“إن القرآن الكريم والسنّة موجودان معنا منذ زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ولم يطرأ على القرآن المجيد أي تغيير منذ نزوله على النبي الأكرم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ولله الحمد. من ناحية أخرى نشاهد ونلمس وضع المسلمين في العالم اليوم، وهو وضع وواقع مزر بكل المقاييس مع أن الجميع يمتلك القرآن الكريم ويدّعي اتّباع السنّة، فتجد السني يقاتل الشيعي بسبب اختلاف العقيدة والشيعي يقاتل السني لذات السبب والوهابي يرفض كثيراً من أهل السنّة والقِبلة ويستعين المسلم بالغرب لقتل أخيه المسلم والتكفير وتوابعه جارٍ على قدم وساق للأسف في الأمة. فهل الخلل في القرآن الكريم والسنّة المحفوظين ؟ حاشا لله. بل إِنَّكَ تجد كل الهدى والكمال الأخلاقي بين دفتي كتاب الله العَزِيز وسنّة نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وكل شيء فيه على حاله بلا تغيير ولا تبديل. إذاً، فلا يقع اللوم إلا على المسلمين أنفسهم الذين ابتدعوا تفاسير ومفاهيم ليست من واضح القرآن الكريم والسنّة المطهرة. إننا ندعو الله تعالى في كل صلاة أن اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم أي طريق ونهج الأنبياء، وما دام أن الله تعالى لا يبعث نبياً إلا عند اشتداد الفتن وانحراف المفاهيم فقد بشّرنا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ببعثة الإمام المهدي والمسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام ليعيد الإيمان أي المفهوم الصحيح والبسيط للكتاب والسنة كما كانت عَلَيْهِ في زمنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ولا يُشترط بل لا يجب أن يأتي الإمام المهدي والمسيح بأي جديد ما دام القرآن الكريم محفوظاً والسنّة شاهدة. إن الله تعالى يسمع ملايين المسلمين كل لحظة يبتهلون إليه بالدعاء والتضرع أن اهدنا يا رب الصراط المستقيم، اهدنا منهج الأنبياء، يا رب لا تزغ قلوبنا ولا تتركنا في حال من الضلال والزيغ بل أرسل لنا نبياً وعدتّنا به على لسان نبيك صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، والله لن ينسى تحقيق وعده. لقد جاء المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام كما بشّر المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم الذي وصانا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أن نبايعه وَلَوْ تطلب منا الأمر أن نزحف على ركبنا ونتسلق جبالاً من الثلوج، هذا الذي شدّد وأكد عَلَيْهِ النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. إن البيعة للنبي الموعود إنما هي بيعة للنبي الخاتم سيدنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وهي بالمقام الأول بيعة لله تعالى كما ذكر الله تعالى ذلك في القرآن الكريم.“
يجيب على هذا السؤال الأستاذ طاهر سلبي المحترم ما ملخصه: