تاريخ المسيح في كشمير، الهند

جاء في تاريخ مدينة كشمير أن رجلاً صالحاً بإسم ‘عيسانا’ وبالإنكليزية ‘Isana’ كان يشتهر بمعالجة المرضى وأقام لفترة عند ضفة نبع قريب من ‘نيشات’ في ضاحية ‘سرينغار’ وقد أطلق الناس على هذه البقعة اسم (عيسى بار) واليوم تغير اللفظ قليلاً لـ (عيشى بار) أي (حيث أقام عيسانا). ولغاية اليوم في  13 أبريل من كل عام يتوجه الناس إلى هذه المنطقة ليغتسلوا بماء هذا النبع معتقدين أنه يقوم بعلاجهم من بعض الأمراض.

عيسانا

وردت كذلك في كتاب (Topee and turban/or/Here and there in India) للمؤلف (Herbert Andrews) قصة حول الرجل الصالح أو القديس ‘عيـسـانا’ مفادها أنه رأى تلميذه مصلوباً على خشبة وحوله ذئاب متوحشة تنهش لحمه وتنزعه عن الجسد لتترك عظاما بلا لحم، فأراد إنزال هيكله العظمي من على الصليب ليدفنه أو يحرقه ولكنه قرأ بين حاجبي المصلوب عبارة مفادها أن الرجل مقدر له حياة الزهد والحجز لعشرة أعوام ثم الموت على الخشبة وبعد ذلك نوال المجد والعرش. على إثر ذلك قرر ‘عيسانا’ الإبقاء على جثة المصلوب في المقبرة دون حرق لعل النبوءة تتحقق. وبعد انتظار لعدة أيام شاهد ‘عيسانا’ من نافذة منزله نوراً سماوياً ثم رأى ملائكة بصورة نساء يحطن بقبر أو عظام المصلوب ثم يكسينها لحماً ثم يقمن باستدعاء روح القديس ‘صمدي مات’ لجثته الأرضية، ولدهشته مما رأى صاح بصوت تفرقت على أثره تلك الملائكة ولكنه سمع أصواتهن ترنم : “لا تخف يا عيـسـانا ! فالذي رزق جسدا سماويا سوف يكون وجيهاً في الدنيا ويُعرف بإسم ‘صمدي مات’ و ملك الأريا”. وكان صمدي مات صاحب مملكة سابقة ويقال بأنه هو الذي أسس مدينة سرينغار. بعد ذلك قام ‘عيسانا’ ببناء معبد ‘عيسى سڤارا’ الذي بقي منه اليوم مجرد تل من الأحجار تكثر فيه الفراشات وزهور مريم Marigold !

عيسانا وعيسى

فإذا اعتبرنا أن ما جاء في هذه القصة رؤى وكشوف للنبي عيسى (عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام) فلن يصعب علينا فك رموزها، حيث أن الإسم عيسانا لا يختلف كثيرا عن عيسى وقد تكون نـا مجرد إضافة تعني لنا أو أي شيء آخر كما أن كونه رجلاً صالحاً (الراعي الصالح كما في الانجيل) وله قدرة على الشفاء والغسل بالماء وكذلك  قصة الصليب والذئاب أو الكلاب التي تشبه نبوءة التوراة حول المسيح  ومن ثم نوال المجد بعد الصليب وحادثة عودة الروح للجثة والنسوة اللاتي أحطن بها كما حدث للمسيح بعد حادثة الصلب ولفظ العظام بدل الجثة هو الذي استعملته التوراة بالضبط. إذا أخذنا كل ذلك على محمل الرؤيا فإنها سوف تكون نبوءة عظيمة حقاً ذات دلالات كبيرة على كون المسيح الناصري (عَلَيهِ السَلام) قد سافر إلى كشمير حقاً ونال العز والكرامة والوجاهة بعد أن آمن به أهل تلك الأرض وملّكوه عليهم روحياً ثم مات في سرينغار بالإضافة لدلالة عودة الروح إلى الجثة والتي قد تشير إلى عودة المسيح المجازية من تلك الأرض بروح سلفه (كما أثبتنا سابقاً بعثة يوحنا بروح وقوى إيليا وبتفسير المسيح الناصري (عَلَيهِ السَلام) بنفسه في الإنجيل) والتي تعني البعثة الثانية وكيف أنها سوف تكون من الشرق كالبرق (فجأة) حيث الجثة والنسور ومن ثم حدوث الخسوف والكسوف. بنظرة سريعة لتاريخ الجماعة الإسلامية الأحمدية وبعض المراجع سنجد أن كل ذلك لم يتحقق لأحد غير حضرة مرزا غلام أحمد المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) وبكل دقة ووضوح ولله الحمد.

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد