تروي السيدة “سارة:
“وُلد أبي السيد “وورد” -“ناصر وورد” فيما بعد- في مدينة “ليدز” الإنكليزية عام ١٩٤٤ لعائلة مسيحية عريقة من الطبقة المتوسطة. درس والدي التاريخ وعمل مُدرِّساً لهذه المادة التي كان يعشقها منذ صغره وكان واسع الإطلاع ومارس مهنة التدريس في مدارس وكلّيات عديدة في أوروبا والشرق الأوسط.
قاده حب التاريخ للتعرف على الإسلام، ومن خلال مهنته تعرّف على زميل يعمل في التدريس أيضاً وكان مسلماً أحمدياً، فدارت بينهما حوارات حول المسيحية والإسلام حيث قدّم لوالدي عدداً من الكتب حول موضوع الصليب وتفسير الجماعة الإسلامية الأحمدية المستند على القرآن الكريم ومنها كتباً للمسلم الأحمدي السير “ظفر الله خان” وزير خارجية باكستان ورئيس المحكمة الدولية، وبعد قراءة مركزة اقتنع والداي بذلك كل الاقتناع.
لم يكن موضوع وفاة المسيح عَلَيهِ السَلام هو الأمر الوحيد أو الأهم الذي جذب والديّ نحو الجماعة الإسلامية الأحمدية بل كانت النظرة المتكاملة لفلسفة التعاليم وصلاحها بما لا مثيل لها في الأديان والفلسفات الأخرى هي العامل الأهم في القضية.
قرر والداي دخول الإسلام وبيعة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وذلك عن طريق زيارة مسجد الفضل في العاصمة “لندن”. ما أن اقترب والدِي ووالدتي من بوابة المسجد شعرا بنوع من التردد والرهبة من المبنى الذي يزوراه لأول مرة، ولكن السيد “عطاء المجيب راشد” إمام المسجد خرج لاستقبالهما وطمأنهما إلى الدخول بابتسامته المعهودة وكلماته الجميلة فدخلوا وزالت المخاوف على الفور.
تمت البيعة بفضل الله تعالى وعاش والداي حياة جديدة بعد ذلك في رحاب الإسلام الجميل وكنا أحيانا نزور جدي وجدتي في ريف مدينة “كورنوول”، فكانا متفهمَين للتغير الإيجابي الذي طرأ على أولادهم بل كانا يبديان كل مظاهر الإحترام الواجبة ولم يكونا يقدمان الخمر ولا لحم الخنزير بحضورنا، الشي الوحيد هو أن جدتي لم تكن تحب رؤية الحجاب على رأسي وذلك لكونه كما كانت تقول يجذب أنظار الناس في البلدة الصغيرة.
قرأ والدي الكثير من كتب المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وارتقى سلّم المعرفة التي كان يتوق لها كثيراً وصار لديه كَمَّاً عظيماً من المعلومات والتجارب فزار باكستان في جلسة ربوة وعمل بعد ذلك في مجال التبليغ ثم شغل منصب رئيس الجماعة عن مدينة “ليدز” وغيرها من مناصب في خدمة الإسلام بين الإنكليز ومطبوعات الجماعة باللغة الإنكليزية وغيرها من مهام.
كان لا يمل من قراءة القرآن الكريم ولم أفطن إلا وهو مسلم حريص على الدين يحب القراءة والزراعة والاهتمام بالنباتات والورود. وصلني ببالغ الأسى خبر وفاة والدي وهو يعمل مدرّساً في فرنسا عام ٢٠١٢ بعد حياة حافلة بالبحث والتجارب.”
الحمد لله من قبل ومن بعد.