في موقف مؤثر للغاية ظهر السيد “تيد هيكي جونيور” البارحة أمام حشد في مسجد الجماعة الإسلامية الأحمدية بولاية “كونكتيكت” الأمريكية وهو يطلب العفو على ما قام به قبل بضعة أشهر عندما استهدفَ مسجد “بيت الأمان” التابع للجماعة الإسلامية الأحمدية بسلاح رشاش من نافذة منزله بمدينة “ميريدان” ضمن الولاية المذكورة مما تسبب في إلحاق بعض الأضرار الجانبية في المبنى بدون وقوع إصابات بين المصلين ولله الحمد.

الأحمدية تجسّد قوله تعالى ﴿فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾
الأحمدية تجسّد قوله تعالى ﴿فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾

وكان السيد “تيد جونيور” قبل الحادثة يحمل أفكاراً سيئة حول الإسلام بسبب ما يبثه الإعلام الغربي من أعمال تطرف تتم باسم الإسلام حول العالم مما دفع السيد “تيد” إلى الرهبة والخوف من دين الإسلام كفكر متطرف يحاول قتل الأمريكان والغربيين عموماً فكان “تيد” ينشر على شبكات التواصل منشورات ضد الإسلام والمسلمين تكللت أخيراً بتصويب سلاح الرشاش الذي بحوزته كونه من جنود المارينز المخضرمين وضرب واجهة وجانب مبنى “دار الأمان” التابع للجماعة الإسلامية الأحمدية وهو في حالة من السكر والتأثر بظاهرة الإسلاموفوبيا أو الرهاب الإسلامي.

وبعد أن تم القبض على السيد “تيد” من قبل الشرطة الفيدرالية بعد تحقيق مكثف وضبط أكثر من عشرين مسدساً وسلاحاً ومئات المخازن من الذخيرة في منزله شكرت الجماعة الإسلامية الأحمدية الشرطة على عملها المخلص والدؤوب وفي نفس الوقت أصدرت بياناً للعفو عن مطلق النار على مسجدها وكذلك دعته إلى زيارة مسجدها والتعرف على المسلمين الأحمديين عن كثب بدعوة غداء للتعارف والحديث وتناول الشاي وهو ما قام به السيد “تيد جونيور” بعد فترة فكان لقاء حميماً عانق فيه الأخوة جارهم مطلق النار بمحبة ودموع الفرح مما أثر في قلبه فاعترف وسط دموع الإمتنان بخطأه بحق المسجد وأهله والإسلام عموماً وعزى ما قام به إلى الخوف من المجهول حيث أن الإنسان هو عدو ما يجهل ولم يكن يعلم بهذه الروحانية الجميلة في الإسلام وهو يطلب من الجميع مسامحته فيما تلقاه الأخوة بالأحضان كما لو كان أحد أولادهم العائدين بعد سفر طويل.

وكان موقف الجماعة الإسلامية الأحمدية النبيل هذا قد وصل إلى أسماع العديد من شخصيات الولاية الأمريكية ومن بينهم رعاة الكنيسة الذين أبدوا إعجابهم الكبير لروح التسامح الذي لا نظير له في هذا الوقت العصيب مؤكدين أن ما قام به المسلمون الأحمديون هو عين تعاليم الله وتجسيد حقيقي لشعار الحب للجميع ولا كَــراهِــيـِّــة لأحد الذي تتخذه الجماعة الإسلامية الأحمدية شعاراً لها في مساجدها حول العالم.

وينتظر السيد “تيد هيكي جونيور” جلسة المحكمة شهر مايو المقبل التي ستحكم عليه بالسجن لسنوات إذا ما تم الاعتراف وتناول حيثيات وتفاصيل الحادثة فيما أعلنت الجماعة الإسلامية الأحمدية بأنها قد سامحت الأخ “تيد جونيور” تماماً ولن ترفع ضده أية شكوى أو دعوى في المحكمة بل ستطلب من المحكمة العفو عنه من جانبها، وكذلك عَبّرَ  الأخ “تيد جونيور” عن تقديره وتغير موقفه تجاه الإسلام بسبب التصرف النبيل للجماعة الإسلامية الأحمدية مؤكداً أن ذلك سيدفعه ليكون نقطة وصل بين الإسلام وبين المجتمع الأمريكي الذي يستقي المعلومات الخاطئة حول هذا الدين الكريم.

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد