ملخص خطبة الجمعة  11/6/2021م

 

يتابع حضرته الحديث عن سيدنا عمر بن الخطاب، عندما جاء أبو سفيان النبيَّ r لتجديد صلح الحديبية بعد أن نقضته قريش قال له سيدنا عمر t أتريد أن أشفع لك عند النبي r؟ والله إذا لم يبق عندي غير جذع صغير فسوف أقاتلكم به.

عن أبي بكر بن عبد الرحمن أن رسول الله r بعث سيدنا عمر بن الخطاب في سرية تضم ثلاثين نفرا إلى فرع من قبيلة الهوازن.

وعن بريدة الأسلمي أنه حين نزل رسول الله r في ميدان أهل خيبر، سلَّم الراية لسيدنا عمر بن الخطاب.

لما بَلَغَ عُمَرَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ فِي وَجَعِهِ الّذِي قَبَضَهُ اللّهُ فِيهِ لَا يَجْتَمِعَنّ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ دِينَانِ و بَلَغَهُ الثّبْتُ فَأَجْلَى عُمَرُ t من اليهود مَنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ عَهْدٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ r.

وورد أنه حين بعث حَاطِبُ بْنُ أَبِي بَلْتَعَةَ مع امرأة كِتَابًا إلَى مكة سرا يُخْبِرُ مشركي مكة بِاَلّذِي أَجْمَعَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ r قال عُمَر بْن الْخَطّابِ قال: يَا رَسُولَ اللهِ، دَعْنِي أَضْرِب عُنُقَ هذا المنافق، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ r: إنه شهد بدرا.

عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ لَمَّا قَفَلْنَا مِنْ حُنَيْنٍ سَأَلَ عُمَرُ النَّبِيَّ r عَنْ نَذْرٍ كَانَ نَذَرَهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ اعْتِكَافٍ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ r بِوَفَائِهِ.

في غزوة تبوك تبرع عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ t بنصف ما عنده، ولكن أبا بكر تبرع بكل ماله فقال عُمَرَ  tوَاللهِ لَا أَسْبِقُهُ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا.

تعظيمه للقرآن: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللَّهِ r وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ النَّبِيُّ r: هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّونَ بَعْدَهُ. فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمْ الْقُرْآنُ حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ.

موقفه عند وفاة النبي r قال عمر: وليبعثنه الله، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم. فقال أبو بكر t: ألا من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله عز وجل حي لا يموت، وقال: ]إِنَكَ مَيتٌ وَإِنَهُم مَيتون[، وقال: ]وَما مُحَمَدٌ إِلّا رَسولٌ قَد خَلت مِن قَبلِهِ الرُسُلُ أَفَإِن ماتَ أَو قُتِلَ اِنقَلَبتُم عَلى أَعقابِكُم وَمَن يَنقَلِب عَلى عُقبَيهِ فَلَن يَضُرَّ اللَهُ شَيئًا وَسَيَجزي اللَهُ الشاكِرينَ[، فنشج الناس يبكون.

قال عمر: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فعقرت حتى وقعت إلى الأرض ما تحملني رجلاي وعرفت أن رسول الله r قد مات.

تبيّنُ بجلاء أن الاستنتاج من هذه الآية بأن جميع الأنبياء خلوا، وعندما قرأ أبا بكر رضي الله عنه الآية كلها، ثم قرأ: ]أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ[، وهكذا رسّخ في القلوب أن معنى “خلت” تنحصر في قسمين فقط: (1) حتف الأنف، أي الموت الطبيعي (2) القتل. وعندها أقرّ المعارضون بخطأهم وأجمع الصحابة كلهم على أن الأنبياء السابقين كلهم قد ماتوا. وتركت العبارة ]أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ[ تأثيرا كبيرا عليهم وتراجع الجميع عن أفكارهم المعارضة. فالحمد لله على ذلك.

وقد روي عن عمر أنه قال: وَاللَّهِ، إنْ كَانَ الَّذِي حَمَلَنِي عَلَى ذَلِكَ إلَّا أَنِّي كُنْتُ أَقْرَأُ هَذِهِ الْآيَةَ: ]وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا[ (البقرة: 144) فوالله إنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ r سَيَبْقَى فِي أُمَّتِهِ حَتَّى يَشْهَدَ عَلَيْهَا بِآخِرِ أَعْمَالِهَا، فَإِنَّهُ لَلَّذِي حَمَلَنِي عَلَى أَنْ قُلْتُ مَا قُلْت.

وعن دوره في خلافة أبي بكر اجْتَمَعَتْ الأنصار إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ فَقَالُوا مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ فَذَهَبَ إِلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ فَذَهَبَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ فَأَسْكَتَهُ أَبُو بَكْرٍ، وتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَتَكَلَّمَ أَبْلَغَ النَّاسِ فَقَالَ فِي كَلَامِهِ: نَحْنُ الْأُمَرَاءُ وَأَنْتُمْ الْوُزَرَاءُ قريش أَوْسَطُ الْعَرَبِ دَارًا وَأَعْرَبُهُمْ أَحْسَابًا، فَبَايِعُوا عُمَرَ أَوْ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فَقَالَ عُمَرُ (لأبي بكر) بَلْ نُبَايِعُكَ أَنْتَ فَأَنْتَ سَيِّدُنَا وَخَيْرُنَا وَأَحَبُّنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ r فَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ فَبَايَعَهُ وَبَايَعَهُ النَّاسُ.

وفي حروب الردة: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ r وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَهُ، وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنْ الْعَرَبِ، قَالَ عُمَرُ لِأَبِي بَكْرٍ: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ r أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ؛ فَقَالَ: وَاللهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ وَاللهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ r لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ. فَقَالَ عُمَرُ فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ اللهَ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ.

عند إنفاذ أبي بكر جيش أسامة بن زيد أسدى له نصائح عدة. ..حَتَّى إِذَا انْتَهَى أبو بكر من إسداء النصح قَالَ: إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُعِينَنِي بِعُمَرَ فَافْعَلْ! فَأَذِنَ لَهُ أسامة.

جمع القرآن: لقد استشهد في عهد أبي بكر سبعون من الصحابة القراء في حرب اليمامة. فقال عمر لأبي بكر الصديق رضي الله عنهما َإِنِّي لَأَرَى أَنْ تَجْمَعَ الْقُرْآنَ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: قُلْتُ لِعُمَرَ كَيْفَ أَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللهِ r؟ فَقَالَ عُمَرُ: هُوَ وَاللهِ خَيْرٌ. فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي فِيهِ حَتَّى شَرَحَ اللهُ لِذَلِكَ صَدْرِي وَرَأَيْتُ الَّذِي رَأَى عُمَرُ.

ورد في الرواية: كَانَتْ الصُّحُفُ الَّتِي جُمِعَ فِيهَا الْقُرْآنُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ، ثم بعد ذلك أخذ منها عثمان كما ذكر سابقًا.