يقول المسيح الموعود عليه السلام:

إن ملخَّص ديننا ولُبَّه هو “لا إله إلا الله محمد رسول الله”. إن اعتقادنا الذي نتمسك به في هذه الحياة الدنيا، وسوف نرحل من عالم الفناء بفضل الله وتوفيقه هو: أن سيدنا ومولانا محمدا المصطفى ﷺ هو خاتم النبيين وخير المرسلين الذي على يده قد اكتمل الدينُ، وتمت النعمة التي بواسطتها يستطيع الإنسان أن يصل إلى الله ﷻ سالكًا الصراط المستقيم.” (إزالة أوهام، الخزائن الروحانية ج3 ص169-170)

إن نبيّنا خاتمُ الأنبياء، لا نبيّ بعده، إلا الذي ينوَّر بنوره، ويكون ظهوره ظِلَّ ظهوره. فالوحي لنا حقٌّ ومِلْكٌ بعد الاتّباع، وهو ضالّةُ فطرتنا وجدناه من هذا النبيّ المطاع، فأُعطينا مجّانًا من غير الاشتراء. والمؤمن الكامل هو الذي رُزق من هذه النعمة على سبيل الموهبة، والذي لم يُرزَق منه شيئًا يُخاف عليه سوء الخاتمة”. (الاستفتاء ص30)

ونعتقد أن رسولنا خير الرسل، وأفضل المرسلين، وخاتم النبيين، وأفضل من كل من يأتي وخلا. هو سلكني بنفسه المباركة، وربّاني بيده الطاهرة المُطهرة، وأراني عظمته وملكوته، وعرّفني بأسراره العُليا…. والله يعلم إني عاشق الإسلام، وفداء حضرة خير الأنام، وغلام أحمد المصطفى“. (التبليغ، ص 14)

الآن لا كتابَ لبني نوع الإنسان على ظهر البسيطة إلا القرآن، ولا رسولَ ولا شفيعَ لبني آدم إلا محمد المصطفى ﷺ، لذلك فاجتهِدوا أن تصِلوا نبيَّ الجاه والجلال هذا بآصرة الحبّ الصادق، ولا تفضّلوا عليه سواه بأيّ شكل، لكي تُعَدّوا في السماء من زمرة الناجين“. (سفينة نوح، الخزائن الروحانية، مجلد19، ص 13-14)

إن ذلك النور الأجلى الذي وُهب للإنسان، أعني للإنسان الكامل، لم يكن ذلك النور في الملائكة، ولا النجوم، ولا القمر، ولا الشمس، ولم يكن في بحار الأرض ولا أنهارِها، ولا في اللَّعْلِ، ولا الياقوت، ولا الزمرّد، ولا الماس، ولا اللؤلؤ؛ باختصار، لم يكن ذلك النور في أي شيء من الأرض أو السماء، وإنما كان في إنسان كامل، ذلك الإنسان الذي كان أتمَّ وأكملَ وأعلى وأرفعَ فردٍ من نوع البشر، وهو سيدنا ومولانا، سيد الأنبياء، سيد الأحياء محمد المصطفى ﷺ. فقد أُعطي ذلك النور لهذا الإنسان وكذلك للذين اصطبغوا بصبغته كل حسب مرتبته. والمراد من “الأمانة” هو جميع القوى الإنسانية من عقلٍ وعلمٍ وقلبٍ ونفسٍ وحواسٍ ومخافةٍ ومحبةٍ وعزةٍ وجاهٍ وغيرها من النعماء الروحانية والجسمانية كلها التي يهبها الله للإنسان الكامل، ثم يعيد هذه الأمانةَ كاملةً إلى الله تعالى وفقًا لقوله تعالى: (إِن اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدّوا الأَمَانَاتِ إِلى أهلها)، أي أن هذا الإنسان ينذر حياته في سبيله تعالى متفانيًا فيه…. وقد وُجد هذا الوصف على أحسن وجه وأروعه وأكمله في سيدنا ومولانا وهادينا النبي الأمي الصادق المصدوق محمد ﷺ.” (مرآة كمالات الإسلام، الخزائن الروحانية، المجلد 5 ص160-162)

