لقد أوضح الله تعالى للمسيح الموعود – عليه السلام – مرة بعد أخرى أنه لا بد لجماعته من التضحيات كما قدمتها جماعة الأنبياء في الماضي.

وقد قال حضرته – عليه السلام – إني رأيت مرة في الرؤيا أني دخلت في بيت “نظام الدين”.

والمراد من هذه الرؤيا أن جماعته ستصبح نظامًا للدين في نهاية المطاف، وتكون غالبة على نُظم العالم كلها.

أما وكيف ستتم هذه الغلبة؟

فقد بين حضرته – عليه السلام – في هذه الرؤيا:

سندخل في هذا البيت على طريقة الحسن طورًا وعلى طريقة الحسين طورًا آخر (تذكرة: الطبعة الثالثة ص 792)

والمعروف أن النجاح الذي حققه الحسن إنما حققه بالصلح، والنجاح الذي حققه الحسين إنما حققه بالشهادة في سبيل الله.

إذًا، قد أخبر الله المسيح الموعود – عليه السلام – أن جماعته ستصل مقام نظام الدين، ولكن بشيء من الصلح والمحبة وبشيء من الشهادات والتضحيات.

وإذا كان بعضنا يظن أن جماعتنا ستزدهر بغير الصلح والمحبة والوئام فهو مخطئ، وإذا كان بعضنا يظن أن جماعتنا ستزدهر بدون التضحيات والشهادات فهو مخطئ أيضًا. لا بد لنا من اتباع طريق الصلح والسلام تارة، وتارة أخرى لا بد لنا من اتباع طريق الحسين ..

أي لا بد لنا من أن نتصدى للعدو ونموت في سبيل الحق ولا نرضى بقوله. فكلا الطريقين مقدر لنا، ومن المحال أن نتبع طريق المسيحية وحدها أو طريق المهدوية وحدها، بل لا مناص لنا من اتباع طريق وسط بينهما.

ستتم لنا غلبة بالصلح والمحبة والوئام، وستتم لنا غلبة أخرى بتقديم التضحيات، وعندها تدخل جماعتنا في بيت نظام الدين ويكون النجاح حليفنا.


 التفسير الكبير للمصلح الموعود رضی اللہ عنه , المجلد السابع ، ص 671

About الخليفة الثاني للمسيح الموعود المصلح الموعود مرزا بشير الدين محمود أحمد رضي الله عنه

View all posts by الخليفة الثاني للمسيح الموعود المصلح الموعود مرزا بشير الدين محمود أحمد رضي الله عنه