إثبات نبوة المسيح الموعود مرزا غلام أحمد
يا معشر الأحمديين، هاكم أربعة نصوص من كلام المسيح الموعود عليه السلام، ما إن تمسكتم بها لن تضلوا في فهم نبوته عليه السلام..
1- “ إذا كان الذي يتلقى أخبارَ الغيب من الله تعالى لا يسمى نبيًّا فبالله أَخبِروني بأي اسم يجبُ أن يُدعى؟ فلو قلتم يجبُ أن يسمّى “محدَّثًا” لقلتُ لم يرد في أيَّ قاموسٍ أن التحديث يعني الإظهارَ على الغيب، ولكن النبوةُ تعني الإظهارَ على الغيب.” (إزالة خطأ 1901)
وفق هذا النص بيّن حضرته عليه السلام أن المعنى الحقيقي للنبوة الكاملة هو الإظهار على الغيب؛ وهو نفس المعنى الذي تندرج تحته نبوته عليه السلام، خلافا لنبوة التحديث الناقصة، إذ لم يعد يعتبر نفسه محدَّثا بنبوة ناقصة كباقي المحدَّثين مثلما كان يعتقد سابقا، بل نبيًا لا يشاركه بقية المحدَّثين هذا اللقب.
وبذلك يكون حضرته عليه السلام، قد نسخ كل العبارات السابقة التي قال فيها أنه فقط محدَّث وولي ومجدِّد ونفى فيها عن نفسه النبوة،
2- “حيثما أنكرت نبوتي ورسالتي فبمعنى أنني لست حاملَ شرعٍ مستقل، كما أنني لست بنبيٍّ مستقل؛ ولكن حيث إني قد تلقيت علمَ الغيب من الله تعالى بواسطة رسولي المقتدى صلى الله عليه وسلم، مستفيضًا بفيوضه الباطنة، ونائلا اسمَه؛ فإنني رسولٌ ونبي، ولكن بدون أي شرعٍ جديد. ولم أنكر أنّي نبيّ من هذا المنطلق قط، بل إن الله تعالى قد ناداني نبيًّا ورسولًا بهذا المعنى نفسه. لذلك لا أنكر الآنَ أيضا أنّي نبيّ ورسولٌ بهذا المفهوم” (إزالة خطأ 1901)
وفق هذا النصّ يبين حضرته عليه السلام، أنه لم ينكر قطّ في أقواله السابقة، كونه نبيا من منطلق الإظهار على الغيب، وهو الذي اتضح له الآن (سنة 1901) بأنه المفهوم الحقيقي للنبوة؛ وإنما إنكاره السابق للنبوة كان فقط إنكارا لنبوة تشريعية أو مستقلة والتي كان يعتبرها خطأ بأنها وحدها النبوة الحقيقية.
وبهذا يكون قد وضّح كل العبارات التي قال فيها أنه لا يدّعي النبوة ولا يقول بوحي النبوة، أنه القصد منها نبوة التشريع والإستقلال، أما النبوة التابعة الظلية المبنية على كثرة الإظهار على الغيب، فلم ينكرها قطّ.
3- “إذ لم يتأملوا في المعنى الحقيقيِّ لـ “النبي”، إن معنى النبيِّ هو مَن يتلقى الأنباءَ من الله بالوحي، ويحظى بشرف مكالمة الله ومخاطبتِه، وليس ضروريا أن يأتي بشريعةٍ جديدة، كما ليس ضروريا ألا يكونِ تابعا لرسولٍ مشرّع” (البراهين الخامس 1905-1906)
هذا النص يفسّر ما قصده حضرته عليه السلام في أقوال أخرى مثلما جاء في كتاب الاستفتاء (1907) بإن نبوته مجازية، وهو أنها مجازية نسبة لمفهوم العامة للنبوة الحقيقية التي وفق نظرهم تستلزم التشريع والاستقلال، فهو يقرّ هنا أن نبوته حقيقية فعلا، وليست مجازية نسبة للمفهوم الصحيح للنبوة الحقيقية والذي هو كثرة الإظهار على الغيب.
4- “كذلك تمامًا كنت أعتقد في أول الأمر وأقول: أين أنا من المسيح ابن مريم؟ إذ إنه نبي ومن كبار المقربين عند الله تعالى، وكلما ظهر أمر يدل على فضلي كنت أعتبره فضلا جزئيًّا، ولكن وحي الله (الذي نزل عليَّ بعد ذلك كالمطر لم يدعني ثابتًا على العقيدة السابقة، وأُعطيتُ لقب “نبي” بصراحة تامة، بحيث إنني نبيٌ من ناحية، وتابعٌ للنبي ومِن أُمته من ناحية أخرى. (1) وقد كتبت بعض الفقرات في هذا الكتاب نموذجا من إلهامِ الله يتبين منها أيضا ما قال الله فيَّ مقابل المسيح بن مريم. فأنّى لي أن أرد الوحي المتواتر الذي نزل عليَّ إلى 23 عاما. أؤمن بوحيه المقدس هذا كما أؤمن بالوحي الذي نزل من قبلي. وأرى أيضا أن المسيح ابن مريم هو الخليفة الأخير لموسى ، وأنا الخليفة الأخير لذلك النبي الذي هو خير الرسل، لذا فقد أراد الله تعالى ألا يجعلني أقل منه مرتبة. أعلمُ يقينا أن الذين أُشرِبت قلوبُهم حب المسيحية إلى حد العبادة لن يستسيغوا كلامي هذا ولكني لا أبالي بهم.” (حقيقة الوحي 1907)
فهذا النص يؤكد أن نبوته حقيقة، وإلا لما صحّ التشابه أو أفضليته على المسيح الناصري.