ولكن أريد أن أوضِّح مرة أخرى أنه ليس مذهبي ولا مذهب الأحمديين الذين هم على علاقة صادقة مع المسيح الموعود، ولا مذهب المسيح الموعود ؏ نفسه أنه يمكن أن يأتي بعد رسول الله ﷺ نبي ينسخ القرآن الكريم أو ينسخ بعض أحكامه، أو ينال شيئًا خارجًا عن طاعة رسول الله ﷺ واتّباعه، بل الذي يدّعي نوال الفيض بغير واسطة رسول الله ﷺ أو يدّعي الإتيان بشريعة جديدة بعد القرآن الكريم نعُدّه ملعونًا وكذابًا لأنه لا نبي بعد رسول الله ﷺ إلا من نال البركة من بركاته، ولا شريعة بعد القرآن الكريم تنسخه كاملًا ولا تنسخ جزءًا منه، ولا يُمكن لأحد أن يغير نقطة أو حرفًا من القرآن الكريم ولا حركة من حركاته فضلًا عن أن يغيّر بعض أحكامه.

إننا نؤمن بأنه لم يكن هناك أكمل من النبي ﷺ قط، فلا حاجة إلى شيء بعد الكمال، فالذي سيأتي الآن سيأتي لإظهار كمالات النبي ﷺ ولإثباتها ولن يأتي لإرساء سلطته منفصلًا عن النبي ﷺ.

ومَن لم يرَ نوره ﷺ فهو أعمى، ومن لم يعرف مرتبته فهو شقي وعاقبته وخيمة.

ومَن لم يتمسَّك به ﷺ كان شقيًّا ومن لم يضع نير طاعته على عنقه كان تعيس الحظ. هناك وسيلة وحيدة لنيل قرب الله تعالى وهي أن ينال المرء الكمال في طاعة رسول الله ﷺ.

يقول الله تعالى في القرآن الكريم:

قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ (آل عمران: 32)

هناك سبيل وحيد فقط لنيل قرب الله ﷻ وهو أن يطيع الإنسانُ النبيَّ ﷺ طاعة كاملة. وبقدر ما يُطيعه الإنسان يحبه الله ﷻ أكثر.

فعندما نحسب أحدًا نبيًّا من أمته ﷺ يكون المراد منه بتعبير آخر أنه الأكثر طاعة له من بين خدامه ﷺ، وأن كونه نبيًّا دليل على أنه بلغ الكمال في اتّباع رسول الله ﷺ.

فلا نسيء إلى رسول الله ﷺ بإيماننا بنبي مثله بل نُعلي درجته ﷺ. والذي يُسيء إلى رسول الله بقوله أو فعله فهو ملعون دون شك ولا علاقة له بالله تعالى وأبواب رحمة الله مسدودة عليه.


من كتاب حقيقة النبوة

About الخليفة الثاني للمسيح الموعود المصلح الموعود مرزا بشير الدين محمود أحمد رضي الله عنه

View all posts by الخليفة الثاني للمسيح الموعود المصلح الموعود مرزا بشير الدين محمود أحمد رضي الله عنه