ورود حديث نزول المسيح ابن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق
ورَدَ في الحديث الطويل عن النواس بن سمعان أنَّ النبي ﷺ ذكر نزول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام عند المنارة البيضاء شرقي دمشق فقال:
“فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ” (صحيح مُسْلِم)
الاختلاف على مكان المنارة البيضاء
لقد اجتهد جمع من السلف ومنهم الإمامُ جلال الدين السيوطي ؒوحَكمَ بين الروايات التي تقول بنزول المسيح في أماكن مختلفة كالتالي:
“حديث نزول عيسى ببيت المقدس عند المصنّف وهو أرجح ولا ينافيه سائر الروايات، لأن بيت المقدس وهو شرقي دمشق وهو معسكر المسلمين إذ ذاك.” (هامش على سنن ابن ماجة، الجزء الثاني صفحة 510)
إذن فقول المشايخ المتأخرين بأن المسيح الموعود ينـزل على المنارة الموجودة في الجامع الأموي في دمشق هو مجرد اجتهاد وليس نصاً حديثياً أو أثر، فلم تكن توجد كنيسة في زمن النبي ﷺ لكي يقال أنَّ النبي ﷺ قصدها، كما لم يكن أي أثر للجامع الأموي في وقت رسول الله ﷺ، وهذا ما أكّده الإمام علي القاري رحمه الله بقوله:
“روى الطبراني عن أوس بن أوس: ينزل عيسى بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، ذكر السيوطي في تعليقه على ابن ماجه أنه قال الحافظ ابن كثير في رواية: إنَّ عيسى عليه الصلاة والسلام ينزل ببيت المقدس، وفي رواية: بالأردن، وفي رواية: بمعسكر المسلمين، قلت: حديث نزوله ببيت المقدس عند ابن ماجه، وهو عندي أرجح، ولا ينافي سائر الروايات؛ لأن بيت المقدس شرقي دمشق، وهو معسكر المسلمين إذ ذاك، والأردن اسم الكورة كما في الصحاح، وبيت المقدس داخل فيه، وإن لم يكن في بيت المقدس الآن منارة، فلا بد أن تحدث قبل نزوله، والله تعالى أعلم.” (مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح، كتاب الفتن، الجزء الأول)
فلا وجود لمنارة في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ولا بعده ﷺ بزمن طويل.
كما أنَّ بيت المقدس لا يقع إلى الشرق من دمشق بل هو واقع في الجهة الغربية من دمشق جنوباً، وكذلك المنارة البيضاء الموجودة اليوم على الباب الشرقي لمدينة دمشق القديمة التي بناها السلطان نور الدين محمود بن زنكي في القرن السادس، في الوقت الذي يقول فيه النبي ﷺ: “شرقي دمشق” لا شرق المسجد ! كما أنَّ المسجد الأموي يقع في وسط مدينة دمشق بل يميل جهة الغرب بشكل واضح، ويمكن التأكد من خرائط غووغل. أما منارة دمشق فهي ليست على مسجد ! بالإضافة لذلك فإن المنارة الشرقية للجامع الأموي ليست بيضاء اللون !
نزول المسيح في المشرق
يثبت أيضاً من الأحاديث الشريفة أن ظهور المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام يكون من الهند، لأن رسول الله ﷺ قال عن محل خروج الدجال:
“بَلْ مِنْ قِبَل المشرق ما هو مِن قِبَل المشرق، وأومأ بيَدِهِ إلى المشرق.” (صحيح مُسْلِم، الجزء الثاني، صفحة 52، باب في خروج الدجال)
فلما ثبت أنَّ الدجال يخرج مِن البلاد الواقعة في مشرق الحجاز ثبت كذلك أنَّ ظهور المسيح الموعود المأمور بقتل الدجال بالحجة والبرهان وإصلاح ما يفسد الدجال من العبث بعقائد المسلمين، يكون أيضًا من المشرق وهي الهند. إذ إنَّ دمشق ليست في شرق الحجاز -حيث كان يتحدث النبي ﷺ- بل في شمالها ! بينما قاديان واقعةٌ في شرق الحجاز تماماً، كما أنها واقعة شرقي دمشق أيضاً.
