قصيدة للإمام المهدي والمسيح الموعود حضرة مرزا غلام أحمد القادياني عليه السلام:

عِلمي من الرحمن ذي الآلاءِ بالله حُزْتُ الفضلَ لا بِدَهَاءِ
كيف الوصول إلى مدارجِ شكرهِ نثني عليه وليس حولُ ثنـاءِ
الله مولانا وكـافلُ أمـرنا في هذه الدنـيا وبعـد فناءِ
لولا عنايـته بـزمنِ تطَـلُّبي كادت تُعفِّيني سيولُ بكائي
بشرى لنا إنا وجدْنا مـؤنسًا ربًّا رحيمًا كاشِفَ الغَـمّاءِ
أُعطيتُ مِن إِلْفٍ معارفَ لُبَّها أُنزلتُ مِن حِبٍّ بـدار ضياءِ
نتلو ضياءَ الحقّ عند وضوحهِ لَسْنا بمـبتاع الدجى بِبَراءِ
نفسي نَأَتْ عن كل ما هو مظلمٌ فأنختُ عند منوِّري وَجْنائي
غلبَتْ على نفسي محبّةُ وجههِ حتى رميتُ النفسَ بالإلغاءِ
لما رأيت النفسَ سدّتْ مُهْجَتي ألقيتُها كالمَيْت في البيداءِ
الله كهفُ الأرض والخضراءِ ربٌّ رحيم ملجأُ الأشياءِ
بَـرٌّ عَطوفٌ مأمَنُ الغرماءِ ذو رحمةٍ وتبرُّعٍ وعطاءِ
أحدٌ قـديـم قائم بوجودهِ لم يتخـذْ ولدًا ولا الشركاءِ
وله التفرّد في المحَامد كلـها وله علاء فـوق كلّ عـلاءِ
الـعاقلـون بعالَميـن يرونهُ والعـارفون به رأوا أشيـاءِ
هـذا هو المعبود حقًّا للورى فـردٌ وحيد مـبدء الأضواءِ
هذا هو الحِبُّ الذي آثرتُهُ ربُّ الورى عين الهدى مولائي
هاجتْ غمامةُ حُبّه فكأنّها ركبٌ على عُسْـبُورةِ الحَدْواءِ
ندعوه في وقت الكروب تضرّعًا نرضى به في شـدّة ورخاءِ
حَوجاءُ أُلْفـته أثـارت حُرّتي ففدَى جَناني صـولةَ الحَوجاءُ
أعطى فما بقيتْ أمـاني بعدهُ غمَرتْ أيادي الفيض وجهَ رجائي
إنا غُـمسنا مِن عنـاية ربّنا في النور بعد تمـزُّق الأهواءِ
إنّ المحبّة خُـمِّرتْ في مُهْجتي وأرى الودادَ يلوح في أهبائي
إني شربت كؤوس موت للهدى فوجدتُ بعد الموت عينَ بقاءِ
إني أُذِبتُ من الوداد ونارهِ فأرى الغروبَ يسيل من إهرائي
الدمع يجري كالسيول صبابةً والقلب يُشوَى من خيال لقاءِ
وأرى الوداد أنارَ باطنَ باطني وأرى التعشق لاحَ في سِيمائي
الخَلقُ يبغُون اللذاذةَ في الهوى ووجدتُها في حُرقـةٍ وصَلاءِ
الله مقصد مُهْـجَتي وأريده في كل رشحِ القلم والإملاءِ
يا أيّها الناس اشربوا من قِربتي قد مُلئ من نور المفيض سِقائي
قوم أطاعوني بصـدق طويّةٍ والآخـرون تكبّروا لغطاءِ
حسدوا فسبّوا حاسدين ولم يزلْ حسَدتْ لئامٌ كلَّ ذي نعماءِ
