الخطاب النهائي الذي ألقاه أمير المؤمنين سيدنا مرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز
الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام
يوم 9/09/2018
بمناسبة الجلسة السنوية في كالسروي بألمانيا
*****
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين * إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّين، آمين.
(يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ* هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)
هذه الآيات تعلن بكل صراحة ووضوح للناس جميعا أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي قُدّر له الانتشار بفضل تعليمه الجميل. إنه نور الله الذي لا يمكن لمساعي الإنسان أن تطفئه. القرآن الكريم كتاب الشريعة الكامل الذي يهدي العالم، وليس سواه دين أو شريعة يمكن أن تقدم للناس الهداية والنجاة. سيدنا محمد رسول الله ﷺ هو خاتم النبيين، ولن يأتي بعده نبي مع شريعة. صحيح تماما بحسب إعلان الله تعالى أن الإسلام هو الذي سيغلب الأديان كلها، وأنه تعالى بعث في الزمن الأخير سيدنا مرزا غلام أحمد القادياني ؏ مسيحا ومهديا موعودا خادما صادقا للنبي ﷺ ونبيا ظليا وبغير شريعة لإكمال نشر الهداية التي اكتملت على محمد رسول الله ﷺ. فلتحقيق هذا الوعد والإعلان بعث الله تعالى سيدنا مرزا غلام أحمد القادياني مسيحا ومهديا موعودا، فقدم أمام العالم تعليم الإسلام الجميل، وبلّغ دعوته من أقصى العالم إلى أقصاه. ففي زمنه ؏ وصلت رسالة الإسلام إلى أوروبا وإلى أميركا أيضا. والجماعة التي أسسها المسيح الموعود ؏، تواصل هذه المهمة تحت إشراف نظام الخلافة. يقول المسيح الموعود ؏ ردا على معارضي الإسلام في ضوء الآيات التي تلوتها في مستهل الخطبة: يهذي هؤلاء الناس ويقولون مستكبرين: إن هذا الدين سيباد ولن ينال نجاحا بل سيدمَّر على أيدينا ولكن الله تعالى لن يضيعه أبدا ولن يتركه ما لم يُتمِّم ظهوره. القرآن الكريم موجود الآن، وهناك حفّاظ كثيرون منتشرون في العالم كله. ثم انظروا كيف أبدى الكفار آراءهم بكل تحد أن هذا الدين سيتلاشى حتما، وسنبيده نحن. وقد أُنبئ مقابل ذلك في القرآن الكريم أنه لن يباد أبدا. بل سيصبح مثل دوحة عظيمة، وينتشر ويدخله الملوك.
أقول: لقد تحقق هذا الوعد الإلهي في حالة الضعف، وانتشر الإسلام ولم يقدر أيّ سعي على القضاء عليه. فقال المسيح الموعود ؏ لمعارضي الإسلام إنكم لا تستطيعون القضاء عليه اليوم أيضا، وهذا تحدّ قائم. وقد أعلن ؏ للعالم: إن الله تعالى قد بعثني خادما للنبي ﷺ لإحياء الإسلام من جديد، وسأنشر تعليم الإسلام الأسمى في العالم كله بإذن الله تعالى ونصرته، وقد وعدني ﷻ بحمايته وقال: “سأبلّغ دعوتك إلى أقصى أنحاء الأرضين”. فهذا الوعد يتضمن نصرة الله تعالى. ثم قال ؏ ما معناه: الجماعة التي أسسها الله تعالى بواسطتي سوف تصل إلى كافة أنحاء العالم حاملة راية الإسلام وسيفتح القلوب بهذا التعليم الجميل، لا بالسيف أو البندقية، وسيجمع الله تعالى ذوي الطبائع السعيدة تحت راية محمد رسول الله ﷺ. وقال ؏ أيضا للمسلمين جميعا أن اسمعوا رسالة النبي ﷺ وافهموها، واعتصموا بالمسيح والمهدي الموعود المقبل وتقدموا في الإيمان والإيقان، ثم انظروا كيف تتحقق كافة وعود الله تعالى لكم، وسيرزقكم الله تعالى عظمة جديدة. ولكن الأغلبية من المسلمين غافلون عن هذا الأمر منخدعين بأقوال المشايخ المزعومين، إذ يحاول المشايخ أن يضعوا العراقيل في طريق هذا المبعوث من الله تعالى والخادم الصادق للنبي ﷺ وأن يقضوا عليه. ولكن هذه الجماعة تتقدم بفضل الله تعالى بعد كل معارضة، وكما قلت من قبل: إن الله تعالى يأتي بذوي الطبائع السعيدة تحت راية الأحمدية أي الإسلام الحقيقي.
كذلك قال المسيح الموعود ؏ ما معناه: لقد أوحى الله تعالى إليَّ وكتبته في البراهين الأحمدية حين لم يكن في حسباني قط أن الله تعالى سيبعثني مسيحا موعودا. هذا ملخص ما قاله حضرته ؏ وفيما يلي كلامه المعرب من الأردية:
“انظروا ما أعظم هذه النبوءةَ! وهي النبوءة نفسها التي ظل معظم المشايخ يقولون عنها منذ البداية بأنها تخص المسيح الموعود وأنها تتحقق في زمنه (أي الآيات التي تلوتها تتضمن نبوءة عن المسيح الموعود وتحققت الآن ليُظهر الله تعالى الإسلام على الأديان كلها بواسطته) وهي منشورة قبل دعواي أني أنا المسيح الموعود في البراهين الأحمدية قبل سبعة عشر عاما من اليوم لكي يُخجل الله أولئك الذين يعدّون دعواي افتراءَ الإنسان. إن البراهين الأحمدية نفسه يشهد على أني لم أكن حتى لأتصور أني أنا المسيح الموعود وكنت أتمسك بالاعتقاد القديم، غير أن الإلهام الإلهي كان قد شهد في الزمن نفسه بأني أنا المسيح الموعود. فكل ما ورد في الأحاديث النبوية بحق المسيح الموعود قد حققه الإلهام الإلهي في شخصي أنا”.
أقول: فقد قال المسيح الموعود أن الله تعالى بعثه مسيحا موعودا وأنه أُعطي نورَ محمد ﷺ لكونه خادما مخلصا له ﷺ، ولا يمكن أن يُطفأ هذا النور بنفخات هؤلاء المشايخ ولا بنفخات القوى المعادية للإسلام.
يقول حضرته ؏: “ما المراد من نفخات الأفواه؟ المراد منها أن يدعوه أحدٌ مخادعا، والآخرُ يدعوه مزيّفا وكافرا وملحدا. فإن هؤلاء الناس يتمنون بكلامهم هكذا أن يطفئوا نور الله ولكنهم لن ينجحوا في ذلك. بل هم يحترقون ويلقون الذلة في محاولتهم لإطفاء نور الله”.
وقال ؏ أيضا: لقد ألهمني الله تعالى أيضا: “يريدون أن يطفئوا نورك، ويتخطفوا عرضك. وإني معك ومع أهلك”.
فعلى الرغم من كل أنواع المعارضة المستمرة من قبل المشايخ المسلمين والناس والحكومات المتأثرة بهم، وكذلك من قبل أصحاب الأديان الأخرى والقوى المعادية، لا يزال الله تعالى ينشر نوره بواسطة المسيح الموعود ؏. وعلى الرغم من هذه المعارضة ومكايد المشايخ ومكرهم يدخل مئات الآلاف من الناس في جماعة المسيح الموعود ؏، وإن وقائع انضمامهم إلى الجماعة وإرشاد الله تعالى إياهم إلى الإيمان بالمسيح الموعود ؏ وتقوية إيمانهم إنما تزيد كل من يسمعها إيمانا ويقينا بوعود الله تعالى. والآن أقدم لكم بعضا من الأحداث من هذا القبيل مما وقع هذه السنة فقط.
يقول داعيتنا المحترم من غانا أن ثلاثة من دعاتنا المحليين ذهبوا لتبليغ الدعوة إلى قرية “زوغا” في المنطقة الشرقية، والبيت الذي كانوا سيبيتون فيه كانت تسكن فيه سيدة مسنّة اسمها “آويني ادورزيلي” ففرحت كثيرا بمجيئهم، وقالت أنها رأت في الرؤيا قبل سبعة أعوام أن ثلاثة أشخاص جاؤوا القرية لتعليم العلوم الدينية ثم جاؤوا إلى بيتي فسقيتهم ماءً ثم جمع المعلمون أولادا صغارًا وعلّموهم التعليم الديني والصلاة. ثم قالت أن كل هذه الأحداث وقعت كما كنت رأيتها في المنام تماما قبل سبع سنين. فجمع هؤلاء الدعاة أطفال القرية، وعلّموهم تعليما دينيا ثم أمُّوا الصلاة. فبرؤية هذه الأحداث كلها بايعت هذه السيدة و92 فردا من عائلتها، وهكذا تأسس فرع للجماعة في تلك القرية بفضل الله تعالى في فترة وجيزة. أتساءل: أهذا فعل إنسان؟! كلا، بل الله تعالى هو الذي أرى تلك السيدة غير المسلمة الساكنة في قرية نائية في أفريقيا رؤيا ثم تتحقق تلك الرؤيا بعد سبع سنين، ثم ألقى ﷻ في قلوب 92 فردا من سكان القرية أن يقبلوا ما أكرمهم به بفضله ورحمته، ففعلوا.
ثم يقول داعيتنا المحلي في منطقة لوكاسا في بنين في أفريقيا: ذهبنا إلى قرية لتبليغ الدعوة، فبدأ بعض المسلمين يسبوننا واستخدموا كلمات غير لائقة بحق المسيح الموعود ؏ أيضا. (كما قال المسيح الموعود ؏ أنهم يشتموننا ويقولون إنه مخادع ومزيّف وكافر، فكان هؤلاء الناس يشتمون على النحو نفسه تماما) يقول الراوي: فخرجنا من القرية وصلّينا في الطريق ودعونا الله تعالى قائلين: لقد خرجنا يا ربنا لتبليغ دعوة مسيحك فلا تردّنّنا خائبين. وحين أنهينا الصلاة إذ بشخص ينتظرنا فعرّفنا أنفسنا له فقال: إن قريتي قريبة من هنا، هل لكم أن تأتوا إليها؟ وصلنا إلى قريته فجمع عددا من الناس لا بأس به، فبلّغناهم دعوة المسيح الموعود ؏ فبايع في ذلك اليوم 65 فردا نتيجة تبليغنا الدعوة وانضموا إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية، وبذلك تأسس فرع للجماعة في تلك القرية.
الآن، كما قال المسيح الموعود ؏ إنهم يشتمون فقط ولكن أيمكن القضاء على نور الله تعالى بسبب شتائمهم؟! كلا، فحين واجه الدعاة الشتائم في موضع جاء شخصٌ بنفسه إلى هؤلاء الأحمديين وداعيتهم المحلي من حيث لم يحتسبوا، أو أرسله الله تعالى بسبب سعادة أهل قريته وقال له اذهبْ إلى من يدعون إلى رسالة مسيحِيْ وخذهم إلى قريتك وليسمع أهلها رسالتهم ويقبلوها.
ثم هناك مثال آخر، كيف أن الله تعالى يرزق المبلِّغين أثمارا استجابةً لدعواتهم بعد أن كانوا قد يئسوا تقريبا. كتب السيد سيندي الداعية المحلي لمنطقة بوبو في بوركينافاسو: قد بشّرْنا في قريةٍ كثيرا ولكن لم تظهر أية نتيجة، وعند العودة قلت لبعض الناس: إذا أتيتم إلى المدينة فأرجو أن تزوروا بيتي أيضا. بعد بضعة أيام جاء إلى بيتي شخص منهم يدعى الحسن، فشغَّلتُ له أيم تي إيه، وبعد برهة عُرضت عليها خطبتي أو بعض برامجي، فقال بعد أن رآني على الشاشة: لقد رأيتُ هذا الشخص في رؤياي في الماضي، فدخل الأحمدية فورا ولم يطلب دليلا آخر، وبعد العودة أخبر أهل قريته فبايع بسبب ذلك كثير منهم وبفضل الله تعالى أُنشئت جماعة قوية هناك.
ثم كتب السيد آصف داعية الجماعة في ليبيريا: حاولنا عدة مرات زرع الأحمدية في قرية نامبو ولكن بسبب معارضة المشايخ لم ننجح في ذلك. كلما ذهبنا للتبشير كان المشايخ يأتون هناك مجتمعين ويشتمون بحسب عادتهم، وقبل فترة التقيت بشخص من تلك القرية، هو السيد محمد الفريد ثاني، وهو أستاذ في المدرسة الحكومية وقد درس في دمشق وكان يقيم في القرية مع أسرته. عرّفتُه بالجماعة الأحمدية بالتفصيل وأخبرته بنظام الجماعة وعقائدها، فحضر بعض لقاءات الجماعة والجلسة السنوية في البلد فأمال الله تعالى قلبه إلى الجماعة وبدأ بنفسه يبلّغ دعوة الجماعة في القرية فبارك الله تعالى في جهوده فقبل الأحمدية خمسون شخصا وهكذا أُنشئت هناك أيضا جماعة. إن معظم الناس الذين يدرسون في بلاد عربية يعتزون كثيرا بعلمهم وعلّو كعبهم في اللغة العربية لزعمهم أنهم عادوا بعد تعلم الدين، غير أن هناك قلة قليلة منهم الذين جعلهم الله ذوي فطرة سعيدة فيسمعون منا. والحق أن الله تعالى قد أحب خصلةً من هذا الشخص أيضا فهداه.
