الجنة والنار ويوم الحشر
“ونؤمن بأن حشر الأجساد حق، والجنة حق، والنار حق، وكل ما جاء في القرآن حق، وكلّ ما علّمَنا رسول الله ﷺ حق، وهو خير الأنبياء وختم المرسلين. ومن عزا إلينا ما يُخالف الشرع والفرقان مثقال ذرة فقد افترى علينا وأتى ببهتان صريح كالمفترين. ألا إنّا بريئون من كل أمرٍ يُنافي قول رسولنا ﷺ، وإنّا مؤمنون بجميع أمورٍ أخبر بها سيّدنا ونبيُّنا، وإن لم نعلم حقيقتها أو نُودَع معارفها بإلهام مبين. وإنّا بريئون من كل حقيقة لا يشهدها الشرع، واعتصمنا بحبل الله بجميع قلبنا، وجميع قوتنا، وجميع فهمنا، وأسلمنا الوجهَ لك ربَّنا فاجعلْنا من المحسنين. ربنا أفرِغْ علينا صبرًا على ما نُؤذَى وتوفَّنا مسلمين”. (تحفة بغداد، باقة من بستان المهدي، 38-39)
“ونعتقد أن الجنّة حق، والنار حق، وحشر الأجساد حق”. (التبليغ، ص 14)
من هم أول من يدخل الجنة؟
“وأنت تعلم أن الله ما وعد بحشر الموتى في القرآن إلا وعدًا واحدًا وهو الذي يظهر عند يوم القيامة، وأخبر عن عدم رجوع الموتى قبل يوم القيامة، فنحن نؤمن بما أخبر وننـزه القرآن عن الاختلافات والتناقضات، ونؤمن بآية: (فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ)، ونؤمن بآية: (وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ).
وإنّا لا نقول أن أهل الجنّة بعد انتقالهم إلى دار الآخرة يُحبَسون في مكان بعيد من الجنة إلى يوم القيامة، ولا يدخل الجنة قبل القيامة إلا الشهداء، كلاّ.. بل الأنبياء عندنا أول الداخلين. أيظن المؤمن الذي يُحب الله ورسوله أن النبيين والصدّيقين يُبعَدون عن الجنة إلى يوم البعث ولا يجدون منها رائحة، وأما الشهداء فيدخلونها من غير مكثٍ خالدين؟
فاعلم يا أخي أن هذه العقيدة رديئة فاسدة، ومملوءة من سوء الأدب. أما قرأت ما قال رسول الله ﷺ إن الجنة تحت قبري؟ وقال إن قبر المؤمن روضة من روضات الجنة، وقال ﷻ في كتابه المحكم: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي في عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتي)، وقال في مقام آخر: (قِيلَ ادْخُلِ الجَنَّةَ). وقصَّ علينا قصة رجل مات ودخل الجنة، وكان له صاحب في الدنيا فاسق، فمات صاحبه أيضا ودخل النار، فذكَر الذي دخل الجنة قصةَ صاحبه عند أصحاب الجنة وقال: (هَلْ أَنْتُمْ مُّطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ في سَوَاءِ الْجَحِيمِ * قَالَ تَاللهِ إِنْ كِدْتَّ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ).
وأنت تعلم أن هذه القصة تدل بدلالة صريحة على أن المؤمنين يدخلون الجنة بعد موتهم من غير مكث، ثم لا يُخرَجون منها ويتنعّمون فيها خالدين. وكذلك يثبت من القرآن أن أهل جهنم يدخلونها بعد الموت من غير مكث، كما لا يخفى على الذين يتدبرون في آية: (فَرَآهُ في سَوَاءِ الْجَحِيمِ)، وكما قال الله تعالى: (مِمَّا خَطِيئآتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا). وإن كنت تطلب شاهدا من الحديث فانظر إلى أحاديث المعراج، فإن النبي ﷺ رأى جهنم في ليلة المعراج، وكذلك رأى الجنة، فرأى في الجنة أهلها، وفي جهنم أهلها، فريقا في النعيم وفريقا من المعذبين”. (حمامة البشرى، ص 104-106)
النبأ العظيم
“قد عرفتم أن الله تعالى قد أخبر عن هذا النبأ العظيم في كتابه الكريم، وقال للتعليم والتفهيم: (فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ * وَخَسَفَ الْقَمَرُ * وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ * يَقُولُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ)، فتَفكَّروا في هذه الآية بقلب أسلم وأطهر، فإنه من آثار القيامة لا من أخبار القيامة كما هو أجلى وأظهر عند العاقلين. فإن القيامة عبارة عن فساد نظام هذا العالم الأصغر وخلقِ العالم الأكبر، فكيف يقع في حالة الفَكِّ الخسوفُ الذي تعرفون، باليقين لا بالشك، عِلَلَه وأسبابه، وتفهمون مواقعه وأبوابه؟ وكيف يظهر أمرٌ لازم للنظام بعد فَكِّ النظام والفساد التام؟ فإنكم تعلمون أن الخسوف والكسوف ينشآن من أشكال نظاميةٍ وأوضاعٍ مقرّرة منتظمة، على أوقات معيّنة وأيّام معروفة مبيّنة، فكيف يُعزَى وقوعها إلى ساعةٍ لا أنسابَ فيها ولا أسباب، ولا نظامَ ولا إحكام؟ فانظروا إن كنتم ناظرين”. (نور الحق، ص 138)
يوم الحساب
“وليس المراد من الحساب ووزن الأعمال وحشر الأجساد أن يخرج أهل الجنة من جنتهم ومقام عزتهم، وأنهم يؤخذون ويُحاسَبون لعلهم كانوا من أهل النار، ويُخرَج أهل النار من نارهم، ويُنظَر في أمرهم لعلهم كانوا من أهل الجنة، لأن الله تعالى يعلم الغيب ويعلم إيمان الناس وكفرهم قبل أن يُخلَقوا، ولا يعجز علمه عن درك المغيبات، بل الحساب والميزان لإظهار مكارم المكرمين وإراءة مفاسد المفسدين. ولا شك أن أهل الصلاح وأهل المعصية يرون ثمرات أعمالهم بعد الموت بغير مكثِ طرفةِ عين، وجنّتُهم ونارهم معهم حيثما كانوا، ولا تفارقانهما في آن. ألا تنظر إلى ما قال رسول الله ﷺ إن القبر روضة من روضات الجنة أو حفرة من حفر النار؟ والميت قد يُدفن وقد يُحرق وقد يأكله الذئب وقد يغرق في البحر، وفي كل صورة لا يفارقه روضةُ جنته أو حفرةُ ناره. وقد ثبت أن كل مؤمن وكافر يُعطى من جسم بعد موته، ويوضع جنته أو جهنمه في قبره، ثم إذا كان يوم القيامة فيبعث كل ميت ببعث جديد، ويحضرون لوزن أعمالهم، وتمشي معهم جنتهم ونارهم ونورهم وغبارهم، ثم بعد حساب الأعمال والسؤال بطريق إظهار العزة أو إراءة الذلة والوبال، وبعد الوزن وغيرها من الأمور التي نؤمن بها، تقتضي رحمة الله تعالى وغضبه تجليات جديدة، فيُمثّل الله الجنةَ في أعين أهلها بصورة ما رأتها أعينهم قط كما وعد في كتابه للمسلمين، فيكون لهم ذلك اليوم يومَ المسرّة العظمى والسعادة الكبرى، فيدخلونها فرحين آمنين”.(حمامة البشرى ص 107-108)
أمارات القيامة
“أمارات القيامة على قسمين: الأمارات الصغرى، والأمارات الكبرى. أما الأمارات الصغرى فقد تبدو وتظهر على صورتها الظاهرة، وقد تنكشف وجودها في حُلل الاستعارات. ولكن الأمارات الكبرى فلا تظهر على صورتها الظاهرة أصلاً، ولا بد فيها أن تظهَر في حُلل الاستعارات والمجازات. والسر في هذا الأمر أن الساعة لا تأتي إلا بغتة كما قال الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إلا هُوَ ثَقُلَتْ في السَّمَاواتِ والأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إلا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إنما عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ). وقال في مقام آخر: (أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ * قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَني)، (بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ)، وقال: (كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ في قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ * لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ * فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)، وقال: (هَلْ يَنْظُرُونَ إلا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)، وقال: (وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا في مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَو يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ).
فثبت من قوله – عز وجل – أعني (وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا في مِرْيَةٍ مِنْهُ) أن العلامات القطعية المزيلة للمِرية، والأمارات الظاهرة الناطقة الدّالة على قُرب القيامة.. لا تظهر أبدا، وإنما تظهر آيات نظرية التي تحتاج إلى التأويلات، ولا تظهر إلا في حُلل الاستعارات، وإلا فكيف يمكن أن تنفتح أبواب السماء وينـزل منها عيسى أمام أعين الناس وفي يده حربة، وتنـزل الملائكة معه، وتنشقّ الأرض وتخرج منها دابّة عجيبة تكلِّم الناسَ أن الدين عند الله هو الإسلام، ويخرج يأجوج ومأجوج بصورهم الغريبة وآذانهم الطويلة، ويخرج حمار الدجّال ويرى الناس “بين أذنيه سبعون باعا”، ويخرج الدجّال ويرى الناس الجنةَ والنار معه والخزائن التي تتبعه، وتطلُع الشمس من مغربها كما أخبر عنها رسول الله ﷺ، ويسمع الخَلق أصواتا متواترة عن السماء أن المهدي خليفة الله، ومع ذلك يبقى الشك والشبهة في قلوب الكافرين. ولأجل ذلك كتبتُ في كتبي غير مرة أن هذه كلها استعارات وما أراد الله بها إلا ابتلاء الناس ليعلم من يعرفها بنور القلب ومن يكون من الضالين. ولو فرضنا أنها تظهر بصورها الظاهرة فلا شك أن من ثمراتها الضرورية أن يرتفع الشك والشبهة والمِرية من قلوب الناس كلهم كما يرتفع في يوم القيامة، فإذا زالت الشكوك ورُفعت الحجب فأيُّ فرقٍ بقي بعد انكشاف هذه العلامات المهيبة الغريبة في تلك الأيام وفي يوم القيامة؟ انظر أيها العاقل.. أنه إذا رأى الناس رجلا نازلا من السماء وفي يده حربة ومعه ملائكة الذين كانوا غائبين من بدء الدنيا وكان الناس يشكّون في وجودهم، فنـزلوا وشهدوا أن الرسول حق، وكذلك سمع الناس صوت الله من السماء أن المهدي خليفة الله، وقرأوا لفظ “الكافر” في جبهة الدجّال، ورأوا أن الشمس قد طلعت من المغرب، وانشقّت الأرض وخرجت منها دابة الأرض التي قدمه في الأرض ورأسه تمسّ السماء، ووسَمت المؤمن والكافر، وكتبتْ ما بين عينهم مؤمن أو كافر، وشهدت بأعلى صوتها بأن الإسلام حق، وحصحص الحق وبرق من كل جهة، وتبينت أنوار صدق الإسلام حتى شهد البهائم والسباع والعقارب على صدقه، فكيف يمكن أن يبقى كافر على وجه الأرض بعد رؤية هذه الآيات العظيمة، أو يبقى شك في الله وفي يوم الساعة؟ فإن العلوم الحسّية البديهة شيء يقبله كافر ومؤمن، ولا يختلف فيه أحد من الذين أُعطوا قوى الإنسانية؛ مثلًا إذا كان النهار موجودا والشمس طالعة والناس مستيقظين فلا يُنكره أحد من الكافرين والمؤمنين. فكذلك إذا رُفعت الحجب كلها، وتواترت الشهادات، وتظاهرت الآيات، وظهرت المخفيّات، وتنـزلت الملائكة، وسُمعتْ أصوات السماء، فأي تفاوُت بقي بين تلك الأيام وبين يوم القيامة، وأي مفر بقي للمنكرين؟ فلزم من ذلك أن يُسلِم الكفار كلهم في تلك الأيام، ولا يبقى لهم شك في الساعة؛ ولكن القرآن قد قال غير مرة إن الكفار يبقون على كفرهم إلى يوم القيامة، ويبقون في مِريتهم وشكّهم في الساعة حتى تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون. ولفظ “البغتة” تدل بدلالة واضحة على أن العلامات القطعية التي لا يبقى شك بعدها على وقوع القيامة لا تظهر أبدا، ولا يجليها الله بحيث تُرفع الحجب كلها وتكون تلك الأمارات مرآة يقينية لرؤية القيامة، بل يبقى الأمر نظريا إلى يوم القيامة، والأمارات تظهر كلها ولكن لا كالأمر البديهي الذي لا مفر من قبوله، بل كأمور ينتفع منها العاقلون، ولا يمسّها الجاهلون المتعصبون، فتدبَّرْ في هذا المقام فإنه تبصرة للمتدبرين”. (حمامة البشرى، ص 173-176)
