يذكر الإنجيل أن نجماً أو مذنبّاً ظهر عند ولادة المسيح الناصري عليه السلام من المشرق وهو ما يطلق عليه اصطلاحاً بنجم بيت لحم أو نجم ميلاد المسيح أو نجم يعقوب عند اليهود.
نورد أولاً ما جاء في إنجيل القديس متّى:
” هو النجم الذي ظهر للمجوس في المشرق، فجاءوا إلى أورشليم “قائلين: أين هو المولود ملك اليهود، فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له؟ فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع أورشليم معه. فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم: أين يولد المسيح؟ فقالوا له: في بيت لحم اليهودية”. “فدعا هيرودس المجوس سرًّا، وتحقق منهم زمان النجم الذي ظهر ثم أوصاهم أن يعودوا إليه ليخبروه بما يجدونه. وفي ذهابهم إلى بيت لحم “إذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف فوق حيث كان الصبي. فلما رأوا النجم فرحوا فرحًا عظيمًا” ” (مت 2: 1 – 10)
وهذا طبقاً للنبوءة التي يعتقد بها اليهود لظهور النجم عند ولادة المسيح كما تنبّأ بلعام بن باعور وسمّاه بنجم يعقوب كما في سفر العدد:
“ أَرَاهُ وَلكِنْ لَيْسَ الآنَ. أُبْصِرُهُ وَلكِنْ لَيْسَ قَرِيبًا. يَبْرُزُ كَوْكَبٌ مِنْ يَعْقُوبَ، وَيَقُومُ قَضِيبٌ مِنْ إِسْرَائِيلَ، فَيُحَطِّمُ طَرَفَيْ مُوآبَ، وَيُهْلِكُ كُلَّ بَنِي الْوَغَى. ” (عدد 24:17)
ونجد أن اليهود يعتقدون أيضاً بظهور هذا النجم أو المذنّب عند ولادة موسى عليه السلام كما في قاموس الكتاب المقدّس حيث نقتبس مايلي:
“ وقد أدى النجم مهمته وقاد المجوس من موطنهم في بلاد الفرس إلى القدس ثم إلى بيت لحم. ويعتقد آخرون أن النجم له معنى آخر. وكان اليهود يؤمنون أن مثل هذا الاقتران قد حصل يوم مولد موسى، وأنه لا بد سيحصل يوم مولد المسيح. ” انقر هنا
نجم الشرق = مذنّب هالي
لقد أكّد المسبار الفضائي جوتو Giotto (نسبة للرسام الإيطالي “جوتو دي بوندوني”) أكّد أن المذنّب الذي ظهر عند ولادة المسيح الناصري عليه السلام لم يكن إلا (مذنّب هالي) ويدعمه أيضاً رؤية “دي بوندوني” بنفسه لمذنّب “هالي” عام 1301 م. انقر هنا
الإستدلال
من العجيب أن يظهر ذات المذنّب (مذنّب هالي) عند ولادة المسيح الموعود حضرة مرزا غلام أحمد عليه السلام أيضاً أي في سنة 1835 م (16 November 1835) الموسوعة الحرّة
وفي الموسوعة البريطانية (Encyclopedia Britannica) ورد أن المذنّب هالي لم يظهر منذ عام 1759 إلا ثلاث مرات وهي الأعوام 1835 ، 1910 و 1986 م انقر هنا
ومن الطريف أن الروائي الشهير مارك توين قد سجّل ظهور مذنب هالي عام 1835 كما في هذا الرابط .
قبل أن أختم أقتبس لكم نبوءة وردت في سِفر أعمال الرسل وهي كما يلي:
“ كما صعد السيد المسيح في ناحية الشرق كذلك سيأتي من ناحية الشرق فكأننا بنظرنا نحو الشرق في الصلاة ننتظر مجيئه الثاني كما قال الملاكان.. ” (أعمال الرسل 1: 11)
وهذه دلالة واضحة صريحة على ظهور المسيح في مجيئه الثاني من الشرق كما أثبتنا في مقالات سابقة في الإنجيل وفي الأحاديث (شرقي دمشق وشرق مكة بالإضافة إلى شرق أورشليم).
وكما يظهر في الصورة التي رسمها “جوتو دي بوندوني” فإننا نرى مذنّب هالي يمر بكل وضوح فوق المسيح الناصري عند ولادته مصداقاً للنبوءات الواردة عنه في الأنباء السابقة.
وأخيرا لنقرأ الحديث التالي من كتاب الفتن لنعيم بن حماد:
عَنِ الْوَلِيدِ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ كَعْبٍ، أَنَّهُ قَالَ: «يَطْلُعُ نَجْمٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَبْلَ خُرُوجِ الْمَهْدِيِّ، لَهُ ذِنَابٌ» (الفتن لنعيم بن حماد، ج ١، ص ٢٢٩، رقم الحديث ٦٤٢)
والملاحظة أن الرواية تصف النجم الذي يطلع عند ولادة المهدي بأن له ذَنَب وهو ما يؤكد أن النجم المقصود ما هو إلا مذنب هالي !
ولنلاحظ أيضا بأن المسيح أطلقت الرواية عَلَيْهِ لقب ( المهدي )، وفي ذلك مقالنا القادم إنْ شاءَ الله.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