إنني دائمًا أنظر بعين الإعجاب إلى هذا النبي العربي الذي اسمه محمد – عليه ألف ألف صلاة وسلام – ما أرفَعَ شأنَه! لا يمكن إدراكُ سموِّ مقامه العالي، وليس بوسع الإنسان تقدير تأثيره القدسي. من المؤسف أن الدنيا لم تقدر مكانته حق قدرها. إنه هو البطل الوحيد الذي أعاد التوحيد إلى الدنيا بعد أن غاب عنها. لقد أحبَّ اللهَ غاية الحبِّ، وذابت نفسه تمامًا شفقةً على خلق الله، لذلك فإن الله العالِمَ بسريرته فضَّله على الأنبياء كافةً، وعلى الأولين والآخرين جميعًا، وحقّق له في حياته كلَّ ما أراد.” (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية مجلد 22 ص 118-119)

إن ذلك الحادث العجيب الذي جرى في برية العرب حيث بعث مئات الألوف من الموتى في أيام معدودات، وتحلى بالصبغة الإلهية أولئك الذين فسدت أخلاقهم على مرّ الأجيال، وأصبح العمي يبصرون، والبكم بالمعارف الإلهية ينطقون.. وحدث انقلاب في العالم لم تره عين، ولم تسمع به أذن قط.. هل تعرفون كيف حدث ذلك؟ إن تلك الدعوات التي دعا بها في جوف ليال حالكة عبدٌ متفانٍ في الله هي التي أحدثت ضجة في الدنيا، وأظهرت العجائب التي يبدو صدورها مستحيلا على يد ذلك الأمي الضعيف الحيلة. اللهم صل وسلم وبارك عليه وآله.. بعدد همه وغمه وحزنه لهذه الأمة، وأنزل عليه أنوار رحمتك إلى الأبد“. (بركات الدعاء، الخزائن الروحانية، مجلد6، ص 10-11)

يجب أن تتذكروا هنا جيدا أن التهمة التي تُلصَق بي وبجماعتي أننا لا نؤمن بكون رسول الله ﷺ خاتَم النبيين، إنما هي افتراء عظيم علينا. إن القوة واليقين والمعرفة والبصيرة التي نؤمن بها ونتيقن منها بكون النبي ﷺ خاتم الأنبياء، لا يؤمن الآخرون بجزء واحد من المائة ألف جزء منها، لأن ذلك ليس بوسعهم. إنهم لا يفهمون الحقيقة والسر الكامن في مفهوم ختم النبوة لخاتم النبيين ﷺ. لقد سمعوا هذه الكلمة من الآباء والأجداد ولا يعرفون حقيقتها ولا يعرفون ما هو ختم النبوة وما المراد من الإيمان به. ولكننا نؤمن بكون النبي ﷺ خاتم النبيين بالبصيرة التامة (التي يعلمها الله). والله تعالى قد كشف علينا حقيقة ختم النبوة بحيث نجد من شراب المعرفة الذي سُقينا إياه لذة لا يتصورها أحد إلا الذين سُقُوا من هذا النبع“. (الملفوظات ج1 ص342)

إن رسول الله ﷺ هو خاتم النبيين.. أي لن تنـزل بعده شريعة جديدة أو كتاب جديد أو أحكام جديدة. سيبقى هذا الكتاب وهذه الأحكام إلى الأبد. أما ما ورد في كتبي في حقي من كلمات مثل “نبي” أو “رسول” فليس المقصود منها أبدًا أني جئتُ بشريعة أو أحكام جديدة، بل المراد منها أن الله إذا بعث أحدًا عند الضرورة الحقة أكرمه أيضًا بمكالماته وأَطلعه على أخبار الغيب، وبهذا المعنى يدعى ذلك المبعوث نبيًا وينال لقب “النبي”، ولا يعني ذلك أنه يأتي -معاذ الله – بشريعة جديدة أو ينسخ شريعة رسول الله ﷺ، بل لا ينال ما ينال إلا باتّباعه الخالص والكامل لرسول الله ﷺ، ولا يمكن أن يناله بدونه“. (جريدة الحكم عدد 10 يناير/كانون الثاني 1904م صفحة 2)

لما كان النبي ﷺ أفضلَ الأنبياء كلهم وأعلاهم وأكملهم وأرفعهم وأجلاهم وأصفاهم في كافة مقتضيات الطهارة الباطنية وانشراح الصدر والعصمة والحياء والصدق والصفاء والتوكل والوفاء وحُبِّ الله، فعطّره الله جلَّ شأنه بعطور الكمالات الفريدة أكثر من غيره. والصدر والقلب اللذان كانا أكثر رحابة وطهارة وبراءة ونورا وعشقًا من صدور وقلوب جميع الأولين والآخرين، استحقا وحدهما وبجدارة أن ينـزل عليهما وحيٌ أقوى وأكمل وأرفع وأتمَّ من وحي الأولين والآخرين جميعا، ليكون مرآةً واسعة وصافية لانعكاس الصفات الإلهية“. (سرمه جشم آريا، الخزائن الروحانية مجلد 2 ص23 الحاشية)

الحق دون أدنى شك هو أن لا أحد من الأنبياء يتساوى مع النبي الأكرم ﷺ في كمالاته القدسية بصورة حقيقية، حتى إن الملائكة أيضًا لا يقدرون على التساوي معه ﷺ في هذا المجال ناهيك عن غيرهم“. (براهين أحمدية، الخزائن الروحانية مجلد 1، ص 268 بقية الحاشية على الحاشية)

إن فراسة نبينا ﷺ وفهمه أكثرُ من فراسة كافة الأمة وفهمها…. إن مسلكي الذي أستطيع إثباته بالبراهين هو أن فراسة جميع الأنبياء وفهمهم لا تتساوى مع فراسة النبي الأكرم ﷺ“. (إزالة أوهام، الخزائن الروحانية مجلد 3 ص307)

إن نبينا الأكرم ﷺ جامع لجميع الكمالات المتفرقة لقول الله ﷻ: (فبِهُداهم اقتَدِه).. أي اقْتَدِ بكلّ نوع من الهدى الذي أُعطي للأنبياء السابقين كلهم. والبديهي أن الذي يجمع في نفسه تلك الهدايات المتفرقة جميعها يكون وجوده وجودا جامعا ويكون أفضل من الأنبياء كلهم“. (چشمه مسيحي -ينبوع مسيحي- الخزائن الروحانية مجلد 20، ص381)

لم تعُد هناك حاجة لاتّباع جميع الرسالات والكتب السماوية السابقة، لأن النبوّة المحمدية احتوتها جميعًا. فالأبواب كلها مُغلقة إلا بابها. إنها مشتملة على كل الحقائق الموصلة إلى الله تعالى. لن تأتي حقيقة جديدة بعدها، كما ليست من حقيقة سابقة إلا ووُجِدت فيها. لذلك قد خُتمت عليها كلّ نبوّة، وهكذا كان ينبغي أن يكون، لأن لكل بداية نهايةً“. (الوصية، ص 13)

الصراط المستقيم هو الإسلام فحسب، وليس تحت السماء الآن سوى نبي واحد وكتاب واحد.. أي محمد المصطفى ﷺ – الذي هو أعلى وأفضل من جميع الأنبياء، وهو أتم وأكمل من جميع الرسل، وهو خاتم الأنبياء وخير الناس، الذي بفضل اتّباعه يصل الإنسان إلى الله وترتفع حجب الظلام، وتظهر آثار النجاة الحقيقية في هذا العالم – والقرآن الكريم الذي يتضمن الهداية الحقة والكاملة والتأثيرات الصادقة والذي بواسطته تُنال العلوم الإلهية والمعارف الروحانية وتتطهر القلوب من الشوائب البشرية ويتخلص الإنسان من شبهات الجهالة والغفلة ويصل إلى مرتبة حق اليقين“. (براهين أحمدية، الجزء الرابع، الخزائن الروحانية مجلد 1 ص 557-558 الحاشية على الحاشية رقم 3)

كان نبينا المجدد الأعظم في مجال بيان الصدق، وقد أعاد الحقيقة المفقودة إلى الدنيا، ولا أحد يشارك نبينا ﷺ في هذا الشرف، حيث وجد العالم كله في الظلام، ثم استحال الظلام إلى النور بظهوره ﷺ، ولم يغادر الدنيا إلا بعد أن خلع كل القوم الذين بُعث إليهم لباسَ الشرك ولبسوا لباس التوحيد؛ ليس هذا فحسب، بل وصل هؤلاء أرفع مراتب الإيمان، وظهرت على أيديهم من أعمال الصدق والوفاء واليقين ما لا يوجد له نظير في أي مكان في العالم. وإن النجاح بهذا القدر لم يكن من نصيب أي نبي سوى نبينا الأكرم ﷺ. هذا هو الدليل الأكبر على صدق نبوة سيدنا رسول الله ﷺ، إذ بُعث في زمن غارق في الظلمات، وكان يقتضي بلسان حاله بعثة مصلح عظيم الشأن. ثم إنه ﷺ ارتحل من الدنيا بعد أن تمسك آلاف الناس بالتوحيد والصراط المستقيم متخلين عن الشرك وعبادة الأصنام. والحق أن هذا الإصلاح الكامل كان خاصًّا به وحده، حيث علّم قومًا همجيين ذوي طبائع وحشية الآدابَ الإنسانية، أو بتعبير آخر جعل البهائم أناسًا، ثم حول الناس أناسًا مثقفين، ثم جعل المثقفين أناسًا ربانيين، ونفخ فيهم الروحانية وأنشأ لهم علاقة مع الإله الحق؛ فذُبحوا في سبيل الله كالمعز، ودِيسوا تحت الأقدام كالنمل، ولكنهم لم يتخلوا عن الإيمان أبدًا، بل مضوا قدمًا عند كل مصيبة. فلا شك أن نبينا ﷺ آدم الثاني من حيث توطيد دعائم الروحانية، بل هو آدم الحقيقي إذ بلغت بواسطته كل الفضائل الإنسانية كمالها، وأخذت كل القوى الصالحة تعمل عملها، ولم يبق غصن من أغصان الفطرة الإنسانية دون ورق وثمر. ولم تختم عليه النبوة من حيث إنه الأخير زمانًا فقط، بل خُتمت به جميع كمالات النبوة أيضًا. وبما أنه ﷺ كان المظهر الأكمل للصفات الإلهية، فكانت شريعته متصفة بالصفات الجمالية والجلالية كلتيهما، ولهذا الغرض سُمي باسمين محمد وأحمد ﷺ. وليس في نبوته العامة شيء من البخل، بل هي للعالم كله منذ الأزل“. (ليكجر سيالكوت، الخزائن الروحانية، مجلد 20 ص 206-207)

ليس في الدنيا مهدي كامل حقيقي إلا واحد أعني محمدًا المصطفى ﷺ، حيث كان أُمِّيًّا محضًا“. (أربعين رقم 2، الخزائن الروحانية مجلد 17 ص 360)

لم يأت في الدنيا مهدي كامل وحقيقي إلا واحد لم يتعلم ولا حرفًا واحدًا من أي معلم سوى ربِّه“. (تحفة غولروية، الخزائن الروحانية مجلد 17 ص 255)

من المحال كليةً أن نحصل على أية درجة من الكمال والشرف، أو نحرز أي مقام من العزة والقربة، إلا باتباع صادق وكامل لنبينا الكريم ﷺ. إن كل ما نناله إنما هو بواسطته على سبيل الظلية“. (إزالة أوهام، الخزائن الروحانية مجلد 3 ص 170)

فالحمد لله ثم الحمد لله أنه أنالني حظًا وافرًا من أنواره، وأزال إملاقي من درره، وأشبع بطني من أثماره، ومنح بي من النعم الظاهرة والباطنة، وجعلني من المجذوبين. وكنت شابًا وقد شختُ، وما استفتحت بابًا إلا فتحت، وما سألت من نعمة إلا أعطيت، وما استكشفت من أمرٍ إلا كشفت، وما ابتهلت في دعاءٍ إلا أجيبت، وكل ذلك من حبي بالقرآن، وحبّ سيدي وإمامي سيد المرسلين، اللهم صل وسلم عليه بعدد نجوم السماوات وذرات الأرضين. ومن أجل هذا الحب الذي كان في فطرتي، كان الله معي من أول أمري، حين ولدت وحين كنت ضريعا عند ظِئْري، وحين كنت أقرأ في المتعلمين“. (التبليغ، ص 105)

لقد جرّبتُ شخصيًّا أن اتباع النبي ﷺ بالقلب الصادق وحبه يجعلان الإنسان محبوبًا لدى الله ﷻ في نهاية المطاف، بحيث يولِّد في قلبه هو اللوعةَ لحب الله تعالى. عندها يميل الإنسان ميلا تامًا إلى الله تعالى راغبًا عن كل شيء آخر، ويقتصر حبُّه وشوقه في ذات الله تعالى وحده، عندها ينـزل عليه تجلٍّ خاصٌّ لمحبة الله تعالى ويصبِّغها في صبغة العشق والمحبة الكاملين، ثم يجذبه إليه جذبًا قويًّا، فيتغلب على المشاعر النفسانية، فتظهر من كل حدب وصوب أفعالُ الله تعالى الخارقة للعادة بصورة الآيات تأييدا ونصرةً له“. (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية، مجلد 22، ص67- 68)

