وُلِدَ السيد “تشارلز فرانسيس سيڤرايت Charles Francis Sievwright” سنة 1862م في أستراليا لأسرة مسيحية كاثوليكية. وبعد تفوقه في الدراسة تقلّد منصباً سياسياً مرموقاً في حكومة بلاده حيث أصبح المفوض والممثل الرسمي لبعثة الحكومة الأسترالية للإمبراطورية البريطانية في الهند وذلك في أواخر القرن التاسع عشر. قام السيد “تشارلز سيڤرايت” بزيارة الهند سنة 1903م لحضور المؤتمر السنوي الذي أقيم في الكونغرس الهندي بمدينة مدراس في ذلك العام. وكان عددٌ من المسلمين الأحمديين حاضرين في ذلك المؤتمر فعرضوا على السيد “تشارلز سيڤرايت” أن يزور مدينة قاديان لكي يتعرف على مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام، فوافق السياسي “تشارلز سيڤرايت” على هذا الاقتراح لأنه كان في الأصل يبحث حول الإسلام ويرغب بالتعرف أكثر على تعاليمه وعقائده.
وبالفعل وصل السيد “تشارلز سيڤرايت” إلى قاديان يوم 22 من شهر أكتوبر سنة 1903م وقرر البقاء فيها لبضعة أيام. وتمَّ اللقاء أخيراً بينه وبين حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام الذي وصفه تشارلز باللقاء “الإعجازي miraculous” كما ورد في مقاله المنشور في مجلة “مراجعة الأديان” لسنة 1906م حيث أعلن عن دخوله الإسلام وبيعته على يد حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام، وأصبح بعد إسلامه يطلق على نفسه اسم “مُحَمَّد عبد الْحَقُّ”.
يقول حضرة مُحَمَّد عبد الحق رَضِيَ اللهُ عَنْهُ تعليقاً على اجتماعه في قاديان:
“لا شيء أدهشني أكثر من بين جميع الأحداث العجيبة خلال رحلاتي التبشيرية من أن أجد نفسي في بلدة كريمة وجهاً لوجه مع مسيحها. وعندما أتيته ونظرت في عينيه عرَفَ فوراً بأنني كنتُ عبد الحق وعرفتُ بأنّه هو المبعوث الإلهي الذي جاء لدعوة المؤمنين وتوحيدهم معاً من جديد لإنقاذ العالم وجعله أكثر سلاماً وأمْنا“ (شروق الإسلام Muslim Sunrise 1922)
وهكذا انتقل سياسي مسيحي كاثوليكي يُعَدُّ من الشخصيات المهمّة في الغرب انتقل من عبادة المخلوق الميت إلى توحيد الله تعالى والصلاة ليل نهار على النبي مُحَمَّدٍ الاكرم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وذلك بسبب المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وتأثيره الروحي العظيم على أنقياء القلوب. وصدق المسيح ،ؑ فمِن ثمارهم تعرفونهم.
تنقّل الصحابيُّ “عبد الحق” رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بين أستراليا ونيوزيلندا ثم الولايات المتحدة الأمريكية وعاش كواحد من الدعاة المتحمسين للإسلام والمبلّغين النشطاء في الجماعة الإسلامية الأحمدية.
رَحِمَ اللهُ عبد الحق ورَضِيَ عَنْهُ اللّهُمّ آمين
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