يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ … “رواه البخاري

 

إن هذا القول يمرُ به الإنسان مرور الكرام ولا يعرف مدى خطورته ومدى أهميته فالنبي هنا يعلمنا بإسلوبه البلاغي الذي جمع الكلم بلسانه بأن الزمان يعيد نفسه مرارًا وتكرارًا

فمع بعثة كل نبي يرجع الزمانِ الى نقطة الشروع الأولى

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ

ومع كل خليفة إبليس يأبى ويسنكبر ويرفض طاعة المبعوث الإلهي

إلا إن الملائكة وقلوب أصفياء البشر تسجد طاعة للإنسان الكامل خليفة الله تعالى في أرضه

ويبقى من عاند الأنبياء على سجيتهم الطبعية

مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء

فهؤلاء بسبب طباعهم النارية الإبليسية يسفكون الدماء ويفسدون في الأرض وينتصرون بالإفساد في سبيل نصرة طاغوتهم المكتسي بثوب الإسلام زورًا وبُهتانًا فعندما يهبون بسبب غضبتهم من جور حاكم أو ظلم مستبد ينشرون الفساد ويسفكون الدماء، وتناسوا ونسوا وصية النبي لأتباعه: “صَبْراً آلَ ياسر، فإنَّ مَوْعِدَكُم الجَنَّة“.

فدخل الجنة آل ياسر بصبرهم

فمات ياسر وماتت زوجته

وعاش إبن ياسر ليدخل جنة الدنيا مع النبي الكريم

حتى صار حب عمار بن ياسر فيصلًا بين الفئة الباغية والفئة التي على الحق

صبرًا آل ياسر حتى إنتصر الله تعالى لهم وأيد الإسلام بروح منه ونفخ في روح العرب روح بركة من كلامه فأسكنهم جنة الإسلام وألبسهم لباس التقوى ونهاهم عن أن يقربوا الشجرة باحثين عن الخلود أو الملك الذي لا يفنى ساعين نحو الدنيا وأسبابها وساعين نحو مباهجها مبتعدين عن الله ساعين نحو الأسباب تاركين موجد الأسباب فظن بعضهم ممن آمن بآدم الأول أن الشجرة لن تضرهم لأنهم من الأتباع فركنوا إليها وتناسوا أمر العزيز الجبار ولو علموا أن الخطر بعد أبليس بآثار إبليس التي كانت كالشجرة بين ثمار الجنة ففكرهم الشيطاني المستقى من رحيق أزهار شجرة الشيطان كان ينبع من أرض روحانية فكانوا هؤلاء هم دعاة على أبواب جهنم يتكلمون بألسسنتنا يهدون بغير هدينا فما هدوا الى معنى صبرا آل ياسر بل قالوا:  إن الله تعالى لن ينصر إلا بسواعدهم ولن يتدخل الله بنفسه كي يصلح الإعوجاج فشكوا في قدرة الله وآمنوا بقدرتهم فرفعوا السلاح وشقوا عصا الطاعة بسبب نيران غضبهم ولم يرتكنوا إلى الركن الركين والحصن المنيع وسلاح الأنبياء والأتقياء فلم يستلحوا بالدعاء بل ركبوا عناهدم والأهواء فنظر الله تعالى إلى جهلهم وعنادهم ونظر الى ملائكته البشرية الذين آمنوا بهديه وبعث روح أنبياءه فقال:

وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ {65} بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ {66}

فلا تشرك الأسباب مع قدرة الله تعالى أيها العبد الضعيف وقدر الله حق قدره

وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ{67}

فما قدروا الله ولا قدرته وظنوا أنه يقبع في السماء بلا حراك ولا إنتصار لدينه وما يتلاعب به مشايخ السوء من دواب الأرض وظنوا أنه لن يبعث الله أحدا ليقيم الأوعاجاج في الفيج الأوعج

ولكن بين ذلك فيج أعوج، ليسوا مني، ولا أنا منهم

هم الذين يلوون بألسنتنا ويهدون بغير هدينا

فظنوا أن مهمة الإصلاح عند صولة الفساد والدجال من مهام المودودي او البنا او القطب او البغدادي

وتناسوا أمر المسيح المحمدي وما بشر به النبي من إنبعاثه

فأرتكنوا إلى فهمهم ولات حين مناص

فلبسوا حلة الدجال وصاروا له كالنعال

فلما طوى الله سماء المعرفة بيمينه وأنزل مبعوثه ليظهر قدرته بعد أن تحركت السماء بالرجع وصدعت أرض الأولياء بقبوله

عندها حل عذاب الله تعالى على الكافرين

فنفخ في الصور وأنطلقت شرارة الحرب الكونية من جديد، الحرب التي ستفزع كل من في السموات وفي الأرض إلا ما شاء الله من عباده الشاكرين

وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ {68}

إلا عباد الله المخلصين الذين لا يحزنهم الفزع الأكبر فكيف بما هو دونه

إن موعدهم الساعة والساعة أدهى وأمر