السؤال: كيف نوفق بين أمر الله لبني إسرائيل بدخول الأرض المقدسة والعداء على ملكية الآخرين
استاذي السلآم عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. استاذي لدي سؤال إذآ أمكن، السؤال كيف أوفق بين أمر آلله لبني إسرائيل بأن يدخلوا الأرض المقدسة بالقوة وطرد ساكنها وبين عدم الإعتداء لملكية الأخرين، والسلام عليكم ورحمة ألله تعالى وبركاته.
الجواب: العودة إلى الأرض المقدسة مقيدة بشروط التقوى
وعَلَيْكُم السَلام ورَحْمَةُ اللهِ وَبَركاتُه
أخي الحبيب
بداية يجب أن نعود إلى الوعد الإلهي لسيدنا إِبْرَاهِيمَ عَلَيهِ السَلام بأن يعطيه وَذُرِّيَّتِهِ الأرض المقدسة أي فلسطين يسكنوا فيها ما دامت شروط التقوى متحققة فيهم. وبالفعل تحقق هذا الوعد في ذرية وَلَد إِبْرَاهِيمَ أي إسحق وولده يعقوب عَلَيهِم السَلام الذي سمي أيضاً بإسرائيل والذي كثرت وتعاظمت ذريته حتى ملأت الأرض وتفرعت إلى قبائل عديدة وصلت إلى اثنتي عشرة قبيلة سكنت كنعان بفلسطين أو الأرض المقدسة والعراق ومصر وغيرها، وكان من بينهم سيدنا يوسف عَلَيهِ السَلام الذي عيّنه الملك حاكماً على مصر، وفي هذا الوقت هاجرت معظم قبائل بني إسرائيل من الارض المقدسة كنعان إلى مصر بقرب يوسف عَلَيهِ السَلام، وهكذا بقي الحال في مصر بعد وفاة يوسف عَلَيهِ السَلام حتى توالى حكم الفراعنة فضاقوا أخيراً ذرعاً بوجود بني إسرائيل في مصر وأخذوا يضيقون عليهم ويستعبدونهم ويسخرونهم في العمل الشاق والتعذيب والامتهان الشديد حتى بَعَثَ اللهُ تعالى سيدنا موسى عَلَيهِ السَلام الذي جمع بني إسرائيل وأخرجهم من ذُل العبودية في مصر باتجاه أرضهم الأصلية كنعان وأغرقَ اللهُ تعالى فرعون وجنوده في أثرهم. وفي أثناء السير تنبه سيدنا موسى عَلَيهِ السَلام إلى أن العودة لكنعان ليست سهلة إذ غزاها العماليق في غياب بني إسرائيل لتلك المدة الطويلة. وكان محاربو العماليق يتميزون بالطول الفارع والشدة في الحرب والقسوة في التعامل وكانوا من عبدة الأوثان الذين يقتلون كل من خالف عقيدتهم، وحدث أن جرت بعض المناوشات بين بني إسرائيل في الصحراء وبين بعض دوريات العماليق فأخبر موسى عَلَيهِ السَلام بني إسرائيل بأن الدخول إلى الأرض المقدسة لن يكون بالورود بل يبدو أن الغزاة العماليق يرفضون ذلك ويريدون إبادتهم ولذلك عليهم أن يستعدوا للقتال، ولكن جموع إسرائيل الذين أخرجهم موسى عَلَيهِ السَلام رفضوا قول نبيهم وعارضوه قائلين له؛ طالما أن ربك وعدنا بأن ندخل الأرض المقدسة فلماذا نقاتل؟ وهل لنا فرصة ضد العماليق؟ الوعد الإلهي قد نزل وانتهى الأمر، ونحن بموجبه سندخل سواء قاتلنا أم لم نقاتل، فهل يخلف الله وعده؟ اذهب فقاتلهم أنت وربّك معك واتركنا نحن نعيش هنا في الصحراء، وحينما تنتصر تعال وبلّغنا وعندها يمكن أن ندخل الأرض! فقال لهم موسى عَلَيهِ السَلام بأن الله تعالى قد وعدهم ولكنه لم يقل بأن الوعد بلا قتال ولا متى سيتحقق وفي أي جيل منكم، وبالفعل كان عناد بني إسرائيل لنبيهم درساً لهم، إذ تاهوا في الصحراء لأجيال توفي أثناء ذلك سيدنا هارون عَلَيهِ السَلام ثم توفي موسى عَلَيهِ السَلام وخلَفه تلميذُه الشاب يوشع بن نُون عَلَيهِ السَلام الذي ترعرع وتعلّم كل وصايا معلمه موسى عَلَيهِ السَلام، وَبعد أن بلغ وأصبح في سن الرشد قّاد يوشع عَلَيهِ السَلام أخيراً جيلاً جديداً من بني إسرائيل دخلوا الأرض المقدسة بعد قتال طويل ومرير ضد جيوش العماليق الغازية المعتدية. وبذلك تحقق الوعد الإلهي حين أطاع بنو إسرائيل نبيهم موسى عَلَيهِ السَلام ولو بعد حين.