إذن مِن أقوال الأئمة رحمهم الله يثبت أنَّ ألفاظ الحديث الذي ورد فيه ‘عند المنارة البيضاء شرقي دمشق’ ليس مِن الضروري أنْ يعني نزول المسيح الموعود داخل دمشق، بل أنَّ المُرادَ مِنه هو أنْ يظهر في موضع يكون شرقي دمشق. وهذا الأمر ينطبق أيضاً على المنارة البيضاء التي قال أهل العلم أنها ستُبنى في المستقبل.
اختلاف العلماء حول مكان نزول المسيح من أقوال المسيح الموعود
وقد أشارَ الْمَسِيحُ الموعودُ ؑ إلى ذلك فقال:
“وكذلك اختُلِفَ في نزول عيسى، فالقرآن يشهد أنه مات ولحِق الموتى، وقيلَ إنه ينزل من السماوات العُلى، وأنه حَيٌّ وما مات وما فنى. وقال قومٌ إنه ماتَ كما بيّن الفرقان الحميد، ولا يخالفه إلا العنيد، وقال هؤلاء إنه لا ينزل إلا على طَور البروز، وذهبَ إليه كثيرٌ من المعتزلة وكرام الصوفية من أهل الرموز. والذين اعتقدوا بنزوله من السماء، فهُم اختلفوا في محل النزول وتفرّقوا في الآراء. فقيل إنه ينزل بدمشق عند منارة، ويوافي أهلَه على غَرارة. وقيل ينزل ببعض معسكر الإسلام، وقيل بأرض وطِئها الدجّال وعاثَ في العوام. وقيل إنه ينزل بمكة أُمّ القرى، وقيل ينزلُ بالمسجد الأقصى، وكذلك قيلَ أقوال أخرى. وزادت الاختلافات بزيادة الأقوال، حتى صار الوصولُ إلى الْحَقُّ كالأمر المحال. وقد ورَدَ في أخبار خير الكائنات عليه أفضلُ الصلاة والتحيات، أنَّ المسيح يَرفعُ الاختلافات، ويجعله اللهُ حَكَمَاً ِفيحكم فيما شجَرَ بين الأمّة مِن اختلاف الآراء والاعتقادات. فالذين يُحكّمونه في تنازعاتهم {ثم لا يجِدوا في أنفسهم حَرَجاً} مما قضى لرفعِ اختلافاتهم، بل يقبلونه لصفاء نيّاتهم، فأولئك هم المؤمنون حقّا وأولئك من المفلحين.” (نجم الهدى، 20 نوفمبر سنة 1898م)
ويكمل المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام فيقول:
“ومن مقتضى سنّة الله تعالى أيضا أنَّ البلد الذي يولَدُ فيه خبيثٌ مِثل الدجّال، يجب أنْ يولَدَ فيه نفسه هذا الرجلُ الطيّبُ أيضاً؛ فالطبيب عندما يأتي، يتوجّه إلى المريض مباشرة. ومِن الغريب جداً أنْ يخرج الدجالُ مِن الهند بحسب الأحاديث الصحيحة، وينـزل الْمَسِيحُ على منارة في دمشق. مما لا شك فيه أنَّ الهند تقع شرقي المدينة المنورة. والثابت مِن الحديث الصحيح دون أدنى شَكٍّ أنَّ الدجالَ سيخرج مِن الشرق. ومِن المشرق ستظهرُ راياتُ مهديّ الله السوُد، فكأنه مُقدَّرٌ منذ الأزل أنَّ الشرق هو محّلُّ الفتن، وهو مَحَلُّ إصلاحها أيضا.” (مرآة كمالات الإسلام، ص 129)
ما هي المنارة البيضاء
ثم بيَّنَ حضرته ما المقصود بالمنارة البيضاء فيقول:
