الكتاب المقدس يتنبأ بـ المسيح الموعود مرزا غلام أحمد
مجيئ المسيح الثاني
ورد في إنجيل متى قول السيد المسيح الناصري (عَلَيهِ السَلام) عن مجيئه الثاني ما يلي:
[ لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ، هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. ] (متى ٢٤)
لننتبه أيها الأحبة لعبارة (يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ)، فهي دليل واضح أن المسيح الناصري (عَلَيهِ السَلام) كان يشير إلى جهة الشرق من اليهودية أو أرض فلسطين، فما هي الأرض التي تقع إلى الشرق من فلسطين؟
نجد وفق خرائط گووگل بلدان العراق وإيران وأفغانستان والهند هي التي تقع إلى الشرق من أورشليم أو فلسطين بل أن مدينة قاديان في الهند تقع بخط مستقيم إلى الشرق من أورشليم كما في الصورة.
فالمسيح (عَلَيْهِ السلام) كان يشير إلى مجيئه الثاني بأنه سوف يكون من ناحية الشرق، وبالفعل جاء المسيح الموعود حضرة ميرزا غلام أحمد (عَلَيهِ السَلام) من شرق أورشليم تماماً من قرية قاديان!
الغريب أن لا أحد من مفسري الأناجيل المشهورين كـ بنيامين بنكرتن و وليم ماكدونالد و هنري أيرونسايد تطرق إلى نكتة الشرق بل ركزوا على موضوع المجيء بشكل عام وأهملوا عبارة المشارق حيث سيأت المسيح في مجيئه الثاني. لذلك ركزت هنا على أهمية هذه العبارة التي تعطي مفتاح البعثة الثانية التي بشّرنا بها السيد المسيح (عَلَيْهِ السلام).
من سياق كلام المسيح (عَلَيْهِ السلام) نفهم أن موضوع مَجِيء المسيح الثاني سوف يصاحبه أدعياء كثر أو مسحاء كذبة أي الذين يدعون أنهم جاؤوا بإسم المسيح، فلنقرأ ما يلي من إنجيل البشير متى أيضا من الأعداد التي سبقت نص مجيء المسيح الثاني:
“حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا الْمَسِيحُ هُنَا! أَوْ: هُنَاكَ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا. هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ. فَإِنْ قَالُوا لَكُمْ: هَا هُوَ فِي الْبَرِّيَّةِ! فَلاَ تَخْرُجُوا. هَا هُوَ فِي الْمَخَادِعِ! فَلاَ تُصَدِّقُوا.“
صفة المسحاء والأنبياء الكذبة
ولنعرف ما هي صفة هؤلاء المسحاء والأنبياء الكذبة نقرأ النص التالي من الإصحاح السابع لإنجيل متى أيضا:
“ اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الْحُمْلاَنِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ .. فَإِذًا مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ .. كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَارَبُّ، يَارَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ! ” (متى ٧: ١٥-٢٢)
اذاً فهؤلاء المسحاء والأنبياء الكذبة ما هم إلا من المسيحيين أنفسهم! أولئك الذين يمنّون الناس بأنهم هم رسل المسيح ووزرائه والممهدون له والذين يستعرضون أمام الجماهير عبر وسائل الإعلام والتلفزة قدراتهم الخارقة على الشفاء وطرد الشياطين باسم المسيح! وهذا الأمر بات معروفاً في أيامنا هذه وتتسابق قنوات التنصير في بثه للإثارة والتأثير. فقد تكلّم المسيح عَلَيْهِ السلام قبل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بقرون حول ظهور الأنبياء والمهديين الكذبة ( انظر: حديث الثلاثين دجالاً) ومن ثم أردف بأن المسيح الحقيقي الصادق (مهديّنا) آتٍ أيضا مهما كثر أولئك الأدعياء وأنه سوف يكون مؤيَّداً بظاهرة الخسوف والكسوف التي تحدَّثَ عنها الإنجيل والقرآن الكريم والأحاديث الشريفة كما سنرى إنْ شاءَ الله.
لننتبه كذلك إلى عبارة (كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ) الواردة قبل عبارة (المشارق)، فالبرق معروف بمباغتته وظهوره الخاطف وهو ما ينطبق على مَجِيء حضرة مرزا غلام أحمد المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام الذي ظهر بصفة المسيح من شرق أورشليم بدون توقع من أحد لمجيئه من المكان الذي أعلن فيه بأنه هو البعثة الثانية للمسيح المذكورة في الكتاب المقدس وغيره، وقد كان أمره مباغتاً ومنطبقاً في الآن نفسه على كل النبوءات الخاصة بهذا الموضوع.
