حساب زمن نزول المسيح وموت المسيح الدجال في الكتاب المقدس
يعتبر ‘يوهان البرشت بينغيل’ من أكابر علماء ومفسري الكتاب المقدس صاحب الخبرة التي لا تضاهى في اللغة اليونانية حتى إنه أصدر في العام 1740 نسخة جديدة من العهد الجديد باللغة اليونانية يعتمد عليها الباحثون إلى اليوم في دراسة الكتاب المقدس والتفاسير باليونانية القديمة. برع بينغيل أيضا في الرياضيات والحساب بشكل لافت فأصبح من نوابغ عصره في هذا المجال أيضا. كان ‘بينغيل’ كثير التواضع والورع محبوباً لمن حوله من العلماء والاصدقاء . إلى جانب ذلك يشتهر ‘بينغيل’ أيضا بكونه أول من قام بحساب الأرقام في “سفر رؤيا يوحنا” بدقة متناهية ليتوصل إلى السنة التي يُهزم فيها المسيح الدجال بنزول المسيح الموعود (1). وقد أعجب ‘جون ويسلي’ مؤسس الكنيسة الميثودية او الحديثة بحساب بينغيل هذا وتبناه من بعده.(2)
الحساب الذي قام به بينغيل من سفر الرؤيا:
“هُنَا الْحِكْمَةُ! مَنْ لَهُ فَهْمٌ فَلْيَحْسُبْ عَدَدَ الْوَحْشِ، فَإِنَّهُ عَدَدُ إِنْسَانٍ، وَعَدَدُهُ: سِتُّمِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ.” سفر الرؤيا 13:18
أي أن العدد 666 = قيمة الزمن النبوي أو سنة نبوية واحدة.
وبتقسيم 666 زمن نبوي على العدد المأخوذ من سفر الرؤيا:
“وَأُعْطِيَ فَمًا يَتَكَلَّمُ بِعَظَائِمَ وَتَجَادِيفَ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا أَنْ يَفْعَلَ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ شَهْرًا.” سفر الرؤيا 13:5
وهو 42 شهراً للسنة النبوية.
أي 666 مقسوماً على 42 = 15،6/7 سنة كونية وهي قيمة الشهر النبوي.
وبالتالي فإن اليوم النبوي الواحد يساوي نصف سنة كونية.
وبحساب المدة التي في سفر الرؤيا أيضا:
“فَأُعْطِيَتِ الْمَرْأَةُ جَنَاحَيِ النَّسْرِ الْعَظِيمِ لِكَيْ تَطِيرَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ إِلَى مَوْضِعِهَا، حَيْثُ تُعَالُ زَمَانًا وَزَمَانَيْنِ وَنِصْفَ زَمَانٍ، مِنْ وَجْهِ الْحَيَّةِ.” سفر الرؤيا 12:14
زمان واحد + زمانين اثننين + نصف زمان = 1000 سنة وزيادة كما يتضح من خلال حساب الألف سنة المذكورة في سفر الرؤيا، الأعداد التالية:
“ فَخَرَرْتُ أَمَامَ رِجْلَيْهِ لأَسْجُدَ لَهُ، فَقَالَ لِيَ: «انْظُرْ! لاَ تَفْعَلْ! أَنَا عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ. اسْجُدْ للهِ! فَإِنَّ شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ النُّبُوَّةِ». ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِينًا وَصَادِقًا، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ. وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ إِّلاَ هُوَ. وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى اسْمُهُ «كَلِمَةَ اللهِ». وَالأَجْنَادُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ كَانُوا يَتْبَعُونَهُ عَلَى خَيْل بِيضٍ، لاَبِسِينَ بَزًّا أَبْيَضَ وَنَقِيًّا. وَمِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ مَاضٍ لِكَيْ يَضْرِبَ بِهِ الأُمَمَ. وَهُوَ سَيَرْعَاهُمْ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ، وَهُوَ يَدُوسُ مَعْصَرَةَ خَمْرِ سَخَطِ وَغَضَبِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ: «مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ». وَرَأَيْتُ مَلاَكًا وَاحِدًا وَاقِفًا فِي الشَّمْسِ، فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً لِجَمِيعِ الطُّيُورِ الطَّائِرَةِ فِي وَسَطِ السَّمَاءِ: «هَلُمَّ اجْتَمِعِي إِلَى عَشَاءِ الإِلهِ الْعَظِيمِ، لِكَيْ تَأْكُلِي لُحُومَ مُلُوكٍ، وَلُحُومَ قُوَّادٍ، وَلُحُومَ أَقْوِيَاءَ، وَلُحُومَ خَيْل وَالْجَالِسِينَ عَلَيْهَا، وَلُحُومَ الْكُلِّ: حُرًّا وَعَبْدًا، صَغِيرًا وَكَبِيرًا». وَرَأَيْتُ الْوَحْشَ وَمُلُوكَ الأَرْضِ وَأَجْنَادَهُمْ مُجْتَمِعِينَ لِيَصْنَعُوا حَرْبًا مَعَ الْجَالِسِ عَلَى الْفَرَسِ وَمَعَ جُنْدِهِ. فَقُبِضَ عَلَى الْوَحْشِ وَالنَّبِيِّ الْكَذَّابِ مَعَهُ، الصَّانِعِ قُدَّامَهُ الآيَاتِ الَّتِي بِهَا أَضَلَّ الَّذِينَ قَبِلُوا سِمَةَ الْوَحْشِ وَالَّذِينَ سَجَدُوا لِصُورَتِهِ. وَطُرِحَ الاثْنَانِ حَيَّيْنِ إِلَى بُحَيْرَةِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ بِالْكِبْرِيتِ. وَالْبَاقُونَ قُتِلُوا بِسَيْفِ الْجَالِسِ عَلَى الْفَرَسِ الْخَارِجِ مِنْ فَمِهِ، وَجَمِيعُ الطُّيُورِ شَبِعَتْ مِنْ لُحُومِهِمْ. _____ وَرَأَيْتُ مَلاَكًا نَازِلاً مِنَ السَّمَاءِ مَعَهُ مِفْتَاحُ الْهَاوِيَةِ، وَسِلْسِلَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى يَدِهِ. فَقَبَضَ عَلَى التِّنِّينِ، الْحَيَّةِ الْقَدِيمَةِ، الَّذِي هُوَ إِبْلِيسُ وَالشَّيْطَانُ، وَقَيَّدَهُ أَلْفَ سَنَةٍ، وَطَرَحَهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَأَغْلَقَ عَلَيْهِ، وَخَتَمَ عَلَيْهِ لِكَيْ لاَ يُضِلَّ الأُمَمَ فِي مَا بَعْدُ، حَتَّى تَتِمَّ الأَلْفُ السَّنَةِ.” سفر الرؤيا 19: 10-21 و 20: 1-3
يتضح أن الألف سنة وزيادة المذكورة والمعُبَّر عنها في النص السابق كما يلي:
زمان واحد + زمانين اثننين + نصف زمان تساوي 1836 بعد حساب كل زمان على حدة حسب قيمته المعطاة.
والنتيجة التي توصل إليها بينغيل ووافقه جون ويسلي مؤسس الكنيسة الحديثة هي أن الدجال ستنتهي فتنته ويُقضى عليه كما تدل الأرقام في سفر الرؤيا في مدة 1836 عام بعد الميلاد.
