كسر الصليب وقتل الخنزير
يقول الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله في شرح حديث البخاري:
“قوله (فيكسر الصليب ويقتل الخنزير) أي يبطل دين النصرانية .. ويقتل الخنزير .. ويستفاد منه أيضاً تغيير المنكرات وكسر آلة الباطل.” (فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني 6/491)
إفاضة المال
“عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فِي قَوْلِهِ: {وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا} سورة الكهف آية 82، قَالَ: عِلْمًا.” (تفسير سفيان الثوري، سُورَةُ الْكَهْفِ، رقم الحديث 391)
إذن فتأويل الكنز والمال كما يقول سفيان الثوري رحمه الله في تفسيره للآية من سورة الكهف يراد به العلم. وطالما أن الكنز والمال في النبوءات هو العلم، فالمال الفائض في آخر الزمان هو العلم المستفيض.
وضع الجزية
أما وضع الجزية فقد ورد في كتاب “فتح الباري” للإمام ابن حجر العسقلاني شرحٌ لحديث أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أن النبي ﷺ قال:
“وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ.” (صحيح البخاري)
حيث شرح ابن حجر الحديث بالتفصيل، ولما وصل إلى عبارة (ويضع الجزية)، قام بوضع بدلاً منها (وَيَضَع الْحَرْب)، وقال مباشرة:
“فِي رِوَايَة الْكُشْمِيهَنِيِّ “الْجِزْيَة“.” (فتح الباري)
أي أن النص في بقية روايات كتاب البخاري (وَيَضَع الْحَرْب) إلا في رواية واحدة .. لذا اختار ابن حجر النص (ويضع الحرب)، ثم ذكَّر بنص (ويضع الجزية). لذا فالنص الأشهر هو (ويضع الحرب) وليس (ويضع الجزية). وهذا يربطنا مباشرة بروايات نزول المسيح التي تذكر عبارة (وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا) الواردة في سنن ابن ماجة، ومسند أحمد، ومعجم الطبراني وغيرها. فوضع الجزية إذن هو وضع الحرب وتوضع في زمن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام كما تشير الأحاديث وكما فهمها أكابر الشراح وأهل التحقيق.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