يقول الأستاذ الدكتور محمد بيّومي مهران:
“أنَّ التوراة تحدثنا عن معارك دارت رحاها بين اليهود والعماليق … في سيناء، حيث كان يقيم فريق من العماليق، في منطقة منها تدعى رفيديم، وأن العماليق استمرّوا يضايقون الإسرائيليين حتى أيام شاؤل (1020ــ1000 ق . م)، أوّل ملوك إسرائيل، كما يروي سفر صموئيل الأول … وعلى أيِّ حال، فالعماليق ــفي نظر التوراةــ من أقدم الشعوب التي سكنت جنوب فلسطين، وقد عدّهم بلعام أول الشعوب، ربّما لأنهم كانوا أوّل من اصطدم بالإسرائيليين في أثناء التيه في صحراوات سيناء … إنَّ هناك نصًّا تواراتيّاً آخر يجعلهم يقيمون في جنوب غرب البحر الميت على أيام الخليل إبراهيم، وأنهم كانوا على أيام موسى الكليم منتشرين في كلّ صحراء التيه حتى حدود مصر، وفي معظم سيناء، وجنوب فلسطين، كما كان هناك جبل العمالقة في أرض أفرايم. وليس هناك من شكٍّ في أن الصدام الحقيقي بين اليهود والعماليق إنما بدأ في المرحلة الأولى من التيه، ونقرأ في التوراة أن العمالقة قد هاجموا بني إسرائيل المنهكين عند خروجهم من مصر وأسروا جميع مقاتليهم، كما نقرأ كذلك في التوراة أن العماليق قد أتوا لمحاربة بني إسرائيل في رفيديم، حيث ضرب موسى الحجر بعصاه، فانبثقت منه اثنتا عشرة عيناً، ويذهب يوسف بن متى المؤرخ اليهودي، إلى أن الإسرائيليين حينما وصلوا إلى رفيديم كانوا في حالة يرثى لها من العطش، ومن ثم فقد كان هجوم العمالقة عليهم ناجحًا.” (بنو إسرائيل، الجزء الأول، الطبعة الثالثة، الإسكندرية 1999)
عند فقدان الصلاح تضيع الأرض، وفي ذلك عبرة للمسلمين
وهكذا يتبين أن الوعد الإلهي تحقق أولاً في مباركة نسل إِبْرَاهِيمَ عَلَيهِ السَلام وانتشار ذريته وسكنها بسلام في أرض كنعان، أي أن الوعد لم يكن فيه أمر بامتلاك أرض ليست لهم بل كانت أرضاً فارغة أو بلا عمران سكنها أجدادهم وعمروها وانتشروا حولها أيضاً وصار منهم مُلُوكًا وأنبياء، وحينما أخلّوا ببعض شروط العهد وهو الصلاح والتقوى أصبحوا عبيداً وضاعت أرضهم، وبعد أن تاب الله تعالى عليهم وأخرجهم من العبودية إذا بهم يعصون نبيهم فضاعوا في الفلاة حتى عادوا إلى رشدهم وعادوا إلى أرضهم ولكن تعيّن عليهم مواجهة الغزاة العماليق الذين كانوا من ذرية الأقوام التي كانت تضحي بالنساء والأطفال في المحارق في سبيل الآلهة الذين واجههم سيدنا إِبْرَاهِيمَ عَلَيهِ السَلام من قبل وخرج وَذُرِّيَّتِهِ من بينهم للسكن في كنعان المقدسة. فلا يوجد إذن أي أمر بالعدوان بل فقط العودة إلى الأرض المقدسة، أما المعتدي فهم الجيوش الغازية للأرض المقدسة.
بعد ذلك عاد اليهود أيضاً إلى العصيان ورفضوا نبي الله عيسى عَلَيهِ السَلام المرسل لهم وحاولوا قتله صلباً فضاعت منهم ديارهم وأرضهم من جديد، وفي زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم حكمَ المسملون فلسطين لثلاثة عشر قرناً حينما كان الصلاح في جذوته، وبعد أن استنسخ المسلمون للأسف طبع اليهود في معصية نبيهم المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام الذي وعدهم به النبي الخاتم مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، خرجت فلسطين من أيديهم ثانية لبني إسرائيل، ليس لصلاح إسرائيل ولكن عقاباً للمسلمين الذين ورثوا الأرض بعد دخول أهلها في الإسلام، وحين يعود المسلمون إلى دينهم الصحيح سيدخلوا الأرض المباركة من جديد. يقول تعالى:
﴿وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا . فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا . ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا . إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا . عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ ۚ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا ۘوَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا﴾ – الإسراء
لقراءة المزيد حول الموضوع:
- حديث لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود
- شبهة قوة اليهود وحكمهم العالم
- معنى حديث أن المسلم يغفر له ويحمل ذنوبه اليهود والنصارى
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
كلام غير صحيح. اول من سكن فلسطين هم العرب الكنعانين و بنو فيها حضارات و مدن مثل اريحا و يافا و عكا الخ. انت هنا تنكر حق الفلسطينين في أرضهم و تصفهم بانهم غزاة و ان الارض هي ارض بني إسرائيل تاريخيا و هذا كلام خاطئ. بني إسرائيل سكنوا فلسطين بجانب الكنعانين ثم ذهبوا لمصر ثم عادوا لان الله يعطي فلسطين لعباده الصلاحين وكانوا بني إسرائيل وقتها موحدين لاكن اليوم الشعب الفلسطيني المسلم الموحد أولى من اليهود في أرضه