فهل من الصدفة المحضة أن موت الدجال أو المسيح الدجال يكون وفق الأرقام المعطاة في الكتاب المقدس في العام 1836 وهو العام الذي تلى ولادة حضرة مرزا غلام أحمد المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام مباشرة أي عام 1835 ؟
فلنقرأ ما قاله المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام حول ذلك في الخطبة الإلهامية:
“قد صرح اللّہ تعالٰی فی هذہ الاٰیۃ {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ} سورة السجدة 6، وبیّن حق التبیین أن أيام الضلالۃ بعد أيام دعوۃ القراٰن ھی ألف سنۃ۔ وبعدھا یبعث مسیح الرحمٰن فانقطعت الخصومۃ بھذا التعیین المبین لاسیما إذا ألحق بہ ماجاء ذکر ألف سنۃ فی کتب النبیین السابقین۔ ففکر ثم فکر حتّی یأتیک الیقین۔” الخزائن الروحانیة۔ المجلد 14، الخُطبۃً الإلھَامِیَّۃً: صفحہ 331
أي أن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام يشير حسب الآية من سورة السجدة إلى زمنه الذي يُقضى فيه على الدجال بأنه ألف سنة بعد دعوة القرآن الكريم أي بعد القرون الثلاثة الأولى فيكون فوق الـ 1300 بسنوات قليلة وهو ما يقابل وفق حساب الأب بينغيل 1836 وهي مجرد أشهر قليلة على ولادة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام في 1835.
وإذا تدبرنا في النص الأخير من سفر الرؤيا فسنجده يتحدث عن ملك عظيم أوكل الله تعالى إليه أمر الشريعة ومحاربة المعتدين وكلمة الله تعالى تخرج من فمه كالسيف البتار وعيناه فيهما نور وحرارة يأتي في مجد وجلال مؤيداً بالملائكة راكباً فرساً أبيضاً يتبعه ملائكة السماء من كل حدب وصوب ويدعى اسمه (الصادق الأمين) يحاربه الوحش أي الدجال مع أمم الأرض التي تتبع الوحش ولكن النصر حليف الملك والنار مصير الوحش الذي يقضي عَلَيهِ الملك بعد ألف سنة اتضحت بحساب الأرقام أنها 1835 عام.
فلا يخفى أن الملك ذو الشريعة المحارب وكلمة الله القاطعة كالسيف والممتطي صهوة البراق الأبيض تقاتل معه الملائكة ويدعى الصادق الأمين يحاربه الدجال ومن تبعه في آخر الزمان هو سيدنا مُحَمَّد المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم الذي يقتل المسيح الدجال بخادمه المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بعد بعثته بألف وثلاثمائة عام.
فتدبّروا كيف يتفق القرآن الكريم مع الكتاب المقدس في تحديد زمن بل سنة بعثة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وموت الدجال.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
كتبها مُسْلِم لله
______________________________
المصادر:
1- * John Albert Bengel, [Gnomon Novi Testamenti] Bengel’s New Testament Commentary, translation by Charlton T. Lewis and Marvin R. Vincent (Grand Rapids: Kregel Publications, 1981).
* Johann Albrecht Bengel, Erklärte Offenbarung Johannis oder vielmehr Jesu Christi (Stuttgart: Paulus, 1740, 1773, 1834). Translated into English by John Robertson (London, 1757).
* Donald K. McKim, ed., Historical Handbook of Major Biblical Interpreters (Downers Grove:, Illinois: InterVarsity Press, 1998), 292.
* The Millennium, and Millennialism, is a vital feature of eschatological cosmology. The word Millennium is derived from Rev. 20:5, ??? ??????, “Chilia,” or Millennia in Latin. It refers to a period of one thousand years.
* Norman L. Geisler and Willim E. Nix, A General Introduction to the Bible (Chicago: Moody Press, 1986), 440.
* Charles T. Fritsch, “The Interpreter at Work: Bengel, Student of Scripture,” Interpretation: A Journal of Bible and Theology 5/2 (April 1951): 203.
2- * Strandberg, Todd; James, Terry (June 2003). Are You Rapture Ready. New York City: Dutton, 17.
* Tom McIver, The End of the World: An Annotated Bibliography. McFarlane & Co., Jefferson NC, 1999. 269.