مَن أنكر الحقَّ المـبين فـإنّهُ كلبٌ وعَقب الكلبِ سِرْبُ ضِراءِ
آذَوا وسبّوني وقالوا كافـرٌ فاليوم نقضي دَينَهم برِباءِ
واللهِ نحن المسلمون بفضلـهِ لكن نزا جهلٌ على العلماءِ
نـختار آثـار النَّبـيِّ وأَمْرَهُ نقفو كتابَ الله لا الآراءِ
إنّا بَراءٌ في مناهـج ديـنـهِ مِن كلّ زنديق عـدوِّ دَهاءِ
إنا نطيع محمّدًا خيرَ الورى نورُ المُهَيمن دَافِع الظَّلماءِ
أفنحن من قوم النصارى أكفَرُ وَيلٌ لـكم ولهـذه الآراءِ
يا شيخَ أرضِ الخبث أرضِ “بطالةٍ” كفّرتني بالبغض والشحناءِ
آذيتَني فَاخْـشَ العواقب بعدهُ والنّار قد تبدو من الإيراءِ
تبّتْ يداك تبِعتَ كلَّ مفاسدٍ زلّتْ بك القدمانِ في الأنحاءِ
أودى شَبابُكَ والنوائبُ أخرفتْ فالوقت وقت العجز لا الخيلاءِ
تبغي تباري والدوائرَ مِن هوى فعليكَ يسقُط حجرُ كلّ بلاءِ
إني من المَولى فكيف أُتَبَّـرُ فاخْشَ الغيور ولا تَمُتْ بجفاءِ
أفتضرِبنَّ على الصَّفاة زجاجةً لا تنتحرْ واطلبْ طريق بقاءِ
اُتْرُكْ سبيل شرارة وخـباثـةٍ هَوِّنْ عليك ولا تـمُتْ بعناءِ
تُبْ أيّها الغالي وتأتـي ساعةٌ تمسي تعُضّ يمينَك الشلّاءِ
يا ليت ما ولدتْ كمثلك حامِلٌ خفّاش ظلماتٍ عدوّ ضـياءِ
تسعى لتأخذني الحكومةُ مجرمًا ويل لكلّ مزوِّر وَشّـاءِ
لو كنتُ أُعطيتُ الولاءَ لعُفْتُهُ ما لي ودنياكم؟ كفانِ كِسائي
مُـتنا بموت لا يراه عـدوُّنا بعُدتْ جنازتـنا من الأحياءِ
تُغري بقولٍ مفترًى وتخرّص حكّامَنا الظانين كالجهـلاءِ
يا أيّها الأعمى أتُنكر قادرًا يحمي أحبّـتَـه من الإيواءِ
أنَسيتَ كيف حمَى القدير كليمَهُ أو ما سمعتَ مآلَ شمسِ حِراءِ
نحو السماء وأمرِها لا تنظُرَنْ في الأرض دُسَّتْ عينُك العمياءِ
غرّتْك أقوالٌ بغير بـصيـرةٍ سُتِرتْ عليك حقيقة الأنباءِ
أدخلتَ حزبك في قليبِ ضلالةٍ أفهذه مـن سيـرة الصلحاءِ
جاوزتَ بالتفكير من حدّ التقى أشَققتَ قلبي أو رأيتَ خفائي
كَمِّلْ بخُبثك كلَّ كَيدٍ تقصدُ واللهُ يكفي العـبدَ لـلإزراءِ
تأتيك آياتي فتعرف وجـهها فاصبِرْ ولا تترُكْ طريق حياءِ
إني كتبتُ الكتبَ مثلَ خوارقٍ اُنظُرْ أعندك ما يصوب كمائي
إن كنت تقدر يا خصيم كقدرتي فاكتُبْ كمثلي قاعدا بحذائي
ما كنتَ ترضى أن تُسمَّى جاهلاً فالآن كيف قعدتَ كاللَّكْناءِ
قد قلتَ للسّفهاء إنّ كـتابهُ عَفصٌ يُهِيج القيءَ من إصغاءِ
