السؤال

وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (سورة المؤمنون)

ما دليلكم على أن ربوة المقصودة هي في كشمير؟ لم لا تكون إحدى ربوات سوريا والشام عموماً ففيها ماء معين أيضا! ثم من أين حددتم الإيواء بالخوف؟ ألم يقل تعالى للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم (تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ) وكذلك قولك (سآوي إلى الفراش)، فهذه الأمثلة لا يعني فيها الإيواء الخوف.

الجواب

معنى الإيواء والمأوى هو توفير الأمن والأمان بعكس الطرد والإبعاد ويحدده السياق، فالإيواء إلى ربوة ذات قرار ومعين يعني الوصول إلى مقر آمن ومريح، فما هو خلاف الأمن والراحة؟ الجواب: التعب والخوف. فالسياق هنا هو الذي حدد معنى الإيواء، خصوصاً وأن المسيح بعد نجاته من الصلب كان مطلوب الدم لبني إسرائيل، فإذا لم يكن الإيواء هنا من الخوف فمم إذن؟

أما لماذا ليس في روابي سوريا ولبنان الخ، فلأنها متاخمة لفلسطين وكانت كلها تحت حكم الرومان وفيها أقارب اليهود فلن يمكن للمسيح التخفي والعيش بأمان، أما الربوة في كشمير فهي في الجهة الأخرى من العالم وليست في نطاق حكم الرومان وهي آمنة تماماً وفوق ذلك كانت فيها قبائل إسرائيل الأخرى التي قال المسيح بأنه يجب أن يبلغهم جميعاً دعوة الله تعالى.

جاء في تعريف مدينة كشمير ما يلي:

كشمير هي المنطقة الجغرافية الواقعة ما بين الهند وباكستان والصين في شمال شرق آسيا، وتاريخيًّا تعرف كشمير بأنها المنطقة السهلة في جنوب جبال الهملايا من الجهة الغربية. … تشتهر كشمير على امتداد العالم بجمالها الأخاذ، وتعتبر شرينجار العاصمة الصيفية لولاية جامو وكشمير، ويقال: إن الإمبراطور أشوكا (232 – 72 ق.م) هو الذي قام ببنائها، ويتدفق نهر الجهيلم عبر وسط شرينجار، وفوقه تسعة جسور، تربط الجزأين. وفي وسط المدينة ربوة صغيرة، ولكنها رائعة الجمال يطلق عليها ربوة هاري باربات، وتقول الأسطورة: إن الإلهة بارباتى ألقت في وجه الأرواح الشريرة؛ لتدمرها، وفي المنطقة التي دمرت فيها هذه الأرواح، تكونت ربوة عالية. … وتدب الحياة في الربوة عندما تزهر أشجار اللوز في بداية فصل الربيع، وفي هذا الوقت من العام تتدفق جموع الكشميريين إلى هذه الربوة، حاملين معهم السخانات التي يعدون عليها الشاي الكشميري تحت ظلال الأشجار.” (موقع كشمير الاستراتيجي، موقع “قصة الإسلام islamstory“)

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد