المرتد: الميرزا ويأجوج ومأجوج
التناقض 1 بشأن بريطانيا وملكتها شعبها، أهُم يأجوج اللعين أم هم وملكتهم بركة من الله؟
يقول الميرزا في عام 1893:
” يأجوج ومأجوج هم النصارى من الروس والأقوام البرطانية”. (حمامة البشرى)
ويقول في عام 1894:
ويخرج قوم مفسدون ومن كل حدَبٍ ينسلون… ويحيطون على كل البلدان والديار، ويُفسدون فسادًا عاما في جميع الأقطار، وفي جميع قبائل الأخيار والأشرار، ويضلّون الناس بأنواع الحيل وغوائل الزخرفة، ويلوّثون عرض الإسلام بأصناف الافتراء والتهمة، ويظهر من كل طرف ظلمةٌ على ظلمة. (سر الخلافة، ص 61)
واضح عنده أنّ يأجوج مفسدون، أي أن البريطانيين مفسدون. وأشدُّهم فسادا ملكتهم التي كانت تحكم العالم، ألا وهي فيكتوريا!
التي يقول الميرزا عنها:
“فيا أيتها الملكة المعظمة وفخر الرعية كلها، إن من سنة الله القديمة أنه إذا كان سلطان الوقت ذا نية حسنة ويريد الخير للرعية، وبذل جهده قدر استطاعته في نشر الأمن والحسنة بوجه عام وتألم قلبه من أجل التغييرات الحسنة في الرعية، هاجت رحمة الله في السماء لنصرته، فيُرسَل بقدر عزيمته وأمنيته إنسانٌ روحانيٌ إلى الأرض…. فإن هذا المسيح الموعود الذي جاء إلى الدنيا إنما هو نتيجة بركة وجودك وإخلاصك القلبي ومواساتك الصادقة. فقد تذكّر الله تعالى المنكوبين في الدنيا في عهد سلطنتك وأرسل من السماء مسيحه، وقد وُلد في بلادك وفي حدود سلطنتك لتكون شهادة للدنيا على أن سلسلة عدلك في الأرض جذبت سلسلة عدل السماء. وسلسلة رحمتك خلقت سلسلة الرحمة في السماء…. يا أيتها الملكة المعظمة، قيصرة الهند، بارك الله في عمرك بسعادة ومجد، كم هو عهدك مبارك إذ تؤيد يدُ الله تعالى أهدافك مِن السماء. والملائكة يمهّدون سبل حسن نيتك ومواساتك للرعية. إنّ أبخرة عدلك اللطيفة تصعد مثل السحب لتجعل البلاد كلَّها يحسِدُها فصلُ الربيع. شريرٌ مَن لا يقدّر عهد سلطنتك حق التقدير، ووقِحٌ مَن لا يشكر مِنَّتَك. ما دام ثابتا ومتحققا أن للقلب من القلب دليلا، لذا ليست بي حاجة أن أقول مجاملةً بأني أحبك من الأعماق، ففي قلبي حبك وعظمتك بوجه خاص. إن أدعيتي لك جارية ليل نهار كالماء الجاري…
يا قيصرة الهند المباركة، طوبى لك على هذه العظمة والصيت الطيب. إن نظر الله مركّز على بلد عليه نظرك. إن يد رحمة الله على الرعايا الذين عليهم يدك. لقد أرسلني الله تعالى بسبب نياتك الحسنة لأقيم مِن جديد سبل التقوى والأخلاق الفاضلة والصلح”. (نجم القيصرة، ص 8
التحدي للأحمديين:
- هل الإنجليز هم يأجوج؟
- هل هم مفسدون؟
- هل ملكتهم هي منهم؟
- هل بعث الله الميرزا بسبب نياتها الحسنة؟
- هل اختار الله الخليفة الخامس بسبب حسن نيات اليزابيث؟
……………………………………………………………………………
الميرزا ويأجوج ومأجوج
{حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} (الأنبياء 96)
وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ… فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِم النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ. (صحيح مسلم)
أي أن المسيح سيقتل يأجوج ومأجوج بدعائه حسب رواية صحيح مسلم.