ما قلتَ كالأدباء قُلْ لي بعدما ظهرتْ عليك رسائلي كقُياءِ
قد قلتَ إني باسل متوغــلٌ سَمَّـيتَني صيدًا من الخيلاءِ
اليوم مـني قد هرَبتَ كأرنبٍ خوفًا من الإخزاء والإعـراءِ
فَـكِّرْ أما هذا التخوّف آيـةٌ رعبًا من الرحمـن لـلإدراءِ
كيف النضال وأنتَ تهرُب خشيةً اُنظُرْ إلى ذلٍّ مِنَ اسْـتعلاءِ
إنّ المـهيمِن لا يحبّ تـكبّرًا مِن خَلْقه الضعـفاء دود فناءِ
عُفِّرتَ مِن سهمٍ أصابك فاجئًا أصبحتَ كالأموات في الجَهْراءِ
الآن أين فررتَ يا ابنَ تصلّفٍ قد كنتَ تحسبنا من الجهلاءِ
يا من أهاج الفتن قُمْ لنضالنا كنا نعدّك نَوْجـةَ الحَثْواءِ
نطقي كَمَوْلِيِّ الأَسِرَّةِ جَنّـةٍ قولي كقِنْوِ النخل في الخَلْقاءِ
مُزِّقتَ لكنْ لا بضرب هَراوةٍ بل بالسيوف الجاريات كماءِ
إن كنت تحسدني فإني باسلٌ أُصـلِي فؤاد الحاسد الخطّاءِ
كذّبتَني كفّـرتني حـقّرتني وأردتَ أن تَطَأَنَّني كعَفاءِ
هذا إرادتك القديمة مِن هوًى واللهُ كـهفي مُهلِكُ الأعداءِ
إني لشرُّ النّـاس إن لم يأتِني نصرٌ من الرحـمن للإعلاءِ
مـا كان أمر في يديك وإنّهُ ربٌّ قدير حافظُ الضعفـاءِ
الكبر قد ألقاك في دركِ اللظى إنّ الـتكبّـر أردأُ الأشيـاءِ
خَفْ قهرَ ربٍّ ذي الجلال إلى متى تقفو هواك وتَنـزُوَنْ كظِباءِ
تبغي زوالي والمهيمن حافظي عاديتَ ربًّا قادرًا بمِــرائي
إنّ المقرَّب لا يضاع بفتـنةٍ والأجر يُكتب عند كُلّ بلاءِ
ما خاب مَن خاف المهيمنَ ربَّهُ إنّ المهيـمن طالبُ الطلباءِ
هل تطمَع الـدنيا مذلّةَ صادقٍ هيئات ذاك تخـيُّل السفهاءِ
إنّ العواقب للذي هو صالحٌ والكَرّة الأولى لأهل جفاءِ
شهدتْ عليه، خصيمِ، سُنّةُ ربِّنا في الأنبياءِ وزمـرةِ الصلحاءِ
مُتْ بالتغيظ واللَّظَى يا حاسدي إنا نموت بعزّةٍ قَـعْـساءِ
إنّا نرى كلَّ العلى مِن ربّنا والخَلْقُ يأتـينا لبَغْـيِ ضياءِ
هم يذكرونك لاعنينَ وذِكرُنا في الصـالحات يُعَدُّ بعد فناءِ
هل تَهْدِمَنَّ القصرَ قصرَ إلهنا هل تُحرِقَنْ ما صنَعهُ بنّائي
يرجون عثرةَ جَدِّنا حسداؤُنا ونذوق نعماءً على نعماءِ
لا تحسـبنْ أمري كأَمْرٍ غُمّةً جاءت بك الآيات مثل ذُكاءِ
جاءت خيارُ الناس شوقًا بعدما شمُّوا رياحَ المِسك من تلقائي
طـاروا إليّ بألفـة وإرادةٍ كالطَّيرِ إذْ يَأْوي إلى الدَّفْواءِ
لفَظتْ إليّ بلادُنا أكـبادَها ما بقي إلا فضلة الفضـلاءِ
أو مِن رجال الله أُخْفِيَ سرُّهمْ يأْتونني من بعدُ كالشهداءِ
ظهرتْ من الرحمن آيات الهدى سجدتْ لها أمم من العرفاءِ
أما اللـئام فينكرون شقـاوةً لا يهتـدون بهذه الأضـواءِ
هم يأْكلون الجِيْفَ مثل كلابنا هم يشرَهون كأَنْسُرِ الصحراءِ
خَشَّوا ولا تخشى الرجالُ شجاعةً في نائبات الدّهـر والهيجاءِ
لما رأيتُ كمالَ لطفِ مهيمني ذهب البلاء فما أحـسُّ بلائي
ما خاب مثلي مؤمن بل خصمُنا قد خاب بالتكفير والإفـتاءِ
الغَمْرُ يبدو ناجذيه تغـيّظًا اُنظُرْ إلى ذي لـوثة عجماءِ
قد أسخطَ المولى ليُرضي غيرهُ واللهُ كان أحـقَّ للإرضاءِ
كسّرتُ ظرف علومهم كزجاجةٍ فتطايروا كتطايـر الـوَقْعاءِ
قد كفّروا مَن قال إني مسلمٌ لمـقالةِ ابنِ بطالـةٍ وعُواءِ
خوف المهيمن ما أرى في قلبهمْ فارتْ عُيونُ تـمرُّدٍ وإبـاءِ
قد كنتُ آملُ أنهم يخشونهُ فاليوم قد مالوا إلى الأهواءِ
نَضَّوا الثياب ثيابَ تقوى كلُّهمْ ما بقي إلا لِبْـسة الإغـواءِ
هل من عفيف زاهد ٍ في حزبهمْ أو صالحٍ يخشى زمان جزاءِ
والله ما أدري تـقيًّا خائفًا في فِرقة قاموا لـهدم بـنائي
ما إنْ أرى غيرَ العمائم واللحى أو آنُفًا زاغت من الخيـلاءِ
لا ضيرَ إنْ ردّوا كلامي نخوةً فسيَنجَعَنْ في آخَـرين ندائي
لا تنظُـرَنْ عجبًا إلى إفتائهمْ غُسّ تلا غُسًّا بنَقْعِ عَماءِ
قد صار شيطان رجيم حِبَّهُمْ يمسي ويضحي بينهم لـلقاءِ
أعمى قلوبَ الحاسدين شرورُهمْ أعرى بواطنَهم لباسُ رِياءِ
آذَوا وفي سُبل المهيمن لا نرى شيئًا ألذَّ لنا من الإيذاءِ
ما إنْ أرى أثقالهم كجديدةٍ إني طليح السَّـفر والأعباءِ
نفسي كعُسْبُرةٍ فأُحْنِقَ صَلْبُها مِن حمل إيذاء الورى وجفاءِ
هذا ورَبِّ الصـادقين لأَجْتَنِي نِعم الجنى من نخلـة الآلاءِ
إنّ اللـئام يحقِّرون وذمُّـهمْ ما زادني إلا مقـام سَـناءِ
زَمَعُ الأناس يحملقون كثعلبٍ يـؤذونني بتحـوُّب ومُواءِ
واللهِ ليس طريقهم نهج الهدى بل مُنْيةٌ نشأت من الأهواءِ
أعرضتُ عن هذيانهم بتصامُمٍ وحسبتُ أن الشرّ تحت مِراءِ
حسِبوا تفضُّلَهم لأجل تصبُّري فعَلَوا كمِثل الدُّخِّ مِن إغضائي
ما بقِي فـيهم عِفّـةٌ وزهادةٌ لا ذرّةٌ مِن عيشةٍ خَشْناءِ
قعدوا على رأس الموائد مِن هَوًى فرّوا من البأساءِ والضرّاءِ
جمعوا من الأوباش حزب أراذلٍ فكأنهم كالخِثْيِ للإحماءِ
لما كتبتُ الكتب عند غُلوّهمْ ببلاغة وعذوبـة وصفـاءِ
قالوا قرأنا ليس قولاً جيّدًا أو قولُ عاربةٍ من الأدبـاءِ
عربٌ أقام ببيتـه مـتستّرًا أملَى الكتابَ ببكرة ومساءِ
اُنظُرْ إلى أقوالهم وتنـاقُضٍ سـلَب العنـادُ إصابة الآراءِ
طَورًا إلى عربٍ عـزَوه وتارة قالوا كلام فاسد الإمـلاءِ
هذا من الرحمن يا حزبَ العِدا لا فِعْل شاميٍّ ولا رفقـائي
أعلى المهيمنُ شأنَنا وعلومنا نبني منازلَنا على الجَـوزاءِ
خَلُّوا مقامَ المولـويّـةِ بعدَهُ وتَستّروا في غَيهَبِ الخَوقاءِ
قد حُدّدتْ كالمرهفات قريحتي ففهِمتُ ما لا فهمه أعدائي
هذا كتابي حازَ كلَّ بلاغـة بهَر العقولَ بنضرة وبهاءِ
الله أعطاني حدائقَ علمـهِ لولا العناية كنتُ كالسفهاءِ
إنـي دعوت الله ربًّا محسنًا فأرى عيونَ العلم بعد دعائي
إنّ المهيمن لا يُعِـزّ بـنخوةٍ إنْ رُمْتَ درجاتٍ فكُنْ كعَفاءِ
واللهِ قد فرّطتَ في أمري هوًى وأبيتَ كالمستعجل الخطّاءِ
الحُـرّ لا يستعجِلنْ بل إنهُ يرنو بإمعان وكشفِ غطاءِ
يخشى الكرامُ دعاءَ أهل كرامةٍ رُحمًا على الأزواج والأبناءِ
عندي دعاء خاطفٌ كصواعقٍ فحَذارِ ثم حذارِ مِن أرجائي
والله إني لا أريد إمامةً هذا خيالك مِن طريق خطاءِ
إنّـا نريد الله راحةَ روحِـنا لا سُـؤددًا ورياسة وعـلاءِ
إنا توكّلْـنا على خَلّاقنا معطي الجزيل وواهب النعماءِ
من كان للرحمن كان مكرَّمًا لا زال أهلَ الـمجد والآلاءِ
إن العدا يؤذونـنى بخـباثةٍ يؤذون بالبهـتان قَـلْبَ بَراءِ
هم يُذعِرون بصيحة ونعُدّهم في زُمرِ موتَى لا من الأحياءِ
كيف التخوف بعد قربِ مُشجِّعٍ مِن هذه الأصوات والضوضاءِ
يسعى الخبيث لِيُطفِئنْ أنوارَنا والشمس لا تخفَى من الإِخفاءِ
إن المـهيمن قد أتمَّ نـوالَهُ فضلاً عليّ فصرتُ مِن نُحلاءِ
نعطي العلومَ لدفعِ متربةِ الورى طالتْ أياديـنا على الفقراءِ
إن شئتَ ليست أرضُنا ببعيدة مِن أرضك المنحوسة الصَّيداءِ
صعبٌ عليك زمانُ سُؤْلِ محاسِبٍ إن متَّ يا خصمي على الشحناءِ
ما جئتُ مِن غير الضرورة عابثًا قد جئتُ مثلَ المُزْنِ في الرَّمْضاءِ
عينٌ جرتْ لعِطاشِ قومٍ أُضجروا أو مـاءُ نَقْعٍ طافِـحٍ لظِماءِ
إني بأفضال المهيمن صـادقٌ قد جئتُ عند ضرورة ووباءِ
ثم اللـئام يكـذّبون بخبثهم لا يقبَلون جوائزي وعطائي