بات الأمر واضحاً للمتدبرين كالشمس في رابعة النهار.
علامة ابن الإنسان في السماء
ننتقل الآن إلى الفقرة التالية من نفس النص الأول ونكمل:
” لأَنَّهُ حَيْثُمَا تَكُنِ الْجُثَّةُ، فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُورُ. «وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. ” (متى ٢٤: ٢٨-٣٠)
يقول المفسر المعروف أيرونسايد حول مسألة الجثة والنسور:
“.. فإن اليهودية المرتدَّة, والتي ستركز على أورشليم, ستكون جثة متعفنة ستتجمع عليها النسور (أو الجشعين المتوحشين). هذه صورة حيوية عن تجمُّع الجيوش من “كل الأمم ضد أورشليم للمعركة.” (هنري أيرونسايد ١٥-٢٨)
ولكن فات المفسر أن عبارة (حَيْثُمَا تَكُنِ الْجُثَّةُ، فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ النُّسُورُ) قد جائت مباشرة بعد عبارة (هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ)، فهي إشارة للجهة التي كان السيد المسيح يتحدث عنها في سياق كلامه لا في المكان الذي كان فيه وليس عن جثة متعفنة بالطبع حيث إن سياق الكلام يتحدث عن مجيء ابن الانسان ومكان بعثته التي هي من الشرق! فالمعنى الأجدر هو أن الجثة التي قصدها السيد المسيح عَلَيْهِ السلام هي قبره هو عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام في “سرينغار” بالهند (المشارق) حيث يرقد اليوم عَلَيْهِ السلام، أما النسور فهي قبائل بني اسرائيل التي تكثر في تلك المنطقة، فحيث يكون القبر يكون بنو اسرائيل! وفي ذلك إشارة للمجيء الثاني للمسيح. ثم يذكر المسيح علامة أخرى لمجيئه الثاني وهي (وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ) ويتضح من كلام السيد المسيح عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام أن مجيئه الثاني سوف يصاحبه خسوف للقمر وكسوف للشمس وهي علامة ابن الإنسان في السماء، وهذه في الواقع هي ظاهرة خسوف القمر وكسوف الشمس التي تحدث عنها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في قوله أن لمهدينا آيتين وذكر أنهما خسوف القمر في أول ليلة لرمضان وكسوف الشمس في النصف منه وقد تحققت بكل جلاء بعيد إعلان حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام أنه هو المسيح الموعود! وكذلك وردت في سفر إشعياء: “هَا هُوَ يَوْمُ الرَّبِّ آتٍ مُفْعَماً بِالقَسْوَةِ وَالسَّخَطِ وَالْغَضَبِ الْعَنِيفِ، لِيَجْعَلَ الأَرْضَ خَرَاباً وَيُبِيدَ مِنْهَا الْخُطَاةَ. فَإِنَّ نُجُومَ السَّمَاءِ وَكَوَاكِبَهَا لَا تُشْرِقُ بِنُورِهَا، وَالشَّمْسَ تُظْلِمُ عِنْدَ بُزُوغِهَا، وَالْقَمَرَ لَا يُشِعُّ بِضَوْئِهِ.” (إشعياء 13:9-10)
والحديث كاملاً كما يلي:
“إِنَّ لِمَهْدِينَا آيَتَيْنِ لَمْ تَكُونَا مُنْذُ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، تَنْكَسِفُ الْقَمَرُ لأَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ وَتَنْكَسِفُ الشَّمْسُ فِى النِّصْفِ مِنْهُ، وَلَمْ تَكُونَا مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ.” (سنن الدارقطني، كتاب العيدين، باب صفة صلاة الخسوف والكسوف وهيئتهما)
وهنالك شواهد أخرى:
أخرج نعيم بن حماد، وأبو الحسن الحربي في الأول من الحربيات، عن علي بن عبد الله بن عباس قال: “لا يخرج المهدي حتى تطلع مع الشمس آية“.
“حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَابْنُ ثَوْرٍ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «لَا يَخْرُجُ الْمَهْدِيُّ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ آيَةً».” (الْفِتَنِ لنعيم بن حماد، ج ١، ص ٩٥١)
“أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «لَا يَخْرُجُ الْمَهْدِيُّ حَتَّى تَطْلُعَ مَعَ الشَّمْسِ آيَةٌ».” (٢٠٧٧٥ جامع معمر بن راشد، معمر بن أبي عمرو راشد الأزدي مولاهم، أبو عروة البصري، نزيل اليمن المتوفى: ١٥٣هـ، ج ١١، ص ٣٧٣)
وكذلك عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال : “ينادي مناد من السماء باسم المهدي فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب حتى لا يبقى راقد إلا استيقظ .“. (العلامة الشيخ يوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي السلمي الشافعي من علماء المائة السابعة في كتابه “عقد الدرر في أخبار المنتظر”، ص 137 ط القاهرة في مكتبة عالم الفكر)
فالنداء السماوي إنما هو الخسوف والكسوف والدليل على ذلك لفظ (فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب) الذي صدّقه واقع تكرُّر الظاهرة في الشرق والغرب.
وينقل الامام السلفي السفاريني علامات ظهور المهدي فيقول (الثَّالِثَةُ فِي عَلَامَاتِ ظُهُورِهِ)
قَالَ الْعَلَّامَةُ الشَّيْخُ مَرْعِيٌّ فِي كِتَابِهِ (فَوَائِدُ الْفِكَرِ فِي الْمَهْدِيِّ الْمُنْتَظَرِ) اعْلَمْ أَنَّ لِظُهُورِ الْمَهْدِيِّ عَلَامَاتٍ جَاءَتْ بِهَا الْآثَارُ وَدَلَّتْ عَلَيْهَا الْأَحَادِيثُ وَالْأَخْبَارُ، فَمِنْ عَلَامَاتِ ظُهُورِهِ عَلَى مَا وَرَدَ كُسُوفُ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَنَجْمُ الذَّنَبِ وَالظُّلْمَةُ وَسَمَاعُ الصَّوْتِ بِرَمَضَانَ وَتَحَارُبُ الْقَبَائِلِ بِذِي الْقَعْدَةِ وَظُهُورُ الْخَسْفِ وَالْفِتَنِ، وَمَعَهُ قَمِيصُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَيْفُهُ، وَرَايَتُهُ مِنْ مُرُطٍ مُخَمَّلَةٍ مُعَلَّمَةٍ سَوْدَاءَ فِيهَا حَجَرٌ .وَذَكَرُوا أَنَّهُ يَنْكَسِفُ الْقَمَرُ أَوَّلَ مَرَّةٍ مِنْ رَمَضَانَ وَالشَّمْسُ لَيْلَةَ النِّصْفِ. وَنَظَرَ فِي هَذَا الشَّيْخُ مَرْعِيٌّ بِأَنَّ الْعَادَةَ انْكِسَافُ الْقَمَرِ لَيَالِيَ الْأَبْدَارِ وَالشَّمْسِ أَيَّامَ الْأَسْرَارِ، وَلَكِنْ مِنَ الْمُمْكِنِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ آيَةً لِظُهُورِهِ وَفِيهَا خَرْقٌ لِلْعَادَةِ. أهـ
أحاديث حول تكرر كل من الكسوف والخسوف مرتين
– كسوف الشمس مرتين في رمضان
قَالَ مُحمّد بن علي وحَدثّت عَنْ شَرِيكٍ أَنَّهُ قَالَ: “بَلَغَنِي أَنَّهُ قَبْلَ خُرُوجِ الْمَهْدِيِّ تَنْكَسِفُ الشَّمْسُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مَرَّتَيْنِ“. (أخرجه الدارقطني في سننه، ونعيم بن حماد في الفتن، رقم الحديث: 629. وأورده العلامة الشيخ يوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيز المقدسي السلمي الشافعي من علماء المائة السابعة في كتابه ” عقد الدرر في أخبار المنتظر “، ص 111 ط القاهرة في مكتبة عالم الفكر)
قَالَ: وَحُدِّثْتُ عَنْ شَرِيكٍ، أَنَّهُ قَالَ: «بَلَغَنِي أَنَّهُ قَبْلَ خُرُوجِ الْمَهْدِيِّ تَنْكَسِفُ الشَّمْسُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مَرَّتَيْنِ» (الْفِتَنِ لنعيم بن حماد، ج ١، ص ٢٢٩)
– خسوف القمر مرتين في رمضان