ثم يقول السيد بلال داعيتنا في غانا مبيِّنا انضمام أحد الناس إلى الأحمدية بواسطة الرؤيا: ذهبنا إلى قرية في المنطقة الشرقية العليا لتبليغ الدعوة، وما كنا نعرف فيها أحدا ولم يكن في القرية أيّ مسلم. سألنا شخصا اسمه “امبا” عن بيت زعيم القرية، فرحب بنا بحفاوة كبيرة وكأنه كان ينتظرنا. علما أن هذا الشخص لم يكن مسلما ولكنه كان ينتظر المسلمين، ثم أخذنا إلى بيت الزعيم. واستأذنّاه لتبليغ الدعوة في القرية إلى ثلاثة أيام فأذن لنا بكل سرور. ولكننا لم نستطع القيام بالتبليغ ليومين بسبب هطول الأمطار الغزيرة. وبعد يومين حين قمنا بتبليغ الدعوة قال السيد “امبا”: أنا مستعد لقبول الإسلام وبايع. ثم سرد لنا بعضا من رؤاه وقال: رأيت في المنام في 1999م أنني في اجتماع حاشد للمسلمين وأصلي معهم. ورأيت في رؤيا أخرى أنني أصلي في مسجد. وبعد الصلاة جاءني عيسى ؏ ووضعتُ يدي على يده. ورأيت في رؤيا أخرى أن عيسى ؏ صعد الجبل وأنا أيضا أصعد وراءه.
يقول الراوي: إنني قلت له بعد سماع رؤاه: إن تفسيرها أن المجيء الثاني لعيسى ؏ قد تم، وفيها إشارة إلى بيعته، وببيعته فقط تستطيع أن تعتصم بالإسلام الحقيقي. ثم أخبرته أن في غانا تُعقد كل عام جلسة حاشدة للمسلمين، فسُرّ بسماع ذلك كثيرا وقال: كنتُ قلقا منذ فترة ولكن بعد رؤيتكم اليوم في القرية تأكدتُ أن رؤياي كلها ستتحقق. ثم ذهبوا إلى زعيم القرية وهو أيضا أسلم وقال: حين أنزل الله تعالى المطر مع مجيئكم أيقنتُ أن رسالتكم صادقة. وبايع ثمانية عشر شخصا من القرية وأُنشئت هنا أيضا جماعة جديدة، والآن تتم تربيتهم أيضا.
ثم كتب السيد بلال الداعية في منطقة سيكاسو بمالي في أفريقيا وهو يذكر حادثا آخر لقبول الأحمدية نتيجة الرؤيا، فقال: ذات يوم جاء شابٌّ إلى دار التبشير لنا وقال أريد المبايعة فسألناه عن سبب ذلك فقال إن أخي أحمدي منذ سنتَين وهو علّق في بيته صورة الإمام المهدي وإنني أستمع إلى إذاعتكم أيضا وتُعجبني برامجها –كان مسلما- وأراكم على الحق ولم أعارضكم ومع أنني كنت أحسبكم على الحق لم يخطر ببالي قط أن أبايع. ولكن البارحة رأيتُ في الرؤيا رسول الله ﷺ مع الخلفاء الأربعة في مسجد واسع وكبير وقال النبي ﷺ للحضور أن يتوضأوا، وحين عاد الجميع بعد الوضوء دخل المسجدَ رجل صالح جميل للغاية وجلس عند النبي ﷺ، فقال النبي ﷺ للحضور: هذا هو الإمام المهدي وعلى الجميع بيعته. كان هذا الرجل الصالح هو نفس الشخص الذي صورته في بيت أخي. وبعد هذه الرؤيا فهمت أنه لا بد من المبايعة لذا قد أتيتكم للمبايعة.
ثم هناك بلد آخر في أفريقيا وهو غينيا بيساو، يقول الداعية المسؤول هناك: بين لي السيد حسين جالو من جماعة “كيتو” قائلا: حين قبلت الأحمدية وعدتُ إلى البيت قلتُ لزوجتي قد قبلتُ الأحمدية وأنصحك أن تبايعي أنت أيضا لأن الإمام المهدي الذي بشر به نبينا الكريم ﷺ قد جاء، فعارضتني زوجتي بشدة وقالت: الأحمديون كفار –هذا ما أخبرهم به المشايخ، لا يقتصر هذا الأمر على باكستان والهند والبلاد العربية فقط بل في كل بلد أفريقي يسكن فيه المسلمون يذهب وراء الأحمديين المشايخُ من باكستان ومن بعض البلدان العربية ويقولون إن الأحمديين كفار- قالت: الأحمديون كفار فإما أن تترك الأحمدية أو تتركني. فقلتُ لا أستطيع أن أترك الأحمدية أبدا، فتركتني وذهبت إلى بيت أبويها. قال السيد جالو: فبدأتُ في الدعاء لزوجتي قائلا: اللهم اهدِ زوجتي إلى الصراط المستقيم كما هديتَني إليه، واستمررتُ في هذا الدعاء خمسة أعوام على التوالي ولم أَيْأَس من حضرة الله تعالى -هذا هو ثباته- قال: وبعد خمسة أعوام اتصلتْ بي زوجتي وقالت: أعتذر منك وأستغفر الله تعالى، فقلتُ لها مستغربا: ماذا حدث؟ كيف حدث هذا التغير فيك؟ فقالت: رأيتُ اليوم رؤيا وأحسستُ أنني كنتُ مخطئةً، وكنتَ أنت على الحق. قالت: رأيتُ في الرؤيا أن على ضفة النهر الأخرى مكانا جميلا يطلع منه نور، وكثير من الناس يعبرون النهر ويذهبون إلى ذلك النور، وأحببتُ أنا أيضا أن أذهب إلى ذلك المكان الجميل. وحين اقتربتُ من النهر منعني شخص كان واقفا على ضفة النهر وقال: إن ذلك المكان للأحمديين فقط، فقلتُ إن زوجي أحمدي، فقال الشخص: لا تستطيعين الذهاب بسبب أحمدية زوجك، فاستيقظتُ حينها. ولما استقيظت كانت الدموع تسيل من عيني وأيقنتُ أن الأحمدية هي الإسلام الحقيقي وقبلتُ الأحمدية.
اللافت هنا أن هذا الشخص قبِل أن يترك زوجته من أجل الدين ولم يترك الدينَ، ولم يكتفِ بتركها بل بسبب مواساته لزوجته وللبشرية استمر بثبات في الدعاء لمدة خمسة أعوام متتالية، وبعد خمسة أعوام استجاب الله تعالى دعاءه بعد امتحان صبره وإيمانه، وظهرت له آية أيضا، وتجلى هنا نور المسيح الموعود ؏ أيضا مما أظهر الله تعالى للأعداء أنهم لا يستطيعون أن يُطفؤوا ذلك النور الذي قد تجلى في كل مكان ولا يقدر أحدٌ على إطفائه.
كذلك كتب أمير الجماعة في غانا وهو يذكر جهودًا تبشيرية بذلوها في مكان ما فقال: هناك قرية تسمى بنجامبا تبعد 12 كيلومترا عن مدينة ييندي الواقعة في المنطقة الشمالية لغانا. بشّر فيها وفدنا لأربعة أيام فبايع نتيجة ذلك 554 شخصا بمن فيهم زعيم القرية وإمامهم. قال شخص من هذه القرية بعد سماع التبليغ، واسمه حسين: رأيتُ قبل فترة في الرؤيا أن بعض الناس يجرّونني إلى جهنم، وإذا بأناس آخرين جاؤوا وخلصوني منهم وهَدوني إلى طريق كان جميلا جدا يؤدي إلى الجنة. فقال هذا الأخ: لقد أدركت اليوم تأويل رؤياي بعد الاستماع لدعوتك وإلى رسالة المسيح الموعود والإمام المهدي ؏ فبايع. ثم عَرَضَ تعاونه بكل حماس في كل مجال ما دام فريقُ الدعوة في قريته، وحين انتقل هذا الفريق إلى قرية مجاورة لنشر الدعوة جاء إلى هناك أيضا للزيارة وظل يبدي الإخلاص.
وليس سكان أفريقيا فقط من يتلقون الإرشاد من الله، بل اللهُ ﷻ يرشد سكان أوربا أيضا. فقد كتب الداعية من البوسنة تفصيلَ بيعة السيد “الويدن”: كان هذا الرجل يعيش قبل التواصل مع الجماعة حياة حرة على شاكلة الأوروبيين، لكنه تلقَّى بعض الإشارات من الله في الرؤى فبدأ يسعى جاهدا للتخلص من سيئاته تدريجيا. وفي أثناء ذلك ابتُلي ببعض الأمراض الخطيرة، وصار عرضة للسخرية بين أصدقائه. باختصار مَرَّ عليه وقت أوشك فيه أن يكون مريضا نفسيا، إلا أنه بدأ يحافظ على الصلاة، إذ كان مسلما سلفا، وانصرف إلى الدعاء. ذات يوم سمع في السجدة صوتا كأنه صوتُ ملك ويقول للشيطان كفاك فاتركْه الآن. فقال له الشيطان: بقي اختبار واحد. فكانت التجرية الروحانية من هذا القبيل محيِّرة. ثم تعرَّض لاختبار فأيقن بأن الله سيهيئ له وسائل الهدى، لأنه كان قد رأى في الرؤيا أن هذا اختبار أخير. فبعد هذا الحادث بمدة قصيرة تعرَّف إلى الجماعة، فتذكر تجربته الروحانية، وبعد جلسات قليلة معه انضم إلى الجماعة مبايعًا.
ثم يقول صديق عربي من الأردن واسمه أحمد: أثناء الاطلاع على المسائل الدينية ذات يوم قرأتُ على الانترنت مقالا لأحمديٍّ عن الدجال فأعجبت به، وبدأت أبحث في الأحمدية. ولما قرأت كتب الجماعة واطلعت على علومها تبين لي صدق الإمام المهدي ؏ لكن كان أمامي سؤال كبير، وهو: ماذا نفعل بالمعتقدات والمفاهيم السائدة التي وصلتْنا من الآباء والأجداد والمجتمع ؟! أي ما يقوله المشايخ وما سمعناه من الكبار من القصص المختلفة عن الإمام المهدي. وكنت أتساءل: هل أبايع الإمام المهدي الذي تبين لي صدقُه، والذي أوصانا نحن المسلمين النبيُّ ﷺ بمبايعته؟! أم أغمض العينين وأتبع المشايخ وأظل أصدق، نفاقًا، المعتقداتِ التي تسيء إلى الإسلام والنبي ﷺ؟! لم يكن أمامي طريق للرد على هذا السؤال إلا أن ألجأ إلى الله عالم الغيب، وبعد بضعة أيام أراني الله ﷻ رؤيا غير عادية، حيث رأيت في الرؤيا الآية: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينً) (النساء 157)، وتراءى لي الجزء الأخير منها أي (وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا) بخط بارز ولامع وواضح. ومع أني كنت فهمتُ مسألة وفاة المسيح عبر ام تي ايه، إلا أنني ما كنت سمعت التفسير الكامل لهذه الآية. وكنت أفكر في ذلك إذ ذات يوم سمعت في ام تي ايه سيدنا الخليفة الرابع رحمه الله يفسِّر هذه الآية في برنامج “لقاء مع العرب”، فقلت في نفسي: من المستحيل أن يكون من المصادفة أن أجد تفسير الآية التي كنت أريدها في هذه الأيام والتي كنت رأيتها في الرؤيا وكنت أتمنى الاطلاع على تفسيرها. فمن المؤكد أنها ليست مصادفة، بل الله ﷻ قد دبر لي الهدى. على كل حال بعد رؤية هذه الآية قلت في نفسي ربما أحتاج حتى الآن إلى مشاهدة آية أوضح، وخلال ذلك خطر ببالي أن أقوم باستخارة بحسب ما بيَّن لنا المسيح الموعود ؏ فاستخرت الله بحسب الأسلوب الذي بيَّنه في كتابه “إتمام الحجة”، فرأيت في الرؤيا شخصا يؤذِّن للفجر واقفا على سطح البيت، فقال بعد إنهاء الأذان: حيَّ على الأحمدية، حيَّ على الأحمدية، وتفوَّه بجمل أخرى أيضا ولم أتذكر منها غير هذه الجملة. والغريب أني حين استيقظت كان المؤذن يرفع أذان الفجر في مسجد الحارة. فقررت المبايعة بعد هذه الرؤيا الواضحة.
ثم نلاحظ كم يسعى المشايخ غير الأحمديين لردّ الأحمديين عن إيمانهم! ومع ذلك كيف يثبت الأحمديون. يقول أحمدي اسمه لاديلي حسن المحترم من قرية أغيلو في بنين: قد انضممت إلى الجماعة الأحمدية مع 25 شخصا من عائلتي، وبعد قبولنا الأحمدية جاء إلينا وفد المشايخ غير الأحمديين الذين كانوا قد درسوا في السعودية، وقالوا لنا إن الأحمدين كفّار وهم يُضِلُّونكم، نحن تعلَّمنا الإسلام الحقيقي من السعودية، لذا لا تقْبلوا كلام الأحمديين. فطرحتُ عليهم بعض الأسئلة عن الإسلام الصحيح، ومنها كيف يصلي المسلم؟ وما هو الفرق بين قرآن الأحمديين وقرآن غيرهم. ثم قلت لهم هذا هو إسلام الأحمديين أيضا، وإنما هناك فرق واضح هو أن الأحمديين حين بلَّغونا رسالتهم لم يسيئوا إلى أي فرقة أو دين، أما أنتم فأسلوبكم يبين أنكم تكذبون، فانصرِفوا من هنا. فالملاحظ أن بعض الناس يتهمون الأحمديين قائلين: إنكم تسيئون إلى مشايخنا لذا فإننا نسيء إليكم، مع أننا لم نفعل ذلك قط، بل إن الذين يسبُّوننا ويكفِّروننا فإنما نقول لهم إنكم تكفِّروننا وهذا الكفر يعود إليكم بحسب ما قال النبي ﷺ. ثم ظل المشايخ يأتوننا وفودا تترى لثلاث سنوات ليضلونا، لكن الله لم يضيِّع إيماننا، وخصصنا غرفة صغيرة في بيتنا للصلاة والجمعة. بعد ذلك وُفِّق الآخرون أيضا للانضمام إلى الأحمدية، واليوم قد وفَّقهم الله ﷻ لبناء مسجد أيضا.
ثم يقول الداعية الأحمدي في منطقة مونزار في تنـزانيا في بيان ذكر البيعات في إحدى المناطق، والملاحظ أن الأحداث المماثلة تظهر في أفريقيا الغربية والشرقية وبينهما آلاف الأميال، يقول هذا الداعية: هذا العام بُني مسجدٌ في قرية “وغيه” في منطقة شيانغا، حيث كانت بعض العائلات بايعتْ في السنة الماضية، ولم يكن هناك أي مركز لتربيتهم، فتبرَّع أحمدي قديم، هو السيد يوسف مغيكا، وهو أحمدي بالولادة، تبرع بقطعة أرض للجماعة لتبني هناك مسجدًا صغيرًا. وهيأ من أجل ذلك اللبِّن أيضا، فبدأت أعمال البناء وأُرسل داعية محلي أيضا إلى هناك. وعندما سأل الناس قيل لهم إن الجماعة الإسلامية الأحمدية تبني هذا المسجد، فنشأ لدينا الإحساس أولا بأن الناس سوف يعارضون ولن يأتوا للصلاة، لكنا كنا مخطئين في ذلك، إذ بدأ يأتي إلى المسجد قصد الصلاة عددٌ لا بأس به من غير الأحمديين وبدأوا يسألون عن الجماعة، وفي رمضان الفائت حصلت هناك بيعات، وعدد الأحمديين في تزايد مستمر. سابقا كنا نظن أن الناس سوف يبدون المعارضة بعد بناء المسجد، لكن بناء المسجد قد فتح أبواب الدعوة، وانضم كثير من سكان القرية إلى الجماعة الأحمدية مبايعين.
كيف يرشد الله ﷻ الناس! نرى مَشاهد عجيبة لذلك. يقول الداعية الأحمدي في منطقة “ميتوغن” في نيجيريا: قبل بضعة أعوام طرقْنا باب بيت قصد التبليغ فزجرونا بشدة. هذا العام توجَّهنا إلى البيت نفسه وكنا نتوقع أن نلقى المعاملة نفسها، ومع ذلك ذهبنا إليه خائفين متوجسين. لكننا حين وصلنا إلى البيت فبدلا من أن تزجرنا صاحبة البيت طلبتْ منا ستًّا من استمارات البيعة قائلة: نريد أن تبايع العائلة كلها، ثم قالت: كنت عائدة إلى البيت من سفر فسمعت في الطريق صوتا يقول: بعض الناس سيأتون إلى بيتك للتبليغ فاستجيبي لهم، ففي ذلك خير لعائلتك. فالآن حين وصلتُ إلى البيت وجدتكم قد وصلتم قبلي، فانضم أفراد العائلة كلها إلى الأحمدية مبايعين وليس ذلك فحسب بل هم نشيطون.
الآن هناك بلد تدعى تترستان وكان ولاية روسية سابقا، ففي بلدة على بُعد 380 كيلو متر من كازان، تلقَّى شخص اسمه إيرك رسالةَ الأحمدية عن طريق أحمدي فبدأ يقرأ عن الأحمدية ثم دعا وفدَ الجماعة إلى بيته. لما وصل وفدنا إلى هناك عرّفناه على جماعتنا بالتفصيل وأخبرناه عن شروط البيعة أيضا. فقال إني أطالع شروط البيعة العشرة يوميا. لقد حفرت هذه الشروط على لوحة صغيرة وجعلت لها إطارًا علّقته على باب البيت، وعندما أستيقظ أقرأها صبيحة كل يوم وأفحص نفسي وأسألها: ما الذي لم أحققه من هذه الشروط؟!
(هذه كانت حاله حتى قبل أن يبايع). ثم بايع وانضم إلى الجماعة. وقد كتب إليَّ أيضا في رسالة: عندما كنت بين المسلمين الآخرين، المسلمين بالاسم، كنت لا أفهم ما نشره المشايخ من تعاليم باسم الإسلام، ولم أكن أدرك غاية العبادة وهدفها، وكنت أكاد أغرق في لُجَّة الضلال، ولكن الحمد لله الذي أنقذني من الضلال وهداني إلى الحق.
إن تعاليم الإسلام الحقيقية مذكورة في كتب الجماعة بأسلوب جيد وسهل جدا. وقد أعجبني جدا شعار الجماعة “الحب للجميع ولا كراهية لأحد”.
ثم هناك أمور وأحداث كثيرة أخرى تصبح سببا لنشر الدعوة. فقد كتب داعتينا في سويسرا السيد محمد أحمد أشرف: تعرف أحد أكراد تركيا ويدعى السيد موسى المحترم على جماعتنا بواسطة قناتنا ايم تي اي العربية، واتصل بنا من تركيا قبل عامين. وإنه ليشاهد على ام تي اي برامجنا التي تبث مباشرة بالتركية أيضا، ويرسل إلينا تعليقاته عليها من حين لآخر.
يقول الداعية: خلال جولتي التبليغية في تركيا الشهر الماضي قد بايع نتيجة تبليغ هذا الأخِ ابنُ أخته البالغُ 23 عاما، الذي قد درس في المدارس الدينية ويتقن اللغات التركية والكردية والعربية. وقد نذر حياته لخدمة الدين أيضا.
إن عالم الدين هذا وزملاءه كانوا يؤمنون بصدق كافة دعاوى المسيح الموعود عليه السلام وبصدق الخلافة الأحمدية، وكانوا يشاهدون برامج قناتنا ام تي ايه بالعربية والتركية، ويقرأون كتب الجماعة، ولكنهم لم يُقدِموا على البيعة، حتى جاء وقت شرح الله فيه صدورهم، فبايع السيد موسى المحترم مع زميليْه السيد رمضان والسيد الحاج محمود. ويبلغ عددُ أفراد عائلات هؤلاء الثلاثة 23 شخصا. وقد كتب لي رسالة عبر فيها عن عظيم إخلاصه ووفائه وولائه.
فالعلماء من ذوي الفطرة الصالحة ليسوا قلة. فلا يزال هناك من عباد الله الذين يملكون فطرة طيبة، ولا يزال الله يهدي الذين يخشونه.
ثم كتب أمير الجماعة بفرنسا: في أثناء توزيع المنشورات قرأ أحد الأصدقاء المسلمين منشورنا، فقال كنت أنتظركم منذ مدة طويلة. هناك حاجة ماسة إلى رسالة الإسلام هذه الأيام.
إنني مقيم في فرنسا منذ بضع سنوات، وعائلتي مقيمة في ساحل العاج، وهي تزور مركزكم هناك بانتظام، وإننا نرغب في جماعتكم رغبة شديدة. ثم بدأ هذا الأخ يشاهد برامج الجماعة بالفرنسية على اليوتيوب، ثم بايع أخيرا وانضم إلى جماعتنا بعد أن ظل لمدة عامين يبحث ويجمع المعلومات عن جماعتنا.
فهذا الأخ من ساحل العاج أصلاً، وجماعتنا نشيطة جدا هناك أيضا، ويبايع الناس هناك أيضا كل سنة، ولكن الله تعالى هيأ له أسباب الهدى بعد مجيئه إلى فرنسا.
ثم إن تعاليم الإسلام تترك وقعها على غير المسلمين كذلك، وإن نور الله ينير قلوبهم أيضا. فقد كتب داعيتنا في منطقة الادار ببنين وهو يذكر قصة بيعة أحد الإخوة: في شمال مدينة الادار تقع منطقة زي، وقُدّمت هنالك منشورات الجماعة إلى أخ اسمه عيسى. فبدأ بعد ذلك يستمع لإذاعتنا أيضا. وقد أخبر قائلا: لقد اطمأننت بقراءة منشوراتكم كثيرا، وإني كاثوليكي بالمولد، ولكني كلما كنت أذهب إلى الكنيسة كان قلبي لا يرتاح لما يقدمه القسيس من تفسير لآيات الكتاب المقدس. ولكن منذ أن بدأت الاستماع لدعوة الأحمدية عبر الإذاعة وجدت أن ما تقدمونه من تفسير لآيات الكتاب المقدس هو الصحيح من حيث الحقائق والعقل والمنطق. ثم بايع هذا الأخ وانضم إلى الأحمدية.
إن المسلمين الآخرين أيضا ينتظرون في بعض المناطق لكي يصلهم ممثل لجماعتنا ويأخذ منهم البيعة. بفضل الله تعالى منذ أن بدأت قناة ام تي اي الأفريقية وإذاعاتنا في مختلف البلاد الأفريقية فإن التعريف بجماعتنا قد انتشر على نطاق واسع في أفريقيا خاصة عبر هذه القناة والإذاعات.
كتب داعيتنا في بينين السيد كوتونو: ذهبت من أجل الدعوة إلى قرية نائية اسمها اغونجي. وعندما قمنا بتبليغ أهلها الدعوة قام من بينهم شخص وقال: إننا نستمع لبرامجكم على إذاعة الجماعة منذ مدة، وإننا مطلعون على عقائد الجماعة، وكنا ننتظر أن يحضر إلى قريتنا ممثل للأحمديين ويعلّم أولادنا الإسلام وتعاليمه. فوفق الله 125 شخصا للبيعة في هذه القرية.
كتب داعيتنا المحلي في منطقة بمفوره في بوركينافاسو: بلّغنا الدعوة في قرية اسمها بزوغو، فقال شخص: إني أستمع لجميع برامجكم في إذاعتكم. عندي مذياعان. ليست في قرانا النائية الكهرباء، وبينما تُشْحَن بطارية مذياع أستمع لإذاعتكم عبر المذياع الآخر لكيلا يفوتني أي برنامج.
فبسبب شغفه بالاستماع لإذاعتنا قد اشترى مذياعين. وقال إن الأحمدية نور، وسواء أانتفع أحد من هذا النور أم لا، إلا أن النصر للأحمدية حتما. وها أنا أبايع اليوم رسميا وأدخل في الجماعة الإسلامية الأحمدية، وأقول للآخرين أيضا أن ادخلوا في هذه الجماعة.
فهذا النور يراه الناس في تلك المناطق النائية أيضا.
وكتب داعيتنا في منطقة سكاسو في مالي: قبل شهرين جاء إلى محطة إذاعتنا شاب يدعي نوودرد وقال: إن إذاعة الجماعة الإسلامية الأحمدية هي الإذاعة الوحيدة التي نحب نحن الشباب الاستماع إلى برامجها الخالية من الموسيقى، وأريد أيضا أن أعمل البرامج للشباب على إذاعتكم. فمُنح هذا الشاب الفرصة لعمل برنامج مع معلّمنا، فرغب في الأحمدية، فبايع بعد الفحص والمطالعة.
وبعد البيعة بدأ يواظب على الصلوات. لقد رأى في المنام في رمضان هذه السنة أن نورا خرج من السماء وأخذ يتجه إلى الأرض، واقترب منه رويدا رويدا، وعندما اقترب منه انطلق منه صوت يقول: إن الطريق الذي اخترته هو الحق، فلا تتركه أبدًا. وطوبى للذين يتبعون هذا الطريق ثم يدعون الناس إليه.
وبعد هذه الرؤيا ازداد هذا الشاب إيمانًا على إيمانه، وبدأ الآن يشارك في أعمال الجماعة ودعوتها برغبة شديدة.
وكتب معلمنا في كنشاسا في الكونغو: وفق الله الأخ شعبان من منطقة متاديكيري لقبول الأحمدية، فكتب: كنت من أهل السنة، ولما فُتح هنا مركز الجماعة الأحمدية أخبرَنا أساتذتنا بأن الأحمديين كفار. ثم بعد ذلك استمعت لبرنامج في إذاعتكم المحلية، فسررت به غاية السرور، إذ تناول بيان تعاليم الإسلام بأسلوب أخاذ للغاية، ولكني لما سمعتُ اسم الأحمدية خلال البرنامج تلاشت فرحتي كلية.
كان المشايخ أخبرونا أن هؤلاء كفار، ففكرتُ في نفسي لماذا هم كفار. على أية حال، هذا البرنامج ترك تأثيره فيَّ، وفي اليوم التالي ذكرتُ الأحمدية لأستاذي مرة أخرى، فأعاد قوله بأن الأحمديين كفار وضالون. وبعد أيام استمعت للإذاعة ثانية، فترك كل ما قيل فيها وقعًا كبيرا في قلبي.
وأخيرا قلت في نفسي: ما الحرج في الذهاب إلى مسجد الأحمديين. عليك أن تذهب وترى بنفسك. هذا هو مقتضى العقل أيضا. لا ينبغي اتّباع المشايح فيما يقولون اتّباعَ العميان. فقررت أني سأذهب إلى مسجدهم في الجمعة القادمة لأسمع منهم المزيد وأرى تصرفاتهم. ثم بعد ذلك صليت عدة جُمَعٍ متتالية في المسجد الأحمدي، وظللت أرى الجماعة عن كثب، ولم أر عندهم شيئا أستطيع أن أُكَفِّرَ بسببه الجماعة الإسلامية الأحمدية. فبايعت وانضممت إلى الأحمدية.
وكتب داعيتنا المسؤول في الكاميرون: قبل بضع سنوات انضم إلى جماعتنا أناس من مدينة بائيكوم، ودخل في جماعتنا أيضا إمام المسجد المحلي الإمام جيكام المحترم. وانضم ابنه الإمام زكريا المحترم أيضا إلى الأحمدية في العام المنصرم مع أكثر من مائة شخص. والسيد زكريا يعمل في هذه الأيام إمامًا في مسجد قبيلته “ماؤ” في منطقة مسامي. وللإمام جيكام المحترم ابن آخر واسمه الإمام حسيني المحترم، وهو الآخر أحمدي.
وتوفي الإمام جيكام في أكتوبر عام 2017. لقد دعا ابنيه قبل وفاته وأوصاهما وقال: لقد دخلتما في الجماعة الإسلامية الأحمدية، ويعارضكم الناس، ويذكركم المشايخ أيضا بسوء، ولكن تذكروا أنني قد قرأت كثيرا عن الإمام المهدي في الحديث والكتب، وقد تمت تلك الآيات الآن، وإن الإمام المهدي عليه السلام صادق والجماعة الأحمدية صادقة، فاستمسكوا بها بقوة واستمرّوا في خدمتها.
إن هذين الأخوين نشيطان في جماعتنا الآن. والأخ الأكبر الإمام زكريا يقوم بتبليغ دعوة الأحمدية في مسجده، وهذا المسجد هو مركزنا، وإن أبناء جماعتنا هناك يتسابقون في مجال التضحيات المالية أيضا. أما الإمام حسيني وهو الابن الأصغر للإمام جيكام المرحوم فهو أيضا إمام في مسجده ويقوم بدعوة الأحمدية. وكان الإمام المرحوم قد قدم للجماعة قطعة أرض لبناء مسجد جديد، وسوف نبني عليها المسجد الجديد في المستقبل إن شاء الله تعالى.
فمن يملك العقل يعرف تمامًا أن هذه المعارضة التي تواجهها الجماعة إنما هي أقوال المشايخ الجوفاء ومحاولاتهم التي يحاولون من خلالها إطفاء نور الله تعالى. ولكن لن ينطفئ نور الله تعالى أبدًا بل إن الأحمديين ثابتون على الأحمدية أي الإسلام الحقيقي بكل قوة وثبات، وهؤلاء جديرون بأن يسمّوا العلماء الحقيقيين.
كيف يقوي الله تعالى إيمان الناس بعد قبولهم الأحمدية؟ وكيف يهبهم الفراسة ويعلمهم الأدلة؟ لاحظوا مثالا لذلك فيما كتبه الداعية في مقاطعة “مونزي” في تنـزانيا حيث قال: لقد أقيم فرع الجماعة في مقاطعة “شيانغار” في عام 2015 ووُفّق كثير من الناس للدخول في الأحمدية. أحد هؤلاء المبايعين الجدد، هو السيد “جمعة ماسانجا” والذي كان يعيش على بيع الأشياء والحاجيات البسيطة، يقول: لقد زرت منطقة “تندي” التي تتميز بكثافة سكانية من العرب العُمانيين وأخبرتهم أثناء الحديث بأنني صرت أحمديا وصار لنا مسجد أيضا نصلي فيه. فما أن سمع هؤلاء العرب مني هذا الكلام حتى استشاطوا غضبا وأخذوا يسيؤون إليّ قائلين: لم تعد مسلمًا.
لم يكن هذا الأخ مسلمًا، فلما أسلم بعد قراءته الشهادتين قالوا له: لم تصبح مسلمًا، بل ضللتَ باتباعك القاديانيين. وكنتَ أفضل مما أنتَ عليه اليوم لما كنت لادينيا أو غير مسلم، لأن الذين يسمّون أنفسهم أحمديين فإنهم ليسوا بمسلمين بل إنهم كفار، فلا تأتي إلينا لبيع أغراضك بعد الآن إن لم تفصل نفسك عن الأحمديين.
كان ذلك ابتلاء اقتصاديًّا بالنسبة إليه، لأنه كان فقيرًا أصلا. يقول هذا الأخ: لم يكن لدي إلمام كاف حتى أقنعهم بالأدلة العلمية إلا أنني سألتُهم: منذ كم سنة تسكنون في هذه المنطقة؟ قال أحد العرب العُمانيين: منذ 80 سنة ماضية. فقلتُ لهم: لم تستطيعوا خلال 80 سنة أن توصلوا رسالة الإسلام -الذي تعتبرونه دينًا حقًّا- إلى قريتي التي لم تبعد عنكم أكثر من 15 كيلومترا، أما إذا بلّغنا غيركم رسالة الإسلام هذه تقولون عنهم أنهم كفار، وتقولون عني أنني كافر. فردّ عليه هؤلاء العرب: نرى أنكم لستم جديرين بقبول الإسلام بعد.
هذه هي حالة تكبر هؤلاء العرب الذين اعتبروا أنفسهم علماء كبارًا، لو كان النبي ﷺ أيضا يتبع هذا الأصل نفسه –والعياذ بالله- لما أسلم البدو من العرب لأنهم في هذه الحالة كانوا سيُعتَبَرون غير جديرين بقبول الإسلام. كانت هي شخصية النبي ﷺ التي حولت وحوش الفلوات إلى أناس ثم إلى أناس مثقفين وعالمين ثم إلى أناسٍ عارفين بالله. أما هؤلاء فيقولون عنكم أنتم الذين تعيشون في هذا العصر أنكم لم ترتقوا بعدُ بما يكفي ليتمّ تبليغكم بالإسلام. هؤلاء هم الذين يعدّون أنفسهم سَدَنَةَ الإسلام. فقالوا له: يجب أن تكون أهلا للتبليغ أولا ثم سنقوم بتبليغكم رسالة الإسلام. يقول هذا الأخ: فقلت لهم: لقد أضعتم 80 عامًا في تقدير هذا الأمر فيما إذا كان الناس هنا يستطيعون تعلّم الإسلام أم لا، أما الجماعة الإسلامية الأحمدية فقد اعتبرتنا جديرين بتعلّم الدين وعلّمنا الأحمديون الدين وجعلونا مسلمين ويعلموننا تعاليم الإسلام. لقد كنّا وثنيين ولادينيين فخلَّصَنا الأحمديون من اللادينية، ولكنكم إذا أردتم الآن أن نترك أنا ورفقائي الأحمدية فأعطونا فترة 80 سنة على الأقل حتى نقرّر بشأنكم ما إذا كنتم مسلمين أم لا؟! هذا هو برهاني عليكم.
هكذا بعد قبول الأحمدية يعلّم الله تعالى من كانوا لادينيين سابقا بعضَ الأدلة العجيبة لإفحام المعارضين، فلا يبقى لدى المعارضين حجة أخرى سوى ردّهم التالي: لقد أصبحتم كافرين.
يكتب داعيتنا في السنغال: لقد قمت هذه السنة بجولة إلى قرية “ربت إسكيلي” في مقاطعة “كولك” حيث التقيت بإمام سابق في القرية، هو السيد عثمان با الذي كان قد بايع في زمن أمير الجماعة السابق في السنغال السيد منور أحمد خورشيد وقد أقامت الجماعة آنذاك مسجدًا صغيرًا هناك، وبعد ذلك انقطعت علاقات الجماعة مع هؤلاء بسبب أوضاع البلد التي كانت تسوء يوما بعد يوم. بعد فترة جاءت إحدى المنظمات العربية المسماة بـ”الفلاح” إلى هذه القرية فأنشأت مسجدها من جديد ووسعت فيه، فلما اكتمل بناؤه جاء زعماء هذه المنظمة إلى السيد عثمان با وقالوا له: إن كنت تريد أن تبقى إمامًا في هذا المسجد فلا بد أن تترك الأحمدية وإلا فلا تستطيع أن تظلّ إمامًا فيه. قال السيد عثمان با: لا أستطيع أن أترك الأحمدية. وبالتالي ترك الإمامة وأخذ يصلي في البيت مع أهله. فكان منذ 8 سنوات يصلي في البيت مع أهله بعد تركه الإمامة في مسجد القرية. فلمّا سُئل: كيف بقيت لوحدك ثابتًا على الحق في حين أنه لم يكن لك أي تواصل مع الجماعة. فقال والدموع جارية: لقد منّ الله تعالى عليّ بالعلم، فلما أبصرت نورًا، فكيف لي أن أعود إلى الظلام؟!
لقد أعطى الله تعالى المسيح الموعود ؏ مثل هؤلاء الناس.
فليعلم المعارضون، الذين يدعون أنهم سيقضون على الجماعة، أنهم لم يستطيعوا أن يزيحوا هؤلاء الساكنين في القرى النائية البعيدة عن إيمانهم. إنهم المؤمنون الحقيقيون وهم الذي يخشون الله تعالى.
يقول أمير الجماعة في غانا: قبل فترة قصيرة دعونا بعض الأئمة المبايعين إلى مؤتمر، فقالوا عن انطباعاتهم أن لو اجتمع مشايخ العالم كله وجاؤوا إلينا معارضين للجماعة فسنواجههم مثل صخرة ثابتة لأننا علمنا يقينًا في ضوء القرآن والحديث أن الأحمدية هي الإسلام الصحيح.
يقول المسيح الموعود ؏:
“لا يأتيني إلا سليم الفطرة: لا يأتيني إلا من كان في طبعه حقٌّ وحبٌّ وهيبة أهل الحق، فسليم الفطرة يشمّ رائحة صدقي من بعيد، وينجذب إليَّ بواسطة ذلك الجذب الذي يهبه الله لمبعوثيه، كما ينجذب الحديد إلى المغناطيس. أما مَن ليس في طبعه حبُّ السلامة والذين طباعهم ميتة، فلا يجدون ما أقوله مفيدًا، فيواجهون الابتلاء، ويسيئون إلى عاقبتهم بالإنكار المتواتر، والتكذيب المستمر، ولا يبالون بها أدنى مبالاة.
ما الذي يستفيده معارضيَّ؟! فهل استفاد معارضو الصادقين قبلي أية استفادة؟! فإذا كانوا قد رحلوا من هذا العالم خاسرين وخائبي الآمال، فليحذر معارضيَّ أيضًا من العاقبة نفسها. إنني أقول مقسما بالله (سبحانه وتعالى): إني صادق، وإن إنكاري لن يؤدي إلى نتائج جيدة. إنما المبارَكون من يجتنبون لعنة الإنكار، ويهتمون بإيمانهم، ويحسنون الظن ويستفيدون من صحبة المبعوثين من الله. إن إيمانهم لا يضيِّعهم، بل يجعلهم يزدهرون. إنني أقول لكم إن معرفة الصادق ليست صعبة، فكل إنسان إذا لم يترك الإنصاف والعقل، واختبر الصادق واضعًا خوف الله بعين الاعتبار فهو يُعصَم من الخطأ، أما الذي يتكبر ويكذب آيات الله ويستهزئ بها، فلا ينال هذه الثروة.” (الملفوظات ج5)
فليبذل المعارضون ما في وسعهم، إلا أنهم لا يستطيعون إطفاء نور الله تعالى، فلقد قُدّر لهذه الجماعة أن تنمو وتزدهر إن شاء الله. يرينا الله تعالى كل سنة مئات الآلاف من نماذج تأييداته للمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام مع ذلك يقول لنا هؤلاء المعارضون: أنتم حمقى، اتركوا هذا الشخص الذي يدعي كونه مسيحًا موعودًا.
إنما الحمقى هم هؤلاء المشايخ المزعومون وأولئك الذين بدلا من أن يخافوا الله يخافون هؤلاء المشايخ الذين شوّهوا الدين.
لن نتخلى عن واجبنا، وسيلعب كل أحمدي دوره من أجل هداية العالم إلى الصراط المستقيم، وسيظل يواصل مهمته هذه إن شاء الله. فعليكم السعي الدؤوب والدعاء الكثير، وأكثر من كل هذا، أظهِروا للعالم محاسن الإسلام بواسطة أسوتكم العملية كما يقوم بذلك كثير من المبايعين الجدد الذين ذكرتُ بعضَ أمثلتهم. وفق الله تعالى الجميع لذلك، ووفقكم جميعًا لنيل بركات الجلسة وأوصلكم إلى بيوتكم بالخير والسلام ووفقكم للاشتراك في الجلسات القادمة أيضا. ملأ الله تعالى بيوتكم بالأمن والسكينة وأقرّ أعينكم بأولادكم وجنّبكم كل مصيبة وقلق، آمين.
تعالوا ندعو معًا.
إليكم الآن تقريرا عن عدد الحضور في الجلسة، عدد السيدات هو 19568 وعدد الرجال 19013. أما عدد الضيوف فهو 1129. وعدد السيدات المشتركات في الجلسة أكثر من عدد الرجال. ومجموع الحضور هو 39710. وهذا العدد أقل من السنة الفائتة حيث قد بدأ العام الدراسي مما سبّب هذا النقص. ولقد حضر الإخوة من 99 بلدًا، وعدد المشاركين من خارج ألمانيا هو 3833، والأمور الأخرى في هذا التقرير عبارة عن تفاصيل أخرى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.