يقول المسيح الموعود عليه السلام:

لقد نُشر مؤخرا كتاب لمؤلف يهودي – وهو في حوزتي الآن – يبدو وكأنه من تأليف محمد حسين البطالوي أو ثناء الله الأمرتساري. يقول في كتابه إنه لم تظهر أية معجزة على يد هذا الشخص أي عيسى (- عليه السلام -) ولم تتحقق له أية نبوءة، إذ قال (- عليه السلام -) بأنه سيُعطى كرسي داود؛ فمتى أُعطِي ذلك الكرسي؟ وقال أيضا إن اثني عشر حواريا سيجلسون على اثني عشر كرسيا في الجنة، فمتى جلس عليها كلهم؟ وقد انشق يهوذا الإسخريوطي مقابل ثلاثين قطعة فضيّةٍ، وفُصِل عن الحواريين. وكذلك لعن بطرسُ المسيحَ ثلاث مرات، فهل بقي أهلا للكرسي. وقال المسيح أيضا إنه لن يموت الناس المعاصرون قبل أن أعود، ولكن متى عاد؟

ثم يقول هذا المؤلف اليهودي إنه كفى بالمسيح كذبًا ما أُخبرنا به في سِفر النبي ملاخي أن المسيح الصادق الآتي في اليهود لن يأتي ما لم يعُد النبي إيليّا إلى الدنيا ثانية. ثم يتساءل: متى وأين نزل إيليا من السماء؟ ثم يثير المؤلف ضجة كبيرة ويناشد الناس ويقول: انظروا، كانت هناك نبوءة في سِفر النبي ملاخي أن إيليا بنفسه سيأتي إلى الدنيا ثانية وهذا الشخص يقول إن يوحنا – المعروف باسم يحيى عند المسلمين – هو إيليا نفسه، أي يعُدُّه مثيلا له ولكن الله لم يخبرنا بمجيء المثيل بل قال بصراحة إن إيليا سيأتي بنفسه. فلو استجوبَنا الله يوم القيامة لوضعنا هذا الكتاب أمامه ولقلنا: أين كتبتَ في الكتاب يا ربِّ، أن مثيل إيليا سيرسَل قبل المسيح؟

وبعد إيراد هذا الكلام يستخدم لسانا بذيئا جدا ضد المسيح – عليه السلام -. إن هذا الكتاب موجود عندي، فلينظر فيه من يشاء…….

أما الاعتراضات التي أثارها هذا العالم اليهودي حول نبوءات عيسى – عليه السلام – فهي قاسية جدا، بل منها ما لا نعرف جوابه نحن أيضا. ولو استطاع الشيخ ثناء الله أو الشيخ محمد حسين أو أحد من القساوسة الرد عليها لأعطيته مئة روبية جائزةً يدا بيد. هذه هي حالة نبوءاته – عليه السلام – مع أنه اعتُبر إلها مزعوما – التي تتركنا نحن أيضا حيارى في أمرنا….

من الغريب حقا أن معارضيَّ يوجهون إليّ اعتراضات مآلها اضطرارهم لترك الإسلام نهائيا. لو كان في قلوبهم شيء من التقوى لما أثاروا قط اعتراضات يقع معظمها على الأنبياء الآخرين أيضا……….

هذا ما أدى ذات مرة بخمس مئة من الأغبياء تقريبا من أمثالهم إلى الارتداد عن المسيح – عليه السلام – زاعمين أن نبوءاته لم تكن صادقة. الحق أن هذا كان السبب وراء ارتداد يهوذا الأسخريوطي أيضا لأن الأسلحة قد اشتُريت عمليًا ولكن لم يتحقق شيء، ولم تتحق النبوءة عن الحصول على كرسي داود، مما أدّى إلى ارتداده مكتئبا. ولم يعلم المسيح – عليه السلام – أنه سوف يرتد فوعده بكرسي في الجنة عبثا“. (إعجاز أحمدي / ضميمة نزول المسح)

ولكم أن تقارنوا حال وأقوال معارضي المسيح الناصري ابن مريم عليه السلام، مع حال وأقوال معارضي المسيح المحمدي عليه السلام!! تشابهت حذو النعل بالنعل!!!