يُبيّنُ المسيح الموعود مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام بأن الهدف من بعثته هو إظهار جمال الإسلام دين السَلام في زمن توجيه الاعتراضات عليه في الشرق والغرب بكونه دين الحث على قتل الناس وإجبارهم عليه وقيام بعض خواة العقول من المسلمين أنفسهم الذين تقلّدو مناصب دينية عالية واعتلوا المنابر قيامهم بتعزيز هذه الفكرة الخاطئة وتقوية اعتراضات الملحدين ضد الدين بإطلاق الفتاوى لقتل الناس وإرعابهم باسم الجهاد بغية إكراههم على الإسلام، فيقول عَلَيهِ السَلام:
“لقد جاء الْمَسِيحُ الموعودُ إلى الدنيا ليَجتث فكرة رفع السيف من أجل الدين، ويثبت ببراهينه وحججه أن الإسلام ليس بحاجة إلى السيف قَطّ لانتشاره بل إنَّ محاسن تعليمه وحقائقه ومعارفه وحججه وبراهينه وتأييدات الله وآياته الحيّة وجذْبِه الذاتي أمورٌ أدّت دائماً إلى تقدّمه وانتشاره. لذا فليعلم الذين يعترضون أن الإسلامَ انتشرَ بقوة السيف أنهم كاذبون في ادعائهم هذا. إنَّ تأثيرات الإسلام لا تحتاج لانتشارها إلى أيّ إكراه. … لقد أراد اللهُ الآن وقدّرَ أن يُبعد عن الإسلام الطاهر كل الاعتراضات التي وجّهها إليه الخبثاء. إنَّ المعترضين على الإسلام بأنه انتشر بالسيف سيواجهون الآن ندامةً شديدة. … كان هدف المسيح الذي خلقَه اللهُ تعالى لليهود أن يغسل أدرانهم التي نُسبت إليهم بنشرهم الدين قهرا. كذلك المسيح الموعود الذي أعطى اللهُ الإسلامَ في القرن الرابع عشر يهدف إلى أن يُنـزّه الإسلامَ من الاعتراض بأنه نُشر قهرا. … في إنجلترا وفرنسا والبلاد الأوروبية الأخرى يوجَّه بشدّة إلى الإسلام اعتراضٌ أنه نُشِرَ بالجَبْر. ولكن من المؤسف حقاً أنهم لا يرون أنَّ الإسلام يُعلِِّم: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾، ولا يدرون أنَّ الدين الذي أمرَ بعدم هدْم الكنائس بعد انتصاره هل يمكنه أن يمارس الإكراه؟ الْحَقُّ أنَّ المشايخ الذين هم أصدقاء الإسلام الأغبياءُ، هم الذين عاثوا هذا الفساد. لَمْ يدركوا حقيقة الإسلام بأنفسهم وأعطَوا الآخرين فرصة الاعتراض بسبب معتقداتهم. المعتقدات التي تبنّاها هؤلاء الأغبياء دَعَمَت النصارى كثيرا. لو لَمْ يخدعوا الناسَ أو لَمْ ينخدعوا بأنفسهم في موضوع الجهاد لما وَجدَ أحدٌ فرصة الاعتراض قَطّ. وَلَكِنَّ اللهَ أراد الآن أن ينفض كل هذا الغبار من وجه الإسلام الطاهر الأغر ويُطلِعَ العالمَ على محاسنه وحسنه وجماله، لهذا الغرض أَسّسَ جماعته وأرسلني في هذا العصر الذي وقَعَ فيه الإسلامُ في قبضة الأعداء وصار مثل طفلٍ يتيمٍ وعديم الحيلة، لأجعل الإسلامَ غالباً بالحقائق العمليّة والآيات الحية.” (الملفوظات، المجلد 3، خطاب 27/12/1902م، الهدف من بعثة المسيح الموعود)
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