الوعظ لترك شرب النرجيلة وغيرها:

قال المسيح الموعود عليه السلام: ورد في الحديث “مِن حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه“.. ويدخل في هذه الأشياء “البان” والنرجيلة والتبغ والأفيون وغيرها.

تجنُّبُ المرء هذه الأشياء يجعل حياته بسيطة جدًا، وحتى لو افترضنا جدلاً أنها عديمة الضرر، إلا أن من أضرارها أنها تُلقي الإنسان في اختبار شديد ومشاكل جمّة، فمثلا لو سُجن وجَد الخبز في السجن، ولكنه لن يجد ولن يُعطَى البنج ولا الأفيون ولا ما شابههما، أو لو ذهب في مكان يكون مثل السجن فأيضا يعاني عناء كبيرا.

على المرء ألا يدمّر صحته من أجل متعة تافهة.

ما أروعَ ما حكمتْ به الشريعة حيث اعتبرت هذه الأشياء الضارّة مضرّةً للإيمان أيضًا، وعلى رأسها الخمر. لا جرم أن هناك عداءً بين المسكرات والتقوى، ومِن أكبرها ضررًا هو الأفيون، حيث إن ضرره أشدّ من ضرر الخمر طبيًا، إذ يدمّر كل القوى التي قد خُلق بها الإنسان. (جريدة “بدر”، 10 / 7 / 1902 ص 3 )

التبغ:

قال المسيح الموعود عليه السلام: نحن لا نعدّه في المسكرات، لكنه شربه عمل لغو، وقد قال الله تعالى عن المؤمنين: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ). غير أن الطبيب لو وصفه علاجًا لأحد فلا مانع من استعماله، أما شربه هكذا فلغوٌ وتبذير. ولو كان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم لكرهه ولما أحبهه لأصحابه. (جريدة “الحكم ” 24 / 3 / 1903 ص 7 )

قُرئ في مجلس المسيح الموعود عليه السلام منشور بالإنجليزية عن أضرار التبغ، حيث ورد فيه أن استعمال التبغ سببُ كل الأمراض، وكانت هناك مبالغات في ذمّ التبغ، فقال المسيح الموعود عليه السلام: انظروا الفرق الشاسع بين قول الله وقول المخلوق، فإن الله تعالى حين بيّن أضرار شيء ذكَر معه منافعه أيضا، إذ ليس هناك شيء إلا ويوجد فيه بعض المنافع أيضا، ولكن انظروا إلى علوم الناس، حيث يبالغون في بيان أضرار بعض الأشياء بحيث لم يذكروا أي نفع للتبغ.

لا شك أن الشرع لم يذكر شيئًا عن التبغ، ولكننا نعدّ استعماله مكروهًا، إذ لو كان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم لمنع من استعماله. (جريدة بدر، 24 / 7 / 1903 )

وقال المسيح الموعود عليه السلام عن التبغ: إنه ليس مثل الخمر، حيث لا يدفع الإنسان إلى الفسق والفجور، ولكن من مقتضى التقوى أن يكرهه المرء ويتجنبه، إذ تخرج من فم شاربه رائحة كريهة، كما أن إدخال الدخان وإخراجه من الفم منظر بغيض. لو كان التبغ في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم لما سمح باستعماله. إنه عمل سخيف ولا فائدة منه، غير أننا لا نُدْخِله في المسكرات، ولو استُخدم على سبيل العلاج فلا نمنع من ذلك. أما غير ذلك فهو تبذير للمال. إنما صاحب الصحة الجيدة مَن لا يركن في حياته على شيء كهذا. (جريدة “بدر” 3 / 4 / 1903 ص 83 )

النرجيلة

قال المسيح الموعود عليه السلام: يمكن أن يتًرك الإنسان ما اعتاده إذا كان مؤمنا حقا.

هناك كثيرون في العالم الذين تركوا عاداتهم القديمة. هناك بعض الناس الذين ظلوا يشربهن الخمر طوال الحياة، ولكنهم تركوه في شيخوختهم دفعة واحدة مع أن ترك أي عادة في الشيخوخة يسبب الأمراض، ولكنهم شُفوا أيضا بعد أن مرضوا قليلا بسبب

تركها. إنني أمنع من شرب النرجيلة وأعتبرها غير جائزة، إلا إذا كان هناك اضطرار. إنه عمل لغو يجب أن يتجنبه الإنسان. (بدر، 28 / 2 / 1907 ، ص 10 )

في 29 / 5 / 1898 نشر المسيح الموعود عليه السلام إعلانا ملخصه: بلغتني شكوى ضد بعض أبناء جماعتي الذين كانوا لا يحضرون الصلوات الخمس، وبعضهم كانوا يأتون في مجالسهم أعمالاً منكرة كالاستهزاء والسخرية وشرب النرجيلة ولغو الكلام، وشُكّ في بعضهم أنهم غير ملتزمين بالمبادئ المقدسة للصلاح والورع، ولذلك قد طردتهمُ من قاديان بلا تردد، لكي لا يسببوا العثار للآخرين. إن ترك شرب النرجيلة عمل محمود، لأن شاربها يخرج من فمه رائحة كريهة. كان والدنا المرحوم يردد بيت شعر كان قد قرَضه في بيان ضرر شربها. (الفتاوى الأحمدية، مجلد 2 ، ص 59 )

التدخين للتداوي:

سأل شخص قائلا: سمعنا أنك حرمتَ شرب النرجيلة، فقال المسيح الموعود عليه السلام: نحن لم نصدر أي حكم بأنّ التدخين حرام كحرمة أكل لحم الخنزير وشرب الخمر، غير إنه عمل لغو يجب على المؤمن تجنّبه. أما الذي يشربه مضطراً كعلاج طبي فلا حرج عليه. (جريدة بدر 2 / 4 / 1903 ، ص 82 ، و 23 / 7 / 1903 ، ص 88 )

الخمر:

قال المسيح الموعود عليه السلام: من الخطأ القول أن الكفار يتمتعون بالراحة الحقيقية.