كَلِـمُ اللئام أسنّـةٌ مذروبةٌ وصدورهم كالحَرّة الرَّجْلاءِ
من حارب الصدّيقَ حارب ربَّهُ ونبـيَّه وطوائـفَ الصلحاءِ
واللهِ لا أدري وُجوهَ كُشاحةٍ مِن غير أن البخل فارَ كماءِ
ما كنتُ أحسَب أنهم بعداوتي يذَرون حُكْمَ شريعةٍ غـرّاءِ
عـاديتُـهم للهِ حين تلاعبوا بالدِّين صوّالين مِن غُلواءِ
رُبِّـبْـتُ مِن دَرِّ النبيِّ وعينِهِ أُعطيتُ نورًا من سراجِ حِراءِ
الشمس أُمٌّ والهلال سلـيلُها ينمو وينشأ مِن ضياء ذُكاءِ
إني طلعتُ كمثل بدرٍ فانظروا لا خير في مَن كان كالكَهْماءِ
يا ربّ أيِّدْنا بفضلك وانتقِمْ ممّن يـدُعُّ الحقَّ كالغُثّـاءِ
يا ربّ قومي غلَّسوا بجهالةٍ فارحَمْ وأنزِلْهم بدار ضياءِ
يا لائمي إن العواقب للتُّقى فاربَأْ مآلَ الأمر كالعقلاءِ
اللهُ أيّدنـي وصافى رحمةً وأمدّني بالنعم والآلاءِ
فخرجتُ مِن وَهْدِ الضلالة والشقا ودخلتُ دار الرشـد والإدراءِ
واللهِ إن الناس سَقـطٌ كُلّهم إلا الذي أعطـاه نعمَ لقاءِ
إن الذي أروى المهيمنُ قلبَهُ تـأتيه أفواج كمـثل ظِماءِ
ربّ السـماء يُعِزّه بعنايـة تعـنو له أعـناقُ أهل دهاءِ
الأرض تُجعَل مثلَ غلمان لهُ تـأتي له الأفلاك كالخدماءِ
مَن ذا الذي يُخزي عزيزَ جنابِهِ الأرض لا تُفني شموسَ سماءِ
الخَلْقُ دودٌ كلهم إلا الذي زكّاه فضلُ الله مـن أهـواءِ
فانهَضْ له إن كنتَ تعرف قدرهُ واسبِقْ ببذل النفس والإعداءِ
إن كنت تقصد ذُلَّه فـتُحقَّرُ وستَخْسَأَنْ كالكلب يوم جزاءِ
غلبتْ عليك شـقاوةٌ فتحقِّرُ مَن كان عند الله من كرماءِ
صعبٌ عليك سراجنا وضياؤنا تمشي كمشي اللُّصّ في اللَّيلاءِ
تهذي وأَيْـمُ اللهِ ما لك حيلة يومَ النشور وعند وقت قضاءِ
برقٌ من المولى نريك وميضَه فاصـبر كصبر العاقل الرَّنّاءِ
وأرى تغيُّظَكم يفور كلُجّةٍ موج كموج البحر أو هَوجاءِ
واللهِ يكفي مِن كُماةِ نضالِنا جَـلدٌ من الفتـيان للأعداءِ
إنا على وقت النوائب نصبرُ نُزجي الزمانَ بشدّة ورخاءِ
فِتن الزمانِ ولدنَ عند ظهوركمْ والسَّيل لا يخلو من الغُثّاءِ
عُـفْنا لُقِيّاكم ولا أسـتكرهُ لو حلَّ بيتي عاسِلُ البَيداءِ
اليوم أنصحكم وكيف نصاحتي قومًا أضاعوا الدين للشحناءِ
قُـلنا تعالوا للنضال وناضِلوا فتَكنّسوا كالظبي في الأفلاءِ
لا يبصرون ولا يرون حقيقةً وتَهالكوا في بخلهم ورياءِ
