■ تؤمن الجماعة الإسلامية الأحمدية بفريضة الجهاد، وأنه ذروة سنام الإسلام على الدوام. ولكنها تميز ─كما ميز نبيها الخاتم للنبيين وأكرم الخلق أجميعن ﷺ─ بين الجهاد الأصغر والجهاد الأكبر، وتُفضل من بين هذين النوعين الجهاد الأكبر بجميع فروعه. وهذا التفضيل لأسباب سنبينها.

وفروع الجهاد الأكبر هي:

[1] مجاهدة الهوى والنفس الأمارة، فهي العدو، وبسطوتها فيك لن تُمكّن من إحراز أي فوز أو تقدم في سبيل الله. يقول الله: «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ» فبقتالك لنفسك الطاغية الأمارة وبإحسان الظن والنية بالله سيُغلِّبك الله عليها، ويهيدك سبيل الرشاد بفضله لأنه وحده هو الناصر.
وهذا الجهاد الأكبر يشرحه رسول الله ﷺ في الحديث الذي رواه الإمام البيهقي «قدم على رسول الله ﷺ قوم غزاة، فقال ﷺ: “قدمتم خير مقدم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر. قالوا: وما الجهاد الأكبر؟ قال: مجاهدة العبد هواه».

[2] المجاهدة بالقرآن. مصداقًا لقول الله عز وجل: «فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا» أي جاهدهم بالقرآن الذي هو الوحي الأطهر، ولن يكون هذا الجهاد ذو جدوى إلا بفهم القرآن الكريم بنفسِ متضعة غير متعالية وظن حسن وعقل مُطهر من الخرافة لا ينسب العيب أو النقص أو الحاجة إلى الله سبحانه بتاتًا فهو تعالى مُطلق القدرة مُطلق الحكمة ولا تنافي قدرته حكمته سبحانه.

← أما “الجهاد الأصغر” فهو القتال بالسيف، ولا يجوز التفكير فيه أو الإعداد له في نفس الوقت الذي يكون فيه التجاهل لفرعي الجهاد الأكبر↑↑ وإهمالهما. وما الحض القرآني «وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ…» إلا بعد تمام الإعداد الروحاني الذي لا يكون إلا من خلال الجهاد الأكبر بفرعيه. وإلا فسيكون هذا الإعداد المادي لمواجهة قتالية بسيف تصب في مخالفة معنى الآية «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» فلن ينصر الله قوم هم عنه غافلين، فستكون الخسارة مادية من حيث المال والأنفس والثمرات والعقارات والأراض…

← كما لا يجوز إقامة الجهاد الأصغر “القتال الحربي” بناء على اعتداء أيًا ما يكون هذا الاعتداء. يقول الله: «وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ» فكل قتال لا يبتغي سبيل الله خالصًا لا يُسمى جهاد في سبيل الله، فمن قاتل لأجل الحُكم أو تثبيت السلطة.. وغيرهما من أمور الدنيا يكون قتاله في سبيل ما كان لأجله وليس في سبيل الله. أما ما هو في سبيل الله، فهو ما كان لتحرير الأنفس من العبودية لتختار بنفسها سبيل الله بعد اطّلاعها بنفسها على كافة السبل ولتختار ما تختار، أو ما كان لإزالة القيد من على رقاب المؤمنين المُضطهدين بسبب دينهم وهم غير معتدين.

← ولنعلم أن الجهاد يشمل القتال وليس العكس. فلا يجوز إعطاء كل الأهمية للجزء دون الكل بالالتفات للمعنى الجزئي وتجاهل الأكبر الأشمل الكلي؛ بل يتجاوز المتجاوز ليلصق بكلمة الجهاد معنى القتال حصرًا ويزيد من تجاوزه بأن يقوم فيُسفه ويُحقَّر من شأن الجهاد الأكبر ومن هنا يُكفّر من لا يقول بفرض القتال.

وهذا هو الذي تقوم به الجماعات المُكفرة للجماعة الإسلامية الأحمدية فتقول بـ”فرض القتال وخلاص” “ومن يرفض القتال فهو كافر وخلاص” فهو يرفض الجهاد كله.. هكذا يُكفرون وهم لا يعلمون في الدين شيء.