إن القائلين بذلك لا يعرفون كيف أنّ هؤلاء القوم قد أصبحوا عبيدا للخمر وما شابهها من المسكرات، وكم هم ضعيفو الهمم . لو كانت عندهم طمأنينة وسكينة فلماذا ينتحرون؟ إن المؤمن لا ينتحر أبدا. المشهور عن الخمر وغيرها من المسكرات أنها تقضي على الذموم في الظاهر، ولكن أكبر ما يقضي على الذموم ويهب الراحة والسكينة هو الإيمان الصادق. والمؤمن هو الذي قال الله فيه: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ). (الحكم 17 / 8 / 1902 ، ص 6 )

ضرورة الكفّ عن تعاطي البنج والجرس والأفيون وغيرها من العادات السيئة، والوفاء بعهد البيعة والثبات عليه

قال المسيح الموعود عليه السلام: كثير من الناس لا يعرفون حقيقة البيعة، فتَذكروا أنكم قد تُبتم اليوم مقرّين أمام الله تعالى بذنوبكم السابقة، وعاهدتموه على أنكم لن تأتوا أي صغيرة ولا كبيرة في المستقبل. هذا هو العهد والإقرار الذي عاهدتم الله على يدي، لذلك يجب عليك أن تتجنبوا هذه الذنوب قدر وسعكم وعقلكم بحسب إقراركم وعهدكم. ذلك أن هذا الإقرار له تأثيران، فمن يعمل به، يورثْه الله أفضاله في الحياة، ويُنزل الله عليه رحمته حسب وعده، وأما من ينكث هذا العهد وينقض هذا الإقرار فيستحق عذاب الله، لأن نقضه عهده وإقراره مع الله تعالى يعني إنه يسيء إليه سبحانه وتعالى. وترون في الدنيا أن من نقض عهده أُدين بجريمة نقض العهد وعوقبَ، كذلك من عاهد الله عهدًا ثم نقضه أصبح مجرما عنده تعالى وعوقب. فإقراركم في هذا اليوم يوم الجمعة بتجنب الآثام عهد عظيم، لإنه أساس الرحمة أو العذاب. إذا ترك شخص لوجه الله تعالى كل هذه الأمور التي اعتادها والتي تؤدي إلى عصيانه وسخطه، استحق رحمة عظيمة.

إن إصلاح العادات أمر صعب جدا، كما يصعب على متعاطي الأفيون والخمر والكذب وغير ذلك من العادات. هذا الأمر ليس سهلا إلا لمن شمله فضل الله تعالى.

كذلك من اعتاد ارتكاب معصية مدة طويلة من عمره، صعب عليه جدًا تركها مثل صعوبة ترك الأفيون والجرس والبنج وغيرها لمن يتعاطاها. ولا يمكن أن يترك المرء عادته من دون أن يتأذى، ولكنه لو تحمل الأذى تمكّنَ مِن تركها ونال الراحة. ثم إن هناك مشكلة أخرى، بأن من يتعاطى الأفيون أو الخمر أو غيرهما من المسكرات لا يحبه أهله، ويريدون منه أن يتركها، لإنه كلما تعاطى هذه المسكرات غفل عن كسب معاشه وتكاسل عنه، فيسخط عليه أهله وأولاده وآباؤه ويسعون جاهدين لكي يتركها. (الفتاوى الأحمدية، مجلد 2 ، ص 59 – 61 )

الحثّ على تجنب كل نوع من المسكرات

أيها العقلاء، الدنيا ليست خالدة، فانتبِهوا وعودوا إلى الصواب، واتركوا كل طريق أعوج، واتركوا كل مسكر. ليست الخمر وحدها تدمّر الإنسان، بل إن الأفيون والغنجا والجرس والبنج والتاري وما شابهها من مسكرات يعتادها.. كلها تخرّب العقل وتدّمره في النهاية، فاجتنبِوها.

إني لا أفهم لماذا تتعاطون هذه الأشياء التي تتسبب سنويًا في موت آلاف الذين يتعاطونها مثلكم. إن الأضرار التي ألحقتْها الخمر بأهل أوروبا، إنما سببها أن عيسى عليه السلام كان يشربها، ربما لمرض مزمن أو بسبب عادة قديمة، أما أنتم أيها المسلمون، فكان نبيكم مصونا ومعصوما من كل مسكر، كما كان نفسه معصوما في الواقع. فمَن ذا الذي تتّبعونه وأنت تسمّون أنفسكم مسلمين؟ القرآن لا يحلّ الخمر كالإنجيل، فبأيّ وجهٍ تُحلون تعاطيها؟ هل تظنون أنكم لن تموتوا. (الفتاوى الأحمدية، مجلد 2 ص 71 )

About مرزا غلام أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام

View all posts by مرزا غلام أحمد الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام