بورانا ‘بهافيشيا ماها’:

تعتبر نصوص الـ ‘بورانا’ الهندوسية من المصادر التاريخية الهامة، وعددها 18 بورانا (أو نصاً مقدساً). وهذه الـ’بهافيشيا ماها’ التي كتبها ‘?ياس جي’ هي البورانا التاسعة من بين النصوص، وقد تم تدوينها باللغة السنسكريتية، ويقال بأنها كتبت في عام 115 للميلاد وتم طبعها لأول مرة في العام 1910 للميلاد بناء على أوامر المهراجا السير ‘بارتاب سينغ’ حاكم كشمير.

تقول النصوص ما يلي :

جاء الـ’ساكا’ (الأجانب الذين استقروا في كشمير) إلى ‘أرياديش’ (الإسم القديم للهند) بعد عبورهم نهر السند، وجاء بعضهم أيضا من خلال ممرات أخرى عبر جبال الهيمالايا، محملين بالغنائم. في وقت لاحق صعد المهراجا ‘شالواهن’ إلى العرش، وفي زمن قصير جداً تمكن (الملك الجديد) من هزيمة الـ’ساكا’ و ‘الصين’ و ‘التتار’ و ‘الواهكيين’ (البخاريين) و ‘الكامروبيين’ (البارثيين) و’الخراسانيين’ وعاقبهم بشدة. ثم قام بوضع ‘الماليك’ (الكفار) و ‘الآريين’ وتوزيعهم على البلدان المختلفة. فأبقى ‘الماليك’ ما وراء نهر السند والآريين على هذا الجانب من النهر. وذات يوم قام بزيارة لإحدى البلدان الواقعة في جبال الهيمالايا. وأثناء وجوده في تلك البلدة التقى بشخص جليل يبدو من هيئته أنه زعيم الـ ساكا (الأجانب) في ‘?يين’ (منطقة تبعد 18 كم من سريناجار)، وكان ذو بشرة بيضاء ويرتدي ملابس بيضاء أيضا، فسأله من يكون، فكانت إجابته بأنه يدعى ‘يوساشافاط’ (يوز آساف)، وبأنه قد وُلِدَ من امرأة فقط. أصيب ‘شالاواهن’ بالدهشة عند سماع ذلك. ثم أردف الشخص القول مبيّناً بأنه لا يتكلم إلا الحق وأن مجيئه كان لتجديد الدين، فسأله الراجا ‘شالاواهن’ ماهو دينه، فأجاب: “أيها الراجا، عندما ارتفعت الحقيقة واستطار الشر في بلاد الـ’ماليك’ حان موعد ظهوري، وبقدومي ومن خلال أعمالي التي قمت بها عانى المذنبون والأشرار، كما أنني عانيت كثيرا جدا على أيديهم”. فسأله الراجا مرة أخرى ماذا كان دينه، فأجاب:” إنه المحبة والحقيقة وتنقية القلب، ولهذا السبب إسمي هو عيسى المسيح”. وبعد إظهار الاحترام والتبجيل لذلك الشخص الجليل عاد الراجا ‘شالاواهن’ إلى الديار…“.

(بورانا ‘بهافيشيا ماها’، ص 282، الفصل الثالث، اللوح الثاني، الشالوك 9-31؛. ترجمة الدكتور ‘شيف ناث شاستري’)

الهندوسية
نص بورانا ‘بهافيشيا ماها’ يوثق الحديث الذي جرى بين الراجا ‘شالاواهن’ و “عيسى المسيح” (يسوع المسيح)

ملاحظة / يذكر الدكتور ‘محمد ياسين’ بأن كلمة “يوساشافاط” (يوز آساف) قد أستعيض عنها في النص أيضا بـ “إيشابوترام” (ابن الله)، والذي هو في حد ذاته دليل قاطع على كون هذا الشخص هو يسوع المسيح. (أسرار كشمير للدكتور محمد ياسين، ص 4)

( المصدر : كتاب ‘المسيح في كشمير’ تأليف ‘عزيز كشميري’ ، الصفحة 86-87 )

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد