تصريح أمير المؤمنين إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز، حول أحداث الأقصى والعدوان على غزة.
أدان أميرُ المؤمنين حضرة مرزا مسرور أحمد خليفة المسيح الخامس أيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرِهِ العَزِيز في خطبة العيد اليوم أدان بقوة وحزم العدوان الإسرائيلي الغاشم على أهالينا في فلسطين المحتلة ودعا المسلمين في الدول الإسلامية كافة الى توحيد صفوفهم أمام الظلم والعدوان داعياً أيضاً قادة العالم للعب دورهم في إيقاف هذه الهجمات الظالمة والوحشية ضد أبناء فلسطين المحتلة وحل قضية فلسطين المؤلمة بدل هذه اللامبالاة وانعدام المواساة للفلسطينيين في هذا المصاب الأليم.
وجاء في تصريح أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز، حول أحداث الأقصى والعدوان على غزة ما يلي:
“في الأخير أود أن ألفت انتباهكم إلى الدعاء أيضا، فادعوا أولا للفلسطينيين الذين تصب عليهم هذه الأيام مظالم جمة، فهم يطالَبون بالسماح لهم بالوصول إلى مناطقهم وإلى المسجد الأقصى، ولكنهم لا يسمحون لهم، ويُمنَعون من ذلك. أما الذين ذهبوا إلى هناك فقد مورس عليهم الظلم بعنف وشدة، وضُربوا من قبل العسكر، فواجهوا الاضطهاد، كذلك فإنهم يُخرجون من حي “الشيخ جراح” التي هي منطقة سكنية صغيرة، وهذه المناطق ملكهم.
والآن قد بدأ الإعلام يكتب كثيرا عن ذلك، بل قد بدأت الجرائد الإسرائيلية بالذات وإعلامُهم أيضا يكتب عن ذلك، وكذلك محبو العدل في أماكن أخرى.
فالشرطة تستخدم الغازات المسيلة للدموع، وتمطر بالقذائف، بل والغارات الجوية أيضا، بحجة أنهم يستهدفون المقاتلين المتخفين بين الناس، ولكنهم في الحقيقة يمارسون الظلم ويقتلون المدنيين. وتفيد التقارير الصحفية أن الشرطة الإسرائيلية تمنع الجرحى والمصابين من الوصول إلى الخيم الطبية، فهم يُحرمون من الإسعاف الطبي. باختصار، نسأل الله تعالى أن يرحم الفلسطينيين ويفرج عنهم ويبطش بالظالمين الذين يتعرضون له في المسجد الأقصى.
إن وزارة الخارجية الأمريكية تدعي العدل والإنصاف كثيرا، ولكنهم صمتوا ولم يدلوا بأي بيان ضد قتل تسعة أطفال فلسطينيين، ولم يبدوا أي مواساة لهم، وقد كانوا تسعة والآن قد ازداد العدد. وقد قالت جريدة نيويورك تايمز نقلا عن تقرير هيومن رايتس واتش أن إسرائيل تميِّز ضد الفلسطينيين لصالح اليهود في إسرائيل وفي مناطق السلطة الفلسطينية، وهذا أمر طبيعي بالنسبة لها لأنها لم يبقَ لديها أي عدل!
وجاء في تقرير أمنستي انترناشيونال أيضا أن المظالم القصوى الجمة تصب على الفلسطينيين. كما كتبت جريدة هآرتس الإسرائيلية أن القدس تغلي، وأن الحواجز التي وضعت في باب العامود كانت تصرفا غبيا ومستفزا، وكذلك كان إخراج الفلسطينيين من بيوتهم في حي الشيخ جراح في شهر رمضان المبارك.
ثم كتبت جريدة هآرتس نفسها أيضا أنه من الغريب جدًّا أن نظرتهم إلى العدل عجيبة! إذ بموجبها يقال إن ما لي هو لي للأبد، أما الذي لك فهو الآخر ملك لي! وهكذا تُغصب من الفلسطينيين حقوقُهم.
على أية حال، رحم الله تعالى الفلسطينيين؛ إذ إن أفراح العيد قد تحولت لهم إلى جبال من الآلام والأحزان. بدّل الله تعالى همومهم أفراحًا ووهبهم الحياة الآمنة الهادئة، ووهبهم الله تعالى قيادة راشدة تقودهم نحو الرشد والسداد.
لو لعبت البلاد الإسلامية دورها مجتمعة فيمكنها إنقاذ المسلمين المظلومين في فلسطين وفي غيرها من الظلم. ولكن الأمة الإسلامية أيضا لا تجتمع، فلم تكن ردة فعل الأمة والبلاد الإسلامية قوية كما ينبغي أن تكون. فلا يخرج منهم إلا تصريحات ضعيفة عادية في حين أنه لو كان هناك تصريح موحد كبير منهم جميعا لكان يتمتع بالقوة. على أية حال، ندعو الله تعالى أن يهب قادة المسلمين العقل ويهب الإسرائيليين العقل أيضا حتى لا يظلموا، وأن يهب الله تعالى العقل للفلسطينيين أيضا الذين يتصرفون بحسب ما يخطر ببالهم بدون قيادة حكيمة في حال قد صدر منهم أي نوع من الظلم، ولكن الحقيقة هي أنهم مظلومون فلا يصدر منهم أي ظلم، فإذا كانوا يستخدمون العصي فإن يواجهون المدافع التي تقذفهم. وقلت قبل هذا أنه لا وجه للمقارنة بين القوة التي يستخدمونها والتي تستخدم ضدهم. فهناك حاجة ماسة للدعاء من أجل الفلسطينيين أن يحسن الله تعالى أحوالهم ويهيئ لهم أسباب حريتهم، وأن يمكنهم الله تعالى من الثبات على الأراضي التي هي بحوزتهم وفق ما اتُّفق عليه.” (من خطبة عيد الفطر المبارك، 14 أيار 2021، المسجد المبارك، لندن)
كتبها الأستاذ فراس علي عبد الواحد