع السابق)
وبحسب نص هذا الجواب لتحدِّي المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام اقترح المولوي الأمرتسري معياراً جديداً تماماً لتسوية هذا الموضوع فيما بينه وبين المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام حيث قال لحضرته عَلَيهِ السَلام:
“يقول القرآن الكريم إن الله يمهل المجرمين. فمثلا يقول تعالى: {من كان في الضلالة فَلْيَمْدُدْ له الرحمن مَدًّا} (مريم: 76)، ويقول: {إنما نُملي لهم ليزدادوا إثمًا} (آل عمران: 179)، ويقول: {ويمدّهم في طغيانهم يعمهون} (البقرة: 16)، ويقول: {بل متّعنا هؤلاء وآباءَهم حتى طال عليهم العمر} (الأنبياء: 45). كل هذه الآيات تعني بوضوح أن الله يمهل ويمنح حياة طويلة للكذابين والخادعين ومعكِّري السلام والعصاة الفاسقين، كي تزداد آثامهم في فترة المهلة. فكيف إذن تقترح قاعدة بأن مثل هؤلاء الناس لا ينالون فسحة طويلة من العمر؟” (جريدة “أهل الحديث” ليوم 26/ 4/1907م)
وحاوَلَ الأمرتسري بعد ذلك أن يؤصّل لاعتقاده هذا بأن الكاذبين -وليس الصادقين- هم الذين يمنحهم الله تعالى عمرًا أطول، مستشهِدًا بالتاريخ الإسلامي، فاحتج قائلا:
“على الرغم من حقيقة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان نبيًّا صادقًا من الله تعالى، وأن مسيلمة كان مدعيًا كاذبًا .. فإن هذا بَقِيَ حيّاً بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، أو بعبارة أخرى: إن مسيلمة الكذاب مات بعد موت الصادق.” (كتاب “مرقّع قادياني”، طبعة أغسطس 1907م)
من هذه المحاورة بين المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام والمولوي الأمرتسري وما ساقه هذا من أعذار للرد على إعلان المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام .. يتبين أن المسألة قد تحولت تماماً إلى وجهة جديدة. ففي بادئ الأمر كان المعيار لتحديد الصادق من الطرفين هو موت الكاذب في حياة الصادق. ولكن اعتراضات المولوي الأمرتسري قامت على مبدئه الراسخ في ذهنه بإصرار وعناد بأن الله يمهل الكاذبين ويمنحهم حياة طويلة كي يزدادوا إثمًا. وبذلك أرسى هو من عند نفسه معياراً جديداً للفصل في النزاع وحسم الخلاف، ذلك أن الأشرار يُمهَلون وينالون عمراً أطول كي يُمعِنوا في عدوانهم وتتضاعف سيئاتهم.
إذن وفي الواقع وبرفض ثناء الله الأمرتسري شرط المباهلة وهو تمني الموت فلم تحدث المباهلة بين المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وثناء الله الأمرتسري باعتراف ثناء الله الأمرتسري نفسه حيث قال عندما وجَّهَ له أحد أتباعه في 1916 سؤالاً كما في الصورة:
“السؤال: حول ماذا كانت المباهلة التي جرت بينك وبين مرزا غلام أحمد القادياني؟ … الجواب: تلك المباهلة بيني وبين المرزا القادياني لم تَحْدُث ! هو فقط قال بأن الكاذب من الطرفين أي المرزا وأنا الذي سيموت أولاً، وأيضاً قال بأن ثناء الله إذا لم يمُت قبلي فلستُ من الله.” (الفتاوى الثنائية، المجلد الأول، ص 295)
لقد كانت هذه القاعدة مقبولة عند المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام، إذ في نفس السنة وكما يظهر في الصورة من جريدة الحكم، فقد وجَّهَ شخصُ غيرُ أحمدي سؤالاً إلى أحد أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية قائلاً بأن السيد المرزا كتب في أحد كتبه أن الكاذب يموت في حياة الصادق، ولكن ألم يمت مسيلمة الكذاب بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؟ فكان رد المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام كما يلي:
