إضافة جديدة للرد على المعترضين لمقالنا موجود في آخر النص بعد الصورة، أو اضغط هنا للإنتقال السريع إليها!
هو اللورد السير رولاند جورج هيدلي Right Honourable Sir Rowland George Headley المولود في 1855. كان اللورد السير هيدلي من كبار اللوردات الإنجليز، وهو خريج متميّز من جامعة كمبردج اللندنية الشهيرة عن قِسم الرياضيات وكذلك الهندسة المدنية لاحقاً، وكان كذلك مُصارعاً متمكناً أيضاً حيث كسبَ بطولتين في الوزن الثقيل وأخرى في المتوسط، عَمِلَ كرئيس تحريرٍ لجريدة سالزبيري جورنال Salisbury Journal، وله كِتابٌ من تأليفه في فنٌّ الدفاع عن النفس. يُذكر أنَّ عرش ألبانيا كان قد عُرض على اللورد هيدلي عدّة مرات فرفض بسبب عدم جدواه المادية وكثرة عمليات الإغتيال التي كانت تطال المسؤولين الكبار هناك.
تعرّف اللورد هيدلي على الإسلام عبر الجماعة الإسلامية الأحمدية وذلك في عهد الخليفة الأول للمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام حضرة نور الدين القرشي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عندما أرسل حضرته بعثة تبشير بالإسلام من قاديان إلى العاصمة لندن يرأسها أحد صحابة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وهو خواجه كمال الدين رحمه الله الذي يظهر في الصورة إلى جانب اللورد هيدلي. وقد أعلن اللورد إسلامه في 1913 وأصبح من المسلمين المخلصين العشاق لدين الإسلام وأدّى كذلك فريضة الحج مع صحابي المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام.
نقتبس لكم مقطعًا من رسالة بعثها خواجه كمال الدين ؒإلى خليفة المسيح الأول حضرة نور الدين رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بقاديان يقول فيها:
“في اليوم التالي (للبيعة) جاء اللورد إلى غرفتي وقال لي:
‘لَقَدْ دَخَلَتْ كلماتُك كالكهرباء إلى قلبي. لا شكّ بأنَّني سأُسألُ أمام الله تعالى إذا لَمْ يرى قومي الصورة الحقيقية للإسلام. لا أعرف ما سيحدث إذا عُدْتُم إلى قاديان ؟ لهذا السبب أودُّ منكم تعليمي القُرآن الكَرِيم مِن البداية حتى الختام .. وفي أثناء ذلك يمكنكم أيضاً تعليمي قضايا إسلامية أخرى .. إنَّ بيتي لكم وتحتَ تصرفكم.’.” (بيغم صلح، 6 يناير 1913 ص 4)
كما يظهر في الصورة من مجلة التايمز The Times في نَعْتِها له رحمه الله المؤرخة بتاريخ الإثنين 24 يونيو لسنة 1935 الصفحة 9.
وقد سافر اللورد هيدلي إلى مصر واستُقبل بطريقة رسمية مِن قِبَل الفيلد مارشال اللورد اللنبي وحاشية من طرف الملك فؤاد وتنافس أنصار الحزبين الوطني وحزب سعد زغلول على ضيافة اللورد هيدلي لينالوا حظاً عند المملكة المتحدة فكان اللورد هيدلي محط أنظار واهتمام الجميع في مصر. وقد زار اللورد هيدلي مصر للإنطلاق لأداء فريضة الحج واستقر هناك لفترة من الزمان. (ويمكن الإطلاع على رسالة اللورد اللنبي في أسفل المقالة)
توفي اللورد هيدلي رحمه الله في 1935 عن عمر يناهز الثمانين عاماً عاش النصف الأخير منها في خدمة الإسلام ونشر المطبوعات وتأليف المقالات في تقديم الصورة الحقيقة للإسلام كما تعلمها من المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وعن حياة النبي الأعظم سيدنا خاتم النبيين جميعاً المصطفى مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في المحافل والاجتماعات الراقية، رحمة الله عليه، اللّهُمّ آمين.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الرد على رد المعترضين على مقال إسلام اللورد هيدلي.
