ولد البروفيسور “مجدد أحمد إعجاز” في 12 يونيو 1937 في “بادومالي” القريبة من مدينة لاهور. كان والده طبيبا وقد توفي شاباً لم يبلغ إلا منتصف العشرينيات من العمر بمرض سرطان الدماغ. تلقي “إعجاز” تعليمه بداية في مدارس قريته الريفية. وأكمل دراسته الثانوية في مدينة لاهور. وقد جذبت العلوم والفيزياء اهتمامه المبكر بسبب زوج والدته الذي كان أستاذ قسم الأرصاد الجوية.
بعد أن نال شهادة الثانوية العامة، انضم “إعجاز” لكلية العلوم في لاهور حيث تخصص في مجال الفيزياء وحصل على شهادة البكالوريوس في عام 1957. واصل “إعجاز” دراسة الفيزياء بمراحل متقدمة تحت أساتذة كبار في المادة، حتى تعرّف عام 1959 على السيدة “راضية بيغم نذير” فتزوجها ثم هاجرا معاً إلى الولايات المتحدة عام 1960.
وصل “إعجاز” وزوجته إلى “تالاهاسي” في ولاية فلوريدا في شهر أغسطس عام 1960، حيث كانا طلاباً في قسم الدراسات العليا للوافدين بجامعة فلوريدا.
وقد اشتهر “إعجاز” باكتشافه للنظائر الجديدة التي كان لها الأثر الأكبر في سد نقص النيوترونات في الجدول الذري. وقد أدَّى اكتشاف “إعجاز” لهذه النظائر إلى إحداث تقدم هائل في مجال البحوث الطبية، وخاصة في علاج السرطان، كما ساهم بشكل مباشر وكبير في تقدّم الفهم التجريبي للبناء النووي. أجرى “إعجاز” أغلب أبحاثه في “مختبرات أوك ريدج” (ORNL) التي تمولها وزارة الطاقة في الولايات المتحدة.. فتمكن من نشر أكثر من 60 بحثاً علمياً في مجلات الفيزياء العالمية الشهيرة معلناً عن اكتشافه للنظائر الجديدة وغيرها من تجارب التسريع الفيزيائي في الأعوام 1968-1983.
انضم الدكتور “مجدد إعجاز” إلى هيئة التدريس في قسم الفيزياء ضمن جامعة فرجينيا التقنية في سبتمبر 1964. ثم عمل مستشاراً في قسم الدراسات العليا لطلاب الدكتوراه. وفي عام 1977 تم ترقيته إلى رئيس قسم الفيزياء. وتقديراً لجهود البروفيسور “إعجاز” الاستثنائية فقد منحه العمدة “وينفيلد دان” عام 1972 وسام المواطنة الفخرية عن ولاية “تينيسي” وذلك لإسهاماته الكبرى في “أوك ريدج”.
بدأ البروفيسور “إعجاز” بالعمل في إنشاء المفاعل النووي لباكستان في 21 ديسمبر 1965 تحت إشراف العالم الباكستاني البروفيسور عبد السَلام الذي كان رئيس علماء المشروع، حيث تعاونا في مجال الفيزياء والرياضيات بشكل ملحوظ على مدى 27 عاما. أدى العمل المشترك إلى فتح مجالات واسعة في التفاعلات الكيميائية والكهرومغناطيسية مع العالم الفيزيائي الأمريكي “ستيفن واينبرغ” و “شيلدون” اللذان حصل كل منهما على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1979. وكان أكثر الشخصيات تأثيراً على البروفيسور “إعجاز” هو البروفيسور “عبد السَلام” و”السير ظفر الله خان” وزير الخارجية الباكستاني آنذاك، وكلهم من الجماعة الإسلامية الأحمدية.
في عام 1976، وبوصية من البروفيسور “عبد السلام” تم تأسيس المنتدى الدولي لتقدم العلوم والتكنولوجيا عندما كان يعمل كالمستشار العلمي لرئيس الوزراء الباكستاني. ومنذ ذلك الحين استقطبت مؤتمرات الفيزياء بباكستان كبار العلماء ومشاهيرهم من جميع أنحاء العالم وذلك لكسر العزلة الفكرية عند العلماء الباكستانيين. وقد شارك البروفيسور “مجدد إعجاز” في هذه المؤتمرات مرات عدة في سبعينيات القرن الماضي حيث كان عضواً في الأكاديمية الوطنية للعلوم، وزميل الجمعية الفيزيائية الأمريكية. قام البروفيسور “إعجاز” كذلك بالإشراف على قسم البترول والمعادن في “جامعة الملك فهد” بالمملكة العربية السعودية للأعوام 1979-1981.
توفي البروفيسور “مجدد إعجاز” يوم 9 يوليو، 1992 في منزله في “شوازفيل” بولاية فيرجينيا نتيجة المضاعفات الناجمة عن معركة طويلة مع سرطان الرئة والدماغ. وقد حضر العزاء جمع غفير من عائلته وأصدقائه من جميع أنحاء الولايات المتحدة وزملائه الفيزيائيين وغيرهم. يذكر أن الرئيس جورج بوش بَعَثَ برسالة تعزية رسمية من البيت الأبيض إلى أرملة البروفيسور “إعجاز” مؤرخة في 24 يوليو 1992.