“أين كتبتُ أن الكاذب يموت في حياة الصادق؟ أرني الكتاب الذي كتبتُ فيه ذلك ! لقد كتبتُ أن الكاذب في المباهلة فقط يموت، ومسيلمة لم تحدث بينه وبين النبي ﷺ أية مباهلة. بل إن النبي ﷺ قال له بأنه حتى إذا عاش بعده فسوف يُدَمَّر ويهلك. وهذا الذي حدث بالتمام، إذ قُتل مسيلمة بعده ﷺ بفترة قصيرة وتحققت النبوءة. إنَّ القول بأن الكاذب يموت في حياة الصادق هو قول خاطئ كلية. فهل مات جميع أعداء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في حياته؟ بل عاش آلاف الأعداء بعد وفاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. نعم يموت الكاذب في حياة الصادق ولكن في المباهلة فقط، وبهذا المفهوم سيعيش اعداؤنا بعد وفاتنا.” (جريدة “الحكم”، عدد 10 أكتوبر، سنة 1907، ص 9)
إذن، الخلاصة هي أن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام نشر تحدي المباهلة التي هي دعاء يوافق عليه طرفان وليس مجرد دعاء من طرف واحد، وقد رفض ثناء الله الأمرتسري هذه المباهلة في نفس السنة 1907. وبالفعل كما قال المولوي ثناء الله الأمرتسري، فالمباهلة التي لا يقبلها الطرف الآخر فلن تحدث ! وهذا بالضبط الذي حصل بين وفد نجران النصراني واليهود وبين النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فبرفضهم عرض التحدي للمباهلة من قِبل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فلم تحدث تلك المباهلة وتوفي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في حياتهم !
وهكذا أدخلَ الأمرتسري نفسه في قوله تعالى:
﴿قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَٰنُ مَدًّا ۚ حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا﴾ -19:75
وقد قدّرَ اللهُ تعالى أن يسقط المولوي الأمرتسري في فخٍّه الذي اختاره بنفسه، إذ بحسب شرطه ومعياره: مَنَحَ اللهُ عز وجل المولوي الأمرتسريَّ فسحةً طويلة من العمر .. فعاش أربعين عامًا بعد وفاة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام ليشهد بعينه آياتِ صدقِ المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام تتواتر، وليشهد أيضا خيبةَ آماله عن إحباط دعوة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام. لقد عاش الأمرتسري ليرى قومَه يهجرونه وينبذونه عندما حصل مسلمو الهند من علماء مكة على فتوى بكفره وارتداده جاء فيها:
“المولوي الأمرتسري رجل ضال ابتدع عقائد جديدة.” (فيصلة مكة ص17)
وتصرح هذه الفتوى التي أصدرها علماء مكة ضد المولوي الأمرتسري:
“لا يجوز أن يُسأل عن علم ولا يُتَّبَع. ودليله لا يُقبَل، ولا يجوز أن يؤم الصلاة. لا شك في كفرِه وارتداده.” (المرجع السابق)
لقد عاش الأمرتسري أيضاً ليرى نفسه يتردى من الأرستقراطية إلى الفقر والعوز. رجل كان يظن بأنه يملك الملايين فإذا بيته يتعرض للنهب والحرق في المذابح الطائفية عند انقسام الهند وباكستان عام 1947م. (انظر: سيرت ثنائي) وفَقَدَ ابنَه الوحيد “عطاء الله” الذي ذُبح بلا رحمة أمام عيني أبيه. ولم تفارقه آثارُ هذه المأساة بقية حياته. (مجلة “الاحتشام” بتاريخ 15/ 7/1962م)
والواقع أن هذه الوقائع كان لها وقع شديد على عقله حتى إن الشخص الوحيد الذي سجل تاريخ حياته قال عن هذه الأحداث إنها: “تسببت في موته موتًا سريعًا بائسًا.” (سيرت ثنائي)
وهكذا تترى أدلة صدق المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام ولله الحمد والامتنان
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