رَوَى أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْفِتَنِ قَالَ شَرِيكٌ: “بَلَغَنِي أَنَّ الْقَمَرَ قَبْلَ خُرُوجِهِ يَنْكَسِفُ مَرَّتَيْنِ بِرَمَضَانَ.“
وَذَكَرَ الْكِسَائِيُّ عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ أَنَّ الْقَمَرَ يَنْكَسِفُ ثَلَاثَ لَيَالٍ مُتَوَالِيَاتٍ.” (العلامة المتقي الهندي في “البرهان في علامات مهدي آخر الزمان”، ص 108 ط مطبعة الخيام بقم)
إن دل الحديث الاخير على شيء فهو يدل على على تكرر الظاهرة أولاً وثانياً على أيام الكسوف التي تنحصر في ثلاثة أيام برمضان تسمى أيام الكسوف وليال الخسوف وهي (١٣،١٤.١٥ للقمر) و (٢٧،٢٨،٢٩ للشمس) فحدث الخسوف الكسوف كما أخبر الأنبياء عليهم السَلام وبالتحديد حديث النبي ﷺ الذي قال فيه (تَنْكَسِفُ الْقَمَرُ لأَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ وَتَنْكَسِفُ الشَّمْسُ فِى النِّصْفِ مِنْهُ) فقد خسف القمر في أول ليلة من ليالي الكسوف بعدما أعلن حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام بأنه المسيح الموعود في الليلة ١٣ من ليالي الخسوف وكسفت الشمس في اليوم ٢٨ من أيام الكسوف في شبه القارة الهندية ثم تكررت الظاهرتان في العام التالي بالقسم الآخر من الكرة الأرضية وهي مسجلة وموثقة في موقع “ناسا” إلى يومنا هذا ولله الحمد.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
اخترت أجمل التعليقات على الموضوع وهو ما قاله أحد الإخوة الكرام بعد نشر هذا المنشور على الفيسبوك:
“بل إن النبوءات التي وردت في الكتاب المقدس بشأن المجيء الثاني للمسيح عليه السلام، تذكر بشكلٍ واضحٍ وصريحٍ لا يقبل الجدل والتأويل، أن الذي سيأتي هو مثيل المسيح عليه السلام، ومن تلك النبوءات ما ورد في الإصحاح السابع من سفر النبي دانيال، حيث كان الله قد كشف للنبي دانيال في رؤيا عمّا سيحصل إلى حين المجيء الثاني للمسيح، وعن الممالك الأربع التي ستسيطر على منطقة الشرق الأوسط حتى ذلك المجيء، ثم ذكر في هذا الوحي والرؤيا المدهشة قوله: “ كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ الإِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى قَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ ” (دانيال 7: 13،14).
ويبدو واضحًا من تلك الآيات أنه في عهد المملكة الأخيرة الرابعة (وهي المملكة البريطانية التي كانت تسيطر على سدس العالم)، سيأتي مثل ابن الإنسان (أي مثل المسيح)، وأن الله سيعطيه سلطانًا ومجدًا وملكوتًا سماوياً، ليدعو كل الشعوب والأمم والألسنة، ويؤسس ملكوته (أي الخلافة الربانيَّة) الذي لن يزول حتى قيام الساعة.
ومن تلك النبوءات ما قاله المسيح في وصاياه الأخيرة لتلاميذه، حيث أخبرهم عن حقيقة مجيئه الثاني، وكيفية متابعة عمل المسيح في العالم، إذ قال لهم: “ الذي سيرسله الآب باسمي، فإنه يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم، فلا تضطرب قلوبكم ولا تفزع ” (يوحنا 14: 26 ،27).
وهنا تتجلى حقيقة المجيء الثاني للمسيح بصورةٍ لا لبس فيها ولا خفاء، إذ أن المجيء الثاني له سيكون متمثلاً في شخصٍ آخر سيرسله الله باسم المسيح عليه السلام، أي سيحمل اسمه وسمته، لأجل أوجه الشبه والمماثلة بينهما.
فهل بعد هذا القول الفصل من قول؟! وما حجة من يصر بعد ذلك على القول بمجيء المسيح عيسى بن مريم النبي المبعوث لبني إسرائيل بنفسه في آخر الزمان؟؟!” انتهى التعليق
و أشرقت الأرض بنور ربها…..