فيما يلي كلام الميرزا، وسنرى مَن هم يَأْجُوج وَمَأْجُوج، وسنرى إنْ كان قد عاثوا في الأرض فسادا، وإنْ كان قد دعا بهلاكهم، وإنْ كانوا قد هلكوا.
1: مَن هم يَأْجُوج وَمَأْجُوج؟
يقول الميرزا:
“يأجوج ومأجوج هم النصارى من الروس والأقوام البرطانية”. (حمامة البشرى)
2: هل عاثوا في الأرض فسادا كما يقول القرآن والحديث؟
نعم ولا.
حسب النصّ الأول نعم، أما حسب النصوص التالية فلا.
يقول الميرزا:
“ويخرج قوم مفسدون [الإنجليز والروس] ومن كل حدَبٍ ينسلون… ويحيطون على كل البلدان والديار، ويُفسدون فسادًا عاما في جميع الأقطار”. (سر الخلافة، ص 61)
يقول الميرزا:
“إني شاهد على أن حياةً جديدة قد دبّت في الإسلام في ظل السلطنة الإنجليزية الآمنِ”. (ترياق القلوب، ص 52)
ويخاطب ملكة الإنجليز بقوله:
” فيا أيتها الملكة المعظمة… إن هذا المسيح الموعود الذي جاء إلى الدنيا إنما هو نتيجة بركة وجودك وإخلاصك القلبي ومواساتك الصادقة… إن سلسلة عدلك في الأرض جذبت سلسلة عدل السماء. وسلسلة رحمتك خلقت سلسلة الرحمة في السماء…. لقد أرسلني الله تعالى بسبب نياتك الحسنة”. (نجم القيصرة، ص 8
3: هل دعا بهلاكهم، وهل هلكوا؟
الجواب: كلا. لم يدعُ للإنجليز إلا بالنصر. ولم يهلك الإنجليز حتى اليوم، ولا هلكَ الروس.
الرد: يأجوج ومأجوج ليسوا كل الإنجليز والروس والدجال هم فقط فيج قسيسين وليس كلهم
لقد رددنا على هذه الشبهة المكررة سابقاً من هنا: يأجوج ومأجوج عند مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية. وقد نوَّهنا مراراً إلى أن المرتد أخذ يكرر فقط شبهاته القديمة التي رددنا عليها لعل التكرار ينفع، والحقيقة أن النفع لا يتم بتكرار الشبهات فقََدْ فنَّدتها الردود، ولو كان لديه أي شيء لكان الإتيان بشبهات جديدة، الأمر الذي عجز المرتد عن فعله بعد أن خلا الوفاض عنده وما بقي إلا التكرار.
مجدداً نعيد لترسيخ الموضوع ولن نزيد. فيأجوج ومأجوج كما ورد في كلام الحَكَم العَدْل المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام ليسوا كل الإنجليز والروس وأن الدجال هم فقط فيج قسّيسين، أي ليس كل القسيسين أيضا. يقول حضرته:
“فاعلموا .. أرشدكم اللهُ تعالى .. إنَّ هذان الإسمان لقوم تفرّق شعبهم في زماننا هذا آخرِ الزمان وهم في وصف متشاركون. وهم قوم الروس وقوم البراطنة وإخوانهم، والدجال فيهم فَيجُ قسيسين ودعاةُ الإنجيل الذين يخلطون الباطل بالحق ويدجّلون. واعتدى لهم الهند متكأ، وحقّت كلمة نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنهم يخرجون من بلاد المشرق، فهم من مشرق الهند خارجون. ولو كان الدجال غير ما قلنا، وكذلك كان قوم يأجوج ومأجوج غير هذا القوم، للزم الاختلاف والتناقض في كلام نبي الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأيم الله إن كلام نبيّنا منـزهٌ عن ذلك، ولكنكم أنتم عن الحق مبعدون.” (كتاب التبليغ)
ويكمل حضرته:
“ولو طُرحت شبهة: أين توجد علامات الدجال كاملةً في فئة القساوسة الإنجليز؟ فجوابها أنني قد أثبتُّ بالتمام والكمال في هذا الكتاب أن هؤلاء القوم هم الدجال المعهود في الحقيقة. ولو تأملنا في الموضوع أكثر، لوجدنا هذه العلامات كلها متحققة فيهم، وكأنهم مسيطرون على كل شيء نتيجة صناعتهم ومهارتهم، وتدابيرهم الحكيمة، و سَعَتَهم المالية.” (إزالة الأوهام، ص 501)
فالدجال هو وصف للبعض من القسس المنصّرين الذين يعادون الإسلام ويسعون إلى إبادته وإحلال النصرانية محلّه بالكذب والخداع، وهذا الفعل هو الدجل بعينه. وبالتالي هم بعض القسس الإنجليز وليس كل الإنجليز. فأغلب الإنجليز كغيرهم من البشر؛ أناس مسالمون محبون للخير، بل إنَّ أكثر المظلومين والمضطهدين حول العالم يلجأون إلى الإنجليز خاصة نظراً لعدلهم وإحسانهم، وإذا لم يشكر أحدٌ الإنجليزَ عَلَى ذلك، فهو من الجاحدين لأنعُمِ الله تعالى الذي يسوق الخير والأمن حيث يشاء. وقد شكرَ الْمَسِيحُ الموعودُ عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام الحكومة الإنجليزية ودعا الله تعالى لنصرها على عدوّها بسبب عدلها مع المسلمين في الهند ومنع ظلمهم على يد السيخ والهندوس فقط لا غير، وليس موافقةً منه عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام على اعتقادها النصراني وسياساتها المختلفة، حيث يقول المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام:
“أقولُ صِدقاً وحقاً بأن خيانة المحسن وقاحةٌ وفعلُ شخص سيء الطوية. فمذهبي الذي أؤكدُ عليه مراراً وتكراراً هو أن الإسلام جزءان. أولاً: طاعة الله وثانياً طاعة السلطنة التي أقامت الأمن وهيّأت لنا تحت ظلها ملاذا من أيدي الظالمين، وتلك السلطنة هي الحكومة البريطانية. صحيح أننا نختلف مع الأقوام الأوروبية في الدين، ولا نبيح بحقّ الله تعالى أموراً يبيحونها، ولكن لا علاقة لتلك الأمور الدينية مع أمور الرعية والعلاقة مع الحكومة. إن الله تعالى يعلّمنا بصراحة تامة أن تشكروا وتطيعوا الملك الذي تعيشون في ظله بأمن.” (شهادة القرآن)
وكان ذلك عملاً بسنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم القائل:
“مَنْ لَمْ يَشْكُرْ الْقَلِيلَ لَمْ يَشْكُرْ الْكَثِيرَ وَمَنْ لَمْ يَشْكُرْ النَّاسَ لَمْ يَشْكُر اللَّهَ.” (مسند أحمد)
وقد قيل لسعيد بن جبير رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: “المجوسي يوليني خيراً، فأشكره؟ قال: “نعم.” (انظر: الآداب الشرعية والمنح المرعية، للمقدسي)
وهكذا عمل المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بسُنّة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فشكرَ الحكومة التي خلّصت المسلمين من اضطهاد السيخ وغيرهم في الهند؟
لذا وباختصار، شكرَ الْمَسِيحُ الموعودُ عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام الإنجليزَ ممثَّلين بالطبع بملكتهم العادلة المحسنة من جهة، وانتقد وحارب التنصير على يد فيج قسيسين إنجليز وغيرهم ممن ركبَ موجة الاحتلال الإنجليزي للهند ليحاربوا الإسلام. أما النيّات فيعلمها الله تعالى وحده وهو الذي يحاسب أو لا يحاسب عبده عليها.
وهذه أقوال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدالة على وجوب إكرام الملوك والحكام الصالحين والدعاء لهم وأنهم ظِلُّ الله تعالى في الأرض:
“السلطانُ العادل المتواضع ظل الله ورمحه في الأرض.” (رواه أبو الشيخ في الثواب والبيهقي في السنن والديلمي وعباس الترقفي وآخرون عن أنس مرفوعا)
“السلطان ظل الله في الأرض يأوي إليه الضعيف وبه ينصر المظلوم. ومَن أكرمَ سلطانَ الله في الدنيا أكرمه اللهُ يوم القيامة.” (رواه ابن النجار عن أبي هريرة، ورواه البيهقي عن ابن عمر)
“السلطان ظل الله ورمحه في الأرض، فمن نصحه ودعا له اهتدى، ومن دعا عليه ولم ينصحه ضلَّ.” (رواه الديلمي وأبو نعيم وغيرهما من جهة قتادة عن أنس مرفوعا)
ومن الأمثلة لمدح الملوك والحكام العادلين والدعاء لهم بالنصر سنختار إحدى الصحابيات وهي “أم سلمة هند بنت أبي أمية” رَضِيَ اللهُ عَنْهُا لتخبرنا حول هذا الموضوع، وذلك عند هجرتها مع الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُم من مكة إلى الحبشة النصرانية، فتقول رَضِيَ الله عنها:
“لما نزلنا أرضَ الحبشة جاورنا بها خير جارٍ النجاشي، أمنا على ديننا، وعبدنا الله لا نؤذى، ولا نسمع شيئا نكرهه … فنحن عنده بخير دار، وعند خير جار .. فوالله إنّا على ذلك إِذْ نزل به، يعني من ينازعه في ملكه … فواللهِ ما عَلِمنا حزناً قَطْ كان أشدُّ من حزنٍ حزَنّا عند ذلك تخوّفاً أن يظهر ذلك على النجاشي، فيأتي رجلٌ لا يعرف من حقّنا ما كان النجاشي يعرف منه .. ودعَونا اللهَ للنجاشي بالظهور على عدوّه، والتمكين له في بلاده، واستوثق عليه أمر الحبشة فكُنّا عنده في خيرِ منزل.” (رواه الإمام أحمد بن حَنْبَل 1/201 1740. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 6/27: “رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير إسحاق وقد صرح بالسماع”، وقال أحمد شاكر محقق المسند 3/180: “إسناده صحيح”، وجوّدَ إسناده الألبانيُ في سلسلة الأحاديث الصحيحة 7/578. والحديث حسنٌ صحيح رواه الوادعي في الصحيح المسند، ص 1672. وأصل الحديث في مسند أحمد، تحقيق أحمد شاكر، 3/180)
وهذا رأي الصحابة رضوان الله عليهم بالروم وملوكهم وحكّامهم -أي دول الغرب اليوم:
“حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ، بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عُلَىٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ قَالَ الْمُسْتَوْرِدُ الْقُرَشِيُّ عِنْدَ عَمْرو بْنِ الْعَاصِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ النَّاسِ». فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: أَبْصِرْ مَا تَقُولُ. قَالَ: أَقُولُ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ إِنَّ فِيهِمْ لَخِصَالاً أَرْبَعًا؛ إِنَّهُمْ لأَحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَةٍ، وَأَسْرَعُهُمْ إِفَاقَةً بَعْدَ مُصِيبَةٍ، وَأَوْشَكُهُمْ كَرَّةً بَعْدَ فَرَّةٍ، وَخَيْرُهُمْ لِمِسْكِينٍ وَيَتِيمٍ وَضَعِيفٍ، وَخَامِسَةٌ حَسَنَةٌ جَمِيلَةٌ وَأَمْنَعُهُمْ مِنْ ظُلْمِ الْمُلُوكِ.” (صحيح مسلم، باب تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ النَّاسِ)
كل هذا مع أن القرآن الكريم يذكر في سورة الفيل كيف دمّرَ اللهُ ﷻ جيشَ الحبشة وجعلهم حطاماً كعصف مأكول حين جاؤوا إلى مكة لهدم الكعبة ونشر النصرانية في البلاد بواسطة القوة والإكراه.
وبهذا التوجُّه القرآني نفهم أيضا بأن يأجوج ومأجوج اليوم هي الأمم الغربية خاصة بريطانيا وروسيا وبالتحديد جيوشها التي تستخدم النار في الحروب، لأن ليس كل الأمم الغربية تعمل في الجيش، فهنالك الغالبية العظمى من الناس المدنيين الصالحين، وانما القصد هو الجيوش المدججة لغزو العالم، الذين يستغلهم الدجال بركوبه الموجة لنشر التنصير. وهنا ينتقد الْمَسِيحُ الموعودُ عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بشدة أخلاق الجنود البريطانيين ونظامهم العسكري بجرأة وقوة فيقول حضرته:
“كيف لجنود هذا الدين الاستعفاف عن الفجور والزنا؟ وهم لا يستطيعون أن يعيشوا حياة الرهبان لأنهم يهتمون اهتماما كبيرا للمحافظة على قوتهم البدنية حيث يشربون الخمور.. ويأكلون لذيذ الأطعمة ونفيسها، مما يُثير شهواتهم، ويزيد في نشاطهم لتأدية واجباتهم العسكرية. كما هو مشهود في فِرق الجيش البريطاني. فكيف يمكنهم أن يحموا أنفسهم من الزنا؟ ترى هل يوجد في الإنجيل قانون يُحافظ على عفة الجنود؟ وإن كان فيه قانون أو علاج لهؤلاء العُزّب. فلماذا اضطرت الحكومة الإنجليزية إلى سن القرار الثالث عشر من قوانين النظام العسكري المختص بمعسكراتها، عام 1889، الذي يأذن للجندي البريطاني الاتصال الجنسي بالمومسات حتى إن السير جورج رايت Sir George Wright القائد العام للجيوش البريطانية بالهند، حض موظفي الجيش على استجلاب أجمل الفتيات وأفتنها، لزنى الجنود البريطانيين. والواضح أنه لو كان في الإنجيل علاجٌ لتدارك مثل هذه الضرورات، التي ألجأت الحاكم إلى اتخاذ هذه الإجراءات المخجلة، لما لجأوا إلى دفع جنودهم لهذه السبل الخبيثة، بدلاً من الطُرق المشروعة.” (نور القرآن الجزء الثاني، الخزائن الروحانية، مجلد 9 ص 451)
وهكذا انتقد الإسلام الحبشة النصرانية عندما كانت تسعى لهدم الكعبة عبر أبرهة الحبشي وعاقبهم الله تعالى كما يعرف الجميع، وامتدح النبيُ ﷺ الحبشة النصرانية ذاتها حين كانت تتمتع بالعدل والإحسان في رعيتها وأرسل للحبشة خيار أصحابه وأهله وامتدح ملكهم بأنه عادل لا يُظلَم عنده أحد. وهكذا نجد المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام قد سار على نهج سيده ومطاعه خاتم النبيين مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصحابته الكرام رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أجمعين.
إن المرتد باعتراضه هذا في الحقيقة يعطي مبرراً لأعداء الإسلام ليهاجموا الإسلام بذات الحجة، فمن جهة -بحسب كلام المرتد- يمتدح الإسلامُ عدلَ الحبشة، ومن جهة أخرى يُبين ظلمهم ويعاقبهم! هذا بالإضافة إلى تشويش المرتد على الناس ودعوته لهم إلى عدم شكر البلد الذي يحسن إليهم والتمرد عَلَيه أو العيش في نفاق وجحود.
وبهذا تتضح ألاعيب المرتدين وتشع شمس الصادقين.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