إن ظهور هذا النور الأخير من بين العرب لا يخلو من حكمة. كان العرب شعبَا من سلالة بني إسماعيل الذين انفصلوا عن بني إسرائيل، وأُلقيَ بهم -لحكمة إلهية- في برية فاران ومعنى “فارّان” الهاربان. فبنو إسماعيل الذين فصلهم إبراهيم بنفسه عن بني إسرائيل، لم يكن لهم نصيب في شريعة التوراة، كما هو مذكور أنهم لن يرثوا مع إسحاق. وهكذا هجرهم من كان على قرابة معهم، أما الآخرون فما كان لهم من قرابة أو رابطة أخرى معهم. أما البلاد الأخرى فكان بها تقاليد من العبادات وآثار من الأحكام مما يدل على وصول تعاليم الأنبياء إليها في زمن من الأزمان. ولكن بلاد العرب وحدها كانت تجهل تلك التعاليم، وكانت بذلك أكثَرَ البلدان تخلفا، ولأجل ذلك كله جاء دورها في نيل النبوة بعد الجميع. وكانت نبوتها عامةً لتشمل العالمين قاطبة بالبركات مرة أخرى، ولتزيل عنهم ما وقعوا فيه من أخطاء. إذن فأي كتاب ننتظر بعد هذا الكتاب الكامل، الذي تكفل بالإصلاح البشري بأجمعه، ولم يخص قوما دون قوم كالصحف الأولى.. بل توخى إصلاحَ الأمم كلها.. وبين ما يخص التربية البشرية بكل درجاتها.. وعلَّم المتوحشين الآدابَ الإنسانية.. ثم -بعد أن جعلهم أناسا- أرشدهم إلى الأخلاق الفاضلة؟” (فلسفة تعاليم الإسلام، ص 60)

ثم بعد ذلك نقَل النبوة من وُلْدِ إسرائيل إلى إسماعيل، وأنعمَ الله على نبينا محمد وصرَف عن اليهود الوحيَ وجبرائيلَ. فهو خاتم الأنبياء، لا يُبعث بعده نبي من اليهود، ولا يُرَدّ العزّة المسلوبة إليهم، وهذا وعد من الله الودود. وكذلك كُتب في التوراة والإنجيل والقرآن، فكيف يرجع عيسى، فقد حبَسه جميعُ كتب الله الديّان؟” (مواهب الرحمن، ص 58)

لا شك أنه مَن آمنَ بنـزول المسيح الذي هو نبي من بني إسرائيل فقد كفَر بخاتم النبيين. فيا حسرة على قومٍ يقولون إن المسيح عيسى بن مريم نازلٌ بعد وفاة رسول الله، ويقولون إنه يجيء وينسخ من بعض أحكام الفرقان ويزيد عليها، وينـزل عليه الوحي أربعين سنة، وهو خاتم المرسلين. وقد قال رسول الله ﷺ: “لا نبي بعدي”، وسمّاه الله تعالى خاتم الأنبياء، فمِن أين يظهر نبي بعده؟ ألا تتفكرون يا معشر المسلمين؟ تتبعون الأوهام ظلما وزورًا، وتتخذون القرآن مهجورًا، وصرتم من البطّالين“. (تحفة بغداد، باقة من بستان المهدي، ص 37-38)

لقد طُبعتْ ونُشرت ضد النبي ﷺ كتب مليئة بالإهانة والشتائم تقشعر لها الأبدان، وتشهد القلوب باكيةً أنهم لو قتَلوا أولادَنا أمام أعيننا، وقطَّعوا أقاربنا الماديين إربًا إربا، وقتلونا شر قتلة، واستباحوا أموالنا كلها، فوالله ثم والله لما أصابنا حزن، ولما تعذّبت قلوبنا كما تعذّبت بسبب سبّهم وإساءتهم إلى نبينا ﷺ“. (مرآة كمالات الإسلام، الخزائن الروحانية مجلد 5 ص 51- 52)