كان على خصوم الجماعة أن يفرحوا لدخول نصراني إلى الإسلام، ولكن وللغرابة الشديدة فقد أرغوا وأزبدوا عند عِلمهم بهذا النبأ وكتبوا بأن هذا مجرد استعراض لا قيمة له وسوف نلاحق الكاذبين المارقين الذي قاموا بهذه الفعلة (إسلام نصراني) لأن النصراني كان قد عرف الإسلام سنين طويلة قبل لقاءه بخواجه كمال الدين وأن الجماعة تقول بأن إسلام هذا النصراني لم يكن على الوجه الصحيح إذ يتساهل مع شاربي الخمر وفي الصلوات الخمس ! والرد على هذا الكلام الغريب أنَّ الجماعة لم تنف إسلام الرجل بل أكّدته من جهة، ومن جهة أخرى بيّنَت الجماعة بأنَّ الخواجه كمال الدين لم يكن هو الذي طرح فكرة الإسلام على النصراني لأنه يعرف الإسلام ومتأثر به منذ سنين ولكن لم يجد مسلماً يأخذ بيده إلى الدين فكانت فرصة لقائه بخواجه كمال الدين الحاسمة في إعلان الإسلام، ثمّ بيّنَت الجماعة أنَّ الرجل رغم دخوله الإسلام فكان عنده أخطاء في العقيدة وسبب ذلك أنَّ فَهْم الإسلام لم يكن في تمام الصحة، ومع ذلك فقد كان الرجل مسلماً مؤمناً بالله تعالى والرسول ﷺ وألف المقالات وترأس الاجتماعات للإعلان عن ذلك في الغرب وهو أمر معروف إذ غيّر اسمه إلى سيف الرحمن وسعى لبناء مسجد وغير ذلك من خدمات لا يمكن إنكارها، ولكن مردّ ذلك ليس لشخص خواجه كمال الدين بل للمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام الذي شاعت بركته لتُدخل الناس إلى الإسلام الذي وجدوه يتوافق مع الفطرة السليمة في داخلهم.
والدليل على ذلك والذي يجهله المعترضون هو أنٌ الجماعة الإسلامية الأحمدية التابعة للخلافة نفسها نشرت خبر إسلام اللورد هيدلي في عهد خليفة المسيح الأول حضرة نور الدين القرشي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، حيث نشرت جريدة الجماعة رسالة خواجه كمال الدين كما يلي:
● الأول:
“لديّ أخبارٌ سارّة يجب أن أزفّها بشرط الدعاء. لقد طلب مني لوردٌ مِن أعرق الأُسَر وأكرمها أنْ ألتقي به. أَخْبَرَنِي اللورد بأنه قاريء منتظم لمجلة المراجعة الإسلامية Review، وسأترجم مقتبساً من هذه الرسالة لكي يفرح المسلمون الأحمديون وغير الأحمديين على السواء:
“لقد أصبَحْتُ في قلبي تابعاً لذلك النبيُ العظيم. ولكنّي إلى الآن لم أعتنق الإسلام في العلن بسبب .. [قمتُ بازالة السبب ولكنّي أرسلته إلى مولانا ‘حضرة نور الدين المحترم’ وكذلك البطاقة الموقّعة مِن اللورد شخصياً. إنَّ السبب الذي ذكره -لعدم قبوله الإسلام- يبدو طفيفاً وسهلا. ولأن رغبته هي السرّيّة فلم أذكر إسمه].” (جريدة “البدر”، 2 أكتوبر سنة 1913، ص 2)
● الثاني:
“إِنَّنِي مسرورٌ باللورد ومواصلة التراسل معه. لقد قرأ كتاب حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام “فلسفة تعاليم الاسلام” واندهَشَ للغاية من الكتاب. وكتب إلى يقول بأن هذا الكتاب يقدّم قانوناً سامياً للإنسانية لدرجة أنَّه أي اللورد صار يرى نفسه لا يستحق أن يُلقَّب بالمُسْلِم. يا له من فهم عظيم ! نحن مسلمون ونفتقر إلى هذه المشاعر مع أننا نقرأ القُرآن الكَرِيم كل يوم.
إنَّ لدى اللورد سوء فهم -أعانه الله تعالى عليه- فقد كتب إليَّ أنه قد بدأ بالفعل ولكن بالتدريج بالتبشير بالإسلام في عائلته وأقاربه حتى إذا أعلنَ إسلامه فسيكون معه آخرون ولن يكون وحيداً آنذاك. للأسف هذا وهم وتضليل للنفس. ولكن الوقت الآن ليس مناسباً لهذا ولا يسمح مركزي مقارنة بمركزه ومقامه أن أقول له بأن ما يحدث هو وهم وتضليل. وَعَلَى كُلٍّ فقََدْ بدأ اللورد بالحديث حول هذا الأمر مع أخواته البنات بنعومة وهدوء.” (جريدة “البدر”، 6 و13 و20 نوفمبر سنة 1913، ص 4)
فها أنَّ اللورد بالفعل كان في شكٍّ رغم كونه مسلماً في القلب وبأنه كان يعرف الإسلام قبل ذلك ألا إنَّ بركة قراءة كتب المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام ومنها [فلسفة تعاليم الاسلام ] قد جذبته وأعجبته لدرجة أنه أعلن إسلامه الذي أخفاه طيلة الوقت فقط عبر الجماعة الإسلامية الأحمدية. فقد كان المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام هو كل شيء في القضية والسبب الأساس في إعلان اللورد للإسلام بل وخاصة كتاب حضرته “فلسفة تعاليم الاسلام”.
لتصفح كتاب فلسفة تعاليم الإسلام نرجو الضغط هنا.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