بسم الله الرحمن الرحيم
فيما يلي، ملخص خطبة الجمعة التي ألقاها سيدنا أمير المؤمنين، حضرة ميرزا مسرور أحمد أيده الله تعالى بنصره العزيز بتاريخ 29/12/2017:
بفضل الله تعالى، قد بدات اليوم جلستنا في قاديان. ادعوا الله تعالى ان يشمل بفضله هذه الايام في الجلسة، والهدف الذي لاجله حضر المخلصون اليها، ويحققوا هذا الهدف، وهو الدعاء والتضرع امام الله تعالى وتطوير حالهم العلمي والروحاني، وتقوية علاقتهم بالله تعالى، والاشتراك في فقرات الجلسة والجو الروحاني، وان لا يدعوا لانفسهم فقط بل لازدهار الجماعة خاصة. يجب ان يدعوا الله تعالى لينزل نصرته ويحمينا من شرور الاعداء.
كذلك عليكم ان تدعوا لاصلاح الامة الاسلامية عموما والحكومات والعصابات والتنظيمات التي ترتكب المظالم بحق الناس، لانهم يقتلون المسلمين ويدمرونهم. يجب ان ندعوا لهم لان هذا واجبنا، وخصوصا ان هذه الجرائم ترتكب باسم الله ورسوله، وبسببها يتهم اعداء الاسلام الرسول والاسلام. ولا تدمى قلوب احد الا الاحمديين بهذه المطاعن، لذلك علينا ان ندعو بهذا الخصوص في هذه الايام، وخاصة اولئك الذين حضروا بلد المسيح الموعود عليه السلام.
عليهم ان يتذكروا ايضا ان المسيح الموعود، قد بعث لهدف عظيم وعليهم ان يدعوا لتحقيقه، وهو هداية المسلمين واطلاع غير المسلمين على مزايا الاسلام واثبات تفوقه على الديانات الاخرى وان يجمع المسلمين تحت راية الرسول صلى الله عليه وسلم.
كما وعليكم ان تدعوا للعالم عموما، ان ينجيهم الله من السقوط في الدمار.
ان العالم اليوم بحاجة الى ادعية اتباع المسيح الموعود الملحة. والذين حضروا الى قاديان واهل قاديان والجماعة بشكل عام، اقول لهم ان يدعوا الله تعالى ان يعيد العالم والامة الاسلامية الى الصواب ويدركوا هذه الحقيقة، انه لا حياة ولا امن لهم الا اذا اتبعوا مبعوث الله تعالى.
لقد تحدث المسيح الموعود عليه السلام كثيرا في موضوع الدعاء، ما هو الدعاء؟ وكيف يجب ان يتم الدعاء؟ وكيف تقبل الادعية؟ وان الدعاء هو حل المشاكل كلها.
يقول المسيح الموعود عليه السلام: يجب ان يحتل شعور الاضطراب نفوسنا في هذه الايام، وان ندعوا الله تعالى قلقين ومضطربين ليزيل كروب الاحمديين حيثما كانوا ويخيب مكر الاعداء.
لا تظنوا ان الدعاء مجرد ثرثة لسان، بل هو موت تكون بعده حياة. لا بد للسائل ان يموت قبل ان يستجاب له. اذا دعى الانسان بهذه الحالة، فيكون دعائه مقبولا.
يقول المسيح الموعود عليه السلام عن اهمية الدعاء والنوافل:
على الذي يتضرع ويضطرب امام الله تعالى ان يعظم شعائره واحكامه ايضا، وهذا ايضا ضروري. علينا ان نعظم شعائر الله تعالى وان لا نستهين بها. على افراد جماعتنا ان يواظبوا على صلاة التهجد، لانهم سيجدوا فيها فرصة كبيرة للدعاء.
ما لم يكن في القلب حرارة، فكيف يستيقظ الانسان من نومه العميق؟ ان الاستيقاظ في هذا الوقت يخلق حرقة في القلوب واضطراب وقلق، الذي بسببه يستجيب الله لدعائه. ان الذي يتغافل لا تكون في قلبة حرقة، لان النوم يزيل الهم. اما اذا استيقظ، فهذا يعني ان الاضراب يوقظه من نومه.
يقول المسيح الموعود عليه السلام:
اعلموا ان الله تعالى قد بدا القران بدعاء وختمه بدعاء. وذلك لان الانسان ضغيفا، بحيث لا يتمكن من ان يتطهر دون فضل الله تعالى، وان لم يتلقى النصرة من الله تعالى فلن ينجح.
الحق والحق اقول، انه ما لم ينزل فضل الله تعالى على الانسان، فسيبقى عسيرا. وان فضل الله تعالى لا ينزل الا بالدعاء.
يقول الله تعالى: قد افلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون؛
اي عندما يذوب قلب الانسان بالدعاء ويخر على اعتاب الله تعالى باخلاص كي يتفانى فيه ويتخلى عن كل الافكار ويستعين به وحده، ويمتلىء قلبه حرقة ورقة، عندها ينزل فضل الله تعالى وفيضه، ويفتح باب الفلاح.
لو احببت الله تعالى فستجد الدنيا ايضا، ولكن ان احببت الدنيا فلا يمكن ان تحظى بقرب الله تعالى. لا تستجاب الادعية الا اذا كانت رغبات الانسان تحت رغبة الله تعالى.
يقول الخليفة نصره الله: ان الماء الراكد تكون رائحته كريهة ويكون ملطخ بالوحل، بينما الماء الجاري يكون عذبا بالرغم من ان الوحل موجود تحته.
ان التقدم الى الامام ضروري في كل حين، والا فالركود قد يسبب الى الارتداد احيانا ويجعل قلب الانسان اعمى.
يقول المسيح عليه السلام: اولئك الذين يتسابقون في الخيرات هم الذين ينصرون الله حقا. اننا نلاحظ ان بعض الناس يتمتعون بشوق ورقة فترة ما، ولكنهم لاحقا يستقرون في مكان معين ولا تكون عاقبتهم محمودة.
كونوا اوفياء لله وسيرحمكم الله، اقبلوا الهزيمة لاجل الله وسيكرمكم بفتوحات. ان الدعاء يقرب المرء الى الله، واول نعمة من نعم الدعاء انه يغير المرء ويحدث فيه تغيرا طيبا، ويتجلى الله فيه، ويحدث الله الخوارق لعبده.
اذا كانت حياتنا سيئة قبل وبعد البيعة، فنكون ظالمين لانفسنا، ومحل انتقاد للجماعة. لا ينبغي ان يستوي يوم المرء وغده، فمغموم من لم يطور مستواه.
ندعوا الله تعالى ان يفتح عيون الامة وان يمتنعوا عن معارضة المسيح الموعود عليه السلام ويصبحوا اعوانا وانصارا له، ويوفقنا لنؤدي حق الدعاء، خاصة اولئك الذين حضروا جلسة قاديان، ويحدثوا تغييوا طيبا في نفوسهم. وفق الله الجميع لذلك، امين!