ولد السيد “مايكل كلارك” وتربى في بيت مسيحي كاثوليكي متدين في مدينة ساري جنوب “لندن” وعاش “كلارك” كذلك متديناً ومسيحياً شديد التدين.
انتقل السيد “مايكل كلارك” إلى مدينة “برمنغهام” في وسط إنكلترا منذ سبعينيات القرن الماضي وهنالك حصل على وظيفة مراقب في أحد المصانع حيث تعرّف على زوجين مسلمين اكتشف فيما بعد أنهما ينتميان للجماعة الإسلامية الأحمدية. دارت حوارات مختلفة بين “كلارك” والزوجين حول المسيحية والإسلام انتهت باقتناع “كلارك” بأن المسيح عَلَيهِ السَلام قد مات فعلاً وأن مسألة دخوله إلى الإسلام باتت مجرد وقت لا أكثر. طال هذا الوقت لأكثر من عقد ونيف وهو يبحث في الإسلام مع إنه تحول منذ البداية إلى مسلم أحمدي من الداخل دون أن يوقع وثيقة البيعة.
ذات يوم وأثناء انتقاله للعمل في قطاع مختلف تعرف على سيدة كبيرة متشددة في المسيحية، فدار بينهما حوار حول خلق الأرض في الكتاب المقدس في ستة أيام وكون آدم هو أول مخلوق على الأرض وما إلى ذلك فتفاجأت السيدة بأن زميلها الإنكليزي الأبيض “كلارك” مسلم وعنده نظرية مقنعة تتفق مع العلم. صممت السيدة المسيحية على أن تعيد “كلارك” إلى دين أباءه النصرانية بأي ثمن فدعته ذات يوم لحضور موعظة وقداس في الكنيسة فلبى الدعوة على الفور، ولكنه تعرض للإحراج حيث بدا وكأن الموضوع كلية مدبر من أجل تحويله فقط وليس من أجل الوعظ أو الصَلاة حيث قالوا له اخيراً بأنهم يأملون لو عاد إلى المسيحية دين الحق ليجيبهم بأن الأمل يملؤه أن يتحولوا هم جميعا إلى دين النبي محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم الإسلام دين الرحمة والتسامح والعقل والحق.
بعد ذهابه إلى البيت وخلوده إلى النوم حدث مع الأخ “كلارك” حادث غريب للغاية، حيث رأى نفسه وقد انفصلت عن جسده بل شاهد نفسه وهو يطير في أرجاء الغرفة ويلمس مصباح الغرفة بل شاهد أيضاً نفسه وهو نائم كالميت بينما روحه تطير وتتفرس في جسمه المسجى على الفراش بلا حراك. بعد ذلك خرج وهو يطير إلى المدينة فوصل إلى الكنيسة ودخلها فرأى القداس لا زال متجمهراً والسيدة زميلته لا تزال مع الحاضرين وشعرها البني يبدو من فوق بكل وضوح والقس يخطب، ثم عاد إلى غرفته واستيقظ ليخر على الأرض في دعاء وبكاء حار أن يثبته الله ويرسل له ملاكاً يقويه.
في اليوم التالي وعند ذهابه إلى العمل اتصلت الجماعة به وأبلغته بأن مسؤول التبشير يود مقابلته في مسجد الفضل، هرع “كلارك” للمقابلة غير مصدق لسرعة تحقق الرؤيا، فإذا به يلتقي المبشر ويتحدث معه عن مكنون قلبه حيث شعر “كلارك” من أعماق قلبه بأن الله تعالى استجاب له وأرسل له الملاك الذي طلبه في صورة المبشر حضرة مرزا نصير أحمد الذي اصبح صديقا مقربا فيما بعد.
زار السيد “كلارك” صديقه الأحمدي وزوجته بعد ذلك بأسبوع فذهبوا ووقع “كلارك” وثيقة البيعة في مسجد الفضل. شعر “كلارك” بسعادة لا توصف بعد البيعة وصار يشعر بأنه ولد منذ زمن طويل كمسلم أحمدي وحضر بعدها جلسة ربوة السنوية وشاهد (الخليفة الثالث بإطلالته المشرقة ووجهه الوردي الساطع) كما وصفه “كلارك” تماماً حيث ألقى كلارك أيضاً كلمة في الجلسة.
بعد ذلك الموضوع لزم كلارك الجماعة الإسلامية الأحمدية وصاحب الخليفة الرابع حضرة مرزا طاهر أحمد رحمه الله بشكل مستمر حيث أطلق عَلَيهِ اسم “مظفر كلارك” الذي لزمه منذ تلك الساعة وكان يراجع الكتب ويقدم الاقتراحات حول مختلف المواضيع وتشرف بأن يكون أحد الحراس الذين يقفون في الجلسة السنوية لحماية الخليفة ثم تقلد مناصب عديدة من بينها قائد الخدام ثم أمير منطقة وسط إنكلترا وغير ذلك من مواقع ومناصب في الجماعة الإسلامية الأحمدية.
فالحمد لله تعالى على هذه المسيرة الطيبة المباركة.