هل في جماعتهم بصيرٌ ينظرُ نحوي كمثل مبصّر رنّاءِ
ما ناضـلوني ثم قالوا جاهلٌ اُنظُـرْ إلى إيذائِهم وجفـاءِ
دعوى الكُماةِ يلوح عند تقابُلٍ حدُّ الظُباتِ ينير في الهيجاءِ
رجلٌ ببطـنِ “بَطَالة” بَطّالةٌ تغلي عداوته كـرعدِ طَخاءِ
لا يحضر المضمارَ مِن خوفٍ عرَا يهذي كنسوان بحجب خفاءِ
قد آثر الدنيا وجِيفةَ دَشْتِها والموت خير من حياة غطاءِ
يا صيدَ أسيافي إلى ما تأبِزُ لا تُنجِينّك سيرةُ الأطلاءِ
نجسّتَ أرضَ “بطالة” منحوسة أرض محربِـئةٌ من الحِرباءِ
إني أريدك في النضال كصائدٍ لا يـركَنَنْ أحـد إلى إرزاءِ
صدرُ القناة ينوش صدرَك ضربُهُ ويريك مُـرَّاني بحارَ دماءِ
جاشت إليك النفس من كلماتنا خوفًا فكيف الحال عند مِرائي
أُعطيتُ لُسْنًا كاللقوع مُروِّيًا وفصيلُها تأثـيـرهـا ببهاءِ
إن شئتَ كِدْ كلَّ المكائد حاسدًا البدر لا يغسو بلَغْـيِ ضِـراءِ
كذّبتَ صدّيقًا وجُرْتَ تعمّدًا ولئن سطا فيُريك قعرَ عَفاءِ
ما شمَّ أنفي مرغمًا في مشهدٍ وأثَرتُ نقعَ الموت في الأعداءِ
واللهِ أخطأتم لنكبةِ بَخْتِكمْ باريتُـمُ ابنَ كريهـةٍ فَجّاءِ
إني بحقدك كلَّ يوم أُرفَـعُ أنمى على الشحناء والبغضاءِ
نلنا ثـريّاءَ السماء وسَمْكَهُ لـنردّ إيـمانًا إلى الغبراءِ
اُنـظُرْ إلى الفـتن التي نيرانها تُجري دموعًا بل عيون دماءِ
فأقـامني الرحمن عند دخانها لفلاح مُدّلجين في اللـيلاءِ
وقد اقتضتْ زفراتُ مرضَى مقدمي فحضرتُ حمّالاً كئوسَ شفاءِ
لما أتيتُ القوم سبُّوا كالـعدا وتخيّروا سُبل الشقا بـإبـاءِ
قالوا كذوب كَيْذُبانٌ كذبةٌ بل كافـر ومـزوِّر ومُراءِ
مَن مُخـبِرٌ عن ذلّتي ومصيبتي مولاي خَتْمَ الرسل بحرَ عطاءِ
يا طيّبَ الأخلاق والأسماءِ أفأنت تُـبـعدنا من الآلاءِ
أنت الذي شغَف الجَنانَ محبّةً أنت الذي كالرُّوح في حَوبائي
أنت الذي قد جذب قلبي نحوه أنت الذي قد قام للإصباءِ
أنت الذي بوداده وبحـبّـهِ أُيِّـدتُ بالإلهام والإلـقاءِ
أنت الذي أعطى الشريعة والهدى نجّى رقاب النّاس من أعـباءِ
هيئات كيف نفرّ منك كمفسدٍ روحي فدَتْك بلوعـةٍ ووفاءِ
آمنتُ بالقرآن صُحفِ إِلهنا وبكل ما أخبـرتَ من أنباءِ
يا سيدي يا موئـلَ الضعفاءِ جئناك مظلومين من جهلاءِ
إنّ المحبّة لا تضاع وتشترى إنّا نحبّـك يا ذُكاءَ سخاءِ
يا شمسَنا انظُرْ رحمةً وتحـنّنًا يَسْعَى إليك الخلق للإركاءِ
أنت الذي هو عينُ كلّ سعادةٍ تَهوي إليك قلوب أهل صفاءِ
أنت الذي هو مـبدء الأنوارِ نوَّرتَ وجه المدن والبيداءِ
إني أرى في وجهك المتهللِ شأنًا يفوق شؤونَ وجهِ ذُكاءِ
شَمْسُ الهُدى طلعتْ لنا من مكّةٍ عين الندا نبَعتْ لنا بحِـراءِ
ضَاهَتْ أَياةُ الشمس بعضَ ضيائهِ فإذا رأيتُ فهاجَ منه بـكائي
نَسْعى كَفِتْـيانٍ بدينِ مُحَمَّدٍ لَسْنَا كرجُلٍ فاقِـدِ الأعضاءِ
أَعْلَى المهيمِنُ هِممنا في دِينهِ نَبني مَنَـازِلـنا على الجوزاءِ
إنا جُعِـلْنا كالسيوف فندمَغُ رأس اللـئام وهامة الأعداءِ
ومِنَ اللئام أرى رُجَيلاً فاسقًا غُولاً لعينًا نُطفـة السُّفهاءِ
شَكسٌ خَبيثٌ مُفْسِدٌ ومزوّرٌ نَحْسٌ يُسمَّى”السَّعْد” في الجهلاءِ
ما فارقَ الكفرَ الذي هو إرثهُ ضاهَى أبَـاه وأُمَّـه بعـماءِ
قد كان مِن دُود الهنُودِ وزَرعهم مِن عَبدة الأَصْـنَام كالآباءِ
فالآن قد غلَبتْ عليه شقاوةٌ كانت مُبِـيـدةَ أُمِّه العمياءِ
إني أراه مُكذِّبًـا ومكفِّـرًا ومحقِّرًا بالـسـبّ والإزراءِ
يُؤذِي فما نَشكو وما نَتَأَسّفُ كَلْبٌ فيَغْـلِي قلبـه لِعُـواءِ
كحَل العنادُ جفونَه بعَجاجةٍ فالآن مَـن يحميه من أقذاءِ
يا لاعِني إنّ المهَيمِـن يَنْظرُ خَفْ قهرَ ربّ قادر مولائي
الحق لا يُصلَى بنار خديعةٍ أَنَّى مِن الخفّاش خسرُ ذُكاءِ
إني أراك تميس بالـخُيَـلاءِ أنَسـيتَ يوم الطعنة النَّجْلاءِ
لا تتّـبِعْ أَهْواءَ نفسِك شقوةً يلقيك حُبُّ النفس في الخَوقاءِ
فرسٌ خَبيثٌ خَفْ ذُرَى صهواتِهِ خَفْ أن تزلّك عدوُ ذي عدواءِ
إنّ السُّـمُوم لَشَرُّ ما في العَالمِ ومِنَ السُّموم عَداوةُ الصلحاءِ
آذَيـتَنى خبثًا فلَسْتُ بصادقٍ إنْ لم تَمُتْ بالخزي يا ابنَ بغاءِ
الله يُخزي حزبَـكم ويُعزّني حتى يجيء الناس تحت لوائي
يا ربَّنا افْتَحْ بيننَا بكرامةٍ يا مَن يرى قلبي ولُبَّ لِحائي
يا مَن أرى أبوابه مفتوحة لِلسَّائليـن فلا تـرُدّ دعائي

(من كتاب مكتوب أحمد – أنجام آتهم)
يمكن تحميل الكتاب بالضغط هنا

About مرزا غلام أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام

View all posts by مرزا غلام أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام

One Comment on “قصيدة علمي من الرحمن ذي الآلاء”

Comments are closed.