“إنَّ هذه الأيام قد وُعِدَ بها منذ البدء، إنَّ الله لن يطيل هذه الأمور، فكما تعلمون أنه إذا وُضع مصباح على منارة عالية، فإن ضوءه ينتشر إلى مكان بعيد، أو حين يلمع البرق في السماء، تُنارُ به جميع الجهات، كذلك سيحدث في هذه الأيام. لقد هيأ اللهُ ﷻ جميع الوسائل على الأرض لتحقيق نبوءة نشر دعوة المسيح في العالم كالبرق أو انتشارها في الجهات الأربع مثل ضوء مصباح وضع على منارة عالية، وخَلَقَ للسياحة والسفر وسائل كاملة وسهلة للغاية، حيث سيَّر القطار والباخرة، وأجرى نظام البرقية والبريد، فقد خَلَقَ كُلّ هذا ليتحقق النبأ القائل بأن دعوة المسيح ستضيء كُلّ أرجاء الأرض كالبرق. أما منارة المسيح المذكورة في الأحاديث، فإنما المُراد منها في الحقيقة أنَّ نداء المسيح ونوره سينتشرُ في العالم بسرعةٍ كما ينتشرُ الصوتُ والضوءُ مِن المنارة العالية. لهذا فإن اختراع القطار والباخرة والبرقية والبريد وجميع الوسائل لتسهيل نشر الدعوة وتيسير السفر، هي من أهم علامات زمن المسيح التي ذكرها معظم الأنبياء.” (الحكومة الإنجليزية والجهاد، ص 21)
ظهور المسلمين على منارة العالم بعد الانحطاط
فالمنارة البيضاء هي كما قال المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام:
“منارة المسيح المذكورة في الأحاديث .. المُراد منها في الحقيقة أنَّ نداء المسيح ونورَه سينتشر في العالم بسرعةٍ كما ينتشرُ الصوتُ والنورُ مِن المنارة العالية.” أهـ
وهو كما قال المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام في ترجمة إلهامٍ تلقاه حضرته بالفارسية أنَّ المنارة هي ظهور المسلمين على منارة العالم بعد زمن الانحطاط والكساد كما يلي:
“اخْرُجْ واظْهَرْ لأَنِّ وَقتك قَد اقتَرَبَ، وحانَ أنْ يَخرُج المُحَمَّديّون مِن الحَضيضِ وتُوضَعُ أقدامُهم على منارةٍ عاليةٍ مُحكمة البنيان.” (نزول المسيح، الخزائن الروحانية، مجلد 18، ص 511)
ويشرحَ المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام هذا الوحي فيقول بأنه تجلٍٍّ لاسم نبينا ﷺ الثاني أي أحمد الذي يرمز للجمال:
“جملة ‘وإنَّ المُحَمَّديّين وَقَعَت أقدامُهم على المنارة العليا’ تعني: كانت هناك نبوءات مِن ِقبل جميع الأنبياء عن بعثة مسيح آخر الزمان، وكان اليهود يزعمون أنه سيبعث منهم، وَكَانَ النصارى يظنون أنه سيكون منهم، ولكنه ظَهَرَ في المسلمين، وهكذا فكانت منارة العزة العليا مِن نصيب المُحَمَّديّين. وقد استخدمت هنا كلمة المُحَمَّديّين للإشارة إلى أنَّ الذين كانوا ينظرون حتى الآن إلى قوة الإسلام الظاهرية وشوكته المادية فقط، والتي مظهرها اسم مُحَمَّدٍ، سيرون الآن آيات سماوية كثيرة هي مِن لوازم ِمظهر اسم أحمد، لأن اسم أحمد يقتضي التواضع والحلم وكمال التفاني، التي هي من لوازم الحقيقة الأحمدية والحامدية والعاشقية والمحبية، وإنّ الحامدية والعاشقية تستلزم ظهور الآيات المؤيدة.” (الأربعين 3، الخزائن الروحانية، مجلد 17، ص 429)
فمعنى المنارة زمن نهضة الإسلام وبعثة المسلمين ليس بالحرِاب والأسنّة بل بالحجج الدامغة وأنوار المعرفة.
وإننا لنجد خبر هذا التفسير بوضوح في كلام المسيح الناصري عَلَيهِ السَلام في الإنجيل حيث يقول عَلَيهِ السَلام مُخبِراً عن المجيء الثاني للمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام في آخر الزمان:
“هَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُ وَأَخْبَرْتُكُمْ. فَإِنْ قَالُوا لَكُمْ: هَا هُوَ فِي الْبَرِّيَّةِ ! فَلاَ تَخْرُجُوا. هَا هُوَ فِي الْمَخَادِعِ ! فَلاَ تُصَدِّقُوا. لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ الْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى الْمَغَارِبِ، هكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ.” (متى 24: 26-28)
وقد تطرّقَ الْمَسِيحُ الموعودُ عَلَيهِ السَلام لذلك وقال:
“باختصار، ما جاء في الحديث النبوي عن المسيح الموعود أنه سينـزل عند منارة بيضاء كان المراد منه أنَّ من علامات زمن المسيح الموعود أنه بسبب اللقاءات المتبادلة بين الناس في العالم في ذلك الوقت وبسبب فتح الطرق وسهولة اللقاء سيسهل تبليغ الأحكام ونور الدين المناداة وكأن شخصاً واقفٌ على المنارة. وهذه إشارة إلى القطار والبرقية والسفن ونظام البريد الذي جعل العالم مدينة واحدة. ففي لفظ المنارة في زمن المسيح الموعود إشارة إلى أنَّ نوره وصوته سينتشر في العالم سريعاً وهذه الأمور لم تتسنّ لأي نبي آخر. وقد ورَدَ في الإنجيل أنَّ المسيح سيأتي في زمن كما يبرق البرق في طرف مِن السماء وينير الأطراف كلها في لمح البصر، هذه إشارة أيضا إلى الأمر نفسه. فما دام المسيح قد جاء لتنوير العالم كله لذا فقََدْ هُيِّأت له الأسباب كلها سلفا. لم يأت لسفك الدماء بل جاء برسالة الصلح للعالم كله. … مع أنَّ معارضينا يقرأون حديث دمشق مراراً وتكراراً ولكن لا يستطيعون أن ْيجيبوا على أنه ما السر فيما قيل في الحديث أنَّ المسيح سينـزل قرب منارة شرقي دمشق، بل اتخذوا الحديث كحكاية. ولكن يجب أنْ يكون معلوماً أنَّ هذه ليست حكاية، والله بريء عن اللغو بل إنَّ في كلمات الحديث التي تذكر دمشق أولاً ثم تذكر منارة في الجانب الشرقي سرّاً عظيماً كما بيّنت آنفا أي عقيدة التثليث والآلهة الثلاثة قد أُسِّست في دمشق. كم كان منحوساً ذلك اليوم الذي دخل فيه بولس اليهودي إلى دمشق متذرعاً بعذر الرؤيا وأظهر على بعض المسيحيين البسطاء أنه رأى المسيح وأمره بنشر تعليم وكأنه أيضاً إله. فتلك الرؤيا بذرت بذرة مذهب الثالوث. باختصار، إنَّ مزرعة الشِرْك الكبير نمَت وازدهرَت في دمشق بادئ ذي بدء ثم ظلّ هذا السم ينتشر في أماكن أخرى. فلما كان في علم الله أنَّ حجر الأساس لتأليه الإنسان قد وُضع في دمشق حصراً لذا ذكر اللهُ تعالى دِمَشْقَ مَرّةً أخرى عند ذكره الزمن الذي تقضي غيرة اللهِ على هذا التعليم الباطل، وقال إنَّ منارة المسيح أي مكان ظهور نوره يقع في شرقي دمشق. لم يكن المراد مِن هذه العبارة أنَّ تلك المنارة جزء من دمشق أو تقع في دمشق بالذات كما فُهم لسوء الحظ بل كان المراد منه نور شمس المسيح الموعود سيسطع من الجانب الشرقي ويزيل الظلمة الغربية. وهذه كانت إشارة لطيفة لأن منارة المسيح التي سينـزل المسيح قربها قد اعتُبرت شرقي دمشق وجعل الثالوث الدمشقي إلى الغرب منها. وبذلك أنبأ عن الزمن المقبل أنه عندما سيأتي المسيح الموعود سيظهر مِن الشرق مثل الشمس، وسيذبل مقابله يوماً فيوماً سراج التثليت المنطفئ أصلاً والكائن في جانب الغرب.” (مجموعة الإعلانات، المجلد الثالث، ص 290-94)
فالمعنى إذن كما بَيَّنَهُ المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام أنه بزوغ النور مِن جهة الشرق وانتشاره باتجاه الغرب.