القيامة وقت المجازاة والعقوبة
“ليكن معلوما أن آية (مالك يوم الدين) في سورة الفاتحة لا تعني أن الثواب والعقاب سينـزلان يوم القيامة فقط. فقد قيل في القرآن المجيد بوضوح مرة بعد أخرى إن القيامة إن هي إلا وقت للمجازاة الكبرى، بيد أن نوعًا من المجازاة – التي تشير إليها آية (يجعل لكم فرقانًا)- لَتبدأ من هذه الدنيا”. (سفينة نوح، الخزائن الروحانية، مجلد 19 ص 42)
“ثم قال تعالى: (والشهادةِ)، يعني أن لا شيء يخفى عليه تعالى. إذ لا يجوز أن يسمى إلها ومع ذلك يبقى في غفلة عن علم المخلوقات. كلا، إن كل ذرة من العالم تحت بصره، وأما الإنسان فلا يستطيع ذلك. إنه تعالى يعلم متى يُفني هذا النظام ومتى يقيم القيامةَ، ولا أحد سواه يعلم متى يكون هذا.. فالذي يعلم جميعَ هذه المواعيد هو الله تعالى”. (فلسفة تعاليم الإسلام، ص 66)
نتيجة الأعمال
“يقول القرآن الكريم مرة بعد أخرى أن عالم الآخرة ليس شيئًا جديدًا، بل إن جميعَ مظاهره هي آثار هذه الحياة الدنيا وظلالُها، حيث يقول الله تعالى: (وَكُلَّ إنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا).. أي أننا ربطنا برقبة كل إنسان آثارَ أعماله، وأننا سوف نُظهر له هذه الآثار الخفية يوم القيامة، وسوف نريه إياها في شكل كتاب مفتوح.
وليكن معلوما عن كلمة “الطائر” الواردة في الآية أن معناها الأصلي هو الطير، ثم استُعيرت لمعنى العمل أيضًا.. ذلك لأن العمل، خيرا كان أو شرا، يطير ويختفي بعد وقوعه مثل الطير.. وتنعدم مشقته أو لذته بعد قليل، ويخلف في القلب أثَرَه لطيفا أو كثيفا.
يؤكد القرآن المجيد أن كل عمل يترك أثرا خفيا في نفس عامله، وأن الله يقابل بعمل منه هذا العملَ، سواء كان خيرا أو شرا، فلا يَدَع ذلك العملَ ليضيع، بل تُرسَم آثارُه على القلب والوجه والعيون والأيدي والأرجل. وهذه الرسوم هي صحيفة الأعمال الخفية التي تنكشف جليا في الحياة الثانية”. (فلسفة تعاليم الإسلام، ص 97-98)
حقيقة الجنة في الإسلام
“إن الجنة الإسلامية حقيقتها أنها ظِلّ لإيمان الإنسان وأعماله في الحياة الدنيا.. وما هي بشيء جديد يتلقاه الإنسان من الخارج، بل إن جنة الإنسان تنشأ من باطن الإنسان نفسه، وأن جنة المرء إنما هي إيمانُه وأعماله الصالحة التي يبدأ في التلذذ بها في نفس هذا العالم. فيتراءى له في باطنه الإيمانُ حدائقَ والأعمالُ أنهارًا.. ثم في الآخرة سيشاهدهما عيانا. إن كتاب الله الكريم يعلّمنا أن الإيمان الصادق الخالص الراسخ الكامل بالله وصفاته وإراداته جَنّةٌ نضرة وشجرة مثمرة، وأن الأعمال الصالحة أنهار هذه الجنة”. (فلسفة تعاليم الإسلام، ص 85)
للقراءة حول أبدية جهنم من هنا: جهنم وعذاب النار في الإسلام – هل جهنم أبدية؟