يقول الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام، مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية، تعليقا على نبأ ترك القلاص -التي هي الإبل السريعة- الذي ورد في سورة التكوير:
“إن زمن قرب القيامة وزمن المسيح الموعود زمنٌ تُترك فيه القلاص. والآية المذكورة (أي قوله تعالى: {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ} (التكوير 5)) تصدّق حديث مسلم الذي جاء فيه: “ولتُتركنّ القلاص فلا يسعى عليها”
(نص الحديث: {وَاللَّهِ لَيَنْزِلَنَّ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَادِلًا فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ وَلَيَقْتُلَنَّ الْخِنْزِيرَ وَلَيَضَعَنَّ الْجِزْيَةَ وَلَتُتْرَكَنَّ الْقِلَاصُ فَلَا يُسْعَى عَلَيْهَا وَلَتَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ وَالتَّحَاسُدُ وَلَيَدْعُوَنَّ إِلَى الْمَالِ فَلَا يَقْبَلُهُ أَحَدٌ} (صحيح مسلم، كتاب الإيمان))
أي ستُترك القلاص في زمن المسيح الموعود ولن يركبها أحد. هذه إشارة إلى اختراع القطار
(وغيره من وسائل المواصلات البرية الحديثة كالسيارات والحافلات والطائرات)، لأنه حينما تتيسر المطية الأعلى تُترك المطية الأدنى.
أما الآية الثانية
(يقصد قوله تعالى: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} (التكوير 8) التي أشار إليها في النص من قبل)
فكأنها نتيجة الآية الأولى ومعناها أنه سيُجمع بين الناس في ذلك الزمن، وستتلاشى التفرقة الظاهرية بينهم
(أي أن الناس سيلتقون بسهولة ويتعارفون بكثرة ويجتمعون بسبب سهولة المواصلات والاتصال، وأن العلاقات الدولية ستتحسن وسيغلب عليها طابع الدبلوماسية والمواساة والإنسانية ظاهريا، وهذا يقابل في الحديث “وَلَتَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ وَالتَّحَاسُدُ”، والمقصود أن هذا ما سيحصل ظاهريا ).
ولما قيل في صحيح مسلم بصراحة تامة بأن زمن ترك القلاص هو زمن المسيح الموعود لذا فإن الآية القرآنية: {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ} التي تعطي معنى الحديث “تُترك القلاص” نفسه تدل بالبداهة على أن القطار سيُخترع في زمن المسيح الموعود
(وما فوقه من وسائل المواصلات الأخرى).
لذلك استنبطتُ من الآية {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ} معنى أن ذلك الزمن هو زمن المسيح الموعود لأن الحديث يشرح الآية. ولأنه قد مضت فترة لا بأس بها على اختراع القطار وهو علامة من علامات المسيح الموعود لذا لا بد للمؤمن من الإيمان بأن المسيح الموعود قد ظهر. ولما كشف حادث معنى الآية المذكورة والحديث المذكور، فإن عدم قبول المعنى البيّن لإلحاد صريح وعدم إيمان! فكّروا أنه حين سينطلق القطار بين مكة والمدينة وتُترك القلاص ألن يكون ذلك اليوم مصداقا لهذه الآية والحديث؟
سيكون مصداقهما حتما.
وستهتف القلوب كلها أن نبوءة تمهيد الطريق بين مكة والمدينة قد تحققت اليوم بكل جلاء.
(المقصود ترك القلاص عموما في التنقل في الجزيرة العربية عامة وليس الانتقال فقط بين مكة والمدينة، وقد شُقت الطرق السريعة بين مكة والمدينة منذ بداية القرن الماضي وصار السفر البري ميسرا جدا. ومع ذلك فقد بدأ مشروع الخط الحديدي الحجازي عام 1900 وانتهى عام 1907 وبدأ نقل الحجاج عليه من بلاد الشام إلى المدينة المنورة، ثم توقف بعد سنوات بسبب أحداث نهاية الحرب العالمية الأولى وسقوط الدولة العثمانية. أما الخط بين مكة والمدينة فقد أنشئ حديثا بقطار سريع يقطع المسافة بين مكة والمدينة والبالغة ما يقارب 450 كم في مدة قد تصل إلى ساعة ونصف، وهو على وشك الافتتاح. الأهم من ذلك هو أنه منذ ذلك الحين بدأت الرحلات بين مكة والمدينة بوسائل المواصلات الحديثة، ولم تعد القلاص هي وسيلة النقل في الجزيرة العربية عموما وفي الحج خصوصا، وهذه علامة جلية واضحة كالشمس).
وا أسفا على هؤلاء المسلمين بالاسم فقط الذين بسبب بُغضهم لي فقط لا يريدون أن تتحقق نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم!“(حاشية في كتاب “ينبوع المعرفة”، الخزائن الروحانية)
أقول أخيرا: إن هذه الآية وحدها كافية لإثبات أن الزمان هو ذلك الزمان الموعود الذي أنبأ به القرآن الكريم وشرحه الحديث الشريف. وإنكار ذلك إنما هو إلحاد واضح لا يجرؤ عليه إلا من لا يؤمن بالقرآن ولا بأنبائه، حتى ولو تستر بلباس الإسلام.
الواجب على الجميع اليوم أن يقبلوا المسيح الموعود الذي جاء وأعلن عن نفسه وأنشأ جماعة الآخرين الملحقة بالأولين وبدأ به زمن النشأة الثانية للإسلام، وليس هنالك مسيح ولا مهدي سواه. ومن لا يقبل فعليه أن يعثر على مسيح آخر أحق وأولى، أو أن يتجرأ ويعلن كفره بالقرآن الكريم وبالإسلام!
فسبحان الله الذي ألجأ المنكرين بآياته البينة، وجاء بالبينة التي لا مجال لتركها أو دحضها.