كتبَ الحافظُ العلّامة والمجدد جلال الدين السيوطي رحمه الله رسالة لطيفة أسماها “الكشف عن مجاوزة هذه الأمّة الألف” واسمها المختصر هو “الكشف” وذلك بعد تدبّره في الآثار الواردة حول وقت الإمام المهدي، كتبَ ما يلي:
“فهذه الآثارُ تُشعِرُ بتأخير المَهْديّ إلى الألف بمئتين، واللهُ أعلم.” (كتاب الكشف، مخطوط لوحة 41)
أي أنَّ الإمام المهدي ؑيظهر بعد فترة 1200 هجرية لحديث: “الآيات بعد المائتين“، وبحسب هذا الحديث وكشف الإمام السيوطي ؒ تكون بعثة الإمام المهدي بعد 1200.
فإذا قلنا بأن فترة الـ100 عام بعد 1200 ستكون فترة ولادة وترعرع وشباب وبلوغ وظهور الإمام المهدي، ففي السنة 1300 التي تقابل 1883 والتي هي رأس القرن بعد 1200 في كشف السيوطي ؒ، والتي تقابل أيضاً بعثة المجددين على رأس كل قرن وآخر المجددين بحسب الإمام السيوطي ؒ هو عيسى ؑ، ففي هذه السنة أي 1300 أو بالميلادي 1883 سيُعلن عن ظهور الإمام المهدي أو نحو ذلك، وبما أن المهدي إذا لم يكن هو عيسى فعلى الأقل زمنه هو زمن نزول عيسى، فالنتيجة هي أن الإمام المهدي والمسيح سيُعلَن عن ظهوره في الفترة من 1883 م حتى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين أي خلال مدة 17 سنة أو 20 كحد أقصى فقط، لأنه يقابل حديث “على رأس القرن“.
فمن الذي أعلن أنه الإمام المهدي وأعلن عن نزول المسيح بين 1883 إلى 1900 أو بعدها بسنتين أو ثلاثة كحد أقصى طالما يعتبر على رأس القرن السابق؟
الجواب: لا أحد أعلنَ بأنه الإمام المهدي والمسيح في هذه الفترة بالتمام والكمال إلا حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام، إِذْ أعلن حضرته في العام 1891 بأنه المسيح الموعود والإمام المهدي وذلك بعد تاسيس الجماعة وأخذ البيعة لأول مرة سنة 1889 وهي نفسها سنة ولادة الإبن الموعود حضرة مرزا بشير الدين محمود أحمد خليفة المسيح الثاني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وفي العام 1900 أي في رأس القرن التاسع عشر حرفياً أطلق حضرته اسم الأحمدية على الجماعة لتصبح الجماعة الإسلامية الأحمدية. وقد شاء الله تعالى أن يرحل المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام عن الدنيا بعيد سنوات قليلة فقط من ذلكم الإعلان وتأسيس الجماعة الإسلامية الأحمدية بكل مؤسساتها المهمة والنبوءات والحياة العظيمة الحافلة وذلك في العام 1908 م لكي يكون إعلان المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وتجديده للدين كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم “على رأس القرن” وحسب كشف الإمام السيوطي ؒبعد العام 1883 م حتى نهاية القرن وفيه وبُعيده بقليل.
فبحسب الإمام السيوطي وكشفه نحطُّ عصا البحث عند حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية التي قتلت الدجال وكسرت الصليب وأسست الخلافة على منهاج النبوة وأعادت للدين ومصطلحاته التي شوهتها الأفهام الخاطئة وما نتح عنها من عصابات دموية أعادت لها نضارتها ونشرت خدمة الخلق حول الأرض باسم الإسلام ونبي الإسلام مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ففتحت لها المدن العظمى أبوابها وأهدتها مفاتيحها اعترافاً بذلك لتكون شهادة للمسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام وخلافته الميمونة وخليفته الخامس حضرة مرزا مسرور أحمد أيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرِهِ العَزِيز اللّهُمّ آمين.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