مِن جهة أخرى حرَصَ الْمَسِيحُ الموعودُ عَلَيهِ السَلام على تحقيق الحديث حرفياً أيضاً فَتَلقَّى وحياً من عند الله تعالى يأمره ببناء المنارة البيضاء:
“روى السيد عزيز دين عن السيد عيدا الخزّاف مِن قرية “كنديلا” أنَّ المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام قام -بعد أداء صلاة العيد في المسجد الأقصى- ورَسَمَ منارةً على ورقة وقال: «لقد قال الله تعالى لي: شَيِّدْ مَنارةً كهذه.».” (سِجل روايات الصحابة، مجلد 17، ص 345)
فأمرَ الْمَسِيحُ الموعودُ عَلَيهِ السَلام ببناء هذه المنارة التي أصبحت اليوم تضيء ليالي قاديان كالقنديل الأبيض في الليلاء وكالبدر المنير في الظلماء.
الخلاصة: تحقق نبأ ونزل المسيح في قاديان شرقي دمشق
لقد تحقق النبأ وظَهَرَ الْمَسِيحُ الموعودُ عَلَيهِ السَلام في قرية قاديان التي تقع تماماً إلى شرق دمشق (انظر هنا) – بعد الدخول اضغط على خيار Show Map وسترى قاديان شرقي دمشق.
إنَّ قول الإمام السيوطي ؒوغيره من أعلام السلف بكون المنارة ونزول المسيح لم يكن في دمشق وإنما في بيت المقدس لكونه شرق دمشق (وهو اجتهاد غير صحيح وفق الخرائط) هذا القول في الحقيقة يقطع بأن عبارة شرقي دمشق تعني إلى الشرق من دمشق وقد يكون في بلد آخر ! فلا يمكن التشكيك بفهم الإمام السيوطي ؒ للغة العربية، والذي يُصِرّ بعدها على العكس أي اللامجال في غير دمشق وأن شرقي دمشق تعني في دمشق فهو يجعل مِن نفسه أفهم وافقه من السلف الصالح وخاصة الإمام المجدّد جلال الدين السيوطي ؒالذي رأى شرقي أنه شرق دمشق أي خارجها وليس داخل دمشق ! وَعَلَى كل حال فالموضوع اجتهادي وليس كما يشيعه مشايخ اليوم بأنه لا مجال في القول بغير منارة المسجد الأموي.
وبما أن نزول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام لا يقصد به النزول من السماء المادية بل هو رمز للنزول والبعثة من الله تعالى، وأنَّ وكسر الصليب وقتل الدجال ليس كسر الصلبان المادية وقتل شخص ما بل كسر عقيدة الصليب وقتل الفكر الدجالي الذي لا يقول إلا كذباً وذلك بالحجة القاطعة، فكذلك المنارة البيضاء هي رمز لمحلِّ نزول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام في الشرق وانتشار أنواع الإسلام الحقيقي النقي من تلك البقعة المشرقية باتجاه الغرب، وكذلك توجد منارة بيضاء فِعليّة وحيدة في مدينة تقع شرقي دمشق نزل عندها المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام.
فتمّ النزول عند المنارة البيضاء صِدقاً وعدلاً وأقيمت الحجة.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
المزيد هنا: المسيح ؏ ونزوله عند المنارة البيضاء شرقي دمشق