نَحَتُوا للرسول الكريم بهتاناتٍ، وأَضلُّوا خَلقًا كثيرًا بذلك الافتراء. وما آذَى قلبي شيءٌ كاستهزائهم في شأن المصطـفى، وجَرْحِهم في عِـرْض خيرِ الوَرى. وواللهِ، لو قُـتِّلتْ جميعُ صبياني وأولادي وأحفادي بأعيني، وقُطِّعتْ أَيدي وأَرجُلي، وأُخرجتِ الحَدَقةُ من عيني، وأُبْعِدتُ من كلِّ مرادي وأَوْني وأَرَني.. ما كان عليّ أشَقَّ من ذلك“. (دافع الوساوس، الخزائن الروحانية مجلد 5 ص 15)

الذين يذكرون نبينا المصطفى ﷺ بكلمات بذيئة ويتهمونه بتهمٍ قذرة ظلمًا دونما خوف من الله، ولا يتورعون عن بذاءة اللسان، كيف يمكن أن نتصالح معهم؟! الحق والحق أقول، إننا نستطيع أن نتصالح مع أفاعي الأراضي السبخة وذئاب البراري والفلوات، ولكن من المستحيل أن نتصالح مع الذين يشنّون هجمات قذرة على نبينا الذي هو أحبُّ إلينا من أنفسنا وآبائنا. إننا ندعو الله تعالى أن يتوفانا على الإسلام، ولا نريد أن نقوم بأي عمل يتسبب في ضياع الإيمان“. (رسالة الصلح، الخزائن الروحانية مجلد 23 ص 459)

عندما يجرح المسيحيون أفئدتنا بشتى الهجمات الفظيعة على شخصية الرسول ﷺ نرد عليهم هجومهم هذا من خلال كتبهم المقدسة والمسلَّم بها لديهم، لكي ينتبهوا وينتهوا عن أسلوبهم… هل يمكنهم أن يَعرضوا أمام الناس من مؤلفاتنا ردًّا هجوميًّا على سيدنا عيسى ؏ ليس له أساس في الإنجيل؟ إنه لمن المستحيل أن نسمع إهانة سيدنا محمد المصطفى ﷺ ونسكت عليها“. (الملفوظات ج9، ص 479)

 

About مرزا غلام أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام

View all posts by مرزا غلام أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام

One Comment on “خاتم النبيين سيدنا محمد ﷺ مجموعة أقوال المسيح الموعود مرزا غلام أحمد ؏”

  1. قال عليه السلام مُخاطبا القسيس الأمريكي دوئي : ” ووالله , إني أنا المسيح الموعود الذي وُعد مجيئه في آخر الزمن وأيام شيوع الضلالة , وإن عيسى قد مات , وإن مذهب التثليث باطل , وإنك تفتري على الله في دعوى النبوة ,والنبوة قد انقطعت بعد نبينا صلى الله عليه وسلم , ولا كتاب بعد الفرقان الذي هو خير الصحف السابقة , ولا شريعة بعد الشريعة المحمدية ,بيد أني سُميت نبيا على لسان خير البرية وذلك أمر ظلي من بركات المُتابعة , وما أرى في نفسي خيرا , ووجدت كل ما وجدت من هذه النفس المُقدسة , وما عنى الله من نبوتي إلا كثرة المُكالمة والمُخاطبة ولعنة الله على من أراد فوق ذلك , أو حسب نفسه شيئا أو أخرج عُنقه من الربقة النبوية ,وإن رسولنا خاتم النبيين , وعليه انقطعت سلسلة المرسلين ,فليس حق أحد أن يدعي النبوة بعد رسولنا المصطفى على الطريقة المُستقلة , وما بقي بعده إلا كثرة المكالمة , وهو بشرط الإتباع لا بغير مُتابعة خير البرية , ووالله ما حصل لي هذا المقام إلا من أنوار اتباع الأشعة المصطفوية , وسُميتُ نبيا من الله على طريق المجاز لا على وجه الحقيقة , فلا تهيج ههنا غيرة الله ولا غيرة رسوله ,فإني أُربًى تحت جناح النبي ,وقدمي هذه تحت الأقدام النبوية ,ثم ما قلت من نفسي شيئا بل اتبعت ما أوحي إلي من ربي , وما أخاف بعد ذلك تهديد الخليقة وكل أحد يُسأل عن عمله يوم القيامة ولا يخفى على الله خافية ..” مُقتطف من ‘ الإستفتاء الخزائن الروحانية مجلد 22ص677

Comments are closed.