بسم الله الرحمن الرحيم
فيما يلي، ملخص لخطبة الجمعة التي القاها حضرة خليفة المسيح الخامس، ميرزا مسرور احمد ايده الله تعالى بنصره العزيز، بتاريخ 5/1/2018
لقد رغّب الله تعالى المؤمنين في القرآن الكريم بالتضحيات المالية وقال
وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ
أي لنفعكم
ثم ذكرَ علامة المؤمنين، فأخبر أنهم ينفقون ابتغاء مرضاة الله
وَمَا تُنفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ
فما أسعدَ الذين ينفقون بنيّة ابتغاء مرضاة الله.
واليوم وبفضل الله تعالى لا يوجد على وجه الأرض إلا الأحمدي الذي ينفق ابتغاء مرضاة الله. قد يكون هناك أفراد آخرون قليلون ينفقون في سبيل الله بحسب قدراتهم، ولكن كجماعة فإن جماعتنا هي الوحيدة التي تنفق ابتعاء وجه الله سدًا لحاجات المحتاجين ونشرًا للدين، متحملين أعباءًا مالية ثقيلة ابتغاء وجهه تعالى.
إن الله تعالى ليس بحاجة للمال، فالإنفاق في سبيله يعني إنفاق المال لتحسين وضع عباده المادي ولنشر الدين.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعال
“يا ابنَ آدمَ أَوْدِعْ من كنزِكَ عندي، ولا حَرَقَ ولا غَرَقَ ولا سَرَقَ، أُوفِّيكَهُ أحوجَ ما تكونُ إليهِ”.
فما نعتبره إنفاقًا لوجه الله فهو كما يقول الله ليس إنفاقا، بل هو توفير عند الله، وعندما نحتاج إليه أشد الحاجة سيرده إلينا.
قال النبي صلى الله عليه وسلم، عندما ينتهي الحساب يوم القيامة سيعيش المنفق تحت ما أنفق في سبيل الله، شريطة أن يكون الإنفاق من مال حلال، فإن الله لا يحب الرديء من المال وإنما الحلال فقط. لذا فيجب أن نضع ذلك في حسباننا أن يكون مالنا حلالا طيبًا.
قد بدأت سلسة التضحيات المالية هذه بأمر الله تعالى من زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وبفضل الله لا تزال جماعة المسيح الموعود عليه السلام تنفق بسخاء في سبيل الله، وقد منح الله أتباعَه إدراكًا عن التضحية المالية.
سأعلن اليوم كالمعتاد عن بداية السنة الجديدة لصندوق الوقف الجديد، وسأذكر لكم بعض الوقائع الملهمة للإيمان، وكيف أن الله تعالى يتفضل على الأحمديين ليزيدهم إيمانا على إيمانهم.
في بوركينا فاسو كانت الحكومة تمدّ أسلاكًا من أجل مشروع في إحدى المناطق، فطلب أبناء الجماعة هناك من المقاول إعطاءهم عملًا، فقام الإخوة بحفر الأرض وكسبوا مليون فرنك، وأنفقوها كلها في سبيل الله. فنل هذا الحماس لا نجده إلا فيجماعتنا.
نسأل الله أن يتقدم المسلمون الأحمدييون في التضحية في سبيل الله بانتظام.
بفضل الله انتهت السنة الستون لصندوق الوقف الجديد وبدأت السنة الـ61. وقد بلغت تبرعات الجماعة في الصندوق هذه السنة 8 ملايين و800 ألف جنيه. وتحتل جماعة باكستان المكانة الأولى وتليها جماعة بريطانيا.
وعدد المتبرعين هو مليون و600 ألف بزيادة أكثر من 200 ألف متبرع.
نسأل الله أن يبارك في أموالهم ونفوسهم وأن يزيدهم إيمانا وإخلاصا، آمين.