ورد المقال التالي مترجما من صحيفة Mathrubhumi
قبر المسيح
ثمة أُناس يعتقدون أن قبر يسوع المسيح موجود في مكان يدعى (خانيار) في بلدة (روزابال) من سريناغار بكشمير.
ملخّص اعتقادهم هو أن يسوعاً قد نجا من الصلب وهاجر إلى كشمير مع والدته مريم ثم توفي هناك ويمكن الاطلاع على قبره في منطقة خانيار. انتشرت هذه العقيدة على يد الجماعة الإسلامية الاحمدية، وكان مؤسس هذه العقيدة حضرة مرزا غلام أحمد هو أول من أعلن أن قبر يسوع يقع في كشمير. ووفقاً لهذه النظرية، فإن السيدة مريم التي كانت مع يسوع أيضا يوجد قبرها في وادي كشمير – وهي الآن جزء من باكستان. ويوجد قبرها في أحد الوديان الجميلة ويُطلَق عليه اسم (وادي ميري) ‘Muree’ والذي سُمّي كما يبدو على اسمها.
إذا كنت مسافراً عبر القطار السريع من اسلام اباد (عاصمة باكستان) فالمسافة هي 45 ميلا، وعند الوصول الى منطقة روالبندي سيكون بإمكانك زيارة هذه البقعة المذهلة حقّاً والتي تسمى “تل مريم”. يقع هذا المكان على ارتفاع 7500 قدم فوق مستوى سطح البحر وكان يضم منطقة سكنية جميلة المنظر أقيمت في زمن البريطانيين، وفي هذه النقطة الجغرافية يوجد قبر السيدة مريم. لم يكن هذا المكان يحظى بكثير من الاهتمام حتى عام 1850 وذلك عند وصول البريطانيين. وكان البريطانيون هم الذين أقاموا أول منطقة سكنية في وادي “ميري”. وقبل هذا كان يُعتبر مكانا مقدسا يقصده الهندوس والمسلمون. قام البريطانيون ببناء دير بالقرب من هذا المكان، وأصبح فيما بعد ديراً عريقاً إسمه “دير يسوع ومريم” ويُعَد اليوم أحد أفضل المدارس الداخلية في باكستان.
وبعد استقلال باكستان قامت الحكومة بوضع هذه المقبرة والمناطق المحيطة بها تحت سيطرتها. فقد قامت الحكومة الباكستانية بنصب كاميرات المراقبة والعديد من أجهزة الإرسال كما قيّدت دخول الزوار عبر وضع المتاريس والحواجز. لقد قامت الكثير من البحوث والدراسات على هذا الموضوع ولكن لم يتم الكشف عن شيء. وعلى أية حال فهنالك طائفة من المسيحيين وعدد لا بأس به من المسلمين يؤمنون بأن الضريح الذي في (خانيار) هو للمسيح والذي في (ميري) هو للسيدة مريم، وخاصة هذه الطائفة من المسلمين والذين بطبيعة الحال لا يؤمنون بوفاة المسيح على الصليب.
يؤمن عموم المسلمين أن الله قد رفع النبي عيسى إلى السماء قبل تعليقه على الصليب، ولكن البعض الآخر منهم مثل الأحمديين يؤمنون أن عيسى ومريم هاجرا إلى كشمير ويستشهدون من القرآن – سورة المؤمنون الآية 50 التي تقول {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ } (المؤمنون 51). ويعتقد الكثيرون أن المكان المذكور في هذه الآية من القرآن الكريم هو كشمير وذلك لعدم وجود أي تشابه في الوصف مع القدس.
يمكننا بطبيعة الحال أن نحصل على مزيد من المعلومات والتوصل الى الفكرة الكاملة حول عمر هذا القبر وهوية الشخص المدفون فيه وذلك بعد اجراء أبحاث لخبراء الآثار وفحص الحمض النووي. وحتى يحين ذلك الوقت سوف تبقى الحقيقة يكتنفها الظلام ….