نجحت الجماعة الاحمدية في حي الكبابير بمدينة حيفا ما عجزت عنه الحركات الاسلامية الاخرى في البلاد، فقد جندت الجماعة ظهر اليوم تحت سقف واحد رجال دين من الديانات الثلاث منددين بالنشر المسيء لشخص رسول الله، خاصةً بعد تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلية افيغدور ليبرمان المستفزة أمس والتي دعا من خلالها إلى شراء أكبر عدد من نسخ مجلة “شارلي أيبدو”، مما يؤكد على أن النية ليست الدفاع عن حرية التعبير بقدر إحراز مكاسب سياسية عن طريق تأجيج الصراع وتحويله إلى طائفيّ.

وقد تحدث في المؤتمر العديد من رجال الدين وكذلك رئيس بلدية حيفا، يونا ياهف. كما ووّزع على الحضور كتاب يروي حياة الرسول الاعظم محمد عليه الصلاة والسلام وهو من تأليف الخليفة الثاني للجماعة ميرزا بشير الدين محمود احمد.

نتصدى للمسيئين بشكل اخلاقي

وقال رئيس الجماعة الاحمدية محمد شريف عودة في كلمته: إننا معا سنمنع كل المغرضين من المساس برموزنا الدينية، وسنتكاتف للوقوف بوجه الممارسات الساقطة للتنكيل والتجريح وعدم الإحترام وذلك بمقاومة هذه الأعمال المشينة أخلاقيا وفق أسس الدين وتعاليم الأنبياء السمحة.

وتابع شريف: يبدو ان دار النشر والوزير ليبرمان ومن اجل مكاسب مالية وسياسية لا يدركون حقيقة افعالهم، انكم تعون جيدا حقيقة الرسول الامين الذي بعث رحمة للعالمين وكان مثالا للعفو والتسامح، وهؤلاء الذين يسخرون منه ويهاجمونه لا يرتكبون جريمة ايذاء مشاعر المسلمين فحسب، بل يقترفون كذبا شنيعا وافتراءً صارخا باطلاق هذه التهم له والترويج لها

من يحاول المس بشخص الانبياء فهو كافر

بدوره فقد قال الحاخام ابو حصيرة حاخام “السفرديم” في حيفا: ان تعاليم الدين اليهودية وتوراة موسى قد نصت بصريح العبارة ان “احب لغيرك ما تحب لنفسك”، وفي هذا المقام لا يسعنا الا التنديد والاحتجاج وايصال رسالة واضحة لكل اولئك المحرضين والمسيئين للانبياء ان كفوا عن اعمالكم المشينة لان هذه الافعال تنم عن اصحابها ومن يحاول المساس بشخص الانبياء فهو كافر وملحد وليس من اليهودية بشيء.

ادعو الى محاكمة الصحافة الاسرائيلية

اما الخوري صالح من سخنين فقال: كل الديانات السماوية تدعو للمحبة، لكن للاسف الشديد نحن نبتعد عن المحبة في هذا الزمان.

وقال: في هذه الظروف الحالكة نحن نحترم الصحافة وحرية الكلمة، بالمقابل نحترم الاخر. الصحافة هي السلطة الرابعة لكن هذا لا يعني ان تنتهك الصحافة حرية ومشاعر الاخرين. حرية التعبير مقدسة لكن هذه الحرية تتوقف عندما تنتهك مشاعر الناس والاديان. نستنكر دور الصحافة الاسرائيلية التي تتبجح بحرية التعبير وهي تخرق هذه الحرية في أكثر من مناسبة، ومن هذا المنبر ادعو الى محاكمة الصحافة الاسرائيلية.

عدم الانجرار الى التطاحن المذهبي

بدوره فقد قال الشيخ توفيق حلبي: ندعو كل العقلاء في هذه الدولة الى كبح جماح المتطرفين، وعدم الانجرار الى التطاحن المذهبي، ونشد على يدي كل من يدعو الى المحبة والسلام. لن نسمح لفئة متطرفة بخرق النسيج الاجتماعي لكل الطوائف في البلاد.

سترتد لعناتك عليك وعلى حزبك يا ليبرمان

اما الشيخ سمير عاصي امام مسجد الجزار فقد قال:هذه الاساءات المتكررة لاعظم قادة الانسانية والبشرية هي بمثابة انحطاط اخلاقي لمن يقف وراءها، ونحن نقول هذا الكلام لكل من يستهدف المشاعر الدينية لكل الاديان وليس فقط للاسلام، فقبل فترة من الزمن تم الاعتداء على السيد المسيح من خلال قناة تلفزيونية محليّة، وكنا من الاوائل الذين وقفوا ضد هذه الاساءات وعقدنا مؤتمرا في الجزار لكل الديانات وتصدينا بشكل حضاري لهذه الاستفزازات والغالة منها العبث باستقرار هذا المجتمع.

وأضاف: اما بخصوص ليبرمان فاقول له خسئت، واذا كنت تحاول ان تجني مكاسب سياسية على حسابنا فلن تنجح بذلك، وعندما تم الاعتداء على كنيس يهودي في القدس كنا من الاوائل الذين زاروا الكنيس للاحتجاج والرفض لهذا اللون من الوان التصدي وهذا اللون لا يشرفنا ولا يتلائم مع قيمنا النضالية والمحمدية.

وختم العاصي: كفاك يا ليبرمان جلب اللعنات على هذه الدولة وكف عن ذلك ونؤكد لك ان هذا العمل سيرتد باللعنات عليك وعلى حزبك انشاء الله.


الخبر الأصلي

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد